الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
عن أنس رضي الله عنه قال: انطلق رسول الله ﷺ وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله ﷺ: «لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه»، فدنا المشركون، فقال رسول الله ﷺ: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض» قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: «نعم» قال: بخ بخ ؟ فقال رسول الله ﷺ: «ما يحملك على قولك بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: «فإنك من أهلها» فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
يخبر أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج مع أصحابه من المدينة ليلاقوا قافلة أبي سفيان التي جاء بها من الشام يريد بها مكة ولم يخرجوا لقتال ولكن الله جمع بينهم وبين عدوهم من غير مِيعاد ولهذا تخلف عن هذه المعركة كثير من الصحابة ولم يعاتب النبي ﷺ أحداً منهم. ثم انطلق النبي ﷺ فنزلوا بدرًا قبل أن ينزل به كفار قريش، وأخذ النبي ﷺ موضعه منه، ثم جاء كفار قريش فقال ﷺ: "لا يَقْدمَنَّ أحد منكُم إلى شيء حتَّى أكُون أنا دُونَه". والمعنى: أن النبي ﷺ ينهاهم عن التقدم إلى شيء حتى يكون هو عليه الصلاة والسلام أقرب إليه منهم؛ لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا يعلمونها. ثم قال ﷺ: "قُوُموا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماوات والأرض" أي: سارعوا ولا تتأخروا عن بَذل أرواحكم في سبيل الله، فإن عاقبة ذلك جَنَّة عرضُها السماوات والأرض، وهذا من باب ترغيبهم وتحفيزهم لقتال الكفار. قال: يقول عُمَيْرُ بن الحُمَامِ الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله، جَنَّة عَرْضُهَا السَّماواتُ والأرض؟ قال: "نعم" قال: بَخٍ بَخٍ؟ ومعنى ذلك تفخيم الأمر وتعظيمه. فقال رسول الله ﷺ: " ما يَحْمِلُكَ على قولك بَخٍ بَخٍ؟" أي: ما هو الباعث الذي جعلك تقول هذه الكلمة، هل هو الخوف؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رَجَاء أن أكون من أهْلِها. يعني الذي جعلني أقول هذه الكلمة؛ طمعي في دخول الجَنَّة. قال: "فإنَّك من أهلِها" وهذا من تبشير النبي ﷺ أصحابه بالجنَّة لتحفيزهم وبذل الوسع في العمل. ثم لما سمع عُمَيْرُ بن الحُمَامِ رضي الله عنه ما سمعه من البشارة من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، أخرج تمرات من قَرَنه، وهو ما يوضع فيه الطعام عادة ويأخذه المجاهد ثم جعل يأكل ثم اسْتَطَال الحياة رضي الله عنه وقال: "لئِن أنا حَيِيت حتَّى آكُل تَمَرَاتي هذه إنَّها لحياة طويلة"، فَرَمَى بما كان معه من التَّمر، ثم تقدم فقاتل وقتل رضي الله عنه.
بَدْر | أي غَزوة بدر. |
لا يَقْدمَنَّ أحد منكُم إلى شَيء | أي قدامه متقدماً في ذلك الشيء؛ لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها. |
دُونَه | أقرب منه إليه. |
بَخٍ بَخٍ | كلمة تُطلق لتَفْخِيم الأمر، وتعظيمه في الخير. |
قَرَنِه | القَرَن: جَعْبَة من جِلْد تُشَق ويُجعل فيها النَّبل. |