الشاكر
كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال: عَلِّمْنِي كلامًا أقوله. قال: «قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال: "علمني كلاماً" أي: ذكراً، "أقوله" أي: أذكره ورداً في أي وقت "قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له" بدأ بشهادة التوحيد، ومعناها لا معبود بحق إلا الله "الله أكبر" أي: من كل شيء، "كبيراً" توكيد للتكبير: كبرت كبيراً أو يجوز أن يكون حالاً مؤكدة، "والحمد لله كثيراً" أي: حمداً كثيراً، "وسبحان الله رب العالمين" أي: جميع الخلائق، وقوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم" أي لا تحول من حال إلى حال إلا بتوفيق من الله وحكمته، "قال الأعرابي: فهؤلاء" أي: الكلمات، "لربي" أي: موضوعة لذكره تعالى وتعظيمه، "فمالي؟" أي: من الدعاء لنفسي، "فقال: قل: اللهم اغفر لي" أي: بمحو السيئات، "وارحمني" أي: بتوفيق الطاعات في الحركات والسكنات، "واهدني" أي: لأحسن الأحوال، "وارزقني" أي: المال الحلال والصحة وكل خير.
أعرابي | هو ساكن البادية عربياً كان أو لا. |
فهؤلاء لربي | الجمل السابقة لربي لما فيها من الثناء عليه سبحانه، مع إثبات الوحدانية له دون غيره بالجملة الأولى، وتنزيهه عما لا يليق به بالجملتين الأخيرتين. |
فمالي؟ | فأي شيء أدعو به مما يعود لي بنفع ديني أو دنيوي؟ |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".