الرحيم
كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
والقيام بالقسط من أعظم الأمور وأدلها على دين القائم به، وورعه ومقامه في الإسلام، فيتعين على من نصح نفسه وأراد نجاتها أن يهتم له غاية الاهتمام، وأن يجعله نُصْب عينيه، ومحل إرادته، وأن يزيل عن نفسه كل مانع وعائق يعوقه عن إرادة القسط أو العمل به ..
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمر بالقسط، وجعلنا من أهل الأمة الوسط، وحذرنا من التفريط في العدل والقسط، ونهانا أن نكون من أهل الظلم والشطط، حتى لا نقع في السخط والغلط. والصلاة والسلام على من أمر بالقسط، وعلى آله وأصحابه خيرة الأسلاف والفُرُط.
أما بعد:
عباد الله: نريد اليوم أن نتحدث عن موضوع هام جداً، وتكمن أهميته في أن الكل محتاج إليه، وقد أنزل الله الكتب وشرع الجهاد لأجله، إنه القسط. والقسط هو العدل في المعاملات، وإعطاء كل ذي نصيب نصيبه بالعدل، وقسمة الأشياء بين الناس بالسوية.
لقد سمى الله -تباك وتعالى- نفسه بأنه القائم بالقسط فقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:18].
ومعنى القائم بالقسط أي القائم بالعدل في جميع أموره المقيم له، الذي لم يزل متصفاً بالقسط في أفعاله وتدبيره بين عباده، فهو على صراط مستقيم في ما أمر به وفيما نهى عنه، وفيما خلقه وقدره، وفيما قسمه من الأرزاق والآجال، وفي ثوابه وعقابه وما يأمر به عباده من إنصاف بعضهم لبعض والعمل بينهم على السوية.
لقد أمر الله عباده بالقسط في المعاملات الجارية بينهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا -إلى أن قال- وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا) [البقرة:282]، أي أنه بالالتزام بهذه الأحكام الربانية في المعاملات سيتحقق القسط، ويقوم العدل بين الناس.
وأمر -جل وعلا- بالقسط والعدل التام بين الأيتام فقال: (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ) [النساء:127]؛ لأنهم كَانُوا إِذَا كَانَتِ الْجَارِيَةُ يَتِيمَةً دَمِيمَةً لَمْ يُعْطُوهَا مِيرَاثَهَا وَحَبَسُوهَا مِنَ التَّزْوِيجِ حَتَّى تَمُوتَ فَيَرِثُونَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذَه الآية ينهاهم عن ذلك.
وأمر الله -تبارك وتعالى- جميع عباده بالقسط فقال: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) [الأعراف:29]، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء:135]. أي: كونوا في كل أحوالكم قائمين بالقسط الذي هو العدل في حقوق الله وحقوق عباده، فالقسط في حقوق الله بأن لا يستعان بنعمه على معصيته، بل تصرف في طاعته.
والقسط في حقوق الآدميين أن تؤدي جميع الحقوق التي عليك كما تطلب حقوقك فتؤدي النفقات الواجبة عليك، والديون، وتعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به؛ من الأخلاق والمكافأة وغير ذلك.
ومن أعظم أنواع القسط: القسط في المقالات والقائلين، فلا يحكم لأحد القولين أو أحد المتنازعين لانتسابه أو ميله لأحدهما، بل يجعل وجهته العدل بينهما.
ومن القسط أداء الشهادة التي عندك على أي وجه كان، حتى على الأحباب بل على النفس، ولهذا قال: (شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا) أي: فلا تراعوا الغني لغناه، ولا الفقير بزعمكم رحمة له، بل اشهدوا بالحق على من كان.
والقيام بالقسط من أعظم الأمور وأدلها على دين القائم به، وورعه ومقامه في الإسلام، فيتعين على من نصح نفسه وأراد نجاتها أن يهتم له غاية الاهتمام، وأن يجعله نُصْب عينيه، ومحل إرادته، وأن يزيل عن نفسه كل مانع وعائق يعوقه عن إرادة القسط أو العمل به. يقول الله –سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة:8].
وأمر -سبحانه- بالقسط في الميزان والعدل فيه، والبعد كل البعد عن التطفيف والجور والظلم، فقال: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام:152]، وقال: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [الإسراء:35] وقال -جل وعلا-: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) [الرحمن:9].
وقال عن نبي الله شعيب -عليه السلام- أنه قال لقومه: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود:85]، وقال: (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ) [الشعراء:182]. وأخبر أن ميزان القيامة ميزان عدل وقسط فقال: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء:47]، ويقول -سبحانه-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [يونس:47].
وفي آيات أخرى يخبر -جل وعلا- عن محبته للمقسطين فيقول: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة:42]، وقال: (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9]، وقال: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:8].
ومن القسط الذي ذكره الله في القرآن الكريم القسط في الحكم، والتزام الحكومات للقسط والعدل، وقد أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالحكم بالقسط بين أعتى الناس وأشدهم جرماً وهم اليهود فقال: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة:42]، وإذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر أن يحكم بين اليهود بالقسط فكيف بغيرهم؟!.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون: كان الحديث في الخطبة الأولى عن القسط في القرآن، وقد سمعنا الآيات الكثيرة التي ذكرها الله في القسط، وتحدث فيها عن صور القسط وأنواعه، مما يدل على أهميته والأمر به والحث عليه وتأكيد الكلام فيه، فمرة يخبر -سبحانه وتعالى- عن نفسه بأنه القائم بالقسط والآمر به، ومرة يأمر بالقسط في المعاملات، ومرة في المقالات، ومرة في الأحكام والخصومات، ومرة في الميزان، ومرة يخبر عن محبته للمقسطين.
وفي هذه الخطبة نتحدث عن القسط في السنة النبوية الغراء، وكيف كان هديه -صلى الله عليه وسلم- في التعامل بالقسط والالتزام بهذا الأمر العظيم؟.
عن عِيَاض بْنِ حِمَار الْمُجَاشِعِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا -وكان مما ذكر- قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ .. " [مسلم:2865] فذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث جزاء الحاكم العادل بين رعيته المقسط بينهم وأخبر أنه من أهل الجنة.
وفي حديث آخر يذكر -صلى الله عليه وسلم- فضل المقسطين ومنزلتهم عند الله فيقول: "إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا" [مسلم:1827]. أي يعدلون في كل شيء، فيعدلون في أحكامهم، وبين أهلهم وأولادهم، ويعدلون في كل ماولاهم الله -سبحانه وتعالى- عليه واسترعاهم فيه.
ومن قام بالقسط وحققه من الحكام فقد أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بإجلاله واحترامه وتوقيره، فعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ" [أبوداود:4845].
ويخبر رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض إذا امتلأت بالجور والظلم قيض الله لها من يملؤها بالقسط والعدل، وهذا من أعظم المبشرات لنا في هذا الزمان الذي غاب فيه القسط وقلّ فيه العدل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ، قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ: لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ اتَّفَقُوا، حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ: يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا" [أبوداود:4282].
وعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ" [البخاري:2222، مسلم:155].
عباد الله: إن الكلام حول القسط يطول، ويكفينا من هذا كله أن نعرف فضل القسط وأهميته، وكثرة ذكره في القرآن والسنة، حتى نقوم بتطبيقه، ونجاهد أنفسنا على الالتزام به في كل أحوالنا وتصرفاتنا ومع كل الناس، فإن فيه مرضاة للرحمن، واتباع لسيد الأنام، وفيه ضمان للحقوق وحفظ للواجبات والأمانات، وسلامة المجتمع، و صاحبه يكسى يوم القيامة بالنور التام، ويعاذ من لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل كريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم ارزقنا القسط في أقوالنا وأفعالنا، اللهم اجعلنا من المقسطين، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فينبعون أحسنه يارب العالمين.