المؤمن
كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...
العربية
المؤلف | عبد الله بن علي الطريف |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الصلاة |
نرى في واقع الأمة اليوم في كل مسجد وفي كل صلاة رجالاً قد عذرهم الله ووضع عنهم الحرج يأتون إلى المساجد لأداء الجُمع والجماعات على كراسيٍ متحركة، وكثيرٌ منهم لا يستطيع دفعها بنفسه وإنما تُدفَع بهم. وربما جاءوا يتوكئون على عِصِيِّ متعددة قد حداهم للخروج إلى صلاة الجماعة حادي الشوق، وأزعجهم إلى أدائِها مع جماعةِ المسلمين نداءُ حي على الصلاة وحي على الفلاح والصلاةُ خير من النوم.. وَلَمْ يُرَخِّصْوا لأنفسهم مع أنهم قد عذرهم الله لو شاءوا.. فهنيئاً لهم رغبتهم بالخير وحرصهم عليه وكتب الله لهم أجر المشقة والعناء، وليبشروا بخير فأجرهم على قدر نصبهم. فأين المتكاسلون المفرطون بالواجب من هذه الأمثلة الحية التي يرونها؟!
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله الحكيمِ في خلقِه وأمرِه، القويِ في أخذه وقهره، شرع لعباده الشرائع لينالوا بها أعلى الدرجات، وينجوا بها من الهلاك والدركات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
أيها الإخوة: اتقوا الله تعالى وعظموا شعائره (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32]، ألا وإن من أعظمِ شعائرِ اللهِ وأفضلِها صلاة الجماعة في المساجد.
نعم: إن شأن صلاة الجماعة في الإسلام عظيم، ومكانتها عند الله عالية، حيث شرع بناء المساجد وحثّ عليه فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [النور:36].
ولقد بادر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بناء مسجده بعد الهجرة، ولم يبدأ بغيره حين وصل إلى المدينة لأداء الصلاة فيه.
وشرع لهذه الشعيرة النداء "الأذان" من أرفعِ مكانٍ وبأعلى صوت ورتب على هذا النداء أجوراً عظيمة ومنحاً جليلة.
أيها المؤمنون بالله ورسوله: إن صلاة الجماعة واجبةٌ على الرجال في الحضر والسفر وفي حال الآمان وحال الخوف وجوباً عينياً.
دل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعمل المسلمين قرناً بعد قرن.
قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [البقرة:43] قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "أي: صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها".
وأمَرَ اللهُ رسولَه -صلى الله عليه وسلم- بصلاةِ الجماعةِ في حالِ الخوفِ، وهو من أولى الأعذار لتركها، وأمرُه لنبيِه -صلى الله عليه وسلم- أمرٌ لأمته ما لم يدلْ دليل على خصوصيته فقال الله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ..) [النساء: 102] قال شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-: "يُستفادُ من هذه الآية أنَّ صلاةَ الجماعةِ فَرْضُ عينٍ.. فقد أَمَرَ اللهُ -عزّ وجل- بها في هذه الحال الصعبة من الخوف وأمر بتفريقِ الجُندِ إلى طائفتين، ولو كانت فَرْضُ كِفايةٍ لسَقَطَ الفرضُ بصلاةِ الطائفة الأُولى".
ومن الأدلة على وجوبها ما ورد في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ».
وللبخاري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «... وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ، أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ، لَشَهِدَ العِشَاءَ»، والمعنى أن المتأخر عن صلاة الجماعة لو كان يعلم أنه يجد شيئاً ضئيلاً من الدنيا لخرج إليه. قوله (عَرْقاً) أي عظماً عليه بقية لحم قليلة. (مِرْمَاتَيْنِ) مُثَنى مِرْمَاة والمَرْمَاةُ: اللحم اللين الرقيق بين الضلعين. (لشهد العشاء) لحضر صلاة العشاء..
أحبتي: النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي وصفه الله تعالى بقوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128] أي الرسول شديد الرأفة والرحمة بنا، فهو أرحم بنا من والدينا.. وهو الذي يحب لنا الخير، ويسعى جهده في إيصاله إلينا.. يسعى لهدايتنا إلى الإيمان، ويكره لنا الشر، ويبذل وسعه وجهده في تنفيرنا عنه.
هذا النبي الكريم الرءوف الرحيم هو الذي يهمّ بتحريق بيوت المتخلفين عن صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الْفَجْرِ بالنار بقوله: «...ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ» فيا الله ما أعظم هذا التهديد وأنكاه!!
وأَتَى رَجُلٌ أَعْمَى إِلَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَسَأَلَه أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ فَقَالَ: لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» (رَوَاهُ مُسلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
وعند النسائي وأبي داود وصححه الألباني عَنْ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَدِينَةَ كَثِيرَةُ الْهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. قَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَحَيَّ هَلًا». وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ. أي أقبل مسرعاً.
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ". (رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني).
وأما عمل الصحابة فقد قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ» (يهادى بين رجلين) أي يمسكه رجلان من جانبيه بعضديه يعتمد عليهما..
أيها الإخوة: ما أجمل هذا التصوير اللفظي لرغبة سلف الأمة من الصحابة على أداء الصلاة جماعة وأصدقه.. وبحمد الله نرى في واقع الأمة اليوم في كل مسجد وفي كل صلاة رجالاً قد عذرهم الله ووضع عنهم الحرج يأتون إلى المساجد لأداء الجُمع والجماعات على كراسيٍ متحركة، وكثيرٌ منهم لا يستطيع دفعها بنفسه وإنما تُدفَع بهم.
وربما جاءوا يتوكئون على عِصِيِّ متعددة قد حداهم للخروج إلى صلاة الجماعة حادي الشوق، وأزعجهم إلى أدائِها مع جماعةِ المسلمين نداءُ حي على الصلاة وحي على الفلاح والصلاةُ خير من النوم.. وقول المصطفى «هَلْ تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَحَيَّ هَلًا» وَلَمْ يُرَخِّصْوا لأنفسهم مع أنهم قد عذرهم الله لو شاءوا.. فهنيئاً لهم رغبتهم بالخير وحرصهم عليه وكتب الله لهم أجر المشقة والعناء، وليبشروا بخير فأجرهم على قدر نصبهم. فأين المتكاسلون المفرطون بالواجب من هذه الأمثلة الحية التي يرونها؟!
اللهم اهدنا لأفضل الأعمال والخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.. اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد..
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه وأشكره على فضله وامتنانه أوجب على عباده صلاة الجماعة ورتب عليها الأجور المضاعفة فله الحمد في الأولى والآخرة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أيها الإخوة: امتثلوا أمرَ ربكم وأمرَ نبيهِ بالصلاة جماعة في المساجد، واغتنموا ما رتبه الله عليها من الأجر والمثوبة تفلحوا.
ألا وإن من الأجور حديثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» (متفق عليه).
ومن فضائلها أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. » (رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ).
والمعنى: إذا قال الإمام ولا الضالين فإنه يقول بعدها آمين، وتؤمّن الملائكة، ويؤمّن المأمومون، فيتوافق التأمين؛ فيغفر للمؤمنين من المصلين ما تقدم من ذنبهم.. وهذا الفضل لا يدركه المتخلف عن الجماعة.
ومن الفضائل: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا قَالَ الْإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).
والمعنى: إذا رفع الإمام يقول أثناء رفعه سمع الله لم حمده، ثم يقول بعدها: اللهم ربنا ولك الحمد إذا استتم قائماً، فمن رفع من المأمومين بعد إتمامه لقول سمع الله لمن حمده، وقال أثناء رفعه ربنا ولك الحمد وافقه ووافق الملائكة، وغفر له ما تقدم من ذنبه.
أحبتي: كم مرة يدرك مؤدي صلاة العشاء جماعة من أولها هذا الفضل بمغفرة الذنوب؟ يدركه ست مرات.. وكم يفوت المتخلف عن الجماعة من الفضل؟!
ومن فضلها: ما رواه أبو داود وحسنه الألباني عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا الصُّبْحَ فَقَالَ: «.. وَإِنَّ صَلَاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ [أي أكثر أجراً] وَصَلَاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى».
أيها الأحبة: كم من الحسنات وُعِدَ به الماشي إلى الصلاة.. وكم يُمْحَى عنه من السيئات ففي كل خطوة يخطوها يكتب له حسنه ويمحى سيئة. ثم ما يحصل عليه المنتظِر للصلاة في المسجد من الفضل فهو في رباط في سبيل الله مادامت الصلاة تحبسه، والملائكة تستغفر له، وهو في صلاة ما انتظر الصلاة.
ثم ما فيها من فوائد اجتماعية وتعارفٍ وتعاونٍ وذكرٍ وتوجيه. والصلاةُ في جماعة أقرب للخشوع وحضور القلب والطمأنينة، وسببٌ لأداء الصلاة في وقتها.. وإن الإنسان ليجد الفرق العظيم بين ما إذا صلى وحده وإذا صلى في جماعة..
أسأل الله أن يجمعنا على الخير ويعيننا عليه إنه جواد كريم..