الصلح وأحكام الجوار
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إذا طبختَ مَرَقَة, فأكثر ماءها, وتعاهدْ جِيْرانك».

شرح الحديث :


حديث أبي ذر هذا يوضح صورة من صور عناية الإسلام بحق الجار، فهو يحث الإنسان إذا وسع الله عليه برزق، أن يصيب منه جاره بعض الشيء بالمعروف، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك" أي: أكثر ماءها يعني: زدها في الماء؛ لِتَكثُر وتُوزَّع على جيرانك منها، والمرقة عادة تكون من اللحم أو من غيره مِمَّا يُؤْتدَم به، وهكذا أيضاً إذا كان عندك غير المرق، أو شراب كفضل اللبن مثلاً، وما أشبهه ينبغي لك أن تعاهد جيرانك به؛ لأن لهم حقاً عليك.

معاني الكلمات :


مرقة هو الماء الذي طُبخ فيه اللحم ونحوه.
تعاهد تفقّد.

فوائد من الحديث :


  1. استحباب نصح الأحبة والأصحاب بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم .
  2. استحباب التهادي بين الجيران؛ لأن ذلك يورث المحبة ويزيد في المودة، ويتأكد هذا التهادي إذا كان للطعام رائحة، وعلمت حاجة الجار .
  3. عدم احتقار شيء من ضروب الخير، وصنوف البر؛ فإنها كلها معروف .

المراجع :


  • بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
  • رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
  • رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
  • شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
  • صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  • نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.

ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية