الحفيظ
الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...
عن علي بن طَلق رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا فَسَا أحَدُكم في الصلاة فَلْيَنْصَرِف، وليتوضأ، وَليُعِدِ الصلاة».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود.]
شرح الحديث :
إذا أحدث المصلي بفساء أو ضراط أو أي ناقض من نواقض الوضوء، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلًا، فعليه أن ينصرف من صلاته ولا يستمر فيها، ثم يتوضأ ، ثم يُعيد الصلاة. والحديث ضعيف، ولكن يدل على هذا الحكم أنه شكي إلى النبي ﷺ الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال: «لا ينفتل -أو لا ينصرف- حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا». متفق عليه.
معاني الكلمات :
| فَسَا | الفُساء: خروج الرِّيح من الدُّبر بلا صَوت. |
فوائد من الحديث :
- جواز التصريح بما يُستحيا منه عند الحاجة، كما في قوله: (إذا فَسَا) والنَّاطق بهذا أشَد الناس حَياء.
- وجوب انصراف المُحْدِثِ من صلاته، ويتوضَّأ ويعيد الصَّلاة؛ لبطلان صلاته بالحَدث.
- عدم وجوب الاسْتِنْجَاء من الرِّيح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر إلا بالوضوء.
- أن رفع الحَدث شَرط لصحة الصلاة، وأن الصلاة لا تَصح من مُحْدِث، حتى يَرفع حَدثه.
- يحرُمُ على من أحدَث في الصلاة أن يستمرَّ فيها ويتمَّها، ولو صوريًّا؛ فكل حدثٍ مَنَع ابتداء الصلاة، يمنع الاستمرار فيها؛ فإنَّ صلاته بلا وضوء استهزاءٌ بالدِّين، وتلاعُبٌ بالشَّعائر الدِّيِنية.
- أنَّ خروج الرِّيح من الدُّبر يَنقُض الوضوءَ، وتَبطُل به الصلاة، وقد أجمع العلماء على هذا.
- جميع الأحْدَاث النَّاقِضة للوضوء، حكمها كَحُكم خروج الرِّيح، فيما ذُكِرَ من الأحكام.
- عِظم شأن الصلاة، وأن الإنسان إذا وقف بَين يَدي الله -تعالى- لا بُد أن يكون على أكْمَل وجه.
المراجع :
سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبوداود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت.مشكاة المصابيح، محمد ناصر الدين الألباني، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1985م.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة الخامِسَة، 1423هـ - 2003م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بإخراجه عبدالسلام بن عبد الله السليمان، الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1427هـ - 2006م.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، محمد بن صالح العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى، 1427هـ.