الوكيل
كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...
عن عُقْبَة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النَّجَاة؟ قال: «أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُك، وابْكِ على خَطِيئَتِكَ».
[صحيح] - [رواه الترمذي وأحمد.]
في هذا الحديث: سأل عُقْبة بن عامر رضي الله عنه النبي ﷺ عمَّا ينجيه في الآخرة، وهذه غاية كل مسلم حَريص على آخرته. فقال له ﷺ: "أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ" أرشده النبي ﷺ أن يُمسك عليه لسَانه؛ وذلك لعظم خطره وكثرة ضرره، فيتعين على المسلم أن يُمْسِك عليه لسانه، ويؤثر الصَّمْتَ على الكلام إلا فيما ينفعه في الآخرة. "وَلْيَسَعْكَ بَيتُك" أي يلزم الإنسان بيته، ولا يخرج منه إلا لضرورة، ولا يَضَّجر من الجلوس فيه، بل يجعله من باب الغنيمة، فإنه سبب الخلاص من الشر والفتنة. "وابْكِ على خَطِيئَتِكَ" أي: ابك إن تَقْدر، وإلا فَتَبَاك نادما على معصيتك، وتب إلى الله -تعالى- مما قد حصل منك، فإن الله -تعالى- يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
ما النجاة؟ | ما سبب الوصول إلى النجاة؟ |
أمسك عليك لسانك | احفظه. |
أبك على خطيئتك | اندم على ذنبك باكيًا. |
وليسعك بيتك | أي اشتغل بما هو سبب في لزوم البيت من طاعة الله تعالى. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".