البحث

عبارات مقترحة:

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

حماية الإسلام للإنسانية

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. من مُقتضيات الإنسانيَّة في الإسلام .
  2. تعظيم القرآن الكريم لمعاني الإنسانيَّة الفاضِلة .
  3. صور انعدام الإنسانية وطمس معالمها .
  4. مفاسد بطر الإنسانية وطغيانها .
  5. التحذير من أشياء تشوه الإنسانية وتلوثها. .

اقتباس

يُحيِي القرآنُ الكريمُ معاني الإنسانيَّة الفاضِلة، ويُرسِّخُ كرامةَ الإنسان، كما يحمِي العواطِف الإنسانيَّةَ من الانحِراف عن أهدافها، ويُحصِّنُها من الصراع البغيض الذي يتنافَى مع آصِرة الإنسانية النقيَّة، ويجعلُها تُبصِرُ الحقَّ، وتعرّفُ الرُّشد، وتُحكِّمُ العقل، وتنشُدُ العدل، .. ويُهذِّبُ القرآنُ الإنسانيَّةَ كي لا تهبِطَ بها نزَواتُ الجسد، ودواعي الغريزة إلى الحدِّ الذي يُصبِحُ الناسُ فيه عبيدًا لشهواتهم وملذَّاتهم، ويرتقِي بالحياة حتى لا تتحوَّل إلى صراعٍ بغيضٍ، وحروبٍ مُدمّّرة تُمتَهَنُ فيها الإنسانيَّة.

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي خلق الإنسان، علَّمه البيان، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على نعمةِ الهُدى والإيمان، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريمُ العظيمُ المنَّان، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه ذو الفضل والإحسان، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه ما تعاقبَ النيِّران.

أما بعد:

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

لقد خلقَ الله الإنسان وكرَّمه، وجعلَه مُتميِّزًا مُتفرِّدًا في تركيبه وتكوينه وتكليفِه، روحٌ وعقلٌ وجسمٌ، قبضةٌ من طين الأرض، ونفخةٌ من روح الله، (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر: 28، 29].

خلقَه في أحسن تقويم، وجعلَ في أعماقِه أخلاقًا ومشاعِر وأذواقًا، والذين يستشعِرون مقامَ الروح والقلب والعاطِفة أكثرُ تحقيقًا لمعاني الإنسانية التي تستمِدُّ منهجَها وقِيَمها من الإسلام.

حمَى الإسلامُ الإنسانيَّة بإقامة الحُدود الشرعيَّة التي من أهم مقاصِدها: المُحافظةُ على حقوق الأفراد، وهذَّبها وعلا بها، في إطار منهج القرآن. وكلما اقتربَ الإنسانُ من ربِّه صلاةً وتعبُّدًا ودعاءً سمَت إنسانيَّتُه، قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) [البقرة: 45]، وقال: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت: 45]، وقال - سبحانه -: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103].

فهذه عباداتٌ مُؤثِّرةٌ في نفس الإنسان، تُربِّي على الصبر والإخلاص، وتُكسِبُ الإنسانَ الأخلاقَ الحميدة، وتُخلِّصُه من ذميم الصفات.

الإسلامُ ينشُدُ كمالَ الإنسانية، وذلك بإحياء مُراقبة الله، قال الله تعالى: (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) [القيامة: 14، 15].

وإذا ساسَ الإنسانُ نفسَه وجاهدَها انقادَت له، وأشرقَت إنسانيَّتُه، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) [العنكبوت: 69].

الإنسانيَةُ التي زكَّاها الإسلام تضمُّ جميعَ الأجناس والألوان، ليتعارفَ الناس ويتآلَفوا، ويعيشُوا إخوانًا، وليقوموا بواجب الخِلافة في الأرض، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].

ومن مُقتضيات الإنسانيَّة في الإسلام: التعاوُن والتكافُل، وبناءُ معاني الحب والرحمة والتسامُح، وهجرُ الحقد والكِبر والانتِقام، ومنعُ الظلم، ومُسانَدة المُحتاج، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وكونوا عبادَ الله إخوانًا».

يُحيِي القرآنُ الكريمُ معاني الإنسانيَّة الفاضِلة، ويُرسِّخُ كرامةَ الإنسان، كما يحمِي العواطِف الإنسانيَّةَ من الانحِراف عن أهدافها، ويُحصِّنُها من الصراع البغيض الذي يتنافَى مع آصِرة الإنسانية النقيَّة، ويجعلُها تُبصِرُ الحقَّ، وتعرّفُ الرُّشد، وتُحكِّمُ العقل، وتنشُدُ العدل، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وأسألُك كلمةَ الحقِّ في الرضا والغضب».

يُهذِّبُ القرآنُ الإنسانيَّةَ كي لا تهبِطَ بها نزَواتُ الجسد، ودواعي الغريزة إلى الحدِّ الذي يُصبِحُ الناسُ فيه عبيدًا لشهواتهم وملذَّاتهم، ويرتقِي بالحياة حتى لا تتحوَّل إلى صراعٍ بغيضٍ، وحروبٍ مُدمّّرة تُمتَهَنُ فيها الإنسانيَّة.

بلغَت الإنسانيَّةُ في الإسلام شأوًا عظيمًا، ومرتبةً سامِقةً في أهدافها ووسائلها، ومن ذلك: الإحسانُ إلى الوالدَين، بالتكريم والنفقة وخفض الجَناح، وفي رعاية المرأة وأداء حقوقها أمًّا، وزوجًا، وبنتًا، وأختًا، قال الله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من ابتُلِيَ من البنات بشيءٍ فأحسنَ إليهنَّ، كُنَّ له سِترًا من النار».

وقال: «من عالَ جاريتين حتى تبلُغَا جاء يوم القيامة أنا وهو - وضمَّ أصابِعَه -».

وقال: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي».

وتنعدِمُ الإنسانيَّةُ وتُطمسُ معالِمُها بالاعتِداء على الخالِق في خلقِه، وفي التحليل والتحريم، قال تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [النحل: 4]، وقال - سبحانه -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [المائدة: 87].

وقد تبطُر الإنسانيَّةُ وتطغَى، وتتجبَّرُ وتستبِدُّ عندما تصِلُ إلى الرَّفاه، وتُغدَقُ عليها النعمُ والخيرات، قال الله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) [العلق: 6، 7].

يُفضِي هذا الانحِراف الطُّغيانُ والاستِبداد إلى العقوبة والبلايا، وفي حصول النقص ونزع بركة الخير والرزق، الذي يبسُطُه الله لعباده، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96].

ولا تصحُّ إنسانيَّةُ إنسان، ويكونُ لإنسانيَّته قيمة حتى يتحرَّر العقلُ من الضلال، والفِكرُ من الخُرافة والدجَل، ومن ذلك: ما يقعُ من سحرٍ، وتنجيمٍ، ومُخاطبَة أرواحٍ، وقراءة كفٍّ، وتنويمٍ. فهذه السلوكيَّات تُدمِّرُ إنسانيَّة الإنسان، وتُفسِدُ على المُسلم عقيدتَه وخُلُقَه، وتُلغِي العقلَ والمنطِق.

والذين يُمارّسون الحرقَ والتفجيرَ، وقتلَ المُصلِين في المساجِد، قد طُمِسَت إنسانيَّتُهم وأظلمَت بصائرُهم، والذين يقتحِمون ويُدنِّسون بأجسادهم وأحذيتهم مسرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقتُلون في ساحاته النساءَ والأطفالَ والرجالَ العُزَّل، قد ماتَت ضمائِرُهم وانسلَخوا من الإنسانيَّة بكل معانيها وصُورها.

قال الله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].

هذا هو الإيمانُ الذي إذا فقدَته الإنسانيَّة، وفقدَت الاستِبصار بنور القرآن هبطَت إلى الحَضيض، وأهدرَت قيمةَ الإنسان وردَّته إلى مقامٍ دون مقامه الذي وضعَه الله فيه.

لذا فإن المُسلمين يحمِلون رسالةً عظيمةً في العالَم، للارتِقاء بقِيَم الإنسانية، ومُواجهةِ تحديَّاتها، ومع انتِشار المجاعة وتفاقُم الأمراض، وتشرُّد الملايين عن أوطانهم وديارهم، واندِلاع الصراعات.

ذلك أن المُسلم يحمِلُ ضميرًا إنسانيًّا حيًّا يدفعُه لنشر الهُدى، ونجدة المظلُومين، وبثِّ الأمل في شرايين الحياة للمُعوِزين، وإيصال المُساعَدات للمُتضرِّرين، حاملاً معه رسالة السلام والرحمة.

وحين نتأمَّلُ سيرةَ صحابة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نرَى أنهم قد سطَّروا أروعَ مُثُل الإنسانيَّة في ضُروب الإنفاق والإحسان، وبانتِشارهم في أرض الله الواسِعة يجُوبون الآفاق، ويقطَعون الفيافِي للتعريف بالإسلام، رحمةً بالخلق، وإرشادًا لهم إلى طريق الحق، وارتِقاءً بالإنسانيَّة ابتِغاءَ وجه الله.

والدُّعاةُ إلى الله في كل زمانٍ ومكان، والباذِلون أنفسَهم في سبيل الله، وأموالَهم في البرِّ، والقائِمون على العمل الخيريِّ، وعلى تحفيظِ القرآن وتعليمه، والذين كرَّسُوا أنفسَهم لنفع الآخرين. كلُّ أولئك متَّعهم الله بإنسانيَّةٍ صادقة، ومشاعِر فيَّاضةٍ ربَّاهم عليها القرآن، فهنيئًا لهم سعادةَ الدنيا، والنعيمَ المُقيم.

وتبرُزُ معاني الإنسانيَّة في قادَة هذه البلاد وأهلها، للدور الإنسانيِّ الكبير، الداعِم لمسيرة العمل الإغاثيِّ في شتَّى بِقاع الأرض، ولن يألُوا المُسلمون جُهدًا في تقديم المُبادَرات لإغاثة المظلُومين والمنكوبين، ومدِّ يد العون لكل مُحتاج، بإنسانيَّةٍ صادقة، ومشاعِر دافِئة.

قال الله تعالى: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد: 11- 16].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم.

أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، فهي الحِصنُ الحصين، وفيها الفوزُ العظيم.

ومما يُشوِّه الإنسانيَّةَ ويُلوِّثُ حقيقتَها: استِغلالُ الأزمات والضوائِق وحاجة المُعوِزين في التعامُل مع الربا، ولقد بيَّن الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - جزاءَ المُرابين يوم القيامة، فقال: «رأيتُ الليلةَ رجلين أتيَاني فأخذَا بيدي، فأخرجَاني إلى الأرض المُقدَّسة، فانطلَقنا حتى أتينا على نهرٍ من دمٍ، فيه رجلٌ قائمٌ على وسط النهر رجلٌ بين يديه حجارة، فأقبلَ الرجلُ الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرُج رمَى الرجلُ بحجرٍ في فِيه، فردَّه حيث كان، فجعلَ كلما جاء ليخرُج رمَى في فِيه بحجر، فيرجِعُ كما كان. فقلتُ: ما هذا؟ قالا: الذي رأيتَه في النهر آكِلُ الربا».

ألا وصلُّوا عبادَ الله على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما صلَّيتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وصلِّ اللهم وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداء الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.

اللهم مُنزِل الكتاب، هازِم الأحزاب، مُجرِي السحاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المُسلمين عليهم برحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم إن الطُّغاةَ قد بغَوا وأسرَفوا في طُغيانهم، اللهم زلزِل الأرضَ من تحت أقدامهم، وصُبَّ العذابَ عليهم من فوقهم، واجعَلهم عبرةً للمُعتبِرين، اللهم فرِّق جمعَ أعداء الدين، اللهم شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، واجعَل الدائرَة عليهم يا رب العالمين.

اللهم ألِّف بين قلوب المُسلمين، ووحِّد صفوفَهم، واجمع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.

اللهم كُن للمُسلمين المُستضعَفين في كل مكان، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك رضوانَك والجنة، ونعوذُ بك من سخَطك ومن النار.

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنى.

اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمه وجوامِعه، وأوله وآخره، ونسألُك الدرجات العُلى من الجنة يا رب العالمين.

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.

اللهم اجعَلنا لك ذاكرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.

اللهم تقبَّل توبتنَا، واغسِل حوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قُلوبنا.

اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وتولَّ أمرنا، واهدِنا يا رب العالمين.

اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.

اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفرَ لنا وترحمنا، وإذا أردتَ بعبادك فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.

اللهم إنا نعوذُ بك من جهد البلاء، ودرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، نسألُك أن تغفر لنا وترحمنا يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدِينا ولجميع المُسلمين يا رب العالمين، اللهم اختِم لنا بخير، واجعَل عواقِبَ أمورنا إلى خير.

اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى يا أرحم الراحمين، اللهم وفِّق جميع ولاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك وتحكيم شرعِك يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك يا الله بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكُروا الله يذكُركم، واشكُروه على نعمه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.