البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الإسلام يعلو

العربية

المؤلف عاطف أحمد شمس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. التمسك بالإسلام والموت عليه .
  2. بيان اتجاهات مخالفة للإسلام والتحذير منها: العلمانية, الليبرالية, الحداثة .
  3. صور من محاولات التغريب   .
  4. الإسلام يعلو وينتصر. .

اقتباس

الإسلام يعلو؛ نقول هذا بالمناسبة ما نراه الآن -وما نسمعه- من أناس يدافعون عن مذاهب واتجاهات شتى بالنظر فيها نجد أنها لا تتوافق مع الإسلام – الإسلام دين شامل – لا يحتاج إلى تعديل, تبديل, تغيير, إن سكتنا عنهم ارتفعت أصواتهم, إن تكلمنا قالوا عنا متشددون لا يقبلون الآخر...

الخطبة الأولى:

أما بعد:

الإسلام دين شامل متكامل يشمل حياة المسلم حتى من قبل أن يولد إلى أن يموت بل وبعد الموت؛ بل وحتى دخول الحمام أو دورة المياه الإسلام يعلمنا كيف ندخل وكيف نخرج.

في هذه الخطبة اسمحوا لي سأستخدم كلمات إنجليزية وفرنسية وربما ألفاظ باللهجة العامية.

الله -عز وجل- أنزل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3] من نعم الله أن الدين قد كمل وارتضاه رب العزة لنا لنتحاكم إليه فقال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) [آل عمران: 19] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) [الأنعام: 125], وقال نوح -عليه السلام-: (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) [يونس: 72]. وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) [فصلت: 33], وقال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [آل عمران: 67], وقال يوسف -عليه السلام-: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101], وقالها عيسى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 52] ووصى بها يعقوب -عليه السلام- بنيه: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 132، 133]. بل سحرة فرعون قالوا: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف: 126].

وصحابة رسول الله -عليه السلام- تحملوا الكثير الكثير في سبيل الدعوة إلى الله وتمسكا بالإسلام دينا. سعد بن أبى وقاص أقسمت أمه ألا تأكل شيئا إلا إذا رجع سعد عن الإسلام فقال: يا أم لو كان لك ألف روح تخرج واحدة بعد أخرى على أن أترك هذا الدين فلن أفعل فكلى واشربي.

أبو عبيده بن الجراح قتل أباه في بدر فقد كان كافرا. أبو بكر الصديق كان يبحث عن ولده ليقتله لأنه كان كافرا وابنه يتحاشى مواجهة أبيه. وقتل عمر بن الخطاب خاله.

سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام لم تتراجع. وقال مصعب بن عمير لمن يأسر أخاه عمير بن عمير: أشدد عليه فأمه غنية. فقال أخوه: أنا أخوك يا مصعب!. فقال: لا بل أخي هذا الذى يأسرك.

بلال بن رباح ربطوه بحبل في عنقه وأعطوه للأولاد يطوفون به شوارع مكة يجرونه على الأرض  ثم أخذوه وألقوا على بطنه حجرا كبيرا لم يرجع عن دينه.

الإسلام يعلو؛ نقول هذا بالمناسبة ما نراه الآن  -وما نسمعه- من أناس يدافعون عن مذاهب واتجاهات شتى بالنظر فيها نجد أنها لا تتوافق مع الإسلام – الإسلام دين شامل – لا يحتاج إلى تعديل, تبديل, تغيير, إن سكتنا عنهم ارتفعت أصواتهم, إن تكلمنا قالوا عنا متشددون لا يقبلون الآخر.

هيا نتحدث عنهم:

-أولا: العلمانيون:

هم عَلمانيون بفتح العين ولا تقل عِلمانيون بكسر العين, وتأتى من كلمة إنجليزية هي secularism وتعنى فصل الدين عن الدولة في أمور الحياة أو بمعنى آخر تكوين دولة لا دينية -لا علاقة لها بالدين- أي أن العلمانية ترفض الدين كمرجع أساسي للحياة السياسية يقولون الحياة يمكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما  نستثنى منها الدين والمعتقدات الدينية وحتى التشريعات والعلوم والدراسة, لهذا تجد أمريكا تمنع دراسة المواد الدينية في مدارسها, والبديل عندهم مادة اسمها الأخلاق.

ببساطة العلمانيون يقولون الدين في المسجد فقط, وخارج المسجد نتحاكم إلى القوانين الوضيعة.

العلمانية بدأت في أوروبا عندما ضج الناس من تحكم الكنيسة في الحياة؛ فثاروا عليها وعلى الدين كله فقالوا إذن نجعلها علمانية. هذا يصلح لهم يعنى أن يكونوا علمانيين لكن لا يصلح هذا لنا.

 كلما رأيت علمانية أو علمانيا تذكرت قصة فلاح مصري من أعماق الريف ذهب إلى القاهرة فانبهر  بأضواء المدينة والسيارات والشوارع والمحلات, فتاه وفعل مالا يجب أن يفعله, هؤلاء مثل ذلك الفلاح تماما؛ بتمام انبهروا بحضارة الغرب فراحوا ينقلون منها كل غيث يقلدونهم دون أن يتعمقوا في الدين, ولو تعمقوا في دينهم قليلا لعلموا أن العلمانية لا تصلح للمسلمين.

فالإسلام دين شامل كامل ونقول من الناحية الشرعية الإسلام ليس فيه كهنوت, بمعنى لا يمكن لشيخ مهما كان قدره أن يحكم بكفر إنسان إلا بعد أدلة أو وجود شروط التكفير وعدم وجود الموانع.

ثانيا: الليبراليه:

ليبراليه مأخوذة منLibralism  وهي مذهب أو حركة وعي اجتماعي و سياسي داخل المجتمع, تهدف إلى تحرير الإنسان كفرد من القيود السلطوية (سياسية – اقتصادية – ثقافية) أو حتى دينية, فالليبراليه بمعنى آخر تعنى حق الإنسان أن يحيا حرا بكامل الاختيار في عالم الشهادة (الدنيا) أما عالم الغيب فمتروك لعالم الغيب.

الدين عندهم خرافات وأساطير لأنه فيه قيود افعل ولا تفعل. شعارهم الاقتصادي هو (اتركه يعمل - اتركه يمر).

الرد أنه ليس هناك شيء اسمه حرية كاملة فالحرية الكاملة فوضى كاملة. والمضحك أن ترى رجلا يقول: أنا ليبرالي مسلم, نقول: بل أنت متناقض متمرد على شرع الله. يقول: سأقيد الليبراليه بقيود الشرع. نقول: لن تصبح ليبرالي بل مسلم, فلم لا تؤمن وتسلم لله -عز وجل- ولا تعيش في انفصام شخصية, أرح نفسك إما ليبرالي وإما مسلم.

ثالثا: الحداثة:

هي اتجاه فكرى أشد خطورة من الليبرالية والعلمانية الماركسية وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة. وهى تخص كافة مجالات الحياة الإنسانية (المادية والفكرية) على حد سواء.

هناك عندهم قلق من القديم الموروث عند بعض الناس؛ لذا يحاول الثورة عليه والتخلص منه والبحث عن كل ما هو جديد, الحداثة إذن ثورة كاملة على  كل ما كان وما هو كائن في المجتمع.

الأدب مثلا ينظرون إليه من ناحية الشكل والناحية الفنية بغض النظر عما يدعو إليه من أفكار ومبادئ وعقائد وأخلاق فهي معول هدم.

قال أحدهم: الحداثة انفجار لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه, وهى إعلان  صارخ من مفكري الغرب عن فشلهم في أن يجد أمانا وأمنا, وظهور التفسخ في المجتمعات ذات النظرة المادية فظهر زواج الرجل بالرجل, الانتحار, الاكتئاب, تفسخ الأسرة.

الإسلام كله أمن وأمان, أقل نسبة اكتئاب في العالم الإسلامي, أقل انتحار, أقل نسبة إيدز في المجتمعات المسلمة, فلم  التقليد الأعمى.

قامت سيدة معروف عنها لا أقول الكفر بل الخروج عن تعاليم الإسلام بتأليف مسرحية فيها سخرية من ذات الله العليا, وأحتج الأزهر وطالب بوقفها فنبح الكلاب: أين حرية الرأي؟ أين حرية الإبداع  -الحداثة-؟!.

وقام أحدهم فقال: شعر المرأة مثل الوردة نريد أن نشمه فلماذا تغطى شعرها بالحجاب؟ فقال البعض: هذا كلام لا يصح. فنبحوا: حرية الرأي, حرية الفكر, الحداثة باختصار: هي نسف كل قديم.

يجب أن نفرق بين مصطلحين Modernism ومصطلحModernity  الأول هدم والثاني تحديث ومعاصرة لا حرج فيه, ونحن مع التجديد والمعاصرة.

الخطبة الثانية:

أما بعد:

قال عز وجل لنبيه :(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163].

تعبيرات العلمانية, الشيوعية - الماركسية, الليبرالية, الحداثة, الإلحاد, التبشير كل هذه المفردات تتنافي مع الدين.

بداية الغزو الفرنسي للجزائر والمغرب أخذوا 200 من بنات الجزائر أو المغرب إلى فرنسا لتدريبهم على ما يسمى (اتيكيت) طعام شراب, تعليم باللغة الفرنسية, سنتان كاملتان غسيل مخ كما نقول, وقالوا لهن: سترجعن إلى بلادكن وتتبوأن أعلى المناصب بشرط تطبيق كل ما تعلمتموه هنا, وأقيم حفل الختام وحضرت البنات الحفل, ذهل القائمون على الحفل مفاجأة صاعقة لهم لقد حضرت البنات بالعباءات العربية المطرزة وهن يغطين رؤوسهم الشريفة بالحجاب, فعلموا أنهم لن يفلحوا طالما أن الإسلام في قلوب الناس.

وفي جنوب السودان أقاموا معسكرا لإيواء بعض المسلمين المنكوبين, كلما أعطوهم طعاما قالوا لهم اشكروا الرب, كلما أعطوهم ملابس قالوا اشكروا الرب, وظن القائمون على المعسكر أنهم وصلوا إلى ما يريدون ولكن المفاجأة المذهلة, يوما مر رجل بجوار المعسكر وقال بصوت مرتفع: وحِّدوه! فصاح الجميع: لا إله إلا الله, فذهل القائمون على المعسكر وطردوهم, لم؟ لأن الإسلام يعلو.

الإيمان في قلوب معظم المسلمين إلا هذه الشرذمة القليلة التي لا تساوى شيئا, إلا أن صوتها مرتفع مثل الضفادع صوتها مرتفع مزعج وفي النهاية لا تساوى شيئا.