الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب |
الشبابُ إشعاعٌ مُؤثِّرٌ على المُجتمع، وعزمٌ وقوَّة، ونشاطٌ وفُتُوَّة. تقتَضِي هذه الصفات أن يقودَ الشابُّ حياتَه قيادةً شخصيَّةً حكيمةً، تضبِطُ النفسَ وتكبَحُ جِماحَها، وتُوجِّهُها إلى الخير والفلاح، وترسُمُ لها أهدافًا طَمُوحة، ترتقِي بها في سُلَّم المجد، وتجعلُ لها دورًا في الحياة ورسالةً على الأرض.. الشبابُ يُواجِهُ مكرًا من أعداء الملَّة بعرضِ الشهوات المُحرَّمة، وإغراء الغرائِز لطمسِ هويَّته، وإهدارِ مُستقبَله، وتدمير شبابِه، والقَذفِ به في مراتِع الحيرَة والضَّياع، وصرفِه عن الاهتمام بأهدافِه العُليا، وقضايا مُجتمعِه وأمَّته، والنجاةُ في تربيةِ النفس بالقرآن، وتغذِيَة القلبِ بالإيمان، والسَّير في رِكابِ الصالِحين، وإشباعِ الرَّغبَات بطرائِقَ مشروعةٍ تُحقِّقُ له السعادةَ والكرامةَ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمد لله ربي لا إله إلا هو عليه توكَّلتُ وإليه متاب، أحمدُه - سبحانه - وشكرُه على نعمةِ الصحةِ والشباب، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا مُعقِّب لحُكمه وهو سريعُ الحِساب، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه نهَى عن الفُسوق والسِّباب، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أُولِي النُّهى والألباب.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
الشبابُ عهدُ الحيوية، وعصرُ العطاء، ولذَّةُ العبادة. سجَّل التاريخُ مواقِفَ خالِدةً لثُلَّةٍ من الشباب الذين عرَفُوا ربَّهم، واستمسَكُوا بدينِهم، فخلَّد القرآنُ ذِكرَهم؛ قال الله - عز وجل - عن إبراهيم - عليه السلام -: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) [الأنبياء: 60]، وقال عن أصحابِ الكهف: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) [الكهف: 13، 14].
الشبابُ عُدَّة الأمل، وأملُ المُستقبل، ولهم مكانةٌ في الإسلام. ومن السبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: "وشابٌّ نشَأَ في عبادةِ الله".
الشبابُ إشعاعٌ مُؤثِّرٌ على المُجتمع، وعزمٌ وقوَّة، ونشاطٌ وفُتُوَّة. تقتَضِي هذه الصفات أن يقودَ الشابُّ حياتَه قيادةً شخصيَّةً حكيمةً، تضبِطُ النفسَ وتكبَحُ جِماحَها، وتُوجِّهُها إلى الخير والفلاح، وترسُمُ لها أهدافًا طَمُوحة، ترتقِي بها في سُلَّم المجد، وتجعلُ لها دورًا في الحياة ورسالةً على الأرض.
وإذا اضمحَلَّ الهدفُ في حياة الشابِّ، غدَت حياتُه تافِهة، واهتماماتُه ناقِصة، (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].
الوقتُ أغلَى ما يملِكُه الشابُّ في حياتِه، وفيه يغرِسُ آمالَه، ويُحقِّقُ أهدافَه بعلمٍ نافعٍ، وعملٍ صالحٍ، وعبادةٍ وطاعة، وثقافةٍ مُفيدة، وفي مشارِيع مُثمِرة، وإنتاجٍ مُزهِر، وأعمالٍ تُقوِّمُ سُلوكَه، وترتقِي بحياتِه، وحِرَفٍ تُطوِّرُ مهارتَه، ومِهَنٍ يبنِي بها مُستقبَلَه.
وإذا خلا الوقتُ من الأهداف العُليا، تسلَّلَت الأفكارُ الطائِشة، وانشغَلَ بالتفاهات والتفكير في الأمور الساقِطة، وقَوِيَت دواعِي الانحِراف. فالفراغُ أرضٌ خصبةٌ لبذر اللَّوثات والضلالات.
قال الإمام الشافعيُّ -رحمه الله-: "والنفسُ إن لم تشغَلها بالحقِّ شغلَتْك بالباطِل".
ومن الخُطورة: إضاعةُ الوقت في التنقُّل عبرَ صفحات مواقِع التواصُل الاجتماعيِّ، التي تضُرُّ بالعقيدة، وتُؤثِّرُ على السلوك، وتهُزُّ الأخلاق، وتُضعِفُ روابِطَ العلاقاتِ الأُسريَّة، وتُفضِي إلى عُزلةٍ اجتماعيَّة. وآثارُ ذلك واضِحةٌ لا تخفَى.
الشبابُ يُواجِهُ مكرًا من أعداء الملَّة بعرضِ الشهوات المُحرَّمة، وإغراء الغرائِز لطمسِ هويَّته، وإهدارِ مُستقبَله، وتدمير شبابِه، والقَذفِ به في مراتِع الحيرَة والضَّياع، وصرفِه عن الاهتمام بأهدافِه العُليا، وقضايا مُجتمعِه وأمَّته، والنجاةُ في تربيةِ النفس بالقرآن، وتغذِيَة القلبِ بالإيمان، والسَّير في رِكابِ الصالِحين، وإشباعِ الرَّغبَات بطرائِقَ مشروعةٍ تُحقِّقُ له السعادةَ والكرامةَ.
الزواجُ للشابِّ حاجةٌ فِطريَّة، وراحةٌ نفسيَّة، وحَصانةٌ خُلُقيَّة.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استطاعَ الباءَةَ فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج، ومن لم يستطِع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاء".
وتأخيرُ الزواج مع القُدرة له أضرارُه الخُلُقيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتاكُم من ترضَون خُلُقَه ودينَه فزوِّجُوه، إلا تفعَلوا تكُن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض".
الشبابُ يحتاجُ إلى أن يُوازِنَ بين العقل والعاطِفة في حياتِه؛ فمرحلةُ الشباب تُؤجِّجُها مشاعِرُ وعواطِفُ فيَّاضة، قد تُؤثِّر على مُستقبَله، إذا لم تُخضَع لنور القرآن، وتحكيم العقل.
والعاطِفةُ الجيَّاشة غيرُ الواعِية قد تقودُ إلى إفراطٍ أو تفريط، وانحِرافٍ أو غُلُوٍّ، وتُعالَجُ مشاعِرُ الحبِّ لدى الشباب بالإشباع العاطفيِّ داخل الأُسرة، وإحاطَتهم بالدِّفءِ والأمان، مع تربية النفس على العِفَّة وغضِّ البصر، والحياة من الله تعالى.
عن جرير بن عبد الله قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظرةِ الفُجاءة، فأمرَني أن أصرِفَ بصري.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا عليٌّ! لا تُتبِع النظرةَ النظرة؛ فإن لك الأولى وليسَت لك الآخرة".
ومن مُقوِّمات الشباب في بناء شخصيَّةٍ قويَّة: تواصُلُه مع أُسرته؛ فهي حِصنُه وملاذُه، والحِضنُ الذي يُوفِّرُ استِقرارَ النفس والسَّكينة والطُّمأنينة وراحةَ البال.
الأُسرةُ مكمَنُ النُّصح والتوجيهِ والتغذِيَةِ الإيمانيَّة، وتعزيزِ الشخصيَّة، وغيابُها أو تهميشُها، وضعفُ علاقة الآباء بالأبناء ينقُلُ الشبابَ إلى محاضِنَ مجهولة، وتيَّاراتٍ تعصِفُ بعقولِهم قد تهوِي بهم في أوديةٍ سَحيقة.
الوعظُ والإرشاد في حياةِ الشباب غِذاءُ رُوحه، وسعادةُ قلبِه. والقرآنُ أكَّد عليها لأهميتها في بناءِ شخصيَّته، وتأمين سَيره في دُنياه؛ ففي وصايا لُقمان لابنِه: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، وقال:
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان: 16، 17].
عملُ الشابِّ بالسعيِ في مناكِبِ الأرض عِزٌّ لشخصِه، وكرامةٌ لأُسرتِه. وهذا أطيَبُ الكَسب.
سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الكسب أطيَب؟ قال: "كَسبُ الرجل بيدِه، وكلُّ بيعٍ مبرور".
وجعلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جمعَ الحطَبِ وبيعَه خيرٌ للمرء من أن يسألَ الناسَ أعطَوه أو منَعُوه.
يقولُ عُمرُ - رضي الله عنه -: "أرى الفتَى فيُعجِبُني، فإذا قيل: لا حِرفةَ له، سقطَ من عيني". ويقول: "لا يقعُدنَّ أحدُكم عن طلَب الرِّزق وهو يقول: اللهم ارزُقني! فقد علِمتُم أن السماءَ لا تُمطِرُ ذهبًا ولا فضَّة".
والشابُّ الطَّمُوحُ يهجُرُ البَطالَة، ويُقبِلُ على العمل أيًّا كان نوعُه، دون احتِقارٍ لمهنةٍ مُعيَّنة، أو عملٍ مُحدَّد. والمُجتمعُ بكل فِئاتِه مُطالَبٌ بتيسير سُبُل العمل المُلائِم، وطرائِقَ الكَسب؛ لنجعل من الشابِّ عُنصرًا نافعًا لنفسِه ومُجتمع وأمَّته.
وينبغي للشابِّ في حِلِّه وتَرحالِه، وسفَره وإقامتِه أن يفخَرَ بدينِه، ويعتزَّ بهويَّته، ويستعلِي بعقيدتِه، ولا يستحيِي من إظهارها، ويتجاوَزَ عُقدةَ النقص والتقليد والاتباع؛ قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون: 8].
الهُدوءُ في شخصيَّة الشابِّ سَجِيَّةٌ محمودة، وطبيعةٌ مقدُورة، وقوَّةٌ تُنبئُ عن عقلٍ راجِح. أما الحِدَّةُ في التعامُل، والانفِعالُ في السلوك، والانتِقامُ بلا وعيٍ، فمظاهرُ خطيرة، ونزَغَاتُ شيطان، تُهدِّدُ آثارُها الشباب، وتهدِرُ طاقاتهم، وقد تكونُ وبالاً على المُجتمع كلِّه.
وعلى الشابِّ في مرحلَة الفُتُوَّة والحيويَّة أن يعتبِرَ بسُنَّة الحياة، وتغيُّر الأحوال، وتصرُّم الأيام. فيأخُذ من شبابِه لهرَمِه، ومن صحَّته لسَقَمه، وألا يغترَّ بحالِه؛ فالشبابُ يعقُبُه الهرَم، والقوةُ مآلُها الضعف، والصحةُ يُهدِّدُها المرض؛ قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه وليُّ المتقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله؛ قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) [البقرة: 282].
والشابُّ المُسلمُ يمتلِئُ قلبُه بحبِّ الله وحبِّ رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، ولو غاصَ في شيءٍ من المعصِية فإن قلبَه يتحرَّكُ بالخوفِ من الله والنَّدَم على الذنبِ؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتَت في قلبِه نُكتةٌ سوداء، فإذا هو نزَعَ واستغفَرَ وتابَ صُقِل قلبُه، وإن عادَ زِيدَ فيها حتى تعلُو قلبَه، وهو الرَّانُ الذي ذكرَ الله: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14]".
بعضُ الشباب يُدرِكُ خطأَه، ويعلمُ حُرمةَ ما يقعُ فيه، لكنَّه يُؤجِّلُ التوبة، ويُسوِّفُ، والتسويفُ - بمعنى: سوف أرجع، سوف أتوبُ - أكبرُ مُعوِّقٍ للتوبة، و(سوف) جُندٌ من جنود إبليس.
وتمادِي بعض الشباب في الذنوبِ خطرٌ عظيمٌ، وشرٌّ مُستطير، والعاقِلُ يَحذَرُ مغبَّة المعاصِي؛ فإن نارَها تحت الرَّماد.
وربَّما تأخَّرَت العقوبة، وربما جاءَت مُستعجَلة؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ليُملِي للظالِمِ حتى إذا أخذَه لم يُفلِته"، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتَ الله يُعطِي العبدَ من الدنيا على معاصِيه ما يُحبُّ، فإنما هو استِدراجٌ"، ثم تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام: 44].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصحبِ الكرام، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه، ونسألُك الدرجات العُلَى من الجنة يا رب العالمين.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنى، اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نِقمتِك، وجميع سَخَطِك.
اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم بارِك لنا في أعمارنا، وبارِك لنا في أزواجنا، وأولادنا، وذُرِّيَّاتنا، وأعمالنا، وأعمارنا، واجعَلنا مُبارَكين أينما كُنَّا يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشد، والغنيمةَ من كل برٍّ، والسلامة من كل إثمٍ، والفوزَ بالجنة، والنجاةَ من النار.
اللهم انصُر من نصرَ الدين، واخذُل اللهم من خذَلَ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابَكَ وسُنَّة نبيِّك وعبادكَ المُؤمنين.
اللهم كُن للمسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين، وكُن للمسلمين في الشام يا أرحم الراحمين، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين.
اللهم إلهَ الحقِّ، اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِمَ الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المسلمين عليهم يا رب العالمين، اللهم يا قويُّ يا عزيزُ انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكانٍ.
اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وفرِّج هُمومَنا، وفُكَّ أسرانا، وتولَّ أمرَنا يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّق إمامنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضى، وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المسلمين للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ، اللهم تُحيِي به البلاد، وتُغيثُ به العباد، وتجعلُه بلاغًا للحاضِر والباد برحمتِك يا أرحم الراحمين.
)رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.