الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سَرَّهُ أَن يُنَجِّيَه الله من كَرْبِ يوم القيامة، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِر أو يَضَعْ عنه».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
معنى الحديث : "من سَرَّهُ" أي: أفرحه وأعجبه. "أَن يُنَجِّيَه الله من كَرْبِ يوم القيامة" أي يخلِّصُه من شَدائد ومِحَن يوم القيامة. "فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِر" أي يؤخر مطالبته بالدَّين عند حلول أجله ويفسح له في الأجل إلى أن يَجد ما يقضي به الدَّيْن. "أو يَضَعْ عنه" أي: يسامحه بالدَّين الذي عليه، كله أو بعضه، قال -تعالى-: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
سَرَّهُ | أفرحه. |
يُنَجِّيَه | يُخلِّصه. |
كَرْبِ | غَمٌّ تَضِيقُ به النَفْس لشدته. |
فَلْيُنَفِّسْ | أي يَمُدُّ ويؤخر في المطالبة. |
المُعْسِر | المُفْتقِر ضَيق الحال. |
يَضَعْ عنه | يَحُطُّ عنه شيئاً من أصل الدين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".