البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الإسلام دين الرحمة ونبينا نبي الرحمة

العربية

المؤلف فؤاد بن يوسف أبو سعيد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. الرحمة أبرز سمات نبي الإسلام -عليه الصلاة والسلام- .
  2. قصص مؤثرة في رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  3. حث الإسلام على الرحمة بين المسلمين وتحذيره من القسوة .
  4. بواعث المحبة وأسبابها .
  5. رحمة الصحابة -رضي الله عنهم- بالناس .
  6. رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمته وبعض صور ومظاهر ذلك .
  7. جريمة إحراق الناس بالنار .
  8. شمولية رحمة الله .

اقتباس

إن نبيَّنا نبيَّ الرحمةِ، رحمة للعالمين كافة، رحمةٌ لأمته؛ بدلالتهم على الخير وتحذيرهم من الشر، ورحمةٌ للكافرين؛ بدعوتهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ورحمةٌ للمخلوقات؛ بالإحسان إليها في حياتها، أو في ذبحها أو قتلها. إنه يخاف على أمته ويرحمهم من...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70 - 71].

أما بعد:

فإن خيرَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

إنَّ الإسلامَ دينُ الرحمة، والنبيَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- نبيُّ المرحمة، قال عنه ربه سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].

وقال سبحانه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].

قال بعض العلماء: "الرّحمة، هي: أن يوصِّلَ إليك المسارَّ -يعني يوصِّل إليك ما يسرُّك ويفرحك-، والرّأفةُ هي أنْ يدفعَ عنك المضارَّ -أي ما يضرُّك ويؤذيك-، والرّأفة إنّما تكون باعتبار إفاضة الكمالات والسّعادات الّتي بها يستحقّ الثّواب، والرّحمة من باب التّزكية، والرّأفة من باب التّخلية، وذكْرُ الرّحمة بعد الرّأفة مطّرد في القرآن الكريم؛ لتكون أعمّ وأشمل" [نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: 5/ 2015].

عباد الله: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وُجدت صفتُه في التوراةِ بأفضلِ الأخلاقِ وأحسنِها، وأرقاها وأعلاها، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرْآنِ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45] قَالَ فِي التَّوْرَاةِ: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا" [البخاري: 4838].

لقد كان رحمة مهداة للعالمي كافة: "كان أرحم الناس بالعيال والصبيان".

وعن أنس -رضيَ الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يَكُنْ يدْخُلُ بيتاً بالمدينةِ غيرَ بيتِ أمً سُلَيْم؛ إلاَّ على أزواجِهِ، فقيلَ له؟! فقالَ: "إني أرْحَمُها، قُتِلَ أخوها معي" [البخاري: 2844].

يعني: حرام بن ملحان الذي يأتي ذكره في غزوة بئر معونة، "معي" أي: مع عسكري، أو على أمري وطاعتي؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يشهد معونة، وإنما أمرهم بالذهاب إليها، قاله الحافظ.

إنه الرحمة المهداة، يرحم الأطفال ويقبِّلهم، جاءَ أَعْرابِيٌّ إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: تُقَبِّلُون الصِّبْيانَ؟! فَمَا نُقبِّلُهُمْ، فقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟!".

-وفي رواية: قالَ: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرحمُ"-.

حقًّا "من لا يَرحم لا يُحرم" [مختصر صحيح الإمام البخاري، للألباني: 4/ 65، ح: 2315، 2316].

إن الذين يظنون أنهم على الحقِّ وحدَهم، وسائرَ المسلمين على الباطل، هؤلاء ضيَّقوا واسعًا، وحَجَّروا رحمة الله -سبحانه-، فينطبق عليهم عن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قامَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في صَلاةٍ، وَقُمْنا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرابيٌّ وَهْوَ في الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ ارحَمْنِي وَمُحَمَّداً، ولا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً! فَلَمَّا سَلَّمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ للأَعْرابِيِّ: "لَقَدْ حَجَّرْتَ" -أي ضيقت- "وَاسِعاً" يُريدُ رَحْمَةَ اللهِ [البخاري: 6010].

ضيق رحمة الله الواسعة، وحصرها فيه وفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط!.

الإسلام أوصل الرحمة إلى البهائم، قَالَ رَجُلٌ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ فَأَرْحَمُهَا؟" أَوْ قَالَ: "إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا؟" قَالَ: "وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا، رَحِمَكَ اللَّهُ" مَرَّتَيْنِ [الأدب المفرد، ص: 136، ح: 373].

ف "مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [الأدب المفرد، ص: 138، ح: 381].

حتى الكلاب حثنا دينُنا على الرحمة بها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ بِهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَنِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّاهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهَا بِفِيهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟! قَالَ: "فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ" [الأدب المفرد، ص: 137، ح: 378].

وأخبرنا نبي الرحمة عن امرأةٍ زانيةٍ رحمت كلباً، فسقته، فغفر الله لها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "غُفِرَ لامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ -أي زانية- "مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ"، قَالَ: "كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ" [البخاري: 3/1206، برقم: 3143، وأخرجه أيضاً: أحمد: 2/510، برقم:  10629].

فمن لا يرحمُ الحيوان يعذبُه الله، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتِ فِيهَا النَّارَ، يُقَالُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ: لَا أَنْتِ أَطْعَمْتِيهَا، وَلَا سَقِيتِيهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا، وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِيهَا، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ" [الأدب المفرد، ص: 138، ح: 379].

وفي حديث آخر: أوضح أن العذابَ كان بواسطة القطَّةِ المعذَّبة، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ، فَقَالَ: "دَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ! وَأَنَا مَعَهُمْ؟ فَإِذَا امْرَأَةٌ"؛ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ"، قَالَ: "مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا" [أَسْمَاءَ البخاري: 2364].

والرحمة من المسلم وصلت إلى العصافير، فقد ثبت: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَخَذَ رَجُلٌ بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتْ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ بِبَيْضَتِهَا؟" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَخَذْتُ بَيْضَتَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ارْدُدْ، رَحْمَةً لَهَا" [الأدب المفرد، ص: 139، ح: 382].

إن الرحمة المهداةَ -صلى الله عليه وسلم- لم يُغْفِلْ من رحمته تلك الحُمَّرة، ولا تلك القرية من الحشرات، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ؛ فَجَعَلَتْ تُفَرِّشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا"، وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا، فَقَالَ: "مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟!" قُلْنَا: نَحْنُ! قَالَ: "إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ" [أبو داود: 5270].

الحمرة، طائر صغير، كالعصفور أحمر اللون.

تفرش: ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض" [انظر: السلسلة الصحيحة، ج1/ص: 64، ح: 25].

قال في [النهاية في غريب الأثر: 1/ 1044]: "الحُمَّرة -بضم الحاء وتشديد الميم- وقد تخفف: طائر صغير كالعصفور".

إن رحمة العصفور تؤدي إلى رحمة الله -سبحانه-، ورد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ؛ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [البخاري فى الأدب المفرد: 1/138، رقم 381، والطبراني: 8/234، رقم 7915، قال الهيثمي: 4/33: "رجاله ثقات].

إنَّ العبثَ بالأرواحِ ولو كانت أرواحَ أصغرِ الطيور؛ وعدمَ رحمتها ليس من هدي نبي الرحمة، فكيف بأرواح البشر، وأنفسِ الخلق؟! عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَرْفَعُهُ، قَالَ: "مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا؛ سَأَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا حَقُّهَا؟! قَالَ: "حَقُّهَا أَنْ تَذْبَحَهَا فَتَأْكُلَهَا، وَلا تَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيُرْمَى بِهَا" [النسائي: 4860، والحاكم: 4/261، رقم 7574، وقال: "صحيح الإسناد"].

أما المصرُّون على الظلم والعنف، والقسوة والوحشية، في التعامل مع الآخرين، فلهم الويل؛ لأنهم أقماع، خالفوا أمرَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [الأدب المفرد، ص: 138، ح: 380].

إنهم أشقياء من افتقدوا الرحمة من قلوبهم، فقد ثبت: أن الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ" [الأدب المفرد، ص: 136، ح: 374].

والرحمة بالناس عموما والمسلمين خصوصا، أمر حث على الشرع، وحضَّ عليه الدين، ف "مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ" [الأدب المفرد، ص: 137، ح: 375].

"الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" [سنن أبي داود: 4941].

"الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ" [سنن الترمذي: 1924، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"].

لكن: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [البقرة: 204- 207].

ولقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الولاة القساة على  الأمة بالمشقة، ودعا للولاة الرحماء بالأمة، بأن يرفق الله بهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ! مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ" [مسلم: 1828].

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا؛ اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [رواه البزار والطبراني بإسناد حسن، وأبو نعيم في الحلية: 4/378، والبيهقى: 8/45، ح: 15783، وانظر نحوه: في الصحيحة: 5/466، ح: 2352، وورد في صحيح الترغيب والترهيب: ج2/ص:280، برقم: 2291].

عبدَ الله: "أتحبُّ أنْ يليْنَ قلبُك وتدرِكَ حاجتَك؟ ارحم اليتيمَ، وامسحْ رأسَه، وأطعمْه من طعامِك يَلِنْ قلبُك، وتدركْ حاجتَك" [صحيح الجامع: 80، ورمز له: "طب، عن أبي الدرداء، والصحيحة: 854].

أما صفات الصحابة -رضي الله عنهم-، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَحَزِّقِينَ" -أي مُتَقَبِّضين ومُجْتمعين- "وَلَا مُتَمَاوِتِينَ" -تَمَاوَتَ الرَّجُلُ، إِذَا أظهرَ مِنْ نفْسه التَّخافُتَ والتَّضَاعُفَ، مِنَ العِبادَةِ والزُّهدِ والصَّومِ-، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، دَارَتْ حَمَالِيقُ -أي نواحي- عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ" [الأدب المفرد، ص: 195، رقم: 555].

الجنة رحمة الله، جعلها الرحمن الرحيم للرحماء المساكين من عباده، والنار عذاب المنتقم الجبار، جعلها العظيم القهار للمتكبرين، وقساة القلوب من عبيده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ! وَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟! قَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ: فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا" [البخاري: 4850].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

وبعد:

إن المتتبع لسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والناظرَ في أقواله وأفعاله، يبدو له واضحا ما لهذا النبي الأمي من صفات جليلة، وأخلاق عظيمة، وبعد أن طوَّفْنا في الأحاديث؛ التي اقتصر الكلام فيها على صفة من صفات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ألا وهي: صفة الرحمة، وجدنا كما سيجد كلُّ منصفٍ مما لا يبقى مجال للشكِّ؛ تجنيَ من رمى هذا الدين عموما، وهذا النبيَّ خصوصا، بالعنف والإرهاب، والقسوة والوحشية، والإرهاب والهمجية، إنما هذا الصفات الخالية من الرحمة والإنسانية أولى بها أصحابها ومُدَّعوها، وما كان يحدث في العصور الوسطى في أوروبا وسجون الباستيل ومحاكم التفتيش، وغيرها مما علم وعرف وكتب عنه التاريخ، وحتى الآن، وما خفي كان أعظم!.

إن نبيَّنا نبيَّ الرحمةِ رحمة للعالمين كافة، رحمةٌ لأمته؛ بدلالتهم على الخير وتحذيرهم من الشر، ورحمةٌ للكافرين؛ بدعوتهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ورحمةٌ للمخلوقات؛ بالإحسان إليها في حياتها، أو في ذبحها أو قتلها.

إنه يخاف على أمته ويرحمهم من عمل المعاصي، والجرائم، مثل عمل قوم لوط -عليه السلام-، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ" [أحمد: 3/382، رقم: 15133، والترمذي: 1457، وقال: "حسن غريب"، وابن ماجة: 2563، صحيح الترغيب: 2/ 310، ح: 2417].

"إنَّ أخوف" أي الذي هو أكثرُ خوفاً وأشدُّ ضررًا من الأمور التي أخاف منها على أمتي، والمراد من أخوف لا أنه الأخوف".

ويرحمهم مما يؤدي إلى إيذائهم، في أنفسهم أو أهليهم أو أولادهم، أو أموالهم أو أوطانهم وديارهم، فأباح قتالَ المسلمِ الصائل، والكافرِ المعتدي، وقتلَ الحيواناتِ الضارية والفاسقة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: "فَلا تُعْطِهِ مَالَكَ!" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: "قَاتِلْهُ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: "فَأَنْتَ شَهِيدٌ!" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ" [مسلم: 140].

أما الحيوانات الضارية والفاسقة؛ فقد سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ: "مَا يَقْتُلُ الرَّجُلُ مِنْ الدَّوَابِّ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ قَالَ: حَدَّثَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكَلْبِ الْعَقُورِ وَالْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ وَالْحَيَّةِ، قَالَ: "وَفِي الصَّلاةِ أَيْضًا" [مسلم: 1200].

وكذلك يقتل الوَزَغُ لفسقه وإيذائه، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-؛ "أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا" [مسلم: 2238].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ؛ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ؛ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الأُولَى، وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ؛ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ" [مسلم: 2240].

وينهانا عن التعذيب بالنار ولو لمن ارتد عن دينه، أو هو كافر أصلا، لقد هزَّت مشاعرَ المسلمين، مناظرُ من القسوة، عرضت على وسائل الإعلام المختلفة، حيث شوهدت مجموعةٌ مكتوفةُ الأيدي، معصوبةُ الأعين، صُبَّ من فوق رؤوسهم الوَقود، وأُشعلت فيهم النيران وهم أحياء!.

هبْ أنَّ هؤلاء مرتدون أو كفار، أو يهود أو معتدون، أيًّا كانوا، فلا يجوز ذلك في دين الإسلام الحنيف، ويناقض دين الرحمة، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حَرَّقَ قَوْمًا، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: "لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ" وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ" [البخاري: 3017].

وعند الترمذي: "فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا؛ فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ" [سنن الترمذي: 1458، الصحيحة: 487].

جاء في ظلال الجنة، عن معاذ بن جبل وأبي عبيدة قالا: سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنَّ هَذَا الأَمْرَ بَدَأَ رَحْمَةً وَنُبَوَّةً، ثُمَّ يَكُونُ رَحْمَةً وَخِلافَةً" [ظلال الجنة: ج2/ص: 297، ح : 1130].

خلافة ورحمة لا خلافة وقسوة، وعنف وتقتيل وتشريد وتهجير، للأبرياء.

إن رحمة الله واسعة، وهي مدخرة لأولياء الله -سبحانه-، فكن منهم -يا عبد الله- ولا تبطلها بقسوة القلب، وعدم رحمة مخلوقات الله -جل جلاله-، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ -رضي اللهُ عنه- قالَ: "قَدِمَ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيٌ، فَإِذا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَحْلُبُ ثَدْيَها تَسْقِي، إذا وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أَخَذتهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِها وَأَرْضَعَتْهُ، فَقالَ لَنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَتُرَوْنَ هذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟" قُلْنا: "لا! وَهْيَ تَقدِرُ على أَنْ لا تَطْرَحَهُ" فَقالَ: "اللهُ أَرْحَمُ بَعِبَادِهِ مِنْ هذِهِ بِولَدِها" [مختصر صحيح الإمام البخاري، للألباني: 4/ 65، ح: 2315- 2317].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك، يا أرحم الراحمين!.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين، يا رب العالمين!.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، يا أكرم الأكرمين!.

اللهم وفق المسلمين قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما تحبه وترضاه، اللهم منَّ عليهم بصلاح أحوالهم، اللهم منَّ عليهم بصلاح قادتهم، وعلمائهم، وشبابهم، ونسائهم، يا رب العالمين!.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء!.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].