البحث

عبارات مقترحة:

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

فضل الإسلام

العربية

المؤلف عبد الرحمن بن ناصر السعدي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. فضيلة الإسلام .
  2. نعمة توحيد الله .
  3. صور من محاسن الإسلام .
اهداف الخطبة
  1. تذكير المسلمين ببعض فضائل الإسلام
  2. تعظيم الإسلام في نفوس أصحابه

اقتباس

أليست عقائده الصحيحة أصح العقائد, وأصلحها للقلوب, وأنفعها للأرواح؟ أخلاقه أجمل الأخلاق, وبراهينه في غاية القوة والبيان والإيضاح, فهل أعظم وأنفع وأكمل من الاعتقاد اليقيني الذي لا ريب فيه؟ أنْ تعلم أن لنا رباً عظيماً, تتضاءل عظمة المخلوقات كلها في عظمته ..

 

 

الحمد لله الذي جعل الإسلام ملجأ الخليقة في دينها ودنياها, وأرشد فيه النفوس إلى هداها, وحذَّرها من رداها، وأشهدُ أنَّه الرَّبُّ العظيم, الذي لم يزل رباً وإلهاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أعظم الخلق عند الله فضلاً وقدراً وجاهاً، اللهم صل وسلم وبارك على محمد, وعلى آله وأصحابه, صلاةً وسلاماً وبركةً لا تنقضي ولا تتناهى.

أمَّا بعد:

أيُّها الناس, اتقوا الله, واعلموا أن دين الإسلام هو الدين القيم, الذي فيه صلاح العباد, وهو أعظم المنن عليهم من الكريم الوهاب، ولا يقبل الله من العباد سواه، وقد تكَّفل لسالكه بخير دينه ودنياه، فيه من المبادئ السامية، والأخلاق العالية, والنظم العادلة، ما تشتهيه الأنفس, وتمتد إليه الأعناق.

وقد تكفل بالحياة الطيبة لمتبعيه لحسنه وجماله وفضائله التي فضل بها غيره وفاق.

أليست عقائده الصحيحة أصح العقائد, وأصلحها للقلوب, وأنفعها للأرواح؟ أخلاقه أجمل الأخلاق, وبراهينه في غاية القوة والبيان والإيضاح, فهل أعظم وأنفع وأكمل من الاعتقاد اليقيني الذي لا ريب فيه؟ أنْ تعلم أن لنا رباً عظيماً, تتضاءل عظمة المخلوقات كلها في عظمته, وتضمحل إذا نُسبت إلى كبريائه ومجده وحكمته.

له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، أحاط بكل شيء علماً ورحمة وقدرة وحكمة وحكماً، وشمل كل موجود بحسن تدبيره إحكاماً ونظاماً وحسناً.

قد أحسن ما خلقه، وأبدع ما صنعه، وأحكم ما شرعه، له العلو المطلق من جميع الوجوه، وهو الغاية في الكمال, فلا نخشى غيره ولا نرجوه.

يجيب الداعين، ويفرَّجُ الكربات عن المكروبين، ومن توكل عليه كفاه، ومن أناب إليه, وتقرَّب إليه قربه وأدناه، ومن آوى إليه أواه.

لا يأتي بالخير والحسنات إلا هو, ولا يكشف السوء و الضراء سواه.

يتودَّد إلى عباده بكل سبيل، ويسبغ عليهم من عطائه وكرمه الجزيل، لا يخرج عن خيره وجُودِه إلا المتمردون, ولا يعرض عن طاعته إلا الظالمون، فهل تصلح القلوب والأرواح إلاَّ بالتأله إليه؟ وهل للعباد معاذٌ وملجأ إلا إليه؟

وكذلك يهدي هذا الدين لأحسن الأخلاق والأعمال، ويحثُّ على محاسن الآداب وطرق الكمال، لا خير ولا فلاح وهدى إلاّ دلَّ عليه، ولا شرّ وضرر وفساد إلاَّ حذَّر عنهُ.

أما حث على الصدق والعدل في الأقوال والأفعال؟

أما أمر بالإخلاص له في كل الأحوال؟

أما حثَّ على الإحسان المتنوع لأصناف المخلوقات, وبالتّواضع للحق وللخلق في كل الحالات؟

أما أمر بنصر المظلومين وإغاثة الملهوفين، وإزالة الضر عن المضطرين؟

أما رغب في حسن الخلق بكل طريق، على القريب والبعيد, والعدو والصديق؟

أما نهى عن الكذب والفحش والخيانات، وحثَّ على رعاية الشهادات, والقيام بالأمانات؟

أما حذر من ظلم الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق؟

أما زجر عن القطيعة والإساءة والعقوق؟

أما أمر بفعل الأسباب النافعة, مع التوكل على المولى؟

أما حثَّ على التآلف والاجتماع والمودة والإخاء؟

أما أمرنا أن نعدّ لأعدائنا ما نستطيعه من قوة نافعة وواقية، وأن نقوم بكل ما يقيم الدين, ويصلح الدنيا بالوسائل الكافية؟

أما أباح لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والمعاملات، وحرَّم علينا الخبائث والمضار والمفاسد في كل الحالات؟

فأيُّ صلاح ديني ودنيوي لم يرشد إليه هذا الدين؟ وأي ضرر وشر إلا بين طرقه وحذّر عنه العالمين, قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) [المائدة: 3].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.