البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

المصائب

الأهداف

أن يتعرف على أحوال الناس في المصائب. أن يذكر ماذا يفعل مَن أُصيب بمصيبة. أن يعرف ثواب الصبر على المصيبة.

المقدمة

العبد في هذه الدنيا مُعرَّض لصنوف من البلاء، والاختبار، وما ذلك إلا ليعلم الله تعالى من العبد صبره ورضاه؛ وحسن قبوله لحكم الله وأمره، قال الله تعالى : ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾. [الملك : 2]

لماذا الحديث عنه

لأن هذه الدنيا لا بد فيها من الكَدَر والبلاء. لما جعل الله من الأجر العظيم على الصبر والرضا. لما توعد الله من جزع وسخط ولم يرضَ.

المادة الأساسية

(حالات ومقامات الإنسان عند المصيبة): 1 /الحال الأول : أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه : فتسخُّط القلب أن يكون في قلبه شيء على ربه عز وجل من السُّخط والشره على الله تعالى والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة. وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، يا ويلاه ! يا ثبوراه ! وأن يسب الدهر فيؤذي الله عز وجل وما أشبهه. وأما التسخط بالجوارح مثل : أن يلطم خده، أو يصفع رأسه، أو ينتف شعره، أو يشق ثوبه، وما أشبه ذلك. هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب، ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم؛ فصار عندهم مصيبتان : مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم ممَّا يؤلمهم.
2 /الحال الثانية : فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه؛ هو يكره المصيبة ولا يحبها، ويبغض وقوعها، لكن يصبّر نفسه؛ ولا يتحدث باللسان بما يسخط الله، ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله تعالى، ولا يكون في قلبه على الله شيءٌ أبدًا؛ صابر لكنه كاره لها، والصبر واجب. 3 /الحال الثالثة : الرِّضا بأن يكون الإنسان منشرحًا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاءً تامًّا، وكأنه لم يصب بها، والرضا مستحب. 4 /الحال الرابعة : الشُكر فيشكر الله تعالى عليها، وكان الرسول إذا رأى ما يكره قال : «الحمد لله على كل حال»، وهذا أعلى المراتب. فيشكر الله من أجل أن يُرتِّب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه.
(ماذا يعمل مَن أُصيب بمصيبة): ينبغي لمن بلغته مصيبة، أيًّا كانت هذه المصيبة أمور : أ - الصبر؛ فيسن الصبر على المصيبة، ويجب منه ما يمنعه عن المحرم، والصبر هو : حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش وشق الجيوب ولطم الخدود ونحو ذلك.
قال تعالى : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
[البقرة : 155-156] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مر النبي بامرأة تبكي عند قبر فقال : «اتقي الله واصبري» قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها : إنه النبي فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوابين، فقالت : لم أعرفك، فقال : «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».
[متفق عليه ] ب - الرضا بالقضاء والقدر والتسليم التام لله عز وجل، وهذه الصفة هي من أعظم صفات المؤمن المتوكل على الله، المصدق بموعود الله، الراضي بحكم الله، وبما قضاه الله تعالى وقدره، بل الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، الواردة في حديث أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الطويل وفيه : «قال : فأخبرني عن الإيمان، قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره».
[رواه مسلم ] ج - قول : (إنا لله وإنا إليه راجعون): وذلك لما جاء في قوله تعالى : ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.
[البقرة : 156] وله أن يزيد «اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها»، لما جاء من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول : «ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها , إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها.
قالت : فلما توفي أبو سلمة رضي الله عنه قلت : ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ صاحب رسول الله , ثم عزم الله عليَّ فقلتها، فما الخلف؟ ! قالت : فتزوجت رسول الله ومن خير من رسول الله ».
[رواه أحمد وأبو داود ] د - أن تعلم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان؛ لذا فهي مليئة بالمصائب، والأكدار، والأحزان، كما قال ربنا الرحمن : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، وقال عز وجل : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد : 4]، ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران : 186]. هـ - تذكر أن العبد وأهله وماله لله عز وجل فله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
و - الاستعانة على المصيبة بالصلاة، قال الله تعالى : ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾؛ «وقد كان إذا حزبه أمرٌ صلى» [رواه أبو داود ]، ومعنى حزبه : أي نزل به أمرٌ مهم، أو أصابه غم. وهذا حال المؤمن الصادق، الذي لا يخطر على قلبه في وقت المحن والشدائد، إلا تذكر الله عز وجل، لأنه الذي بيده مفاتيح الفرج.
ولمَّا أُخبِر ابن عباس رضي الله عنهما بوفاة أحد إخوانه استرجع وصلى ركعتين أطال فيهما الجلـوس، ثم قام وهـو يقول : ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾. [البقرة : 45] ز - تذكر ثواب المصائب، والصبر عليها.
(ثواب من صبر على المصيبة) : 1- دخول الجنة : قال الله تعالى : ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾. [الرعد : 23-24] وقال : «يقول الله عز وجل : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» [رواه البخاري ]. وصفيه : هو حبيبه المصافي كالولد، والأخ، والأب، وكل من يحبه الإنسان، والمراد بقوله عز وجل (ثم احتسبه): أي صبر على فقده راجيًا الأجر من الله تعالى على ذلك. 2- الصابرون يوفَّون أجورهم بغير حساب. قال تعالى : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر : 10]، قال الأوزاعي : «ليس يوزن لهم ولا يُكال، إنما يغرف لهم غرفًا». 3- معية الله للصابرين، وهي المعية الخاصة المقتضية للمعونة والنصرة والتوفيق، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. [البقرة : 153] 4- محبة الله للصابرين، قال تعالى : ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.
[آل عمران : 146] 5- تكفير السيئات لمن صبر على ما يصيبه في حال الدنيا، كبُر المصاب أم صغر؛ قال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا همٍ، ولا حزن، ولا أذًى، ولا غم , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه» [رواه البخاري ]، والنصب التعب، والوصب : المرض، وقيل هو المرض اللازم.
6- حصول الصلوات، والرحمة، والهداية من الله تعالى للعبدالصابر؛ قال الله عز وجل : ﴿أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
[البقرة : 157]7- رفع منزلة المصاب؛ قال : «إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى». [رواه أبو داود ]

ماذا نفعل بعد ذلك

أن نستشعر أن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان الستة. أن نستشعر خطورة التسخط، والجزع، والوعيد المترتب عليه. أن نستشعر ما في الصبر والرضا من أجر عظيم، وثواب جزيل.

الآيات


﴿ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ
سورة البقرة

﴿ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ
سورة الحديد

﴿ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ
سورة الشورى

الأحاديث النبوية

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النَّبي بامرَأَة تَبكِي عِند قَبرٍ، فقال: «اتَّقِي الله واصْبِري» فقالت: إليك عَنِّي؛ فَإِنَّك لم تُصَب بِمُصِيبَتِي ولم تَعرِفه، فقِيل لها: إِنَّه النَّبِي فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوَّابِين، فقالت: لم أَعرِفكَ، فقال: «إِنَّما الصَّبرُ عِند الصَّدمَةِ الأُولَى». وفي رواية: «تَبكِي على صبِّي لها».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي أنه قال: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن الله -تعالى- إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ".
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه الترمذي وابن ماجه.]
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعاً: «ما يُصيب المسلم من نَصب، ولا وصَب، ولا هَمِّ، ولا حَزن، ولا أَذى، ولا غَمِّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما قال: أرسلت بنت النبي إنَّ ابني قد احتُضِر فاشْهَدنَا، فأرسَل يُقرِىءُ السَّلام، ويقول: «إنَّ لِلَّه ما أَخَذ ولَهُ ما أَعطَى، وكلُّ شَيءٍ عِنده بِأجَل مُسمَّى فَلتَصبِر ولتَحتَسِب». فأرسلت إليه تُقسِم عَليه لَيَأتِيَنَّها، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال رضي الله عنهم فَرفع إلى رسول الله الصَّبِي، فأَقعَدَه في حِجرِه ونَفسه تَقَعقَع، فَفَاضَت عينَاه فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: «هذه رَحمَة جَعلَها الله تعالى في قُلُوب عِباده» وفي رواية: «في قلوب من شاء من عباده، وإنَّما يَرحَم الله من عِبَاده الرُّحَماء».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
*تنبيه: بذرة مفردة