عن عائشة، قالت: كان رسول الله ﷺ يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ, ويقول: «اللهمَّ هذا قَسْمِي، فَيما أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْني، فِيما تَمْلِكُ، ولا أَمْلِكُ».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد.]
شرح الحديث :
في هذا الحديث بيان الحال التي كان عليها النبي ﷺ في معاملته لزوجاته, حيث كان ﷺ يقسم بين زوجاته, فيعطي كل واحدة نصيبها, ويسوِّي بينهن في القسمة, ويسير سيرًا عادلًا ليس فيه ميل لإحداهن, وكان ﷺ -مع تحريه للعدل- يعتذر إلى ربه -سبحانه-, بأن هذا ما يستطيعه ويقدر عليه من العدل, ويسأله -سبحانه- أن لا يؤاخذه ولا يعاتبه فيما لا يقدر عليه مما يتعلَّق بالمحبة، والميل القلبي.
معاني الكلمات :
يقسم |
أي بين زوجاته, فيعطي كل واحدة نصيبها. |
فيعدل |
فيسوي بينهن في القسمة. |
فيما أملك |
فيما أقدر عليه. |
فلا تلمني |
فلا تؤاخذني, ولا تعاتبني. |
فيما تملك، ولا أملك |
يعني في الحب والمودة. |
فوائد من الحديث :
-
أن ما لا يملكه الإنسان لا يلام عليه.
-
أنَّ القَسْمَ واجب على الرجل بين زوجتيه أو زوجاته، ويحرم عليه الميل إلى إحداهنَّ عن الأخرى، فيما يقدر عليه من النفقة والمبيت وحسن المقابلة، ونحو ذلك.
-
أنَّه لا يجب على الرجل العدل فيما لا يقدر عليه، وهو ما يتعلَّق بالقلب من المحبة، والميل القلبي، ولا ما يترتب عليه من رغبة في جماع واحدة دون الأخرى؛ فهذه أمور ليست في طوق الإنسان.
-
أنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله -تعالى-، فيجب على الإنسان أن يتعلَّق بربه، ويلح عليه في الدعاء بأن يهديه الصراط المستقيم، وأن يثبت قلبه على دينه.
-
أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لا يملك هداية القلوب والتوفيق، وإنَّما الذي يملكها الله وحده, وإنَّما هو -عليه الصلاة والسلام- يهدي بإذن الله -تعالى-، هداية إرشاد وتعليم؛ كما قال -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
-
حسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-, حيث كان يقسم لنسائه ويعدل.
المراجع :
سنن أبي داود, أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السِّجِسْتاني, المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد, المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
سنن الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد شاكر وغيره ، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: الثانية، 1395 هـ.
السنن الصغرى، للنسائي "المجتبى"، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب، الطبعة: الثانية، 1406ه – 1986م.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي), أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني, دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية, الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.
سنن ابن ماجه, ابن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي, الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل, محمد ناصر الدين الألباني, إشراف: زهير الشاويش, المكتب الإسلامي – بيروت, الطبعة: الثانية 1405 هـ - 1985م.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، مصر، 1427هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن صالح الفوزان، الناشر: دار ابن الجوزي الطبعة : الأولى ، 1427 هـ - 1431 هـ.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية - الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية