الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
العربية
المؤلف | هلال الهاجري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أعلام الدعاة |
كن متواضعاً، ارحمِ المسكينَ، أحسنْ إلى الفقيرِ، اعطفْ على الصغيرِ، احترمْ الكبيرَ، سلِّمْ على العاملِ، ابتسمْ في وجهِ الخادمِ، ساعدِ المُحتاجَ، أحسِن إلى اليتيمِ، تجاوز عن الأخطاءِ، اقبل الأعذارَ، وكن للناسِ كما تُحبُ أن يكونوا لك، وتذكّرْ أن أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ -تعالى- سرورٌ تدخلُه على مسلمٍ.
الخطبة الأولى:
الحَمْدُ للهِ الخَلاَّقِ العَلِيمِ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ جَعَلَ الأَخْلاَقَ مِنَ الإِيمَانِ، وَجَعَلَ سُوءَهَا مِنَ العِصْيَانِ، فَأَمَرَ بِحُسْنِ الخُلُقِ، وَنَهَى عَنْ سُوئِهِ، وَرَفَعَ قَدْرَ مَنْ تَخَلَّقُوا بِمَحَاسِنِ الأَخْلاَقِ، فَأَنَالَهُمْ أَعْلَى المَنَازِلِ وَالدَّرَجَاتِ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَانَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ دَلَّتْ شَرَائِعُهُ وَأَوَامِرُهُ عَلَى أُلُوهِيَّتِهِ، كَمَا دَلَّتْ أَفْعَالُهُ وَأَقْدَارُهُ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ؛ فَهُوَ الرَّبُّ المَعْبُودُ، وَمَا سِوَاهُ عَبْدٌ مَرْبُوبٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَعَثَهَ اللهُ -تعالى- لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ، فَبَصَّرَ النَّاسَ بِهَا، وَدَلَّهُمْ عَلَيْهَا، وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا، وَرَغَّبَهُمْ فِيهَا، وَنَهَاهُمْ عَنْ ضِدِّهَا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أما بعد:
اتقوا اللهَ -تعالى- كما أمرَكم بقولِه تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
إليكم هذه القصةُ التي وقعتْ في زمنِ النُبوةِ؛ فاسمعوها بقلوبِكم قبلَ أسماعِكم: كانتْ بريرةُ أَمةً مملوكةً لأُناسٍ من الأنصارِ، فاتفقتْ معهم على أن تشتريَ نفسَها بتسعِ أواقٍ من فضةٍ، في كلِ سنةٍ أوقيةٌ، ثم جاءت إلى عائشةَ -رضي الله عنها- تستعينُ بها في سدادِ المبلغِ، فدفعتْها لهم عائشةُ دفعةً واحدةً وأعتقتْها، فلما عَتِقتْ وأصبحتْ حرةً وزوجُها مغيثٌ لازالَ عبدًا، كان لها الخيارُ في الاستمرارِ في علاقتِها الزوجيةِ أو إنهائِها، فاختارتْ الانفصالَ منه وكانَ شديدَ الحُبِ لها".
يقولُ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: "مُغِيثٌ" كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِلْعَبَّاسِ -رضي الله عنه-: "يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ شِدَّةِ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ شِدَّةِ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا" ثم إن مغيثًا استشفعَ برسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إليها ليكلمَها، ففعلَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وكلمَها فيه، فَقَالَ لَهَا: "لَوْ رَاجَعْتِيهِ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ" فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ" قَالَتْ: "لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ".
عبادَ اللهِ: أيُ حروفٍ؟ وأيُ كلماتٍ؟ تصفُ ذلك الموقفَ من النبيِ -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو الرجلُ الذي عُرجَ به إلى السماءِ السابعةِ حتى بلغَ سدرةَ المنتهى، وكلمّه ربُه -تعالى- مباشرةً، وحملَ أشرفَ علمٍ: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52].
ورجعَ بأعظمِ شهادةٍ: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].
واشتغلَ بأعظمِ وظيفةٍ: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108].
ومع ذلك كلِه يتسعُ قلبُه ووقتُه لمُشكلةٍ أُسريةٍ تقعُ لأَمَةٍ كانت تخدمُ في بيتِ إحدى زوجاتِه مع زوجِها المملوكِ، ويجدونَ من تواضعِه وحُسنِ خُلُقِه ما يُشركونَه معهم؛ فها هو مغيثٌ العبدُ الرقيقُ يستطيعُ لقاءَ النبيِ -صلى الله عليه وسلم- في أي وقتٍ ولا يجدُ حرجاً لما يعلمُه من عطفِه أن يأتيَ إليه ليذهبَ ويكلمَ له بريرةَ لترجعَ إليه، وها هي بريرةُ تجدُ من اهتمامِ النبيِ -صلى الله عليه وسلم- بها وبأُسرتِها ما يجعلُه يأتي ويكلمُها في الرجوعِ إلى زوجها ولا تجدُ حرجاً أن تقولَ له: لا حاجةَ لي فيه، لمّا علمتَ أنه شافعٌ وليسَ آمرٌ، ولقد صدقَ اللهُ -تعالى-: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128].
كانَ عليه الصلاة والسلام يجلسُ على الأرضِ، ويأكلُ مع الفقراءِ، ويخصفُ نعلَه، ويرقعُ ثوبَه، ويحلبُ الشاةَ، وينامُ على الحصيرِ، ويجيبُ دعوةَ الخادمِ، أين هذ وممن يأتي من مدارسِ الشرقِ أو جامعاتِ الغربِ، ثم يتبرأُ من أبيه، ويعيبُ ثيابَ أمِه، وينتقدُ مجتمعَه، ويحاربُ دينَه، ويرى أنه أتى بما لم يأتِ به الأولونَ والآخرونَ.
لقد كانَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يحتقرُ أحداً مهما كانت منزلتُه الاجتماعية، ولا يتأخرُ عن تقديمِ المساعدةِ لمن يطلبُها ولو كانَ مجنوناً، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ" فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ -أي وقفَ معها في ناحيةِ الطريقِ- حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا -أي سؤالِها واستفسارِها- ولكم أن تتخيلوا ماذا تريدُ تلك المرأةُ المجنونةُ؟ وأيُ موضوعٍ ذلك الذي كانَ يُشغلُها؟ وبأي العِباراتِ استطاعت أن تشرحَ ماذا تريدُ؟ ولكنّها قابلتْ من يحترمُ الإنسانيةَ ولو كانَ ذلك الإنسانُ من ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، فاللهم صلِ وسلمِ وبارك على نبيِ الهدى والرحمةِ عددَ قطرِ البحرِ وورقِ الشجرِ.
وأما قصةُ المْرَأَةِ السَوْدَاءِ التي كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ -أي تكنسُه وتنظفُه-، فَفَقَدَهَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَ عَنْهَا، فقالوا: مَاتتَ، قَالَ: "أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي" فَكَأنَّهُمْ صَغَّرُوا أمْرَهَا، فَقَالَ: "دُلُّونِي عَلَى قَبْرِها" فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فأينَ حقوقُ الإنسانِ عن هذا الموقفِ الذي تعجزُ ألسنةُ البُلَغَاءِ في التعبيرِ عنه؟
بل حتى الصغارِ لهم في تواضعِ النبيِ -صلى الله عليه وسلم- نصيبٌ؛ فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: "إِنْ كَانَتِ الْوَلِيدَةُ مِنْ وَلَائِدِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَجِيءُ فَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ".
سبحانَ اللهِ، تسحبُه الطفلةُ الصغيرةُ من بينِ أصحابِه، ومع عالي مقامِه، ومع كثرةِ أشغالِه، ولكم أن تتصوروا أيُ ذلك الأمرُ مُهمّاً في حياةِ الأطفالِ، فلعلها تشتكي أباها، أو تطلبُ حاجةً من أمِها، أو تريدُ أن تفخرَ به في حيِّها وبين أقرانِها، وصدقَ اللهُ -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ) [آل عمران: 159].
هذا شيءٌ من تواضعِ نبيِكُم -عليه الصلاة والسلام- الذي أمرَكم اللهُ -تعالى- بالاقتداءِ به في قولِه تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
فماذا نحنُ فاعلونَ؟
هل نكونُ مثلَ صحابتِه -رضيَ اللهُ عنهم-؟
كانَ أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يحلبُ الشَّاةَ لجيرانِه، وكانَ عمرُ -رضي الله عنه- يحملُ قِربةَ الماءِ، وكانَ عثمانُ -رضي الله عنه- وهو يومئذٍ خليفةٌ يَقيلُ في المسجدِ ويقومُ وأثرُ الحصى في جنبِه، وكانَ عليٌّ -رضي الله عنه- يحملُ التَّمرَ في ملحفةٍ ويرفضُ أن يحملَه عنه غيرُه، ولم يضرّْهم ذلك، بل كانَ مما يُمدحونَ به، ولقد صدقَ القائلُ:
وأقبحُ شيءٍ أن يرى المَرءُ نفسَهُ | رفيعاً وعندَ العالمينَ وضيعُ |
تواضَعْ تكنْ كالنجمِ لاحَ لناظرٍ | على طبقاتِ الماءِ وهو رفيعُ |
ولا تكُن كالدُّخانِ يعلو بنفسهِ | إلى طبقاتِ الجوِّ وهو وضيعُ |
نفعني اللهُ وإياكم بالقرآنِ العظيمِ، وبسنةِ نبيهِ الكريمِ -صلى الله عليه وسلم-.
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ البصيرِ بأحوالِ عبادِه، أحمدُه سبحانه، رفعَ العبادَ بعضَهم فوقَ بعضٍ درجاتٍ، وفضلَّهم في الرزقِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن سارَ على نهجِه إلى يومِ الدينِ.
أما بعد:
يا أهلَ الإيمانِ: إن عدمَ التواضعِ للناسِ واحتقارِهم هو من الكِبْرِ الذي لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبِه منه مثقالُ ذرةٍ؛ كما في حديثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ"، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ، يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ -أي ردُ الحقِ-، وَغَمْطُ النَّاسِ" أي احتقارُهم.
وكثيرٌ منا قد يُخطئ في تقديرِ منازلِ الناسِ، واسمعوا معي لهذا المثالَ؛ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٌ: "مَا رَأيُكَ في هَذَا؟" فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا واللهِ حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، فَسَكَتَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا رَأيُكَ في هَذَا؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَراءِ المُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْمَعَ لِقَولِهِ، فَقَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلءِ الأرْضِ مِثْلَ هَذَا".
وذلك لأن الميزانَ الإلهيَ الذي يُقاسُ به الناسُ هو قولُه تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات: 13].
كن متواضعاً، ارحمِ المسكينَ، أحسنْ إلى الفقيرِ، اعطفْ على الصغيرِ، احترمْ الكبيرَ، سلِّمْ على العاملِ، ابتسمْ في وجهِ الخادمِ، ساعدِ المُحتاجَ، أحسِن إلى اليتيمِ، تجاوز عن الأخطاءِ، اقبل الأعذارَ، وكن للناسِ كما تُحبُ أن يكونوا لك، وتذكّرْ أن أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ -تعالى- سرورٌ تدخلُه على مسلمٍ.
بلَغَ عُمرَ بنَ عَبْدِ العَزيزِ -رحمه الله تعالى- أنَّ ابْنًا لَهُ اشْتَرى خَاتمًا بألْفَ دِرْهَمٍ، فَكَتب إلِيه: "بَلَغني أنكَ اشْتَريت فَصًا بألْفَ دِرهَمٍ، فإذَا أتَاك كِتَابي فَبعْ الخَاتِمَ، وأشْبَع بهِ ألْفَ بَطْنٍ، واتخِذ خَاتمًا بدْرهمِين واكْتُبْ عَلِيه: "رَحِم اللهُ امْرءاً عَرفَ قَدْرَ نَفْسِه".
اللهم اهدنا لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرف عنّا سيئَها لا يصرف سيئَها إلاّ أنت.
اللهم استر عوراتِنا، وآمن روعاتِنا، واحفظنا مِن بين أيديِنا ومِن خلفِنا، وعن أيمانِنا وعن شمائِلنا ومِن فوقنِا، ونعوذُ بعظمِتك أنْ نُغتالَ مِن تحتِنا.
اللهم اهدنا سُبُلَ السلامِ، اللهم انصر إخوانَنا المجاهدينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا يا رحمنُ.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الشِركَ والمشركينَ، ودَمِّر أعداءَ الدينِ، واجعَل هذا البلدَ آمناً مطمَئناً سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمينَ.
اللهم آمِنا في أوطانِنا، وأصلِح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا وولي أمرِنا.
اللهم وفقه لما تحبّ وترضَى، وخُذ بناصيتِه للبِّرِ والتقّوى، وهيِّئ له البطانةَ الصالحةَ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ.