البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الإسلام والتقدم

العربية

المؤلف صالح بن محمد الجبري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. المسلم يسعى للتقدم في جميع مناحي حياته .
  2. الأمة مطالبة بأن تتقدم وتتطور .
  3. كيف كنا بالأمس؟ .
  4. الإسلام دين السعة والمرونة   .
  5. شهادات الغربيين عن الحضارة الإسلامية .
  6. الغاية من خلق الإنسان   .
  7. المنبهرون بحضارة الغرب   .
  8. صور من التقليد الأعمى للغربيين. .

اقتباس

نجد أن كتاب الإسلام الخالد وهو القرآن، يحدثنا في قصة آدم -عليه السلام- عن العلم باعتباره المؤهل الأول للخلافة في الأرض، وبه تفوق آدم على الملائكة، ويحدثنا في قصة نوح عن صناعة السفن، وفي قصة داود عن إلانة الحديد وصناعة الدروع، وفي قصة سليمان عن صناعة الجن له ماشاء. ويحدثنا عن التخطيط الاقتصادي البعيد المدى لمدة أربع عشرة سنة في سورة يوسف...

الخطبة الأولى:

الحمد لله ..

عباد الله: المسلم الواعي يتقدم باستمرار نحو الأفضل، ولا يرضى لنفسه الركود والتوقف والتخلف، فهو يتطلع دائما إلى الأمام ولا ينظر إلى الوراء، وتهفو نفسه دائما إلى الأعلى ولا تنتكس إلى الأدنى.

إنه يعشق التقدم ويطلبه في كل جانب من جوانب حياته الفكرية والاجتماعية والروحية، ففي حياته الفكرية يحرص على أن يزداد كل يوم علما جديدا, ويبقى هذا شأنه يطالع ويطلع ويتزود، ويزداد علما ما سرى في عروقه حياة، وفي حياته الاجتماعية يحرص على أن يتقدم دوما إلى الأمام في مستوى معيشته اليومية؛ فيسعى إلى زيادة دخله وتحسين أحواله الاجتماعية كافة، من غير شدة ولا طمع ولا اعتداء على حقوق غيره، كما يسعى إلى توثيق علاقاته بالناس وتحسين تعامله معهم، هذا شأن الإنسان المتقدم المتطور الراقي الذي يعيش عصره.

والمسلم يحرص أيضا على التقدم في حياته الروحية، ذلك أن الإنسان المسلم يؤمن بأنه لم يخلق في هذه الحياة ليأكل ويشرب ويجمع المال ويستمتع بطيبات الحياة فحسب، بل إنه ليعتقد أن وراء هذه الحياة المؤقتة الزائلة حياة دائمة باقية، وأن عليه أن يتزود لها (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]. ومن ثم فهو يحرص على أن يتقدم باستمرار في حياته الروحية والتعبدية، فيزداد في كل يوم من الجنة قربا، ومن الله زلفى، فإن كان مقصرا في تأدية الفرائض سارع إلى تلافي تقصيره وأداها في أوقاتها أداء عاجلا، وإن كان مؤديا للفرائض زاد عليها من النوافل ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإن كان مفرطا في بعض وجوه البر والطاعات الأخرى بادر إلى المزيد من العمل الصالح الذي يشعره بأنه يقترب من ربه طائعا منيبا، وأنه في تقدم يستمر في هذا الطريق الراشد الخير المستقيم، كما قال تعالى  (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [المدثر: 37].

هذا على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة أيضا، فالأمة مطالبة بأن تتقدم وتتطور إلى الأمام في جميع المجالات، وبخاصة في هذه العصر الذي أهملت فيه الأمة الإسلامية طريقها إلى التقدم، لقد طال تخلف الأمة الإسلامية وطال, حتى كاد يحسبه بعض الناس لازمة من لوازمنا الذاتية، كأن التخلف عربي كما أن التقدم غربي، بل ربما توهم بعض السذج أن الإسلام هو سبب تخلف الأمة مادام المسلمون متخلفين وما دام كل المتقدمين غير المسلمين.

ونسى هؤلاء أن حضارة العالم كانت لعدة قرون إسلامية، وكانت لغة العلم في العالم هي اللغة العربية، وكانت مراجع العلم العالمية في الفلك والفيزياء والطب وغيرها مراجع إسلامية، وكانت جامعات المسلمين تضم الطلاب من جميع أنحاء الدنيا، وكانت أسماء علمائنا في شتى التخصصات ألمع الأسماء في الشرق والغرب.

وسأذكر لكم اليوم شيئا يوم كان آباؤكم العالم الأول، لقد بقيتم العالم الأول نحو ألف سنة، وسأقرأ عليكم هذا الخطاب الموجه إلى الخليفة هشام الثالث، الذي حكم في القرن الحادي عشر الميلادي وفي هذه  القصة غنى عن التفصيل في شأن أوربا وأهلها، وشأو الأندلس وعلومها وهذا نصه:

"من جورج الثاني ملك انجلترا وفرنسا والنرويج إلى الخليفة هشام الثالث بعد التعظيم والتوقير، سمعنا عن الرقي العظيم الذي تمتع بفيضه الصافي معاهد العلم في بلادكم العامرة، فأردنا لبلدنا اقتباس هذه الفضائل لنشر أضواء العلم في بلادنا التي يحيطها الجهل من أركانها الأربعة, وقد وضعنا ابنة شقيقتنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز. من خادمكم المطيع جورج".

بل تقدم جوهان ملك انجلترا إلى الخليفة الناصر سنة 1212م, تقدم بطلب المساعدة العسكرية ضد النبلاء ورجال الدين في بلاده، مقابل أن يعتنق الإسلام هو وسائر أفراد رعيته.

وإذا كان العالم الآن على وشك الدخول فيما أطلق عليه (عصر الإنسان الآلي), وذلك بعد أن حققت تكنولوجيا الإنسان الآلي تقدما سريعا على مدى السنوات القليلة الماضية، فإن مصادرنا الإسلامية تشير إلى أن البداية كانت في عصر الحضارة الاسلامية، وقد كان ذلك على يد عالم الحيل الهندسية بديع الزمان أبي العز إسماعيل بن الرزاز الجزري، الذي عاش في القرن السادس الهجري، فهو أول من اخترع الإنسان الآلي المتحرك للخدمة في المنزل.

حيث طلب منه الخليفة أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزرى آلة على هيئة غلام منتصب القامة، وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصلاة يصفر الطائر، ثم يتقدم الخادم نحو سيده ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يغرد.

ومع ذلك نسمع من يقول أن الإسلام ضد التقدم، كنا نود من بعض الذين يسمون أنفسهم مثقفين، أن يعرفوا الناس بحضارتنا وتطورنا بدلا من يصيبوا الأجيال الحاضرة بالقنوط واليأس، ويظهروننا للعالم كأننا ما عشنا ولا كنا ولا بقينا إلا و نحن على هامش الدنيا، و هذا كذب وافتراء وتضليل.

ترى هل يعلم الناس أنه من قرنين فقط أرسل جورج واشنطن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الداي حسن الحاكم المسلم في المغرب العربي، يتحدث إليه بتلطف كي يسمح أو يؤمن الطرق البحرية للسفن الأمريكية؛ لأن الأسطول الإسلامي كان سيد هذه المناطق كلها، بل إنه انتصر على إسبانيا عسكريا وأرغمها على أن ترسل وفدا إلى الأستانه كي يلقى الخليفة حاملا معه جرتين من الماء، وذلك لأن القائد الإسباني كان قد هزم المسلمين قبل ذلك وحمل معه جرتين من ماء مدينة مسلمة إلى ملك إسبانيا علامة على أن الصليبين سوف يرثون البلد الإسلامي. فلما انهزموا ألزمهم الداي حسن بحمل جرتين أخريين وتقديمهما إلى خليفة المسلمين رمزا لانهزامهم أمام المسلمين.

صحيح أن الأمة الإسلامية في كبوة الآن، لكن هذا ليس من الإسلام، بل هو بسبب البعد عن الإسلام, نعم لأن كل من عرف الإسلام عرف أنه دين العلم والحضارة والتقدم، وكل من قرأ القرآن أيقن أنه خطاب لأولي الألباب، وآيات لقوم يعقلون وهدى لقوم يتفكرون، وأن المؤمنين هم أولوا النهى والعلم، والكفار قوم لا يفقهون ولا يعقلون, إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.

وليس في العالم دين كالإسلام، أودع الله فيه من السعة والمرونة وأسباب القوة وعناصر الخلود ما تصلح به الحياة، ويرقى بهدايته الإنسان في كل زمان ومكان على الرغم من تطور المجتمعات, وتقلب الأحداث وتغير المعارف والأفكار.

لذا لا عجب عندما نجد أن كتاب الإسلام الخالد وهو القرآن، يحدثنا في قصة آدم -عليه السلام- عن العلم باعتباره المؤهل الأول للخلافة في الأرض، وبه تفوق آدم على الملائكة، ويحدثنا في قصة نوح عن صناعة السفن، وفي قصة داود عن إلانة الحديد وصناعة الدروع، وفي قصة سليمان عن صناعة الجن له ماشاء.

ويحدثنا عن التخطيط الاقتصادي البعيد المدى لمدة أربع عشرة سنة في سورة يوسف, كما يحدثنا عن قصة ذي القرنين في صناعة السدود الضخمة، ويحدثنا عن منافع الحديد العسكرية والمدنية في سورة خاصة تحمل اسم الحديد.

كما نجد أن رسول الإسلام يقر نتائج الملاحظة والتجربة في شؤون الحياة وإن خالفت رأيه الشخصي، كما في مسألة تأبير النخل وهي التي قال فيها: "أنتم أعلم بأمور دنياكم". ونجده كذلك يستخدم الإحصاء لمعرفة القوة البشرية المسلمة معه معرفة دقيقة قائمة على التعداد، لا على التقريب والتخمين وهذا ما رواه البخاري والمسلم.

ونجده يحارب الأمية حتى إنه ليفدي الأسير المشرك الكاتب إذا علَّم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة، ونجده يحارب الخرافات ومروجيها فيعلن حربا على السحرة والكهنة والعرافين وعلى من يصدقهم أو يسمع لهم, ويتداوى ويأمر بالتداوي قائلا: "تداووا يا عباد الله فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء".

ونجده يقاوم الجبرية والسلبية في مواجهة الأمور، داعياً إلى العمل الحذر واتخاذ الأسباب بقوله: "أعقلها وتوكل"، ولما سئل عن الأسباب: هل ترد من قدر الله شيئا؟. قال: "هي من قدر الله".

لذلك فلا عجب أن قامت في ظل هذا الإسلام دولة مترامية الأطراف، ورثت أعظم إمبراطوريتين في الأرض، أسسها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أمتن الأسس وأقوى الدعائم الجامعة بين الدين والدنيا، وترعرعت تحت سلطانه حضارة شامخة البنيان عالية الأركان، استفادت من السابقين فأخذت أفضل ما عندهم مما لا يتعارض مع تعاليم الإسلام، وحسنت فيه وأضافت إليه من جهدها وابتكارها, ولم تجد في الدين ما يعوق سيرها أو يؤخر تقدمها.

ونحن هنا لا نتغنى بالماضي ولكن ننظر إليه لنتعلم منه، يقول الصينيون المستقبل هو أحد حكايات الماضي، أي أن التاريخ يكرر نفسه بشكل أو آخر، وعلينا أن نتعلم من التاريخ بما يفيدنا ألآن، وقد أثبت التاريخ صلاحية الإسلام لبناء مدنية غاية في التقدم والرقي. 

لذا لا نستغرب عندما قال المؤرخ الفرنسي لوبون: "إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا, وإن جامعات الغرب لم تعرف مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه, إن أوروبا مَدينة للعرب بحضارتها, وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين, فهم الذين علموا الشعوب النصرانية، وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان, ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبةً".

ترى هل نحن بعد ذلك في حاجة إلى أن نسأل ما موقف الإسلام من التقدم؟!, أظن أن الإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.

اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله...

أما بعد: كما قلنا فإن هذا الدين الذي أختاره الله تعالى للبشرية، والذي رفع به من شأن الإنسانية هو منبع كل خير وهو أساس كل حضارة، وأساس كل تقدم، ومع ذلك فإن علينا أن نعلم أن الغاية من خلقنا ليست الحضارة أو التقدم المادي مع أن ذلك ليس مذموما في ذاته، لكنه ليس الهدف والغاية من خلقنا، فالغاية من خلقنا ووجودنا هي في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] إذن الهدف من خلقنا هو توحيد الله وعبادته قبل أي شيء آخر، ومن يظن غير ذلك فهو لا يعرف قدر التوحيد، ولا يدرك قيمة الايمان بالله وحده لا شريك له.

وعندما تفاخر الكفار على المؤمنين بأموالهم ومساكنهم وتقدمهم المادي رد الله -سبحانه وتعالى- عليهم, وبين أنه لا قيمة للتقدم المادي مع الكفر والمعاصي، بل إنه سيجلب على أصحابه الدمار في الدنيا والآخرة, كما حدث للأمم السابقة فقال -سبحانه-: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا) [مريم: 73، 74]. 

ومع وضوح هذه الحقيقة الكبرى، فإننا نرى بعض المسلمين غير مدركين لأهمية التوحيد الذي يتميز به دينهم، ولإحساسهم بالهزيمة النفسية أمام الغرب المتقدم، فقد فقدوا المنهج الصحيح في التعامل مع التقدم المادي الحاصل في هذا العالم، فانجرفوا بحماس وغباء معهم، يحاولون أن يقلدوا الغرب في كل ما لديه من خير أو شر، بدعوى اللحاق به في طريق التقدم.

لكن الذي اتضح للجميع بعد ذلك أن أغلبهم لم يأخذ من الغرب إلا أسوأ ما فيه وترك أحسن ما عنده، فبدلا من أن يجاروا الغرب في تقدمه العلمي والتقني؛ راحوا يقلدونه وبدون وعي في أسوء ما لديه.

فصرنا نرى عند هذا الجيل المعجب بحضارة الغرب وتقاليده، إقصاء شريعة الله عن الحكم واستبدالها بالقوانين الوضعية الغربية بدعوى التمدن والتقدم، وتقليد العلاقات الجنسية خارج الإطار الشرعي، ومطاردة القصات والملابس الغربية، والموضات والتقليعات، وتربية الكلاب والرقص والاختلاط والاحتفال بالسنة الميلادية وعيد الميلاد الذي تقام فيه الحفلات وتقاد الشموع وتصف الموائد، ويدعى إليها الأصدقاء وتعزف الموسيقى ويبلغ التقليد الأجنبي أقصاه حين ينشد المحتفلون أنشودة الحفل باللغة الأجنبية.

أضف إلى ذلك لبس الشاب الخاتم بيده اليمنى حين الخطوبة, ونقله إلى يده اليسرى ليلة الزفاف, مع أنها عادة نصرانية داخلية تجري في الكنائس، وتزداد نكرا حين يكون الخاتم من الذهب المحرم على الرجال المسلمين, مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حرم الذهب على الرجال.

كذلك الأكل باليد اليسرى؛ لأن الشوكة عند الغربيين توضع على الطرف الأيسر وتوضع السكين على الطرف الأيمن, وبالطبع فإن الذين يقلدونهم من المسلمين يفعلون نفس الشيء, فيلتقطون الشوكة بيسراهم ويقطعون الطعام بيمناهم, ولا يكلفون أنفسهم نقل الشوكة إلى الطرف الأيمن ليأكلوا بيمناهم, كما أمر الرسول الكريم بقوله: "كل باسم الله وكل بيمنك وكل مما يليك". والمشكلة أن كل هذا الذي يفعلونه يظنونه تطورا وتقدما.

وبعضهم قد يكون لديه حفلة زواج وحتى يكون تقدميا متطورا فلابد أن تكون فقرات الحفل نسخة طبق الأصل من حفلات الزواج النصرانية، مع أن هذا محرم ولكنه التقدم والتطور بزعمهم.

حتى التسميات، تسميات الأولاد منذ متى صار المسلم يسمي جيمي أو ميمي أو رابين أو بنيامين أو جاكلين أو سوزان أ وديانا إلى غير ذلك من الأسماء الغريبة على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، إن مثل هذه الأمور و غيرها هي تقليد سافر للغرب الكافر, ولا علاقة كلها بالتقدم والتطور، نعم إن القبول الكامل والتقليد الأعمى لكل ما جاء به الغرب من فنون وآداب, وفلسفة وأخلاق, وثقافة وعادات, ونظم وسياسات, وأفكار ونظريات, سواء في النفس أو المجتمع في السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو القيم، فيه الخطر الكبير، والشر المستطير لأنه يؤدي إلى صبغ حياة المسلم بكل ما يؤدي في النهاية إلى خروج المسلم من إسلامه ومروقه من دينه، ولا يبقى له من الإسلام إلا شهادة الميلاد التي لا تغني عنه في الدنيا والآخرة شيئا؛ لأنها لا تورث جنة ولا تجير من نار.

إن من أراد أن يكون متقدما متطورا فعليه أن يقدم لأمته إبداعا أو اختراعا أو ابتكارا فيما يخص علوم الدنيا إن كان يستطيع ذلك، فإن لم يستطع فعلى الأقل أن يحافظ على شخصيته المسلمة المستقلة حتى لا يكون كالغراب, الذي قال فيه الشاعر:

إن الغراب وكان يمشي مشية

فيما مضى من سالف الأحوال

حسد القطاة فرام يمشي مشيها

فأصابه ضـرب من العقــال

فأضل مشيته وأخطأ مشيهـا

فلذاك كنــوه أبـا المـرقـال

فهل يفهم أمثال هؤلاء ويعودون لدينهم وإسلامهم وإيمانهم نرجو ذلك نتمناه.

اللهم صل وسلم على البشير النذير وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أشرح صدورنا للإسلام وحبب إلينا الإيمان اللهم أحم حوزة الدين وانصر الإسلام والمسلمين ووفق ولاتهم لما تحب وترضى وأهدهم الصراط المستقيم واجعل بطانتهم صالحة تعينهم على أعباء الدنيا والدين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات, اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار يا رب العالمين.

عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.