كرمه صلى الله عليه وسلم
عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: بينما هو يسير مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مَقْفَلَه من حُنَيْن، فَعَلِقَهُ الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سَمُرَة، فَخَطِفَت رداءه، فوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذابًا ولا جبانًا».

شرح الحديث :


لما رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة حنين، وهو وادٍ بين مكة والطائف، وكان معه جبير بن مطعم -رضي الله عنه-، فتعلق الناس به يسألوه من الغنائم حتى ألجؤوه إلى شجرة سمرة -وهي من شجر البادية ذات شوك- فعلق رداءه بشوكها، فجبذه الأعراب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أعطوني ردائي لو كان لي عدد العضاه -وهي شجرة كثيرة الشوك- نعماً من الإبل والبقر والغنم لقسمته بينكم، ثم قال: وإذا جربتموني لا تجدوني بخيلًا ولا كذابًا ولا جبانًا.

معاني الكلمات :


مقفله حال رجوعه.
فعلقه الناس أي: تعلقوا به.
السمرة شجرة طويلة قليلة الظل.
العضاه شجر له شوك.
حنين واد يقع قرب مكة، وفيه جرت الغزوة المعروفة.
نعمًا الإبل والبقر والغنم.

فوائد من الحديث :


  1. بيان لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحلم وحسن الخلق وسعة الصدر، والصبر على جفاء الأعراب وغلظتهم .
  2. ذم البخل والكذب والجبن، وأن إمام المسلمين لا ينبغي أن تكون فيه خصلة منها .
  3. جواز وصف المرء نفسه بالخصال الحميدة عند الحاجة .
  4. رضا السائل للحق بالوعد إذا تحقق عن الواعد التنجيز والوفاء .

المراجع :


  • صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
  • رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى 1428هـ، 2007م.
  • بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1418 هـ، 1997م.
  • إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أحمد بن محمد القسطلاني القتيبي، الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية، مصر، الطبعة: السابعة 1323 هـ.

ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية