نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى». قيل: ومَنْ يَأْبَى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أَبَى».

شرح الحديث :


يحدِّث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر أمته فقال: (كل أمتي يدخلون الجنة) أي أمة الإجابة ثم استثنى عليه الصلاة والسلام فقال: (إلا من أبى) أي: من عصى منهم بترك الطاعة التي هي سبب لدخولها؛ لأن من ترك ما هو سبب لشيء لا يوجد بغيره فقد أبى أي امتنع؛ فاستثناؤهم تغليظًا عليهم، أو أراد أمة الدعوة: ومن أبى من كفر بامتناعه عن قبولها. فقال الصحب الكرام: (ومن يأبى يا رسول الله): فأجابهم عليه الصلاة والسلام: (من أطاعني) أي انقاد وأذعن لما جئت به (دخل الجنة). وأما (ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى): أي فله سوء المنقلب بإبائه. وعليه: فمن أبى إن كان كافرًا لا يدخل الجنة أصلاً، وأما من كان مسلمًا فإنه لا يدخلها حتى يطهر بالنار، وقد يدركه العفو فلا يعذب أصلاً وإن ارتكب جميع المعاصي.

معاني الكلمات :


أمتي أمة الدعوة والآبي هو الكافر بامتناعه عن قبول الدعوة.أو: أمة الإجابة والآبي هو العاصي منهم ويكون المراد: أن لا يدخلها ابتداء.
أَبَى امتنع.

فوائد من الحديث :


  1. خلق الله العباد ليرحمهم، ويدخلهم دار رحمته .
  2. الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه .
  3. من عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد رحمة الله .
  4. مشاقة الله ورسوله توجب النار .
  5. نجاة المرء في الدنيا والآخرة باتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم .
  6. في هذا الحديث: أعظم بشارة للطائعين من هذه الأمة، وأن كلهم يدخلون الجنة إلا من عصى الله ورسوله واتبع شهواته وهواه .

المراجع :


  • فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى.
  • دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
  • بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
  • صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
  • التيسير بشرح الجامع الصغير، للمناوي، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، ط3.

مفردات ذات علاقة :


ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية