الزهد والورع
عن عطية بن عروة السعدي -رضي الله عنه- قالَ: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَبْلُغُ العبدُ أنْ يكونَ من المتقينَ حتى يَدَعَ ما لا بَأسَ بِهِ، حَذَرًا مِمَّا به بَأسٌ".

شرح الحديث :


إن المرء لا يبلغ درجة المتقين حتى يترك فضول الحلال حذراً من الوقوع في الحرام، وكذلك إذا اشتبه مباح بمحرم، وتعذر التمييز بينهما، فإنه من تمام التقوى أن يدع الحلال خوفًا من الحرام، وهذا الحديث ضعيف الإسناد ولكن معناه صحيح، للحديث المتفق عليه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

معاني الكلمات :


من المتقين أي الموصوفين بالتقوى، وهي اتقاء النار بفعل الطاعة وترك المعاصي.
يدع يترك.

فوائد من الحديث :


  1. تناول الحلال المحض من صفات المتقين .
  2. من التقوى وقاية النفس عن الشبه، والإعراض عنها .

المراجع :


  • بهجة شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي.
  • سنن الترمذي، للإمام محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، مكتبة الحلبي - مصر، الطبعة الثانية، 1388هـ.
  • رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د.
  • ماهر الفحل، دار ابن كثير - دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
  • سنن ابن ماجه، للحافظ محمد بن يزيد القزويني، حققه محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء الكتب العربية.
  • شرح رياض الصالحين، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن - الرياض، 1426هـ.
  • غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، تأليف محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى، 1400هـ.
  • فيض القدير شرح الجامع الصغير، تأليف عبدالرؤوف المناوي، دار الحديث - القاهرة.
  • نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د.
  • مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.

مفردات ذات علاقة :


ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية