القهار
كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...
العربية
المؤلف | فؤاد بن يوسف أبو سعيد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الطهارة |
الطهارةُ -يا عباد الله- تنقسم إلى قسمين: طهارةٌ معنوية -قلبية-، وطهارةٌ حسية -بدنية-. أما الطهارة المعنوية؛ فهي أن يطهِّرَ الإنسان قلبَه ونفسه؛ من الشرك والرياء، والمعاصي، وسيء الأخلاق، -مثل الغلِّ والحقد والحسد، وحبِّ الانتقامِ من إخوانه المسلمين-، وهذه الطهارة -القلبية- هي الأهمّ والأعظم، وهي التي...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -جل جلاله-، واعرفوا ما أوجبه عليكم من أحكام دينكم لعلكم تفلحون، وتمسكوا بهدي نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم-، واتبعوا سنته إن كنتم مؤمنين، فلقد قال ربكم -سبحانه-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
إن مما أوجبه الله -سبحانه- علينا ورسولُه -صلى الله عليه وسلم-، مما له أعظم الأثر على البدن والقلب، ورتَّبَ الله عليه الثوابَ الجزيل، والأجر العظيم، هو "الطهارة" -يا عباد الله- الطهارة من المعاصي -والخطايا والذنوب-، وسيِّءِ الأخلاق، وتطهيرُ البدن بالغسل والوضوء.
الطهارةُ -يا عباد الله- تنقسم إلى قسمين: طهارةٌ معنوية -قلبية-، وطهارةٌ حسية -بدنية-.
أما الطهارة المعنوية؛ فهي أن يطهِّرَ الإنسان قلبَه ونفسه؛ من الشرك والرياء، والمعاصي، وسيء الأخلاق، -مثل الغلِّ والحقد والحسد، وحبِّ الانتقامِ من إخوانه المسلمين-، وهذه الطهارة -القلبية- هي الأهمّ والأعظم، وهي التي أرسل الله جميع الرسل لأجلها، فقال: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل: 36].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ولقد أقسم الله على هذه الطهارة أحد عشر قسماً متوالية في كتابه، فقال: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [الشمس: 1- 10].
أي قد أفلح من زكَّى نفسه بطاعة الله، وطهَّرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهُدَى، حتى ركب المعاصيَ وترك طاعة الله -عز وجل- [تفسير ابن كثير (8/ 412)].
وهذه الطهارة؛ منها ما مخالفتُه خروجٌ من الملة، كالشرك بالله، ومنها ما مخالفته تنقص في الإيمان، كالمعاصي، وسيء الأخلاق.
إن الإسلامَ دينُ نقاء وطهارة، وتهذيبٍ ونزاهة، طهّر القلوب والأبدان، وهذّب السلوك والأخلاق، أخرج الله بمحمد -صلى الله عليه وسلم- الناس من الظلمات إلى النور، وهداهم صراطه المستقيم، ورفع عنهم الآصار -والقيودَ-، والأغلال التي كانت على الأمم قبلهم، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس.
أما الطهارة الحسية -البدنية-؛ -يا عباد الله- فهي رفعُ الحدث، وإزالةُ الخَبَث، والتطهُّرُ لله بالغسل من الحدث الأكبر، والوُضوء من الحدث الأصغر.
فمن أراد الصلاةَ، فليتوضأ كما شرع الله ورسوله.
وصفةُ الوضوء: أن ينوي بقلبه ثم يقول: "بسم الله" ثم يغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر ثلاث مرات، ثم يغسل وجهه ثلاث مرات، وحَدُّ الوجهِ من الأذن إلى الأذن عرضاً، ومن منابت شعر الرأس إلى أسفل اللحية طولاً، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، ويجب مع غسلهما غسل الكفين، فإن كثيراً من الناس يغفل عن ذلك، ثم يمسح رأسه مرة واحدة، ويعمُّه بالمسح من مقدمته إلى قفاه، ويمسح معه الأذنين، ثم يغسل رجليه ثلاثاً، فمن فعل ذلك فقد تم وضوؤه، ومن نسي أن يسميَ فوضوؤه صحيح، ويسمي إن ذكر في أثناء الوضوء، ثم يقول بعد ذلك: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله" فمن قال ذلك؛ فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء، كما [رواه مسلم].
وينبغي للمسلم: أن لا يسرفَ في الماء -ولو كان على بحر أو نهر-، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بالمدِّ -أي ثلاثة أرباع اللتر تقريبا-، ومن كان في عضو من أعضائه جُرح فلا يغسله، وإن شدَّهُ بخرقة ونحوها، فلتكن بقدر الحاجة، وليمسحْ عليها، ولا يتيمم، ومن توضأ؛ فإن وضوءه ينتقص بالحدث: من بول أو غائط أو ريح، وكذلك أكلُ لحم الإبل ناقضٌ حتى الشحم، والكبد، والأمعاء، سواء أكله نيئاً أو مطبوخاً، والنومُ الكثيرُ ناقض للوضوء، ومن شكَّ بعد وضوئه: هل أحدث أم لا؟ فإنه لم يحدثْ؛ لأن الأصلَ بقاءُ الطهارة.
عن حُمْرَانَ، مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ؛ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ" ثُمَّ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" قَالَ ابْنُ شِهَابٍ -أي الزهري-: "وَكَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ: هَذَا الْوُضُوءُ أَسْبَغُ مَا يَتَوَضَّأُ بِهِ أَحَدٌ لِلصَّلاةِ" [رواه البخاري (159) ومسلم (226) واللفظ له].
وأما الغسل؛ فمن أراد أن يغتسل فليتوضأ هذا الوضوء، ثم يعمّ بدنه بالماء، وإن عمم بدنه بالماء دون وضوء وتمضمض واستنشاق كفاه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) [المائدة: 6].
لقد اعتنى الإسلام بتطهير الباطن من الرياء والمعاصي والشرك -كما- اعتنى بتطهير الظاهر من الحدث والنجس، ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" [رواه مسلم (251)].
وفي القرآن الكريم: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر: 4].
أيها المسلمون: إن طهارة الظاهر دليلٌ وعنوانٌ على طهارة الباطن، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) [المؤمنون: 51].
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) [البقرة: 172].
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ" [مسلم (91)].
عباد الله: إن مما شرع الله من الطهارة: الطهارةُ للصلاة من الحدث الأكبر، وهو الجنابة من احتلام أو جماع، وجب عليه أن يعم جميع بدنه بالماء تطهيراً له، وتقويةً لبدنه، واستعادة للنشاط.
والأولى للمسلم أن يبادر بهذه الطهارة -أي بالغسل من الجنابة أول الليل أو أول حدوثها- حتى لا ينقطع من قراءة القرآن، ودخول المسجد، والتنفُّل بنوافل العبادات، والأفضل في ذلك -وقبل أن يغتسل- أن يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفيض الماء على رأسه، ويبدأ بميامن جسمه -هذه هي الطهارة من الحدث الأكبر؛ الجنابة-، ومن أصابه الحدث الأصغرُ -فأخرج ريحا أو قضى حاجته أو نام نوما عميقا- فليغسلْ أعضاءَ الوضوء التي شرع الله، وهي: الوجه واليدان إلى المرفقين غسلاً، والرأس مسحاً، والرجلان إلى الكعبين غسلاً.
هذا هو الوضوء الكامل، فمن فعله منكم؛ فاسمعوا إلى الفضل الذي أعده الله له، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ -أَوِ الْمُؤْمِنُ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ -أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ-، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، -أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ-، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاهُ مَعَ الْمَاءِ -أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ-؛ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ" [رواه مسلم (244)].
فانظروا إلى عظيم فضل الله ونعمته، يشرعُ لكم الأحكامَ والعبادات، ثم يثيبُ عليها الثواب الجزيل: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) [النحل: 18].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ) فنقض وضوءه بريح أو بول أو غائط (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء) فأصابتكم الجنابة (فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء) أو لم تستطيعوا استخدامه لمرض أو برد ونحوه (فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 6].
توبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الطُّهور شطر الإيمان، وضاعف به المثوبة في الميزان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الديان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيدُ ولدِ آدم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله، وأسبغوا الوضوء، واعتنوا به؛ ينفعكم في دنياكم وأخراكم، فبه تنال محبة الله ورضاه، وهو صحة للبدن، وقوة للدين، وهو عبادة لا يطلع عليها إلا الله -سبحانه وتعالى-، فتكون دليلاً على صحة الإيمان، -وصدق التوحيد-، وهو وقايةٌ من الأمراض والآثام، ومكفِّرٌ للذنوب والخطايا، فضائله كثيرة، -وأعماله يسيرة-، وأجوره عظيمة -وفيرة-، ولو لم يكن فيه إلا قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222] لكان كافياً.
ثم -اعلموا- أن للوضوء آداباً تكمِّلُه، وتزيدُ في نفعه وفضله، فمن ذلك: التسمية قبله، والسواك: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي -أَوْ عَلَى النَّاسِ- لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ" [البخاري (887) ومسلم (252)].
وفي رواية عند البخاري معلقة: "عند كل وضوء".
والبدء بالأيمن من الأعضاء، فقد كان ذلك يعجب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والتشهد بعده، ففي الحديث: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".
وصلاة ركعتين بعده، فهو من أسباب دخول الجنة.
فاتقوا الله -عباد الله- وطهروا قلوبكم قبل أبدانكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. بتصرف من [خطب منبرية، من خطب فريح بن محمد الفريح].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
"نسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم، أن يطهر قلوبنا من الحسد والحقد، وأن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً، وأن يرد عنا شر الحاسدين وكيد الماكرين، إنه سميع مجيب" [من السلسلة الصحيحة (1/ 27)].
اللهم "طهر قُلُوبنَا بِمَاء التَّوْبَة، واغسلها من دنس الحوبة، وَمَتعْنَا بالسلامة فِي ديننَا ودنيانا، وَفِي أسماعنا وأبصارنا، وَجَمِيع جوارحنا مَا أبقيتنا، وَلا تردنَا على أعقابنا بعد إِذْ هديتنا، فَإنَّك على كل شَيْء قدير، وَلا حول وَلا قُوَّة إِلاَّ بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم" [بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 124)].
"وَصلى الله على مُحَمَّد خَاتمِ النَّبِيين، وَخيرِ الْمُرْسلين، واحشرنا تَحت لوائه أَجْمَعِينَ، على منهاجه وسنته غير مبدلين وَلا مغيرين، موفقين معصومين، غير مغضوب علينا وَلا ضَالِّينَ، يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ، وَآخر دَعوَانا؛ أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين، وَلا حول وَلا قُوَّة إِلاَّ بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم" بتصرف من [بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 163)].