النَّظَّاْمِيَّة

النَّظَّاْمِيَّة


العقيدة
من فرق المعتزلة، أصحاب إبراهيم بن يسار بن هانئ النَّظَّام . خلط اعتزاله بالفلسفة . وانفرد عن أصحابه بعدة مسائل أهمها : أنه قال : إن الله -تعالى - لا يوصف بالقدرة على الشرور، والمعاصي، وليست هي مقدورة للباري . وقال : إن كلام الله -سُبْحَانَهُ - صوت مقطع، وهو حروف، وكلام الإنسان ليس بحروف . وقال : إن الله -تعالى - لا يوصف بالقدرة على أن يزيد في عذاب أهل النار، ولا في أن ينقص من نعيم أهل الجنة . وقال إن الإجماع، والقياس ليسا بحجة في الشرع، وإنما الحجة في قول الإمام المعصوم . ومن بدع النظام التي أحدثها قوله بالطفرة . وهي القول بأن الجسم قد يكون في المكان الأول، ثم يصير منه إلى المكان العاشر من غير المرور بالأمكنة المتوسطة بينه، وبين العاشر، ومن غير أن يصير معدوماً في الأول، ومعاداً في العاشر . وسبب ذلك نفي الجزء الذي لا يتجزأ، فجره إلى القول بالطفرة . ويرى ابن حزم أن هذا القول لا ينطبق إلا على حاسة البصر؛ فإذا أطبق الإنسان بصره، ثم فتح لاقى المرئيات من غير أن يمر بالمسافة التي بين العين، وبين الْمُبْصَر . وابن حزم معذور في هذا؛ لأنه يجهل ما اكتشفه العلم الحديث من أن النور يقطع المسافة في زمن، وأن سرعته عظيمة بحيث إذا أطبق الإنسان بصره، ثم فتحه لاقى الأجرام السماوية في مدة قصيرة، فينخدع الرائي، ويظن أن البصر لم يقطع بمسافة، ولم يمض زمن .
انظر : الملل والنحل للشهرستاني، 1/53-59، الفرق بين الفرق للبغدادي، ص :131

المعنى الاصطلاحي :


أتباع أبي إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ المعروف بالنظام القائل بأن الله تعالى لا يوصف بالقدرة على الشرور والمعاصي، مع إنكاره إعجاز القرآن وما ورد من معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام.

الشرح المختصر :


النظامية: أتباع أبي إسحاق إبراهيم بن سيار الذي كان في الأصل على دين البراهمة، وتأثر أيضا بالفلسفة اليونانية مثل بقية المعتزلة، وسمي بهذا الاسم؛ لأنه كان ينظم الخرز زمن شبابه، ويبيعه في سوق البصرة، توفي سنة (231ه). وقد انفرد النظام عن أصحابه بمسائل، منها: الأولى: قوله في القدر: إن الله تعالى لا يوصف بالقدرة على الشرور والمعاصي، وليست هي مقدورة للباري تعالى. الثانية: قوله في الإرادة: إن الباري تعالى ليس موصوفا بها على الحقيقة، فإذا وصف بها شرعا في أفعاله، فالمراد بذلك أنه خالقها ومنشئها على حسب ما علم، وإذا وصف بكونه مريدا لأفعال العباد فالمعنى أنه آمر بها وناه عنها. الثالثة: أنه وافق الفلاسفة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ، وأحدث القول بالطفرة، حيث زعم أنه يجوز أن يكون الجسم الواحد في مكان، ثم يصير إلى المكان الثالث ولم يمر بالثاني على جهة الطفرة. كما أنه أنكر إعجاز القرآن وما ورد من معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ليتوصل بذلك إلى إنكار نبوته، وأكثر المعتزلة متفقون على تكفير النظام.

التعريف اللغوي :


نسبة إلى النظام أبي إسحاق إبراهيم بن سيار.

التعريف اللغوي المختصر :


نسبة إلى النظام أبي إسحاق إبراهيم بن سيار.

جذر الكلمة :


نظم

المراجع :


التعريفات للجرجاني : (ص 242) - التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 326) - دستور العلماء : (3/280) - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم : (2/1201) - الفرق بين الفرق : (ص 113) - المواقف : (3/653) - الملل والنحل : (1/53) - لوامع الأنوار البهية : (1/77) - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة : (1/66) - مفاتيح العلوم : (ص 45) -