الحي
كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - أهل السنة والجماعة |
ابتُلِيَت الأمةُ بأشباهِ رِجالٍ، يتحالَفُ أحدُهم مع عدوِّ أمَّته، ويُشهِرُ سيفَ الغدر على بني جِلدَته، ويزرعُ الفتنة، ويُمكِّنُ للانقِلاب والفوضَى، طمعًا في منصِبٍ رئاسيٍّ، يُعلِّق أوسِمةَ الخِزيِ والعار، ولو على جماجِم الأبرِياء، وأشلاء الأطفال. وكيف يأمَنُ الناسُ من خدعَ شعبَه، وخانَ وطنَه، واستنصَرَ أولياءَ الباطل على قومِه وجيرانه؟! وآخرُ يطحَنُ شعبَه، ويقتُلُ ويُدمِّر أهلَه بالقنابِل الحارِقة، والبرامِيل المُتفجِّرة، والغازات السامَّة، في سُورية الصبر والإباء...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي منَّ علينا بالخيرات، ودعا إلى التعاوُن والنُّصرة، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه في الرَّوحة والغُدوة، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقَنا ورزَقَنا وجعلَنا خيرَ أمة، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أزكَى نبيٍّ وأفضل قُدوة، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه خير أُسوة.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "انصُر أخاكَ ظالِمًا أو مظلومًا"، فقال رجلٌ: يا رسول الله! أنصُره إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصُره؟ قال: "تحجُزُه أو تمنَعه من الظُّلم؛ فإن ذلك نصرُه".
النُّصرةُ علامةُ الإيمان، وأمارةُ صدقِ الإسلام؛ فعن النُّعمان بن بشير - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفِهم مثَلُ الجسَد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهَر والحُمَّى".
وقال: "المؤمنُ للمُؤمن كالبُنيان يشُدُّ بعضُه بعضًا" - وشبَّك بين أصابعِه .-
وإذا نصرَت الأمةُ المظلوم، وأخذَت على يدِ الظالِم، ومنعَته من الظُّلم، نجَت من عقاب الله؛ قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال: 25].
ومن نصرَ المظلُومَ نصرَه الله، وسخَّر له من ينصُره في الدنيا والآخرة؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نصرَ أخاه بظهر الغيبِ نصرَه الله في الدنيا والآخرة".
النُّصرةُ تحالُفٌ إسلاميٌّ، وتعاضُدٌ إيمانيٌّ، وهي قوةٌ للمُسلمين، وعزَّةٌ للمؤمنين، تُوقِظُ الهِمَم من سُبات، وتجمعُ المُسلمين في صفٍّ واحدٍ، وعلى قضيَّةٍ واحدةٍ، وهمٍّ واحدٍ، مع الكرامة والتضحِية، (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال: 60].
النُّصرةُ فريضةٌ شرعيَّة، وضرورةٌ دنيويَّة؛ فقد غدَا العُدوانُ على الإسلام والكيدُ له سِمةَ العصر، في صُورٍ مُتعدِّدة، ومظاهِر مُتنوِّعة.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُوشِكُ الأُمم أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلَةُ إلى قصعَتها". فقال قائلٌ: ومن قِلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاء السَّيل، ولينزعِنَّ الله من صُدور عدوِّكم المهابَة منكم، وليقذِفنَّ الله في قلوبِكم الوهن". فقال قائلٌ: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: "حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت".
وإذا ضعُفَت النُّصرةُ بين المُسلمين تسلَّط العدُوُّ، وزادَ من بطشِه، وتمادَى في غيِّه، ونكَّل بالمُسلمين، وسحَقَ الآمِنين، وأذلَّ المُوحِّدين، وسلَبَ الأرض، وانتهَكَ العِرض.
وإن الفسادَ الكبير، والفتنةَ المُشتعِلة في بُلدان المُسلمين أساسُها التفريطُ في مبدأ النُّصرة، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)[الأنفال: 73].
جاء النهيُ عن خِذلان المُسلم والتنصُّل عن نُصرته ومُوالاته، يقولُ رسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم -: "المُسلمُ أخو المُسلم، لا يظلِمُه ولا يخذُلُه".
وقال: "شهِدتُ مع عمومَتي حِلفَ المُطيَّبين، فما أحبُّ أن لي حُمرَ النَّعَم وإني أنكُثُه". وفيه إشارةٌ إلى "حِلف الفُضول" لنُصرة المظلُوم.
ومن تقاعَسَ عن مدِّ يدِ النُّصرة لمظلُومٍ ذلَّ في دُنياه، وخسِر أُخراه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مُسلمٍ يخذُلُ امرأً مُسلِمًا في موضعٍ تُنتهَكُ فيه حُرمتُه، ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه، إلا خذَلَه الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه، وما من امرِئٍ ينصُرُ مُسلمًا في موضِعٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا نصَرَه الله في موطِنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه".
وقد ابتُلِيَت الأمةُ بأشباهِ رِجالٍ، يتحالَفُ أحدُهم مع عدوِّ أمَّته، ويُشهِرُ سيفَ الغدر على بني جِلدَته، ويزرعُ الفتنة، ويُمكِّنُ للانقِلاب والفوضَى، طمعًا في منصِبٍ رئاسيٍّ، يُعلِّق أوسِمةَ الخِزيِ والعار، ولو على جماجِم الأبرِياء، وأشلاء الأطفال.
وكيف يأمَنُ الناسُ من خدعَ شعبَه، وخانَ وطنَه، واستنصَرَ أولياءَ الباطل على قومِه وجيرانه؟!
وآخرُ يطحَنُ شعبَه، ويقتُلُ ويُدمِّر أهلَه بالقنابِل الحارِقة، والبرامِيل المُتفجِّرة، والغازات السامَّة، في سُورية الصبر والإباء.
وقِطاعُ غزَّة الذي يئِنُّ من حِصارٍ ظالِمٍ، ومكرٍ فاجِر، وبلغَ الظُّلم مُنتهاه بمنع سائر مُقوِّمات الحياة، من طعامٍ، وشرابٍ، ودواء.
تأتي الأحداثُ امتِحانًا للنفوس، وتمحيصًا للصفوف؛ ليعلَمَ اللهُ من ينصُر المظلُوم ويردَعُ الظالِم، ومن يتمسَّك بالحقِّ في وجهِ الباطل، قال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].
الولايةُ مع المُستضعَفين قائمة، والنُّصرة لهم واجبة، والمُسلمون في كل بِقاع الأرض هم جُزءٌ من جسَد الأمة الكبير، بحُكم أُخُوَّة الإسلام، فلهم حقُّ المُعاونة والمُعاضَدة.
من النُّصرة: الاهتمامُ بحالهم، ودعمُهم بعناصر القوة، ووسائل المنَعَة؛ لتقوية الضعيف، وحفظِ الدين والعِرض والنفسِ والأرض، ومُواساتُهم بالبذل والإنفاق، وإعانة الملهُوف، وإعادة الأمل.
وكان الصحابيُّ الجليلُ عُثمان - رضي الله عنه - مثالاً يُحتَذَى، وقُدوةً في نُصرة المُسلمين بمالِه. جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار، فطرحَها في حِجره، وحفَرَ للمؤمنين "بئر رومة"، عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من يحفِر بئر رومة فله الجنة". وجهَّز جيشَ العُسرة.
كانت زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجةُ - رضي الله عنها - تُسلِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتنصُرُه، وتبذُلُ دونَه مالَها.
ومن النُّصرة: ألا يكون المُسلمُ عونًا لظالمٍ على أخيه المسلم، قال الله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود: 113].
من النُّصرة: مُقاطعةُ بضاعة العدوِّ، ومن يُموِّل العدوَّ ويدعمُه معنويًّا وفِكريًّا ويتآمرُ معه، وهي سلاحٌ فعَّال ومُؤثِّر بضوابِطه الشرعيَّة، وتُلقِّن العدوَّ درسًا، وبه تبقَى الأمةُ شامخةً في وجه من أراد بها سوءًا.
تكون النُّصرة للعقيدة: ببيان أصالتها ومفاهيمها، وردِّ الشُّبهة عنها، وبيان البِدع، ومنهج الفِرق المُختلِفة، والتي وجدَ العدوُّ فيها ضالَّته فتحالَفَ معها، وزرعَها في خاصِرة الأمة، يُحرِّكها كيفما شاء لزعزعَة الأمن، وإثارة القلاقِل، وابتِزاز الأمة ونهب خيراتها، وإنهاك قُوها؛ لتبقَى في مُؤخرة الرَّكب مقُودةً لا قائِدةً، وتابِعةً لا متبُوعة.
وتكون النُّصرةُ بالإعلام، والكلُّ يرى ويسمَع كيف يُمارِسُ الإعلام الحاقِد طمسًا للحقائق، وتشويهًا للدين، وغمطًا لحقوق المُسلمين، حتى ألحَقَ كلَّ سُلوكٍ مُنحرِفٍ بالمُسلمين. صوَّر المُسلمين قتلَةً ومصَّاصِي دماء، والمُدافِع عن أرضِه وكرامتِه إرهابيٌّ، وجعلَ القتَلَة والمُجرمين حمائِم سلام، والمُعتدِيَ المُحتلَّ حزبَ مُقاومةً ومُمانَعة.
النُّصرةُ الإعلامية بتوثيق ظُلم الظالِم، والتشهير بأفعاله، وبيان حقيقته، وزَيف باطله. وأثرُ البيان في بعضِ المواقِف أشدُّ وأنكَى من فِعلِ السِّنان؛ فللكلمة قوَّتُها، وللصورةِ أثرُها، وللقلم سِهامُه، وللشعر حُضورُه.
تقولُ عائشةُ - رضي الله عنها -: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسَّان - رضي الله عنه -: "إن رُوحَ القُدس لا يزالُ يُؤيِّدُك ما نافَحتَ عن الله ورسولِه".
النُّصرةُ لقضايا الأمة بالتوعية بها، والدفاع عنها، وفضحِ دسائِس رُؤوس الشرِّ ومُؤامراتهم، وبيان منهَجهم في كل وسيلةٍ ومحفَلٍ ومُناسَبَة، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام: 55].
والنُّصرةُ - عباد الله - بالدعاء؛ فهو سلاحُ الخُطوب، ودواءُ الكُروب، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينصُرُ المظلُومين بالدعاء في القُنوت.
فالالتِجاءُ إلى الله وقتَ المِحَن، وتقويةُ الصِّلة به عند الشدائِد سِمةُ المُؤمن، قال الله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) [القمر: 9- 12].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه وليُّ المتقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
النُّصرةُ الفاعلة التي يتحقَّقُ بها الأثر، وتنكشِفُ بها الغُمَّة هي النُّصرةُ الدائِمة المُستمرَّة، التي لا ينقطِع حبلُها، ولا يتوقَّفُ مدَدُها، حتى لا نُؤتَى من قِبَلنا بحماسٍ لا يدوم، ووهنٍ يعُوقُ بلوغَ الأهداف، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدوَمُها وإن قلَّ".
وقد ينجَحُ أهلُ الباطل للتجمُّع في مُعسكَرٍ واحدٍ، وهذا في الظاهر، أما في الحقيقة: فهو تجمُّع قائمٌ على اختلاف المصالِح، وهم مُتفرِّقو الأهواء والقلوب، وسينكشِفُ الشِّقاق، ويسقُط السِّتارُ الخادِع، ثم ينهارُ باطِلُهم، ويتفكَّكُ جمعُهم، (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) [الحشر: 14].
وفي آخر الزمان: ينصُر الحجرُ والشجرُ المُسلمين قائلاً: "يا مُسلم! يا عبد الله! هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقتُله".
وكلامُ الحجر والشجر من أشراط الساعة، قال الله تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداء الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المُسلمين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم احفَظ المُسلمين في كل مكان، اللهم احفَظ المسلمين في اليمن، واحفَظ المسلمين في العراق، واحفَظ المسلمين في سوريا، واحفَظ المسلمين في فلسطين، واحفَظ المسلمين في كل مكان.
اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم، اللهم انصُرهم على عدوِّك يا رب العالمين، اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين، اللهم وحِّد صفوفَهم، واجمع كلمتَهم، وسدِّد رميَهم، وانصُرهم يا رب العالمين، إنك قويٌّ شديدُ العقاب.
اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِي السحاب، هازِم الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المسلمين عليهم يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمه وجوامِعه، وأوله وآخره، وظاهِره وباطِنه، ونسألُك الدرجات العُلى من الجنة يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وتولَّ أمرنا يا أرحم الراحمين.
اللهم أحسِن عاقبتَنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.
اللهم بارِك لنا في أموالنا وأولادنا وذريَّاتنا وأزواجنا وأموالنا وصحَّتنا، واجعَلنا مُبارَكين أينما كنَّا يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائِبَيه لما تحبُّ وترضَى يا رب العالمين.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المسلمين للعملِ بكتابِك وتحكيمِ شرعِك يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكُروا الله يذكُركم، واشكُروه على نعمه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.