المؤمن
كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: قَدِم النبي ﷺ المدينة وهم يَجُبُّون أَسْنِمة الإبل، ويَقْطعون أَلْيَات الغنم، فقال: «ما قُطِع من البَهِيمَة وهي حيَّة فهي ميْتَة».
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي والدارمي وأحمد.]
يفيد الحديث أن النبي ﷺ قدم للمدينة, وكان أهلها يقطعون أسنمة الإبل, وأليات الغنم, فيأكلونها وينتفعون بها, فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك, وبيَّن لهم القاعدة في هذا الباب, وهي أن ما قطع من البهيمة -بنفسه أو بفعل فاعل- من سنام بعير, أو ألية شاة ونحو ذلك, حال حياتها فحكمه حكم ميتة تلك البهيمة, فإن كان طاهرا فطاهر, أو نجسا فنجس, فيد الآدمي طاهرة, وألية الخروف نجسة, ما خرج عن ذلك إلا نحو شعر المأكول وصوفه وريشه ووبره ومسكه وفأرته فإنه طاهر.
يجُبُّون | يقطعون. |
أسنمة | جمع سَنام, وهو من البعير والناقة أعلى ظهرهما. |
أَلْيات | جمع ألية -بفتح الهمزة- طرف الشاة المؤخر. |
البهيمة | هي ذوات الأربع من الإبل والبقر والغنم, أو كل حي لا يميز, وسبب الحديث دال على أن المراد ذات الأربع من الإبل والغنم والبقر. |
وهي حية | أي والحال أنَّ هذه البهيمة في حال الحياة. |
ميْتة | ميْت: بإسكان الياء؛ لأنَّه قد لحقها الموت حقيقة, والمعنى فهو حرام كالميتة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".