الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | أحمد محمد مخترش |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصلاة |
عباد الله: المساجد أحب البقاع إلى الله؛ ورد في حديث: أن المساجد أحب البقاع إلى الله؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحب البقاع إلى الله مساجدها، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها" لأن الأسواق يركز الشيطان فيها راياته. أمة الإسلام: إن المساجد هي بيوت الله، أشرف الأماكن في الأرض، يسن صيانتها عن كل وسخٍ وقذرٍ، ومخاطٍ وبصاق، ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عرضت عليَّ أجور أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد". تكتب له من الأعمال الصالحة، يخرج العود من المسجد، تكتب له من ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله أذن في بيوت أن ترفع ويذكر فيها اسمه، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا أمة الإسلام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
عباد الله: إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق جنهم وإنسهم من أجل غاية واحدة، وهي عبادته سبحانه وتعالى، وشرع لهم أوقاتاً للعبادة والطاعة، وأماكن يعبدون الله فيها، وهي أحب البقاع إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذه هي المساجد المباركة، ولذلك لا بد من تعظيمها واحترامها قولاً وفعلاً، وعمارتها بطاعة الله -جل وعلا-.
عباد الله: لقد فرض الله على الأمة الإسلامية خمس صلوات في اليوم والليلة، وصح في الأحاديث المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلوات الخمس، وتفصيل أوقاتها وشروطها ومكملاتها، وفي فضلها وكثرة ثوابها.
فمن فضائل الصلاة: أنها عمود الإسلام، وأنها أعظم عبادة يحصل فيها الخضوع والذل لله رب العالمين وامتلاء القلب من الإيمان بالله وتعظيمه.
عباد الله: لما كانت الصلاة بتلك المنزلة، أمر جل وعلا أن تبنى لها المساجد، وتشاد على اسمه الخاص، وأن تعظم ويرفع شأنها، لتكون منارات للهدى، ومراكز للإشعاع الروحي، يُعبَد الله فيها بتوحيده، ويذكر وتتلى آياته، يقول جل وعلا: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النور: 36-37]
أولئك المؤمنون كانوا إذا سمعوا النداء تركوا كل شغلٍ، وبادروا لطاعة الله -عز وجل-، وفيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية التي بها صاروا عماراً للمساجد، التي هي بيوت الله في أرضه، ومواطن عبادته وشكره وتوحيده وتنزيهه.
تلكم المساجد -يا عباد الله-: التي يجب على كل مؤمن أن يعرف قدرها، ويتعاهدها، ويطهرها من الدنس واللغو والأقوال والأفعال التي لا تليق بالمساجد، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "نهى الله -سبحانه- عن اللغو في المساجد".
وقال قتادة -رحمه الله-: "المساجد أمر الله -سبحانه وتعالى- ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها".
وقد ذكر لنا أن كعباً كان يقول: "مكتوبٌ في التوراة إن بيوتي في الأرض المساجد، وإنه من توضأ فأحسن وضوءه، ثم زارني في بيتي أكرمته، وحق على المزور كرامة الزائر".
عباد الله: ولقد وردت أحاديث كثيرة في بناء المساجد واحترامها، وتوقيرها وتطيبها وتطهيرها، واقتصرنا على حديث منها في الصحيحين: عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة".
فهذا فضل عظيم لمن أخلص النية فيما يبذله في بناء المساجد، من غير مبالغة ولا إسراف في ذلك.
عباد الله: المساجد أحب البقاع إلى الله؛ ورد في حديث: أن المساجد أحب البقاع إلى الله؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحب البقاع إلى الله مساجدها، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها"
لأن الأسواق يركز الشيطان فيها راياته.
أمة الإسلام: إن المساجد هي بيوت الله، أشرف الأماكن في الأرض، يسن صيانتها عن كل وسخٍ وقذرٍ، ومخاطٍ وبصاق، ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عرضت عليَّ أجور أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد".
تكتب له من الأعمال الصالحة، يخرج العود من المسجد، تكتب له من الأعمال الصالحة، بخلاف الذين يتمخطون في منديل الفاين، ثم يضعونه وراء أعمدة المسجد، يا لها من إهانة!
"عرضت عليَّ أجور أعمال أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد"
وورد في حديث: "إخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين".
أمة الإسلام: يسن أن تصان المساجد عن كل رائحة كريهة، من بصلٍ وثومٍ وكراثٍ ونحوها من الروائح الكرية؛ لما ورد عن أنس -رضي الله عنه-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل من هذه الشجرة، فلا يقربنا، ولا يصلين معنا" أي: الثوم والبصل.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه وأرضاه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل ثوماً أو بصلاً، فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا".
وفي رواية لمسلم: "من أكل البصل والثوم والكراث، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"
يا عباد الله: إذا عرفنا هذا وتحققناه، فإنه ينبغي للمسلم أن يأتي إلى المسجد بأحسن هيئة، وأطيب ريح، قال الله -عز وجل-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف: 31].
أي: خذوا زينتكم عند كل صلاة، البسوا الملابس الطيبة الطاهرة، لا تأتِ بملابس تحمل الأوساخ والروائح الكريهة.
أمة الإسلام: يجب على الإنسان إذا وقف بين يدي الله، أن يحسن وقوفه ويتطهر ويحسن الوضوء، فإنه إذا توضأ للصلاة، ذهبت ذنوب أعضائه مع آخر قطر الماء، ثم إذا تشهد بعد الوضوء، فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء؛ فقد ورد في صحيح مسلم ورواه الإمام أحمد ورواه الترمذي، قال صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحدٍ يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"
وفي رواية الترمذي زاد هذه الكلمات بعد أن يتشهد قال: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
فإذا مشى إلى المسجد، وإلى بيت الله، إذا ذهب يزور الله في بيته، كان له بكل خطوةٍ يخطوها تحط عنه خطيئة، وترفع له بها درجة، فإذا انتظر الصلاة، فإنه لا يزال في صلاته، وإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يؤذِ أو يحدث.
عباد الله: لقد ورد النهي والذم عن حديث الدنيا في المساجد، لمن كان حديثهم الدنيوي في المساجد، الذين يتكلمون: ما هي الأخبار اليوم؟ ماذا بعت يا فلان؟ ماذا حصل في المساهمة؟ إن شاء الله طلعت المساهمة، ماذا بعت؟ وكم بعت؟ أين فلان؟ وماذا قالت الإذاعة الفلانية؟ أعطونا الأخبار، هذه أحاديث دنيوية تتنافى مع بيوت الله؛ فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيكون في آخر الزمان قومٌ يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيه الحاجة".
وهناك من الناس إذا ضاع منهم شيئاً، أول ما يتبادر إلى أذهانهم الإعلان عنه في المساجد، وذلك لجهلهم بحقوق وحرمات المساجد؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك؛ إن المساجد لم تبين لهذا".
والمقصود: أن المساجد لم تبن للإعلانات، وما يتعلق بأمور الدنيا، وإنما بنيت للصلاة، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء، وتعلم العلم.
ومما لا ينبغي في المساجد ويحرم: البيع والشراء في المسجد، فإن فعل فالبيع باطل ولا ينعقد، ويسن أن يقال لمن باع، أو اشترى في المسجد: لا أربح الله تجارتك، وكذلك يقال لمن أنشد ضالةً في المسجد: لا ردها الله عليك.
ومما لا ينبغي أيضاً: الأذية بتلك الرنات والنغمات والأغاني التي تنبعث من الهاتف المحمول-الجوال- فإن فيها أذية للمسلمين بالتشويش عليهم في صلواتهم، وسلب لخشوعهم، وإهانة لبيوت الله، وعدم المبالاة بتعظيمها وتكريمها وتشريفها، قال الله: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].
وقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)[الأحزاب: 58].
وقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ)[النور: 36].
ورفع المساجد يكون بتطهيرها، والعناية بنظافتها، وتقديسها، وعدم أذية روادها، والقادمين إليها، وعدم ارتكاب أي عمل ينافي الأدب معها.
ومما لا ينبغي في المساجد: اصطحاب الأطفال الصغار الذين لا يعون ولا يميزون ما يفعلونه، من ضحكٍ ولعبٍ وحربٍ وبكاءٍ وجريٍ أمام المصلين، فذلك مما يؤدي لقطع صلاة المصلين وفقدهم لخشوعهم، فهم لا يدركون خطر ذلك، ولا يميزون بين الحلال والحرام، ولا الطيب والخبيث، فعلى الآباء عدم اصطحاب أبنائهم الذين هم في سن الطفولة، حتى لا يتسببوا في أذية المصلين.
فينبغي-عباد الله-: أن تصان المساجد عن الصغير الذي لا يميز، وعن المجنون حال جنونه، وتصان المساجد عن رفع الأصوات بمكروه، فتصان المساجد عن إقامة الحدود، وعن سل السيوف، وكذلك ينبغي أن تصان المساجد عن الكتب التي فيها الصور ذوات الأرواح، كالمناهج الدراسية وغيرها.
وينبغي للمسلم: أن يحافظ على نظافة بيوت الله، وعلى كل ما يخص المسجد من مصاحف، وأثاث، وفرش، ومكيفات، ومكبرات الصوت وكل ما هو خاص للمسجد وموقوفاً له.
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين، وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين، وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين، وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً.
أما بعد:
عباد الله: لقد كان الإسلام أحرص ما يكون على نظافة المسجد، والتحذير من توسيخه وتقذيره؛ فلقد كان لمسجد النبي خادم -أو خادمة- يقوم -أو تقوم- بتنظيفه وكنسه؛ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً أسود -أو امرأة سوداء- كان يقُّمَ المسجد، فمات فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: مات، قال: "أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره -أو قبرها-" فأتى قبره فصلى عليه.
وقد بوب الأمام البخاري -رحمه الله- لهذا الحديث بقوله:"باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان"
وذكر الإمام ابن حجر -رحمه الله- من فوائد الحديث: الترغيب في تنظيف المسجد.
ولقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عرضت عليه محاسن ومساوئ أعمال أمته، فرأى في مساوئها النخامة في المسجد لا تدفن.
وأخبر أن البزاق في المسجد خطيئته وكفارة ذلك دفنها؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها".
وهذا يكون فيما إذا كان المسجد رملياً أو ترابياً، وأما إذا كان مبلطاً ومفروشاً، فلا يجوز البزاق ولا التفل فيه مطلقاً؛ لأنه حينئذٍ يتعذر دفن ذلك، وإن الإنسان ليتعجب حين يرى بعض مساجد المسلمين اليوم قد أصابها ما أصابها من الأذى، فنرى بعضها مرمية فيها قشر ما يسمى عند العامة بالزعقة، وبعض الأتربة، وما أشبه ذلك، بل وحتى الأظافر، وهذا كله مما لا يجوز فعله.
بل يجب نظافة المساجد والعناية بها، فلقد أحمرّ وجه المعصوم -صلى الله عليه وسلم- حينما رأى نخامة في قبلة المسجد فقام فحكها بيده الشريفة، وأنكر على فعل مثل ذلك، أحمرّ وجهه حينما رأى نخامة في قبلة المسجد، فكيف بأولئك الذين لا يطيب لهم تقليم أظافرهم إلا في المساجد؟! كيف بأولئك الذين يؤذون المصلين في بيوت الله بتلك الرنات المزعجة والروائح الكريهة؟ بل وكيف بأولئك الذين يتعمدون الأذية؛ يتعمدون أذية المصلين في المساجد، الذين يتعمدون العبث والتخريب لبيوت الله -عز وجل-، فذاك يعبث بفرش المسجد، وذاك يكسر ويخرب، وذاك يخرب في فناء المسجد وملحقاته، وذاك يحاول تعطيل وتخريب مكبرات الصوت، وذاك ينشل ويأخذ حاجيات المسجد، إلى غير ذلك من الأمور؟! كيف بأولئك الذين يتعمدون مثل تلك الأمور؟! ما هو موقفهم؟ ما هو عذرهم؟ ما هو ردهم؟ ما هو قولهم؟ ما هو جوابهم! أمام الله -عز وجل- حين يسألهم عن أذية عباده في مواطن عبادته وعن فعل مثل تلك الأمور من عبث وتخريب لبيوته -عز وجل-؟!
عباد الله: فيجب على كل مسلم يحب الله، ويرجو عفوه ومغفرته، أن يمتثل أوامر الله ويجتنب نواهيه، وأن يعظم حرماته وشعائره، وأن يحافظ على المساجد من العبث فيها، وأذية المسلمين الخاشعين الراكعين الساجدين فيها، وأن يقطع كل وسائل الاتصالات بينه وبين الناس، وأن يتصل مع الله -جل وعلا-، وذلك بمحافظته على الصلوات الخمس في المساجد مع الجماعة، مع العناية الشديدة بخشوعها، ولا يتأتى ذلك إلا بترك كل ما يشغل عن الله.
فالله الله في احترام المساجد وتعظيمها، وعدم أذية المسلمين العمار لها، وتربية أولادنا على ذلك وحب الصلاة، وحب المساجد وحب نظافتها، وأن نبين لهم حرمة العبث والتخريب في المساجد والأذية فيها.
ألا وتوبوا إلى الله جميعاً -أيها المؤمنون-: لعلكم تفلحون، وصلوا على رسول الله كما أمركم الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحابه أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، من اليهود والشيوعيين، وأعوانهم يا رب العالمين، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأئمة وولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا وإياهم هداةً مهتدين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت.
اللهم وفقنا لما يرضيك عنّا وجنبنا ما يسخط علينا.
اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك، وارزقنا ووفقنا للتعاون في طاعتك، والمبادرة إلى خدمتك، وحسن الآداب في معاملتك، والتسليم لأمرك، والرضا بقضائك، والصبر على بلائك، والشكر لنعمائك يا رب العالمين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا? [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.