المقدم
كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...
العربية
المؤلف | عاصم محمد الخضيري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إنه؛ إذا فقدت الرقابة الصحيحة على الأبناء فلن تنتظر من شيطان يجري في كل عرق من عروق أبنائك أن يضخ فيه معاني الرقابة الذاتية، إنه؛ إذا فُقدت الرقابة الصحيحة على الأبناء، ولم تُقَنَّنْ دواعي استعمالِ ما يقع من أيديهم من أجهزة، فَسَيَسْبِق السيفُ العذَلَ، ونقول: الصيف ضيعت الأخلاق! وإذا ضاعت الأخلاق فقل: حي على الصلاة، ثم كبر تكبيراتك الأربع على مَن ضيعوها وكانوا سببا في ضياعها!.
الحمد لله.
خالق الخلقِ من عدم..
كاسي العظم من لحم ودم..
بارئ النسم..
في العالمين جوده وفضله سرى وعم..
فوق السما عُلاه، تقدس العلا عن عاب وذم..
له الرجا والخوفُ والحب ومنه فائض الكرم..
إلهُنا أنت ولولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، ولا إليك جهرة وخلوة لجأنا، ولا أفضنا الذكر فيك واصطفينا.
أشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الطول والفضل والإنعام والنعم, وأشهد أن محمد بن عبدِ الله عبدُ الله ورسوله، صلى الله عليه:
ما صلى عليه بكل آونة فمُ..
ما سبحت رحمانَها فوق السماء الأنجمُ
والآلِ والصحبِ ثم التابعينَ لهم | ما أومض البرق مجتازاً على الظُّلَمِ |
أما بعد: في عصر الوحشة والخوف، وعصر الزيف والحيف، في عصر العواء والنعيب، والإخاء المريب، في عصر الضحكاتِ الصفر، والقلوب السودِ، والأعينِ الحمر، لن يجد المرء بدا من أن يخشى على نفسه من نفسه!.
في عصر كل هذه التناقضات العاصفات، والتقلباتِ الموحشات، سوف لن يجد المرء بدا من أن يخشى على نفسه من نفسه!.
في عصر الصفاء الأغبر، والعجَاجِ الأكدر، والعِثْيَر فوق العثير، لن يجد المرء بدا من أن يخشى على نفسه من نفسه.
في زمن فجره كاذب، ونورُه غَلس مُعتم، وصُبحه إمساء، وبرقه خُلب، وسحابه جهام، فيه لن تجدَ بدا من أن تخشى على نفسك من نفسك!.
زمنٌ لن تجد لما أصابه تفسيرا، ولا تحفل بحذامِ فلن تجدَ عندها ما تصدقه، وما لِبَنِي لِهبٍ فيه من علم، وما عندَ قسِّ بنِ ساعدةَ إلا كما عند باقل! وأما جهينة؛ فجهينةُ عندها الخبر الكذوبُ! لا تعجب، ولا تعجب: فــهذه
الليالي من الزمان حُبالى | مثقلاتٌ يَلِدْنَ كُلَّ عجيبِ! |
إنه زمن الغربةِ الأخيرة، والهوةِ الكبيرة الخطيرة، زمنٌ عجيب في عيون العجائبِ، في زمن لن تعجبَ فيه من مسلم ينامُ ليله ليجدَ نفسه ذات صباحٍ خالعا رِبقة الإسلام، ولن يأخذك العجبُ أن تراه يصبحُ مؤمنا ليجد نفسه ذات مساء وقد تسربل بالنفاق، في زمن لن تعجبَ فيه من أقوام أهونُ ما على أحدهم أن يبيع دينه بعرض من دنياه، لا تعجب! فما استبقى لك زمنك من عجب؟!.
ولكني أدعوك لأن تقول: اللهم إني أعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْر، وسوءِ المنقلب، ووعثاء السبيل، فمن الذي يأمنُ والطريق شائكة؟ ومن الذي يسلم والسلامة ما إن تُباع بأنفس الأثمان؟.
زمَنٌ يستحيل أن يجد المـر | ءُ له في الطريق ورداً وشيحا |
هذه الطُرْقُ -يا أخي- موغلاتٌ | لن ترى فيها آمنا مستريحا! |
تَعَبٌ كُلُّها الحياةُ فما أعـــ | ــجــبُ إلَّا من راغبٍ في ازديادِ! |
لما خلق الله الخلق ابتلاهم، وهل خلقهم إلا ابتلاء؟ ابتلاهم بأنفسهم، وابتلاهم بفلذة أنفسهم، أكبادِهم التي تمشي على الأرض.
إن أعظم ما ابتلي فيه الإنسان بعد ابتلاء خلق الله له هو ابتلاؤه بمن كان سببا في خلق الله لهم، وهم ذريته ورعيته، يا له من اختبار! ويا لها من فتنة! مجيئهم بشرى، وحبهم بلوى، وليس للوعة فقدهم سلوى!.
أرأيت اختصارا لتصوير حقيقة الحب الفطري لهم من قول الله -تعالى-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف:46]؟.
ثم هل رأيت اختصارا لتصوير حقيقتهم من قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن:15]؟.
إنهم زينة، ولكنهم فتنة، وهم زينة؛ ولكنهم لهو وتفاخر، بقدر ما وصف الله نعمته على الناس بهم حذر عباده منهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون:9].
هم هكذا في كل زمان ومكان:
أولادُنا أنتُمْ لنا فِتَنُ | وتفارقونَ فأنتُمُ مِحَنُ |
اللهُ أوجدَكُمْ لنا عظةً | هل نهتدي أم نحن ننفتِنُ؟ |
هم هكذا في كل زمان ومكان، بيننا، أولادنا،
نخشى عليهمْ من نسيمِ هواءِ | أوْ طَرْفةٍ أو قطرةٍ مِن ماءِ |
ولو هبَّتِ الريحُ على بعضِهِمْ | لامْتَنَعَ الجفْنُ عَنِ الغَمْضِ |
وما همُ إلَّا كالجوارِحِ أيُّها | فقدْناهُ كان الفاجعَ البيِّنَ الفَقْدِ |
إني لست بمفترٍ على الحقيقةِ إنْ قلتُ إن هذا الزمن هو زمن الاستثناء للابتلاء الحقيقي بالأبناء! إني لست بمفتر على الحقيقة إن قلت إن هذا الزمن هو زمن الفتنة بهم ولهم ومنهم، إني لست بمفتر على الحقيقة إن قلت: مرت أجيال وأجيال، كان فيها أحدنا لا يخاف على أبنائه إلا من عدوة ذئب، أو غدرة لص، أو مرض معدٍ مميت.
لقد مرت أجيال وأجيال كان فيها أصحابها لا يخشون على أبنائهم إلا شُح لقمة يسدون بها أفواه أبنائهم، وإذا ما وجدوها فسل عن سعة الدنيا التي في صدورهم! مَر على الناس زمان كان همُّ أحدهم لقيماتٍ يقيم بهن صلب من يعول، فإذا وجدها فكأنما حيزت له أملاك السماء بحذافيرها، مرت على الناس حقب وأزمان لم يكن همُ أحدهم عن الطريقة المثلى لتربية أبنائه، إنما عن الطريقة المثلى لجلب القوت الحلال، مر على الناس زمان كان سن التمييز للابناء هو الكد، والحلب والصر، وسقي الزرع، واستخراج الماء، واحتلاب الشياه!.
لم يحملوا في صدورهم قلقا أن تَختطف أبناءَهم شذوذاتُ عصرنا، وزيغُ إعلامنا، وجنونُ القرنِ الواحدِ والعشرين! لم يحملوا في صدورهم قلقا أن تفتنهم محاريبُ إبليس في كل زمان ومكان! لم يحملوا في صدورهم قلقا أن تجرفهم بقايا التيار الأسود!.
رحم الله زمانا أطلع أبناء لم تلتحفْهم أكسيةُ السوء، ولم يهيموا في مغارات الهوان، ولم يتردوا مع ما أكل السبع!.
أي زمن نحن الذي فيه لنُغزى في أولادنا، ونغزى في كل مكان من بيوتنا؟ أي زمن نحن الذي فيه لنُغزى في أجلِّ ما نملك؟ أي زمن نحن الذي فيه والأمكنة الضيقة في البيوت تتحول إلى عولمة نُسيَّر فيها رغما عنا؟ أي زمن نحن الذي فيه والبقعة الضيقة من مساحة الدار يطير فيها الابن إلى فضاءات لا يعلمها رب الدار، ولا عالمَ، إلا الجبار؟ أي زمن هذا الذي سلب أولادنا منا، فأصبحت هذه التقنيات تُشكل صبغته، وتعجنه حيثما تريد، ولا نريد؟ أي زمن هذا الذي أصبح أولياء الأمور فيه لا حكم لهم برعيتها، ولا سلطة ولا قرار؟.
سُلب تأثير الولي فأصبح عاجزا عن بث ما يريد من معاني الإسلام وقيمه في قلب ولده. أي زمن سحب البساط من ولي الأمر ليجعل الولدُ من نفسه وليا للأمر.
إن زمنا كهذا تهارشت فيه كلابُ الأخلاق المسعورة عبر التقنية، فأصبح الابن يشاهدُ كلما يُشعل زنادَ شهوتِه وهو بين أمه وأبيه، ولن يُكلفَ نفسه للذهاب إلى الحانات والبارات، وحوانيت بيع الأخلاق، إنه بمجردِ أن تقع في أيدي الولد من ابن وبنت تلك التقنيةُ ويُفتح له مِصراعُ التحكم بها يصبح حينها كائنا آخر، تتغير أخلاقه، وتتبدل طباعه، وتتشكل صفاتُه الخلقيةِ والخُلقيةِ!.
إنه؛ إذا فقدت الرقابة الصحيحة على الأبناء فلن تنتظر من شيطان يجري في كل عرق من عروق أبنائك أن يضخ فيه معاني الرقابة الذاتية، إنه؛ إذا فُقدت الرقابة الصحيحة على الأبناء، ولم تُقَنَّنْ دواعي استعمالِ ما يقع من أيديهم من أجهزة، فَسَيَسْبِق السيفُ العذَلَ، ونقول: الصيف ضيعت الأخلاق! وإذا ضاعت الأخلاق فقل: حي على الصلاة، ثم كبر تكبيراتك الأربع على مَن ضيعوها وكانوا سببا في ضياعها!.
هذا العالم اليوم يموج بالردى وتسليع الأبناء، وبثِّ الشهوات في كل جهاز! إن أي جهاز، قادرٌ على أن يُحول منظومة الأخلاق الكبيرة التي حفرت أخاديدها في روح ولدك سنوات وسنوات، وقادرٌ أن يهدم سلالة بنيتها بيديك، لتقول: واحسرتاه على ما فرطت في جنب الله فيهم!.
إنه لا جديد، فهذه الأجهزة كما عُهدت في الزمن القريب، ولكنها في كل يوم تتحدث ليصبح البعيد بها قريبا، والعسير فيها يسيرا، والصعب سهلا.
وأيم الله! إني لأرى وترون أيَّ أثر شكلت في نفوسهم، سأحدثكم عنه، سأحدثكم؛ ولكن سأهمس الهمسة الأخيرة لهذه الخطبة وأقول:
وإذا أصيبَ القومُ في أعْراضِهِمْ | فأقِمْ عليهمْ مأتَمَاً وعويلا |
أستغفر الله لي ولكم من كل خطيئة فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والعاقبة للمتقين، وأشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: روت العرب قديما أن رجلا قتل غلام رجلٍ، ثم لما قتله سلب ثيابه، وكانت على الغلام بُردة فأخذها القاتل ثم لبسها، ففزِع والد القتيل باحثا عن ابنه في كل مكان، ولكن أنى وهيهات وقد هيلت عليه أطباق الثرى!.
مر زمن على الوالد المكلوم، ولم يزل فقدُ ابنه يعمل في نفسه، أيُّ فجيعة أن تفقد أجل ما تملك، وأن ينتزِع مجهولٌ قطعةً من جسدك.
مر زمان فرأى والد القتيل رجلا في الحرم وقد لبس بردة تشبه بردة ولده، فاقترب منها، فقال الوالد للرجل: ما أحْسَنَ هذه البردة! من أي سوقٍ من أسواق العرب ابتعتها؟ فقال الرجل مفتخرا: إني لم أبتعها، ولكني رأيتها مع أحد الغلمان في ذات طريق فقتلته ثم سلبت بردته، فهذه من زمن ذاك!.
انقدحت في عين الوالد شرارةُ الثأر، ثم سل من بعدها شرارةَ سيفه، ثم هزه مُصلتا ليقتل الرجل؛ فقال القاتل: أفي حرم الله؟ فقال الوالد: في حرم الله؛ ثم أغمد سيفه في رأس الرجل، لتقوم حوله الأعراب وتلومه على قتله في الحرم،
فقال قولةَ حَقٍّ أصْبَحَتْ مَثَلَاً *** وَأَصْبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرْوِيهَا:
"سَبَقَ السيفُ العذَلَ".
"سَبَقَ السيفُ العذَلَ".سبق السيفُ العتاب! هذا المثل نحن أحق بصاحبه منه، إنه؛ لو كان قتلُ الأولاد حزا بالسيف لكان ذلك أهونَ من أن يُقتلوا بخناجر الردى الأخلاقي، ومُصلتاتِ حزِّ الأعراض، ثم ليقال لنا بعدها: سبق السيف العذل! إنه لا كرامة لابنك أيها الولي حين تسنّ سيوف المقاطع المرئية شفرتها على ابنك وبنتك ثم لا ينفع بعد السيف عذَلُك!.
يحرق قلبي ما أرى من آثار الغزو التقني السلبي في أبناء المسلمين، ولا من عائلٍ ولا رقيب ولا ولي يطوِّعها للخير وفعل الخير...
يمزّق قلبي وذاك الرجل يأتي إلي ليحدثني أن ابنه قد بِيع عرضُه بثمن بخس، يمزق قلبي وذاك الرجل يأتي وقد أثقلته عبراته، يهدهدها ويتجلد ليقول: إني ما كنت أعلم أن ابني الصغير بيع عرضه مائة مرة لياتي إليَّ بعدها في المرة الواحدة بعد المائة ليبلغني بمصيبته وعرضه المنهوب! ولما سألته بعد تطمين: ومن الفاعلُ الناهب؟ يفجؤني بأنه صديقه الفلاني، الذي لايكبره بشيء،
أي شيء هم؟ صغار لم يبلغوا العاشرة، عبثوا في المرة الأولى، ثم تحول العبث إلى إدمان وسُكر،
أي شيء ميعهم؟ وضيعم؟ إنه ضحية الإهمال، والثقة المفرطة الغبية!.
حين سألته: ما هي الشرارة الأولى لكل ماحدث؟ يجيب: إن السبب هو أحد الأجهزة الصغيرة التي اشتريتها له بعدما ألجأني لشرائه بحجة اللعب! ليصبح بعدها استثمارا حقيقيا لتمرير المشاهدات السيئة وتعلمِها، وليحدث كلُّ ما حدث!.
إن هذا الولي هو براقش التي جنت على نفسها! إنه مثَلٌ حي يحدث كل يوم، في كل مدرسة وشارع وبيت، ولن أقول: هلك الناس لأكون أهلكَهم، ولكنها الحقيقة المرة!.
حين يُترك الغارب في رقاب الأولاد فإننا حتما سنقول: سيسبق السيف العذل! حين تكون لقمةُ العيش أعظمَ همّا من لقمة الشرف الأخلاقي فسيأتي اليوم الذي يسبق السيف فيه العذل، حين يذهب الولي لعمله النهاري والليلي زاعما أنه يثق في أولاده، وأنهم لن يخوضوا كما خاض غيرهم، وأن طينتهم التي خلقوا منها ليست كطينة سواهم، فإننا حتما سنقول: سيسبق السيف العذل، وسيسبق لا محالة، وربك المستعان!.
حين لا يعرف الوالد صحبة ولده، ولا من يخالطون، ولا يعرف مافي أيديهم من أجهزة لم تقنن، ولم تهذب لتصبح صالحة لاستعمالهم، فإني أخشى من ذلك اليوم، من يوم يقول فيه الولد لأبيه:
كفى لوما أبي أنْتَ المــُلامُ | كفاكَ فلم يعُدْ يُجدي الكلامُ |
بأي مواجعِ الآلام أشكـــــو | أبي من أين يُسعفني الكــــلام |
تخاصمني على أنقاض طهري | وفيك اليومَ -لو تدري- الخصام |
زرعتَ الشوكَ في دربي فأجرى | دمَ الأقدام وانهدَّ القوام |
جراح الجسم تلتئم اصطباراً | وما للعرض إنْ جُرح التئام |
أيها الولي: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"،
كن قدوة حسنة بقرب أولادك فإنك كالعود، فقوم نفسك؛ فلايستقيم الظلُّ والعودُ أعوج! كن بقربهم وسدد وقارب وراقب في غير ما وسوسة ولا إفراط، ازرع المراقبة الذاتية في نفوسهم،حببهم إلى ربهم، علق قلوبهم بالآخرة وما أعد الله للمتقين فيها، وقِ نفسك وأهلك نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي | والنصحُ أرخصُ ما يُباعُ ويُوهبُ |
إنها دعوة للجميع أن يصححوا المسار، ويهبوا هبة رجل واحد للاحتساب الأخلاقي حتى لا يكبر الورم، وأيُّ ورم؟! إنه طاعون لقطاء الشوارع، وأطفالِ الخطيئات!.
إنها دعوة للجميع حتى لا تستفحل الجمال الجرباء بيننا، ونقول حينئذ: ولات حين ندامة!.
إنها دعوة للجميع أن يتمثلوا هذا الاحتساب، حتى لو أراد سائسو التغريب وأولو الضرر من المنافقين [من الأمة أن] أن تسن شفرتها لتقضي على ما بقي من حوباء الفضيلة، وهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، اللهم أصلح أولاد المسلمين من بنات وبنين، اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، واجعلهم على الخير أعوانا وأنصارا، واجعلهم قرة عين لوالديهم في الأولى والأخرى.
اللهم صل وسلم...