العظيم
كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...
المراد به الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب، والسنة . قال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرْقَة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة، فيلزم الجماعة ". الترمذي :2165
التَّمَسُّكُ بالحَقِّ واتِّباعُهُ، وعَدَمُ مُفارَقَةِ أهلِهِ، وإن كانوا قَلِيلاً، وتَرْكُ قِتالِ الأئِمَّةِ والخُروجِ عَلَيْهِمِ وإن ظَلَموا.
لُزُومُ الجَماعَةِ: معناهُ لُزُومُ الحَقِّ واتِّباعُهُ، والاشْتِغالُ بِسُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومُتابَعَةُ أوامِرِهِ ونَواهِيهِ والتَّمَسُّكُ بِهَدْيِهِ، وإن كان المُتَمَسِّكُ بِالحَقِّ قَلِيلاً والمُخالِفُ كَثِيراً؛ لأنَّ الحَقَّ هو الذي كانت عليه الجَماعَةُ الأولى، وقد اختُلِفَ في المُرادِ بِالجماعَةِ على أقوالٍ، منها: 1- أنَّهم الذين اجْتَمَعوا على أمِيرٍ على مُقتَضى الشَّرعِ، فيَجِبُ لُزوم هذه الجَماعَةِ، ويحرُمُ الخُروجُ عليها وعلى أمِيرِها. 2- السَّوادُ الأعْظَمُ مِن أهلِ الإسلامِ. 3- أئِمَّةُ العِلْمِ والمُجتَهِدِينَ. 4- الصَّحابةُ رضي الله عنهم على وَجْهِ الخُصوصِ. 5- أنَّ الجَماعَةَ ما عليه أهلُ السُّنَّةِ مِن الاتِّباعِ، وتَرْكِ الابْتِداعِ، وهو المَذْهَبُ الحَقُّ الواجِبُ اتِّباعُهُ والسَّيْرُ على مِنهاجِهِ، وهذا معنى تَفسيرِ الجَماعَةِ بالصَّحابَةِ، أو أهلِ العِلمِ والحديثِ، أو الإجماعِ، أو السَّوادِ الأعظمِ. ثمَّ إنَّ مُقْتَضى الأَمرِ بِلُزُومِ الجَماعَةِ: هو التِزامُ المُكَلَّفِ مُتابعَةَ ما اجْتَمَعَ عليه المُجتَهِدونَ، ولُزومُ الحاكِمِ الذي اجْتَمَعَ عليه المُسلِمونَ، وطاعَتُهُ في المَعروفِ، وعَدَمُ الخُروجِ عَليهِ.
الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب، والسنة.
* المنهاج في شعب الإيمان : (3/182)
* مجموع فتاوى ابن تيمية : (3/175)
* التعريفات الاعتقادية : (ص 284)
* عمدة القاري شرح صحيح البخاري : (25/65)
* الباعث على إنكار البدع والحوداث : (ص 22)
* الشافي في شرح مسند الشافعي : (5/533)
* مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية : (ص 147) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".