المجيد
كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
أيها المؤمنون -عباد الله-: إن المتصدق رجلٌ عمَرَ الله -سبحانه وتعالى- قلبه بالرحمة والشفقة على الفقراء والمحتاجين، فإذا وجد حاجةً، أو ضعفًا، أو شدةً، أو فقرا، أقبل بماله، سخيةً به نفسه، باذلًا في سبيل الله، منتظرًا على ذلك موعود الله -جل وعلا-، وأجره الكريم، وثوابه العظيم، بخلاف المرابي فإنه إذا رأى الحاجة في الناس اشتدت تحرك جشعًا وطمعًا، وقدَّم لهم من المال شريطة أن يكون منهم العوض أضعافًا مضاعفة، ولاسيما كلما ....
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، وأمينُه على وحيه، ومبلِّغ الناس شرعَه؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإنَّ من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
وتقوى الله -جل وعلا- عملٌ بطاعة الله، على نورٍ من الله، رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله، خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون -عباد الله-: صنفان من الناس أحدهما: مباركٌ على مجتمعه، وخيرٌ على موطنه وبلده، والآخر آفة من الآفات، ووباءٌ عظيم، وشرٌ مستطير؛ إنهما -أيها المؤمنون- المتصدِّق والمرابي.
أما المتصدق -عباد الله- فهو من يعطي المال، ولا يأخذ عليه عوضا، وإنما يعطيه لأهل الحاجة والضعف والفقر، احتسابا ورجاءً لثواب الله: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)[الإنسان: 9].
وأما المرابي فإنه على العكس من ذلك؛ يأخذ المال من الضعفاء والمحتاجين، مستغلًا حاجتهم وضعفهم، يأخذه منهم بغير عوَض ظلمًا وجشعًا وعدوانا.
والله -جل وعلا- في كتابه العظيم بيَّن حال هؤلاء وحال هؤلاء، ومآل هؤلاء ومآل هؤلاء؛ ليعتبر من أراد لنفسه العبرة، وليتَّعظ من وفَّقه الله -جل وعلا- للاتعاظ؛ يقول الله -تعالى-: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)[البقرة: 276].
إن المال الذي يأخذه المرابي قلَّ أو كثُر مالٌ ممحوق البركة، ومآله وعاقبته إلى قلة، وقد صح في الحديث عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ"[رواه ابن ماجة].
وأما المتصدق فإنه يلقى بركة صدقته نماءً ورفعةً، وخيرًا وبركة في الدنيا والآخرة، حتى وإن كان الذي تصدَّق به مالًا قليلا: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 261].
حتى لو كان الذي تصدَّق به عِدل تمرة، فإنَّ الله -عز وجل-؛ كما جاء في الحديث يربِّيها له كما يربي أحدنا فَصِيله حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل.
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن بيان القرآن العظيم لحال هؤلاء وحال هؤلاء قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 130-134].
فذكر جل وعلا في هذا السياق المبارك أن الربا ضد الصدقة، وأن المرابين ضد المتصدقين، وتوعَّد المرابين بالنار، ثم ذكر جل وعلا الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وأنها أعدَّت للمتقين، وذكر من صفتهم أنهم ينفقون في السراء والضراء؛ أي أنهم أهل بذلٍ وصدقةٍ وإنفاقٍ وسخاء؛ وهذا -عباد الله- فيه ذِكرٌ لعقوبة المرابي عند الله -جل وعلا-، وذِكرٌ لثواب المتصدقين.
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن عقوبة المرابي عند الله -جل وعلا- ما ذكره الله في قوله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)[البقرة: 275].
قال غير واحدٍ من المفسرين: "إن هذا بيانٌ لحال المرابي يوم يقوم من قبره، وأنه يقوم على هذه الصفة؛ على صفة المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس، فيقوم مثقلًا مُثخنًا بتلك الأموال الربوية التي ملأ بها جوفه وبطنه فأثقلته وجعلته بهذه الحال البئيسة".
شتان بين هذا -عباد الله- وبين من قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم: "كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ"[رواه أحمد].
ذاك يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، وأما المتصدق -عباد الله- فإنه يقوم قومةً مباركة في ظلِّ صدقته إلى أن يُقضى بين الناس.
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن عقوبة المرابي ما جاء في صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر فيما رآه في المنام في حديثٍ طويل، وذكر فيما ذكر: أنه رأى عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل الذي يسبح في نهرٍ مثل الدم، وأنه يسبح ما شاء الله أن يسبح، ثم إذا جاء إلى شطِّ النهر ليخرج، وإذا برجل قائمٍ على شط النهر فإذا اقترب ألقمه حجر.
وهو على هذه الحال في هذه العقوبة التي يعاقَب بها بعد موته؛ فشتان بين هذه الحال البئيسة وحال المتصدق -أيها المؤمنون- فيما ذكره الله - جل وعلا - له من ثوابٍ عظيم، وأجر جزيل، وخيرات عميمة، في الدنيا والآخرة.
والمرابون -أيها المؤمنون- فيهم شبَهٌ من اليهود الذين ذكرهم الله -سبحانه وتعالى- بهذه الصفة حيث قال: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ)[النساء: 161].
وفيهم شبَه بالكفار المشركين، ونبينا -عليه الصلاة والسلام- لما خطب الناس في حجة الوداع أبطل كل ربا الجاهلية، وقال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ كُلَّ رِبًا مِنْ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ".
فجاء الإسلام بنقض الربا إبطاله، والتحذير منه، فمن وفقه الله -عز وجل- للسلامة منه والعافية فقد عافاه الله -تبارك وتعالى-، وأما من تلوث به وتلطخ فإن حاله في تلطخه بالربا يكون فيه شبهٌ من اليهود، وشبهٌ من المشركين، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- محذرًا ومنذرا: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ".
أيها المؤمنون -عباد الله-: إن المتصدق رجلٌ عمَرَ الله -سبحانه وتعالى- قلبه بالرحمة والشفقة على الفقراء والمحتاجين، فإذا وجد حاجةً، أو ضعفًا، أو شدةً، أو فقرا، أقبل بماله، سخيةً به نفسه، باذلًا في سبيل الله، منتظرًا على ذلك موعود الله -جل وعلا-، وأجره الكريم، وثوابه العظيم، بخلاف المرابي فإنه إذا رأى الحاجة في الناس اشتدت تحرك جشعًا وطمعًا، وقدَّم لهم من المال شريطة أن يكون منهم العوض أضعافًا مضاعفة، ولاسيما كلما ازدادت المدة، وامتد الزمن جشعًا وطمعا، لا يبالي بضعف الفقير، ولا يبالي بحاجة المحتاج، نُزعت من قلبه الرحمة والشفقة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما صح عنه: "لاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ".
وذكَر عليه الصلاة والسلام أنَّ الشقي من الناس من انتُزعت من قلبه الرحمة، بينما المتصدق في مثل هذه الحال يقبِل بنفسٍ سخية وبذلٍ وجودٍ وكرم.
ثم ماذا -عباد الله-؟ تلك الأموال التي يحصِّلها المرابي أموالٌ لا بركة فيها ولا خير، وأما المتصدق فإن صدقته وإن قلَّت تكون أضعافًا مضاعفة؛ أجورًا وخيراتٍ وبركاتٍ في الدنيا والآخرة.
أيها المؤمنون -عباد الله-: إن من يتأمل حال المرابي في مجتمعه يجد أن نظرة الناس إليه هي نظرة من يبغِض لما قام في قلبه من جشع وهلع وطمع، فهو في مجتمعه ممقوت لدى الناس؛ تبغضه القلوب، وتكرهه النفوس، وتشمئز من تصرفاته وأعماله، بخلاف المنفِق فإنه محبوبٌ عند الله، ومحبوب عند عباد الله.
المرابي -أيها المؤمنون- ليس له في مراباته إلا نيل الدعاء من الناس على ظلمه لهم، واستغلاله لضعفهم وحاجتهم، وأما المتصدق فله الدعوات المباركات، والثناء الجميل، والذكر العطر لقاء إحسانه، وجزاء بره وكرمه.
أيها المؤمنون -عباد الله-: والمقام لا يسع ذكر الفرق بين هؤلاء وهؤلاء، وذكر مآل هؤلاء وهؤلاء، ولكن فيما ذُكر عظة وعبرة لمن وفقه الله -تبارك وتعالى- للاتعاظ والاعتبار.
اللهم يا ربنا أيقظ قلوبنا، واملأها إيمانا، واعمُرها يقينا، وقنا يا رب العالمين من شح أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-.
عباد الله: ثبت في الحديث الصحيح عن نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- أن العبد إذا وقف يوم القيامة بين يدي الله يُسأل سؤالان عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ قال عليه الصلاة والسلام: "لا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ" وذكر منها: "عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟".
عباد الله: ألا ما أكرمها من حال، وما أطيبه من مآل عندما يقف ذلك المتصدق الكريم بين يدي الرب العظيم ذي الجلال ويُسأل عن ماله فيكون الجواب: أنه اكتسبه من الوجوه المباحات، وأنفقه فيما أحلّه الله له إضافة إلى إنفاقه من أمواله في وجوه البر والإحسان والصدقات.
وما أقبحها من حال وما أسوأه من مآل عندما يقف المرابي بين يدي الله -جل وعلا-، ويُسأل عن ماله، فإذا بتلك الأموال قد جُمعت من الربا، وغير ذلك من الوجوه المحرمة، وصُرفت أيضا في الحرام، وفيما يُسخط الرب -جل وعلا-.
أيها المؤمنون -عباد الله-: الكيِّس من عباد الله من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
واعلموا أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر من نصَر دينك، وكتابك وسنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين.
اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا أو أراد أمننا أو إيماننا بسوءٍ فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعِنه على البر والتقوى، وسدِّده في أقواله وأعماله يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق جميع ولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم ولِّ على المسلمين أينما كانوا خيارهم، واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقه وجلَّه، أوله وآخره، علانيته وسرَّه.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثا، هنيئًا مريئا، سحًّا طبقا، نافعًا غير ضار يا رب العالمين.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا لا تؤثر علينا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].