التَّبَرُّك

التَّبَرُّك


طلب حصول الخير، والبركة بمقاربة الشيئ، وملابسته، بفعل، أو اعتقاد . ومن ذلك ما ورد عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ : وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ . قَالَ : فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "قُلْتُمْ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : ﱫﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ الأعراف :138. إِنَّهَا لَسنن . لَتَرْكَبُنَّ سنن مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سنة سنة ." أحمد :21341. والتبرك قد يكون مشروعاً، وقد يكون ممنوعاً . فالتبرك المشروع هو التبرك بما ورد به الشرع؛ لأن التبرك أمر توقيفي . ومما ورد التبرك به من الذوات : النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وزمزم، والحجر الأسود . ومن الأزمنة : رمضان، وليلة القدر، وعشر ذي الحجة . ومن الأماكن : مكة، والمدينة، وبيت المقدس . ومن الأعمال : الصلاة، والصيام، والزكاة، وما لم يرد الشرع بجواز التبرك به، فهو التبرك الممنوع :ففي الذوات كالعلماء، والأولياء، وفي الأزمنة : كليلة الأسراء، وليلة المولد . وفي الأماكن : كالقبور، ونحوها . وفي الأعمال : كالبدع، والمحدثات .
انظر : التمهيد لابن عبد البر، 13/67، 19/197، الاعتصام للشاطبي، 1/483، البحر الرائق لابن نجيم، 3/47