القدوس
كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: «يا بلال، إذا أذنت فترسَّل في أذانك، وإذا أقمت فاحدُرْ، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني».
[ضعيف جداً.] - [رواه الترمذي.]
يبين الحديث الشريف عدة أمور، وهي: أنه ينبغي التمهل في الأذان، والسرعة في الإقامة، وأن يكون بين الأذان والإقامة وقت كافي، يكفي من كان يأكل أو يشرب أو في الخلاء من أن ينتهي من أمره، وكذا لا يقوم المصلون حتى يرى الإمام قد خرج. والحديث ضعيف، ولكن الجملة الأخيرة منه جاءت في الصحيحين من حديث أبي قتادة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني»، وأما أول الحديث فقد جاء عن عمر وابنه رضي الله عنهما، وبعض التابعين، كما رواه ابن أبي شيبة.
فترسَّل | الترسُّل: التمهل والتأني. |
وإذا أقمت فاحدُرْ | حدر الرجل الإقامة: أسرع بكلماتها. |
يفرغ الأكل | انتهى من أكله. |
والمعتصر | هو من يؤذيه بول أو غائط، أي: يفرغ الذي يحتاج إلى الغائط، ويعصر بطنه وفرجه. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".