البارئ
(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...
عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال: يا ابن أم عبد، هل تدري كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: لا يُجْهَزُ على جريحها، ولا يقتل أسيرها، ولا يطلب هاربها، ولا يقسم فيئها.
[ضعيف.] - [رواه البزار والحاكم والبيهقي.]
في هذا الحديث الضعيف أن النبي ﷺ سأل ابن مسعود رضي الله عنه عن حكم الله -تعالى- في أهل البغي من أمة الإسلام, وهم الخارجون على الإمام بتأويل سائغ والذين حملوا السلاح وفارقوا الجماعة، فأجابه رضي الله عنه بأنه لا يعلم حكمهم, فبين له النبي ﷺ أن أهل البغي من هذه الأمة إنما جاز قتالهم لدفع شرهم، وأنَّ ثمة أحكامًا تخصهم, منها أنَّ جريحهم لا يعجل عليه بالقتل ولا يُتمَّمُ بل يُترك، وكذلك لا يقتل الأسير بل يستبقى، ومن هرب منهم فإنه لا يتبع ولا يلحق، وإذا أخذت أموالهم فإنها لا تقسم وتغنم كما تغنم أموال الكفار، بل تبقى محرمة لا يحل أخذها.
ابن أم عبد | هو عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وأم عبد هي والدته، بنت عبد بن سواء بن قريم بن صاهك الهذلية، من قبيلة هذيل. |
لا يُجْهَزُ | من أجهز على الجريح، أي: أسرع في قتله، وأتمه. |
هاربها | المنهزم عن ساحة القتال. |
فيؤها | الفيء في الأصل مصدر فاء يفيء إذا رجع، ثم أطلق على ما أخذ من مال الكفار بحق الكفر، بلا قتال؛ كجزية، وخراج، وعشر مال تجارة حربي، وما تركوه فزعا منا، ومال المرتد إذا مات على ردته، فيصرف ماله في مصالح المسلمين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".