الجواد
كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - أهل السنة والجماعة |
البِدعُ المُضِلَّة كُفرانٌ لنعمة الإسلام، وهدمٌ للدين، وشرٌّ على الأمة، تُفرِّق بين القلوب، وتُضعِفُ الكيان، وتُشتِّتُ الصفَّ. والبِدعُ دمارٌ على أصحابِها وعلى المُسلمين، والبِدعُ إفسادٌ في الأرض، ونشرٌ للظُّلم، وتسلُّطٌ على الأبرياء؛ قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)، وافتِراقُ الناس شِيَعًا وأحزابًا لا يكونُ إلا بالبِدع المُضِلَّة،
الخطبة الأولى:
الحمد لله الرحمن الرحيم، العليم الحكيم، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ العظيم، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المُتمسِّكين بهدي الله القَويم.
أما بعد: فاتقوا الله بالتقرُّب إليه بمرضاتِه، والبُعد عن مُحرَّماته؛ تفوزُوا برِضوانه وجنَّاته.
أيها المسلمون:
إن المُكلَّفين مأمورون بالتِزام ما ينفعُهم ويُسعِدُهم في الدنيا والآخرة، ومنهيُّون عما يضُرُّهم ويُشقِيهم في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].
والفِطرةُ التي فطَرَ الله الناسَ عليها تُدرِك النافعَ من الضارِّ، ولا تستقِلُّ بمعرفة تفاصيل الخير والشرِّ، والحقِّ والباطل من دون الشرع.
والله - عز وجل - برحمتِه وحكمتِه وعلمِه أنزلَ على خاتم الأنبياء نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - القُرآن والحكمة، فبيَّن الخيرَ كلَّه وحذَّر من الشرِّ كلِّه، ودعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إلى العمل بما أُنزِل إليهم من ربِّهم، فنزل الإيمانُ في أصلِ القلوب، وعلِموا من القُرآن والسنة، وأصلحَ الله الأرضَ بالملَّة المُحمدية، وأكملَ الله لهذه الأمة دينَها وأعزَّها.
وتركَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه على أحسن الأحوال عقيدةً وعملاً، ومنهجًا وتشريعًا، وحُكمًا وصلاحًا؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: "فقد تركتُكم على البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِك"؛ رواه ابن ماجه من حديث العِرباض بن سارِية - رضي الله عنه -.
وحذَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مما يُضادُّ الدينَ ويهدِمُه؛ فعن جابرٍ - رضي الله عنه -، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ في خُطبته: "إن خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكل بدعةٍ ضلالة"؛ رواه مسلم.
والنِّعمُ تُحفَظُ بشُكرها، واجتِناب أسباب زوالِها، واتِّقاء عقوبات كُفرانها؛ قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
والبِدعُ المُضِلَّة كُفرانٌ لنعمة الإسلام، وهدمٌ للدين، وشرٌّ على الأمة، تُفرِّق بين القلوب، وتُضعِفُ الكيان، وتُشتِّتُ الصفَّ. والبِدعُ دمارٌ على أصحابِها وعلى المُسلمين، والبِدعُ إفسادٌ في الأرض، ونشرٌ للظُّلم، وتسلُّطٌ على الأبرياء؛ قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65].
وافتِراقُ الناس شِيَعًا وأحزابًا لا يكونُ إلا بالبِدع المُضِلَّة، وقد برَّأ الله تعالى رسولَه - صلى الله عليه وسلم - وأتباعَه من أهواء المُبتدِعين؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159]، وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم: 31، 32]. وقرأَ حمزةُ والكِسائيُّ: (إِنَّ الذِيْنَ فَارَقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِيْ شَيْءٍ).
ونهَى الله أمةَ الإسلام عن البِدع واتِّباع المُبتدِعين؛ قال الله تعالى:
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 105- 107].
قال أهلُ التفسير: "الذين اسودَّت وجوهُهم هم أهلُ البِدع، والذين ابيَضَّت وجوهُهم هم أهلُ الإسلام المُتَّبِعون للنبيِّ - عليه الصلاة والسلام – وصحابتِه".
والبِدعُ المُضِلَّة خرابٌ للعُمران، وإفسادٌ للدين والدنيا؛ قال الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11، 12].
ويعظُمُ ضررُ البِدع المُضِلَّة، وتستعِرُ نارُها في كل أصلٍ من أصول الإسلام إذا كان لأهل البِدع قوة يَكيدُون بها الإسلامَ وأهلَه، وكل نكبةٍ في أمة الإسلام من داخلِها فسببُها من أهل البِدع والمُنافِقين، والمُستقرِئُ للتاريخ، والمُتتبِّعُ لحوادِث الأيام، يرى مصائِبَ الإسلام من أهل البِدع المُضِلَّة.
وأولُ البِدع خروجُهم على الخليفة الراشِد عُثمان - رضي الله عنه - وقتلُه، وقد أذاقَ هؤلاء الخوارِج أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - مرارةَ الحياة، وأوهَنُوا جيشَه، وفرَّقُوا بين المُسلمين، واستحلُّوا الدماء.
وأعظمُ نكبةٍ للإسلام، وذُلٍّ للمُسلمين: نكبةُ بغداد الكونية في خلافة المُستعصِم العباسِي وقتلُه، بسبب المُبتدِعين المُضِلِّين المُنافِقين.
وما من غُزاةٍ لبلاد الإسلام إلا كان أهلُ البِدع معهم على المُسلمين، وهم اليوم أكثرُ أسماءً وأحزابًا، ولكنهم يتَّفِقون على حرب الإسلام، وزعزعَة الأمن، ونشر الفوضَى، والإفساد في بلاد المسلمين.
ولو راجَعَت كلُّ طائفةٍ مُبتدِعة تاريخَها لوجَدَت فيه مُزدَجَرًا لها عن غيِّها وبغيِها، ومُحارَبتها لدينها ولأوطانها. فماذا ربِحَت كلُّ طائفةٍ مُبتدِعة؟! وماذا جنَت؟! ما جنَت إلا الخسارَ والعارَ. قال الله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) [القمر: 41].
وهل يظنُّ المُبتدِعون أن أهلَ الإسلام يترُكونَهم يُغيِّرون دينَ الله الذي رضِيَه للعباد، وأصلحَ به البلادَ والعباد؟! ساءَ ما يحكمُون.
والأمورُ المُبتدَعة هي ما أُحدِث في الدين مما لا أصلَ له في الشريعة يدلُّ عليه؛ قال ابن رجبٍ - رحمه الله -: "فكلُّ من أحدثَ شيئًا ونسبَه إلى الدين، ولم يكُن له أصلٌ من الدين يرجِعُ إليه فهو ضلالة، والدينُ بريءٌ منه، وسواءٌ في ذلك مسائلُ الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة". اهـ.
ولا يُحافَظُ على الإسلام الذي كان عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه - رضي الله عنهم - إلا بالتمسُّك بالكتاب والسنة، وحماية الأمة من البِدع، وكفِّ شرِّ المُبتدِعين.
وحمايةُ الأمة وحفظُها من البِدع واجِبُ الأمراء وُلاة الأمر، وواجِبُ العلماء، وواجِبُ العامة.
أما واجِبُ ولاة الأمر في حفظِ الأمة من البِدع: فالأخذُ على يدِ المُبتدِعين، وكفُّهم بقوة السُّلطان، وعقوبتهم العقوبة الرادِعة لهم.
وأما واجِبُ العلماء: فالبيانُ، والتحذيرُ من البِدع، وإظهارُ الحُجَج على بُطلانها، وإبلاغُها للأمة كلِّها.
وأما واجِبُ العامة: فهجرُ المُبتدِع، وألا تُسمَع منه بِدعتُه، ولا يُتَّبَع إلى ما يدعُو إليه.
وقد كان رجلٌ في عهد عُمر - رضي الله عنه - يُدعَى صبيغًا، يسألُ عن مُتشابِه القرآن، ونهاه عُمر عن ذلك؛ لئلا يتأثَّر من شُبُهاته أحدٌ. فجلَدَه على ذلك، وكتبَ لعاملِه: ألا يُجالِسَه أحدٌ من الناس، ثم لما برأَ من الضرب جلَدَه مرَّةً أخرى، فقال: والله يا أمير المؤمنين! إنني لا أجِدُ ما كنتُ أجِد؛ فكفَّ عنه، وأذِنَ للناس بمُجالَسته.
فاستعملَ عُمر - رضي الله عنه -، استعملَ معه الحَزمَ والعَزمَ والحَسمَ.
فالنجاةُ من شرِّ البِدع لُزومُ الكتاب والسنة، ولُزوم جماعة المسلمين، وعدمُ الخروج عليهم وعلى إمامهم.
عن ابن عُمر - رضي الله عنه - قال: خطَبَنا عُمر بالجابِية، فقال: يا أيها الناس! إني قُمتُ فيكم كقيامِ رسول الله فينا، قال: "أُوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلُونَهم، ثم الذين يلُونَهم، ثم يفشُو الكذِب حتى يحلِفَ الرجلُ ولا يُستحلَف، ويشهَد الشاهِدُ ولا يُستشهَد، ألا لا يخلُونَّ رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثَهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة؛ فإن الشيطان مع الواحِد، وهو من الاثنَين أبعَد، من أراد بَحبُوحة الجنة فليلزَم الجماعة، من سرَّته حسنتُه، وساءَته سيئتُه فذلك المُؤمن"؛ رواه أحمد والترمذي.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 102، 103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قولي هذا وأستغفِرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالمين وليِّ المُتقين، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِره، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له أرحمُ الراحمين، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الأمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
أما بعد: فاتَّقُوا الله حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.
عباد الله:
اعلَموا أن من آخر وصايا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لأمَّته: الحثُّ على كتابِ الله، واتِّباعُ سُنَّته؛ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: خرجَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كالمُودِّع وقال: "فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتابِ الله، أحِلُّوا حلالَه، وحرِّموا حرامَه"؛ رواه أحمد.
وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اتَّقوا الله، وصلُّوا خمسَكم، وصُوموا شهرَكم، وأدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعُوا ذا أمركم؛ تدخلُ جنةَ ربِّكم" (رواه أحمد والترمذي، وقال: "حسنٌ صحيح").
وقال - عليه الصلاة والسلام -: "فإنه من يعِش منكم فسيرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، عضُّوا عليها بالنواجِذ" (رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيح").
فطُوبَى لمن تمسَّك بالسنَّة عند الاختلاف، والاختلافُ واقعٌ في هذه الأمة، كما أخبرَ النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - أنها ستفترِقُ على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة، قُلنا: يا رسول الله! من هي؟ قال: "من كان على مثلِ ما أنا عليه وأصحابي".
وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه -، في فضلِ ذلك: بشارةٌ من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - لمن عمِل بالسنَّة بعظيم الأجر، ومُضاعفَة الثواب؛ فعن أبي أُمامة - رضي الله عنه -، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تأتي أيامٌ للعامل فيهنَّ أجرُ خمسين"، قيل: منهم أو منَّا يا رسول الله؟ قال: "بل منكم" (رواه أبو داود والترمذي).
ومن أشكلَ عليه شيءٌ من أمور الدين وأمور الاختلاف، فليسأَل علماءَ الأمة؛ قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43].
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا".
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديِّين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك وجُودِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، اللهم أطفِئ فتنةَ المُبتدِعين إلى يوم الدين يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك، اللهم أظهِر دينَك الذي ارتضَيتَه لنفسِك، اللهم أظهِر هديَ رسولِك - صلى الله عليه وسلم - على الدين كلِّه في كل مكانٍ وزمانٍ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم اغفر لموتانا وموتى المُسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المُسلمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين، اللهم نوِّر عليهم قبورَهم، اللهم أعِذهم من عذاب القبر وعذاب النار يا أكرم الأكرمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين.
اللهم اكفِنا والمُسلمين شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم أصلِح يا رب العالمين قلوبَنا، اللهم يسِّر أمور المسلمين، اللهم يسِّر أمر كل مسلمٍ ومسلمة، ومؤمنٍ ومؤمنة، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم اقضِ الدَّين عن المَدينين من المُسلمين، اللهم اقضِ الدَّين عن المَدينين من المُسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين يا رب العالمين، اللهم أصلِح شبابَنا وشبابَ المسلمين، وأصلِح قلوبَنا وقلوبَ المسلمين يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا وذريَّاتنا من إبليس وجنودِه وذريَّته وشياطينه يا رب العالمين، اللهم أعِذنا من شياطين الإنس والجنِّ، اللهم أعِذ المسلمين وذريَّاتهم من شياطين الإنس يا رب العالمين والجنِّ، اللهم أعِذ المسلمين من شُرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.
اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ، اللهم احفَظ جنودَنا في الحدود، اللهم احفَظ جنودَنا الذين يُجاهِدون في سبيلِك يا رب العالمين، اللهم احفَظهم، اللهم إنا نسألُك أن تحفَظهم، وأن تجعلهم سالمين غانِمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم عليك بالبِدع والمُبتدِعين الذين يُحادُّون دينَك، والذين يهدِمون دينَك يا رب العالمين، اللهم عليك بهم، اللهم نكِّس راياتهم، اللهم اخذُلهم، اللهم اكتُب عليهم العار، إنك على كل شيء قدير، واكفِنا شرَّهم بما يكبِتُهم إنك على كل شيء قدير يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا أو أراد بلادَنا بشرٍّ أو سُوءٍ فاجعَل شرَّه وسُوءَه عليه، واجعَل يا رب العالمين ضررَه عائِدًا عليه، واكفِنا شرَّه وضُرَّه، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفِّق عبدَك خادمَ الحرمين الشريفين سلمانَ بن عبد العزيز لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم اجزِه عن نُصرة الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء، اللهم اجزِه عن نُصرة الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء إنك على كل شيء قدير، اللهم أعِنه على كل خير، اللهم أطِل عُمره في طاعتِك يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفِّق عبدَك محمد بن نايف وليَّ العهد لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، وأعِنه على كل خيرٍ يا رب العالمين، اللهم وفِّق وليَّ وليِّ عهده محمد بن سلمان لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم احفَظهم جميعًا، وانصُر بهم دينَك، وأعلِ بهم كلمتَك إنك على كل شيء قدير، ورُدَّ كيدَ الكائدين، وشرَّ الحاسِدين في نحورهم، إنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الله لا إله إلا أنت القادرُ فوق عبادك.
اللهم أطفِئ مُضِلاَّت الفتن، اللهم أطفِئ مُضِلاَّت الفتن، وأعِذنا من شُرورهم إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].
اللهم إنا نسألُك أن تغفِر لنا ذنوبَنا جميعَها ما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ والمُعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم فقِّهنا والمسلمين في دينِك، وأعِذنا يا رب العالمين من مُضِلاَّت الفتن، ما ظهر منها وما بطَن.
عباد الله:
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].