البحث

عبارات مقترحة:

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الإصلاح ومواجهة الفساد

العربية

المؤلف أحمد الحاج
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. انتشار الفساد .
  2. حكم الإفساد في الأرض .
  3. عاقبته .
  4. ثمرات مواجهة الإفساد بالإصلاح .
  5. الإصلاح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

اقتباس

إن مواجهة الفساد تكون بالصلاح والإصلاح، حسب الطاقة والاستطاعة: (إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ومَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88]. وعَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ" رواه مسلم.

الخطبة الأولى:

الحمد لله أمر بالصلاح والإصلاح، ونهى عن الفساد والإفساد.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل سبحانه: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ) [الأعراف:170].

وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اسْتَيْقَظَ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: "لا إِلَهَ إِلا اللهُ! وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ! فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ". قِيلَ: أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ؛ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ" رواه البخاري ومسلم.

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: اتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.

يقول الله -عز وجل-:  (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].

حيثما نظرت اليوم تجد الفساد قد عمّ وطمّ، وظهر وانتشر، فساد في الحكم  والسياسة، والأمن والأخلاق، والعقائد والسلوك.

إن الإنسان يحب الفساد: (وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ويَسْفِكُ الدِّمَاءَ ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30].

لهذا جاء النهي عن الإفساد في الأرض، قال -تعالى-: (ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وادْعُوهُ خَوْفاً وطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56]. وقال: (وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ولا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77]. وقال: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ والْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف:85]. وقال: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [العنكبوت:36]. وقال: (واللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:205].

إلا أن فريقاً من الناس يصرّون على الفساد والإفساد، ولا يقرّون بفسادهم، بل يدّعون الصلاح والإصلاح، يتستّرون بالدّين وبالفضيلة ومظاهر العمل الصالح، ولكنهم في الحقيقة فاسدون مفسدون: (وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) [البقرة:11-12]. فهؤلاء (يُخَادِعُونَ اللَّهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ ومَا يَشْعُرُونَ) [البقرة:9]. ولكن الله لا يخفى عليه شيء، فهو عالم بحالهم: (واللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) [البقرة:220].

إن الله -تعالى- قد بيّن حكمه في هؤلاء المفسدين في الأرض فقال: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة:33].

ثم بيّن عاقبة ومصير وعذاب المفسدين فقال: (الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) [النحل:88]، وقال: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ويَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ويُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [البقرة:27]، وقال: (وجَحَدُوا بِهَا واسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[النمل:14]، وقال: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الذِينَ طَغَوْا فِي البِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) [الفجر:6- 12].

هذا لمن مضى وسبق، فماذا لمن تبع ولحق؟ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر:14] وقال: (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ والْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112]، وقال: (وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) [الإسراء:16].

ومع هذا فقد جعل الله باب التوبة مفتوحاً لمن أراد أن يتوب ويرجع، فقال: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وأَصْلَحُوا وبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة:160]، وقال: (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وأَصْلَحُوا واعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:146]، وقال: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل:119]، وقال: (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ  رَحِيمٌ) [المائدة:39]، وقال: (والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وأَصْلَحَ بَالَهُمْ) [محمد:2].

فإن لم يُقم الحد والقصاص على هؤلاء المفسدين، ولم ينزل عليهم عذابه في الدنيا استدراجاً لهم وإمهالاً، ثم لم يتوبوا وأصرّوا على إفسادهم، فوجب علينا عدم طاعتهم، أو إكرامهم، أو رفع مكانتهم: (ولا تُطِيعُوا أَمرَ المُسرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ولا يُصْلِحُونَ) [الشعراء:151-152]؛ بل تجب مواجهتهم: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ واتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وكَانُوا مُجْرِمِينَ) [هود:116].

إن مواجهة الفساد تكون بالصلاح والإصلاح، حسب الطاقة والاستطاعة: (إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ومَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88]. وعَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ" رواه مسلم.

إن الخير في الإصلاح، قال -تعالى-: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ومَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:114].

والفوز للمصلحين، قال -تعالى-: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ ولا فَسَاداً والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:83]، وقال: (والَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف:170].

ورفع العذاب يكون بالإصلاح، قال -تعالى-: (ومَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود:117].

أما ترك الإصلاح فإنه سبب لنزول العذاب على الجميع: (واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال:25]. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ" رواه الترمذي.

وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة:105] وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا ظَالِمًا فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ" رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير من أهم طرق الإصلاح؛ فخيرية الأمة بهذا الأمر: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران:110]، وفلاحها من خلاله:  (ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104].

وصلاحها به: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران:114].  

ونجاتها فيه: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ ومَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا" رواه البخاري.

نسأل الله أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، الدّاعين إلى الخير، الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر، ونسأله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يرحمنا برحمته، وأن يعمّنا بفضله وكرمه، إنه سميع مجيب. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه غفور رحيم.