البحث

عبارات مقترحة:

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

منكرات الأفراح

العربية

المؤلف سليمان بن عبد الرحمن الهديب
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. المؤامرة على المرأة المسلمة .
  2. وقفات مع ما يحصل في الأفراح .
  3. النهي عن الإسراف في الوليمة .
  4. التحذير من المعازف والتصوير .
  5. حكم استعمال الدف في الزواج .
اهداف الخطبة
  1. ترغيب الشباب بالزواج المبكر
  2. التحذير من منكرات تحصل في الأفراح
  3. بيان الهدي النبوي في الزواج

اقتباس

إن مشكلة الإسراف في اللباس وحفلات الأعراس وغلاء المهور قد شغلت بال كثير من الناس وحالت بينهم وبين الزواج المبكر, وفي ذلك مخالفات لأوامر - تعالى -وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - التي رغبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه, كما أن في ذلك تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد...

الخطبة الأولى:

الحمد لله..

معاشر المسلمين: إن مشكلة الإسراف في اللباس وحفلات الأعراس وغلاء المهور قد شغلت بال كثير من الناس وحالت بينهم وبين الزواج المبكر, وفي ذلك مخالفات لأوامر  - تعالى -وأوامر رسوله  - صلى الله عليه وسلم - التي رغبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه, كما أن في ذلك تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد والسفر إلى الخارج لأجل ذلك, فليتق الله كل مسلم ومسلمة في نفسه وأولاده وبناته وليبادر إلى تزويجهم بما تيسر, فأعظم النكاح بركة أيسره مؤنه.

معاشر المسلمين: اعلموا أن المرأة المسلمة مستهدفة من قبل أعداء الإسلام بتخطيط فاسد لإبعادها عن دينها وإغرائها بمباهج الحياة الدنيا, والنداءات المسمومة للتقدمية والتحرر والمدنية العصرية, يقول اليهود في بروتوكولات حكماء صهيون: علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية. ويقول يهودي آخر: لا تستقيم حالة الشرق إلا إذا رفعت الفتاة الحجاب عن وجهها وغطت به القرآن الكريم. وقال أيضاً: كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات.

فانظر -يا رعاك الله يا من ولاك الله هذه الأمانة- أن أعداء الإسلام يخططون ويدبرون فكن على حذر مما يرسمونه لتدميرنا.

معاشر المسلمين: ولكثرة الأفراح في هذه الإجازة لنا وقفات مع هذه الأفراح وما يكون فيها:

الوقفة الأولى: التزين والتجمل أمر مقرر في الشريعة الإسلامية, بل وتدعو إليه في كثير من الأحيان والمناسبات لكن لو نظرنا إلى تصرف الكثير من النساء في هذا الزمان لوجدناه مخالفاً لما تدعوا إليه الشريعة من الاعتدال والاقتصاد, بل نجده يعبر عن الانسياق التام وراء مخططات الأعداء وذلك في إتباع تقاليد الموضة وما تقدمه بيوت الأزياء في الأسواق, من تصاميم الموضات والموديلات إما عن طريق المجلات مجلات عروض الأزياء أو التفصيل الجاهز, قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "أيها المسلمون لقد شاع عند بعض الناس أن يلبسوا بناتهم لباسا قصيرا أو لباسا ضيقا يبين مقاطع الجسم, أو لباساً خفيفاً يصف لون الجسم, وإن الذي يُلبس بناته مثل هذه الألبسة أو يقرهم عليها فإنما يلبسهم لباس أهل النار, كما صح ذلك عن النبي  - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما إلى أن قال ونساء كاسيات عاريات". وقال رحمه  - تعالى -عن مجلات عرض الأزياء: "فالذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة والنساء خاصة أن يتجنبن هذه الأزياء لأن منها ما يكون تشبهاً ومنها ما يكون مشتملاً على ظهور العورة".

الوقفة الثانية: إن موقف الدين الإسلامي من وليمة العرس والاحتفال به يتضح بما يلي: إن وليمة العرس مشروعة بفعل النبي  - صلى الله عليه وسلم - وأمره وإقراره, فهي سنة مؤكدة على رأي أكثر العلماء وبعض العلماء يرى أنها واجبة, وذلك لما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أنس أن النبي  - صلى الله عليه وسلم - رأى على عبدالرحمن بن عوف أثر صفرة, فقال: ما هذا؟! قال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال: "بارك الله لك أولم ولو بشاة". فالوليمة تكون بحسب حال الزوج ومقدرته المادية فلا يتكلف فيها بما يرهقه ويحمله الديون الكثيرة, وهذا ظاهر من فعل النبي  - صلى الله عليه وسلم - فتكون الوليمة قدر حال الزوج, ففي صحيح البخاري عن صفية بنت شيبة قالت: "أولم النبي  - صلى الله عليه وسلم - على بعض نسائه بِمُدَّين من شعير" وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "ما أولم رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - على أحد من نسائه ما أولم على زينب أولم بشاة".

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: لقد أحيطت نعمة الزواج بالإسراف البالغ في الولائم من أهل الزوجة والزوج مشتركين أو منفردين, يدعون جمعاً كبيراً يحضر منهم من يحضر ويتخلف وأكثر من يحضر لا يحضر إلا على إغماض أو مجاملة أو قياما بما أوجب  - تعالى - من إجابة وليمة الزواج, إن هذا الإسراف وقوع فيما نهى  تعالى عنه وتعرض لكراهة الله للعبد فإن – تعالى - يقول: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31] وإن هذا الإسراف عدول عن الطريق الوسط الذي هو طريق عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)[الفرقان: 67] وإن هذا الإسراف خروج عن آداب القرآن حيث يقول الله تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 141] فهل ترضى -أيها المؤمن- أن تقع فيما نهاك الله عنه من الإسراف؟, هل ترضى أن تعرِّض نفسك لكراهة الله؟ ثم لا يكتفي بالإسراف فحسب بل بعد الإسراف الممقوت يقوم بعضهم بإلقاء الأطعمة الكثيرة المتبقية في سلات المهملات, فهذا ممنوع شرعاً وممقوت عرفاً وعقلاً, وهذا نذير شر وامتهان للنعمة, هل هذا من شكر النعمة ؟! أفلا يذكر هؤلاء أن الناس كانوا منذ عهد ليس بالبعيد يتمنى أحدهم لقمة أو تمرة يسد بها جوعه؟.

الخطبة الثانية:

الحمد لله

الوقفة الثالثة: أن الدف والغناء مباح للنساء بل سنة على رأي أكثر العلماء للاحتفال بالنكاح وإعلانه به, لما ثبت فيه من الأدلة الشرعية منها ما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها زفَّت امرأة من الأنصار إلى رجل من الأنصار فقال النبي  - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو" وقال  - صلى الله عليه وسلم -: "فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف" هذا موقف الإسلام من إعلان النكاح لكن هل الواقع الذي نعيشه في عصرنا الحاضر مطابقا لما أباح النبي  - صلى الله عليه وسلم - ؟ الذي دخل مع الدف المباح آلات الموسيقى المحرمة والغناء الماجن واستعمال مكبرات الصوت وإحضار المغنيات والتقليد للغرب والتشبه بالكفرة.

الوقفة الرابعة: ما يسمى بالزفة والتشريعة وهي صورة من اختلاط الرجال بالنساء, فهذا أمر محرم فيه تشبه بالكفرة فأين الغيرة وأين الحياء.

الوقفة الخامسة: دخول بعض الرجال والرقص أمام النساء فلعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء.

الوقفة السادسة: التصوير للزوجين أو الحاضرات من النساء في الزواج بالتصوير الفوتوغرافي, وقد يكون هناك تصوير بكاميرا الفيديو وهذا أشد جرما وأعظم تحريما.

الوقفة السابعة: السهر إلى وقت متأخر من الليل في اللهو وإضاعة الوقت الذي هو عمر الإنسان ومسئول عنه يوم القيامة, بل ويدع الكثير من الناس الحاضرين للنوم عن صلاة الفجر وإضاعتها, فلا تُصلى إلا بعد خروج وقتها فإلى الله المشتكى. قال الإمام النووي رحمه الله: " فإذا دُعي إلى وليمة فيها منكر من خمر أو مزامير فضلاً عن المغنيات والراقصات وما أشبه ذلك, فإن علم بذلك قبل الحضور فإن كان قادراً على إزالته لزمه أن يحضر لوجوب الإجابة وإزالة المنكر, وإن كان غير قادر على إزالته لم يلزمه الإجابة ولم يستحب له الحضور".

فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم وفي أبناءكم وبناتكم واحذروا سخطه سبحانه