الرزاق
كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...
العربية
المؤلف | وليد بن سالم الشعبان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان |
الدجال منبعُ الكفر والضلال، وينبوع الفتن والأوجال، أنذرت به الأنبياء أقوامها، وحذرت منه الرسل أممها، ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف البينة، وحذَّر منه نبينا المصطفى، وذكر له نعوتاً وأوصافاً لا تخفى.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسَلَّمَ تسلِيمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: اتقوا الله تعالى، وتعوذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
واعلموا أن بين يدي الساعة فتنة مخيفة هي أعظم الفتن وأشدها خطراً وخوفاً، إنها فتنة المسـيح الدجال، نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال!.
لقد كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يتعوَّذ في صلاتِه من فتنته، ويُعلِّم أصحابَه التعوُّذ منه كما يُعلِّمهم السورةَ من القرآن، ويعِظُ صحابتَه، ويُخبِرُهم عن قُرب ظهور ذلك الأمر، حتى ظنوا أنه عند النخل الذي بجانبهم.
فقد تواترت الأخبار، وتكاثرت الأحاديث عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في التحذير منه، وبيان أوصافه، وعظم فتنته.
فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: "إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ"، زاد مسلم: "مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ"، أو "يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ".
وتكاثرت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الدعاء دبر الصلاة: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" متفق عليه.
إن فتنته لعظيمة، حتى قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ! إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ".
أيها الإخوة في الله: ومن المخيف وعظيم الفتنة أنه يخرج في خفةٍ من الدين، وإدبارٍ من العلم، واختلافٍ بين الناس وفرقة, من التهاون بالصلوات، وإضاعة الأمانات.
وعلامات خروجِه كثيرة، منها: ألا يُثمِر نخلُ بَيْسان، وهي مدينةٌ بين حَوران وفلسطين، بعد أن كان يُثمِر.
ومن أمارات خروجه: ذَهابُ ماء بُحيرة طبريَّة، والآن قلَّ ماؤُها، وهو في نُقصان! ومن علاماته: ذَهابُ ماء عين زُغَر، وهي بلدةٌ في الشام، وعدم زراعة أهلها بماء تلك العين.
وهو شابٌّ أحمرُ جسيمٌ كبيرُ الخِلقة، واسعُ الجبهة، فيه انحِناء، له شعرٌ كثيرٌ مُجعَّد، عينُه كأنَّها عنبةٌ طافية، أي: ظاهرةٌ عوراء.
وأولُ مخرَجه من حيٍّ يُقال له "اليهودية" في مدينة أصبهان من أرض خُراسان، يخرُج ومعه سبعُون ألفًا من يهودِها، وله حرسٌ وأعوانٌ. في هذه الأجواء المدلهمة يبعث الله عليهم الدجال فيسلط عليهم حتى ينتقم منهم، وينحاز المؤمنون إلى بيت المقدس.
الدجال منبعُ الكفر والضلال، وينبوع الفتن والأوجال، أنذرت به الأنبياء أقوامها، وحذرت منه الرسل أممها، ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف البينة، وحذَّر منه نبينا المصطفى، وذكر له نعوتاً وأوصافاً لا تخفى.
والدجَّال حيٌّ الآن في ديرٍ بجزيرةٍ من جُزر البحر، مُقيَّدٌ بوَثَاقٍ شديد، يداه مجموعةٌ إلى عُنقِه ما بين رُكبتَيْه إلى كعبَيْه بالحديد، وخروجُه قد دنا، قال عن نفسه: وإني أُوشِك أن يُؤذَن لي في الخروج. رواه مسلم.
واسمعوا -يا رعاكم الله- إلى هذا الحديث الجامع الذي أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن النواس بن سِمعان -رضي الله عنه- قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: "مَا شَأْنُكُمْ؟"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، يعني: جعد شعر الرأس، عينُه طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟، قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: "كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ، فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ: لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ، فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، أي: ثوبين، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ".
هذا هو الدجال أيها الإخوة، وهذا شيء من خبره، نعوذ بالله من فتنته ومن جميع الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
أيها الإخوة: كل ذلك من أنباء الغيب نؤمن به؛ لِما قام عليه من الدليل والبرهان، ولو غاب عن شواهدنا وقَصُرت عنه حواسُّنا، ولكنه حاضرٌ بأدلته القطعية، وبراهينه العلمية.
وبعد أيها الإخوة: فإن أهل العلم والإيمان يؤمنون بما جاء من عند ربهم وأخبر به نبيهم، تطمئن به قلوبهم، وتنشرح به صدورهم، سواء أدركته عقولهم أو لم تدركه: (يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَـابِ) [البقرة:269].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، لقد كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يداومون على تعليم تلك الأخبار والأحاديث, يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول: "قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات". ويكفي في ذلك أنه من أذكار الصلاة المأمور بها.
وجميعُ القُرى تفزَعُ من الدجَّال سوى المدينة، لا يدخلُها رُعبُ الدجَّال ولا الخوفُ منه. ومن شُكر نعمة الله على أهل مكة والمدينة أن يعمُروها بطاعة الله، إذ خصَّها الله بحفظِها من الدجَّال. وإذا مُنِع من دخول المدينة ينزلُ في سبَخَةِ الجُرفِ غرب جبل أُحُد، ويضرِبُ فيها رواقه، ويكونُ أكثرُ من يخرُج إليه النساء. وترجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجَفَاتٍ، يخرُج إليه منها كلُّ كافرٍ ومُنافِق.
وخيرُ الناس في كل زمانٍ ومكانٍ من أنكرَ مُنكرًا رآه، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [آل عمران:110].
وإذا مكثَ حول المدينة يخرُج إليه شابٌّ يُنكِرُ عليه ادِّعاءَه الربوبيَّة ودجلَه، قال -عليه الصلاة والسلام-: "وهو خيرُ الناس -أو من خيارِ الناس-، فيقول: أشهدُ أنك الدجَّال الذي حدَّثنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حديثَه" رواه البخاري.
واعلموا أن نبيكم -عليه الصلاة والسلام- علمكم سبل الوقاية والسلامة من شر المسيح الدجال بقوله: "مَن حفظ عشر آيات من سورة الكهف عُصم من الدجال". وفي رواية أخرى: "من أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف؛ فإنها جواركم من فتنته".
ومن أسباب العصمة منه: العلمُ الشرعيُّ بمعرفة أسماء الله وصفاتِه، فالدجَّال أعورُ، وربُّنا -سبحانه- ليس بأعوَر.
ومنها: الفِرارُ من الفتن والابتِعادُ عنها بإذن الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن سمِع بالدجَّال فليَنْأَ عنه"، أي: ليهرُب.
ومنها: التمسك والاعتصام بالكتاب والسنة، وكثرة دعاء الله والالتجاء إليه من شر هذه الفتنة العظيمة.
ثم بادروا -رحمكم الله- بالأعمال الصالحة كما أرشد إلى ذلك نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-: "فهل تنتظرون إلا فقراً مُنسِياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً؟ أو الدجال؟ فشر غائبٍ ينتظر، أو الساعة؟ والساعة أدهى وأمَرّ".
نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال، نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال، نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال.
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعذنا وذرياتنا من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
اللهم إنا نسألك مما سألك منه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونعوذ بك مما استعاذ منه محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم ما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته لنا رشدا.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
اللهم حببّ إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين.
اللهم اكفنا والمسلمين شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم ولّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أهل دينك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز.
اللهم وفقّ ولاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم أنصارا لدينك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا بسوء، اللهم فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.