العربية
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
غدا -إن شاء الله تعالى- ستبدأ امتحانات أبنائنا وبناتنا، وربما يحسن أن يكون لنا بعض الوقفات في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل تحصيلهم، لعلنا ننتفع ببعضها في أسلوب تعاملنا، ونصحنا لهم، وينتفعون بها إذا كانوا يستمعون.الوقفة الأولى -أيها الإخوة-: أوصيك أيها الطالب الموفق وأنت أيها الأب المبارك والمعلم المسدد ب...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
غدا -إن شاء الله تعالى- ستبدأ امتحانات أبنائنا وبناتنا، وربما يحسن أن يكون لنا بعض الوقفات في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل تحصيلهم، لعلنا ننتفع ببعضها في أسلوب تعاملنا، ونصحنا لهم، وينتفعون بها إذا كانوا يستمعون.
الوقفة الأولى -أيها الإخوة-: أوصيك أيها الطالب الموفق وأنت أيها الأب المبارك والمعلم المسدد بوصية الله للأولين والآخرين، والتي أوصانا الله بها في كتابه: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء: 131].
إن التقوى –إخواني- هي سبب الفلاح والنجاح في كل أمورنا، وقد أوصانا بها نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في كل أحوالنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
ومعنى التقوى: أن تجعل باب الله وقاية باتباع أوامره، واجتناب نواهيه.
هذا هو سر النجاح، إذا ضمت إليه الأخذ بالأسباب.
فالله -عز وجل- قد تكفل لمن اتقى الله: أن ييسر أمره، ويفرج همه، قال سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) [الطلاق: 2].
وقال سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4].
الوقفة الثانية: في مثل هذه المواسم، يتغير برنامج بيت المسلم، ينقلب البيت بعد الهزل واللعب إلى الجد والحزم، بعد العبث واللهو، والتراخي إلى العزم، والحرص والعمل، وهو أمر يفرح القلب؛ لأنه مظهر إيجابي في حياة المسلم، فلو كان الجد هو المقدم على الهزل واللعب في حياة الأمة لأفلحت، ولو سخر للجد في معطيات الأمة ما هو مسخر للعب واللهو، كما هو الحال الآن لكان للأمة شأنا آخر.
ولذا فنحن نطالب كل أب غيور صادق: أن يجعل جزءا من هذا البرنامج الجاد مستمراً بعد الامتحانات.
نعم؛ لماذا بعد الامتحانات؟
لأنه لا يصبح للوقت قيمة في بيوتنا، ولا للبرامج الجادة مكانا في حياتنا.
لماذا نسخر حياتنا للعب واللهو؟ أنريد أن تنطبق علينا الآية: (مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء: 2]؟
اللعب له وقته، لكنه لا يطغى على وقت الجد.
ينبغي المراجعة، فنحن محاسبون أمام الله في وقت الامتحانات وقبلها وبعدها، حتى نلقى الله -تعالى-، نسأل الله السداد والتوفيق لكل خير.
الوقفة الثالثة: إن من المظاهر الجيدة، والمواقف الراشدة المباركة، ما يصنعه كثير من الآباء، من قطع كل وسائل اللهو والعبث المحرم عن أبنائه وبناته أثناء فترة الامتحانات، فالدش يغلق، والغناء يخرس، وكل ما يلهي ويغضب الله لا طريق له إلى البيت، ولا مكان له فيه، رغبة في التوفيق، وعدم الخذلان من رب العالمين.
ولطالما استيقظت الفترة في وقت الأزمات، وإنها لتستيقظ في قلوب كثير من الآباء والأمهات والطلاب في فترة الامتحانات، ظاهرة حق يجب أن نتواصى بها، في كل وقت يستيقظ فيه الإيمان في قلوبنا، ويصبح في قلوبنا يقينا أن الذي يوفق ويسدد أبناءنا، هو الله وحده.
ينبغي عدم التعرض لما يغضبه إذن، ومن ثم يقوم الآباء والأمهات بتطهير البيوت من آثار المعصية رغبة فيما عند الله -تعالى- ليس في الدنيا فقط، بل في الدنيا والآخرة، وحرصا على عدم انشغال أبنائهم، فيما يضرهم ولا ينفعهم.
أيها الأب المبارك والأم الحنون: اعلموا -بارك الله فيكم-: أن الله مطلع ويعلم ما تكن صدورنا، وما توسوس به أنفسنا.
فالله الله أن يكون همنا وهم أبناءنا وبناتنا الدنيا بلا حساب للآخرة، إلا ما يخص النجاح في الدنيا فقط.
فإن للآخرة مقاما عظيما في قلب كل مؤمن.
الآخرة هي الحياة الباقية التي لا تقارن بالدنيا: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].
و"كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته" فكما نربي أبنائنا وبناتنا على الحرص على الدنيا، نربيهم أيضا على الطمع في الآخرة، ونعودهم على التقوى، والبعد عن الموبقات، في كل حياتهم، ننصحهم، ونستمر في نصيحتهم، في فترة الامتحانات، وغيرها من فترات الحياة، حتى تصلح حياتهم، وتستقيم نفوسهم على الخير.
الوقفة الرابعة: أن مما يفرح قلب كل مؤمن: إقبال الشباب على الدعاء والعبادة والمحافظة على صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الفجر، في مثل هذه ،الأيام هذا أمر يدل على وفور الإيمان في قلوبهم، أسأل الله لهم الثبات.
ولكني مع ذلك أهمس في أذن الشاب المقبل بعد إدبار، والمتذكر بعد غفلة، وأقول لهما: ما دمت قد طويت صفحة الماضي، وأقبلت على الله في هذه الشدة، فلا يليق بك يا بني أن تتنكر لربك، وتترك عبادته بعد أن يمن عليك، وينعم عليك ويسددك، واحذر -عفانا الله وإياك- بأن ينطبق عليك قول الله -جل وعلا-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحـج: 11].
الوقفة الخامسة: لا تنس -بني الطالب وأنت أيها الأب المبارك ومن ورائك أم أولادك- لا ننس جميعا: كثرة اللجوء، والتضرع إلى الله -تعالى-، فإن الله يحب من عبده كثرة الدعاء، والالحاح عليه في ذلك، وهو من أعظم ما نتقرب به إلى ربنا -تبارك وتعالى-، وقد وعد ربنا بالإجابة إن أقبلنا عليه بصدق: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60].
الوقفة السادسة: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، لا شك أننا جميعا نحرص على التوفيق لنا ولأبنائنا وبناتنا.
فمن الأسباب المهمة التي يغفلها البعض منا: أن صلتنا بالله قد يشوبها شيء من الضعف في غالب أيام السنة، وقد تقدم شيء من ذكر بعض المظاهر؛ كالتقصير في تقوى الله ومراقبته، والبعد عما يسخطه.
فحري بنا جميعا أن نعلم أن الله حكم عدل، ومن كانت صلته بالله قوية في كل حال فهو الأقرب لنيل توفيق الله.
الوقفة السابعة: أن قلق الامتحان -أيها الإخوة- حالة نفسية إنفعالية، ولكن هناك حد أدنى من القلق، وهو أمر طبيعي لا داعي للخوف منه مطلقا، بل ينبغي استثماره في الدراسة والمذاكرة، وجعله قوة دافعة للتحصيل والانجاز، وبذل الجهد والنشاط.
ففي مجال العلم الذي يكمل الإنسان لا مكان للقناعة، بل ينبغي التفوق واثبات الذات، وتحقيق الطموحات، فلا بأس بشيء من القلق إذاً.
أما إذا كان الخوف والقلق والتوتر يصل لدرجة تعيق التفكير والأداء، ينبغي الحذر من ذلك، والبحث في السبل الإيمانية والمادية التي تخفف من ذلك الشعور.
ولذلك فالنصيحة للجميع أن نجتنب التهويل والتضخيم في أمر الامتحانات، بشكل غير معقول، فقد أصبحت الامتحانات عند كثير من الطلاب والطالبات شبحا وكابوسا يراد له أن ينتهي بأية صورة، وبأية هيئة، ولا أدل على ذلك مما نراه من النفسية المتردية عند كثير من الطلاب والطالبات، على وجه الخصوص، من ظهور القلق والارتباك، وفقدان التركيز، وقلة النوم، بل إن بعض الطلاب دخلوا المستشفى من جراء تردي صحتهم، وأصبحت حالات الإغماء في قاعات الامتحانات، في مدارس البنات بين الحين والآخر، أمرا مألوفا في الامتحانات.
وهو أمر لا بد أن نعالجه.
من وسائل العلاج: أن نرسخ في أبنائنا وبناتنا بأن الامتحانات أمرها أهون مما يظنون، وأنها مرحلة عادية كغيرها من المراحل بماذا؟
بالتوجيه والحوار المستمر معهم سواء من قبل الأب أو المعلم.
ولذلك من الخطأ أن نراجع معهم الإجابات بعض الامتحان؛ كجلسة تحقيق، إجابة إجابة كل يوم، ونظل نحصر أخطائهم، فيزدادون بذلك توترا، وقد لا يحسنون المذاكرة للمادة التالية، بسبب الاحباط والخوف.
أقول: لا بأس بالسؤال عن مدى جودة إجابتهم كل يوم من باب إشعارهم بالمشاركة الوجدانية، لكن المبالغة بالسؤال والتنقيب والاحصاء والتحقيق ليس في ذلك مصلحة اطلاقا، بل على العكس.
وأذكر إخواني المعلمين قبيل الامتحانات، وعند توزيع الأسئلة، بأن يخاطبوا الطلاب بلهجة تبعث في نفوسهم التفاؤل والأمل، وأن يبتعدوا عن عبارات التشاؤم والاحباط؛ كالتهديد المستمر لهم بالرسوب والعقاب، أو بالتوبيخ لهم دائما بأنهم لا يفهمون، فإن هذا مخالف لهدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما أنه مخالف لأسس التربية الحديثة.
من الوسائل كذلك: أن نرسخ في قلوب أبناءنا بأن هذه الامتحانات ليست المحطة النهائية في حياتهم، وأن الخسارة الحقيقة لأي مؤمن ومؤمنة هو في ترك مرضاة الله، أو التعرض لسخطه، وخسران الآخرة.
ألم يقل جل وعلا مبينا الخسارة الحقيقية: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر: 15].
فلا بد أن نتزن جميعا في نظرتنا للامتحانات في آخر العام.
ومن الوسائل: أن يكون للوالدين جولات متفرقة يمران بها على الأولاد، فيشدان من أزرهم بالكلمات الحانية، وهم يذاكرون بالتلطف معهم، ومحاولة المزاح والضحك الذي يبعث في قلوبهم الأمن، ويخفف عنهم شيئا من الضغط النفسي، وأن يسمعاهم عبارات الثناء والتشجيع والتأكيد بأن النجاح حليفهم -بإذن الله تعالى-، وأن يدعو الله لهم وهم يسمعون، حتى يجدد في قلوبهم الأمل.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فيا إخواني الكرام: الوقفة الثامنة والأخيرة: فيها شيء من المصارحة الموجه للطالب:
هناك يا بني بعض النصائح، وبعض المحاذير على وجه الاختصاص، فأرجو أن تنال حيزا في قلبك وعقلك، وأسأل الله أن ينفعنا ويوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
أولا: احرص على بر والديك، وطلب الدعاء منهم قبل الامتحان وأثنائه وبعده، فإن دعاء الوالدين مستجاب.
ثانيا: احرص على النوم مبكرا، واعط نفسك قسطا من الراحة، ولو لم تنه مراجعة المنهج؛ لأن الاستيعاب واستحضار المعلومات متوقف على راحة الدماغ والجسد عموما.
ثالثا: إياك والقلق، وعدم الثقة بنفسك، ولا تجعل لوساوس الشيطان عليك سبيلا، فهو الذي يدخل عليك التذكير بالفشل، وعدم النجاح، ونحو ذلك: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) [البقرة: 268].
وليكن التفاؤل حاديك في كل أعمالك.
رابعا: احذر من مصاحبة البطالين والكسالى، لا ترعى مع الهمل، وترفع عن مجالستهم، وخاصة أهل المعاصي والموبقات، واعلم أن من أبسط أضرار المعصية عدم التوفيق في أمورك كلها.
خامسا: احذر من الغش، واعلم أنه حيلة العاجزين، وطريق الفاشلين، وصفة قبيحة لا تليق بالمؤمنين، كيف لا والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من غش فليس منا" [رواه مسلم].
كيف ترجو السداد والنجاح عن طريق الغش ونبيك يتبرأ من الغشاش؟
نسأل الله السلامة والعافية.
والغش -أيها الإخوة- يتسع أمره بحيث لا يقتصر على الطالب فحسب، بل حتى المعلم، أقول له: إياك أن تفرط بالأمانة التي ألقاها الله على عاتقك بحفظ سر الأسئلة، وتذكر قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال: 27].
سادسا: إذا دخلت صالة الامتحان يا بني فأكثر من ذكر الله، وتبرأ من حولك وقوتك، وقل: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، ولا تغتر بحافظتك أو جهدك، وتوكل بقلبك على ربك، واقرأ الأسئلة بهدوء ودون عجلة، ولا تفكر فقط بأن تنهي الأسئلة، بل عليك بالتؤدة والهدوء والمراجعة، فإنها من أهم الأسباب في إتقان الإجابة.
سابعا: من حق المصارحة: أن أحسن الظن بك يا بني، وأقول: إنك بعيد -إن شاء الله- عن ممارسة ما لا يليق بعد خروجك من الامتحان كل يوم، أو بعد نهاية امتحانات، فما هكذا يكون شكر النعمة.
أقول: قد يشجعك بعض الزملاء على ما يظنونه مغامرات وبطولة ومهارة من مظاهر وسلوكيات، هي أقرب للمهابيل منها للعقلاء، فابتعد عنها فإنه لا فخر فيها أبداً.
من المظاهر السيئة: التفحيط والسرعة بالسيارة، السرعة القاتلة بعد الامتحانات، وغالبا ما تكثر المصائب -نسأل الله أن يحفظ أبنائنا وبناتنا- بين الساعة العاشرة والثانية عشرة ظهرا.
ومنها: التسكع عند مدارس البنات، ومضايقتهن أثناء خروجهن، لو يستشعر هؤلاء الشباب أن الله -سبحانه- مطلع عليهم لما أقدموا على تلك الأفعال!.
ولو تذكروا أنهم كما أن لهم أخوات وأعرض لا يرضون المساس بها، فكذلك للناس أعراض لا يرضون المساس بها، وأن الجزاء من جنس العمل، لو تذكروا ذلك لما فعلوا فعلتهم.
ينبغي للآباء أن يتنبهوا لأبنائهم، وأن يؤكدوا عليهم الرجوع المبكر بعد الامتحان، وأن يتابعوا خروج بناتهم من المدارس.
أسأل الله -تعالى- أن يحفظنا وجميع أبنائنا وبناتنا، وأن يوفقهم في حياتهم...