البحث

عبارات مقترحة:

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

آداب الصحبة والمعاشرة

اهتمَّ الإسلام بالصحبة والمعاشرة اهتمامًا كبيرًا؛ لما لها من شأن كبير في انتظام العلاقات بين الناس، ومد جسور التواصل، ودوام المودة والمحبة، وتماسك المجتمع وقوته؛ فجعل لها الإسلام حقوقًا وآدابًا وأحكامًا. وسنعرف بالصحبة والمعاشرة، ونبين فضلها، وحكمها، ودليلها، وحقوقها، وآدابها، ونماذج من قصص الصالحين. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الصحبة: الصاد والحاء والباء أصل واحد يدل على مقارنة شيءٍ ومقاربته. ومنه الصاحب، والجمع: الصَّحْبُ، كما يقال: راكب ورَكْبٌ. وكل شيءٍ لاءم شيئًا فقد اسْتَصْحَبَهُ. واستصحبه: دعاه إلى الصحبة ولازمه. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (335/3)، "تاج العروس"، للزبيدي: (186/3) المعاشرة: المخالطة والمداخلة. وعشيرك: الذي يعاشرك. وسميت عشيرة الرجل بهذا؛ لمعاشرة بعضهم بعضًا. والزوج عشير امرأته. يقال: أنت أطول له عِشْرة وأبطن به خِبرة. وعاشره معاشرةً جميلةً. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (326/4)، "شمس العلوم"، للحميري: (4547/7)، "تحرير ألفاظ التنبيه"، للنووي: (258)، "التوقيف على مهمات التعاريف"، للمناوي: (ص 242). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الصحبة هي: الرفقة الملازمة، لمن كثرت ملازمته وطالت صحبته. " الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية"، لأبي البقاء الحنفي: (558). أو هي: الاقتران بالشيء في حالة ما، في زمن ما، فإن كانت الملازمة والخلطة فهو كمال الصحبة. " المحرر الوجيز"، لابن عطية: (132/1). والمعاشرة هي: المخالطة، والمصاحبة. " تحرير ألفاظ التنبيه"، للنووي: (258)، " القاموس الفقهي"، سعدي أبو حبيب: (251)، " معجم لغة الفقهاء"، لقلعجي وقنيبي: (437). وأما آداب الصحبة والمعاشرة فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في التعامل مع الملازمين والمخالطين له، والبعد عن كل ما يشينه من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريفين اللغوي والاصطلاحي يتبين لنا أن بينهما ارتباطًا وثيقًا إذ التعريف الاصطلاحي نفسه هو التعريف اللغوي، إلا أن العرف يخصص المعنى الاصطلاحي لمن كثرت صحبته واشتهرت متابعته وطالت عشرته. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بتقواه والتزام مصاحبة الصادقين من عباده؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾. [التوبة: (119)]. كما حض الله سبحانه وتعالى على صحبة أهل العبادة من الناس فقال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾. [الكهف: (28)]. ولقد حذر الله تعالى من صحبة الظالمين من الخلق فقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾. [الفرقان: (27-29)]. وأخبر النبي أن الله تعالى حرم على النار كل شخص حسن الأخلاق، حميد الخصال، مقبولاً عند الناس محبوباً لديهم كذلك، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ». [أخرجه أحمد: (3938)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الصحبة والمعاشرة في القرآن الكريم
أمر الله تعالى بعبادته وحده، والإحسان إلى الوالدين واليتامى والمساكين والجيران ثم أمر بالإحسان إلى الصاحب والرفيق الذي يلازم صديقه في الحضر والسفر فقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾. [النساء: (36)]. أمر الله تعالى الولد بحسن مصاحبة والديه بأن يعاشرهما في الدنيا بالمعروف الذي لا إثم فيه، وأن يسلك في مصاحبتهما طريق من تاب من ذنوبه، وعاد إلي الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾. [لقمان: (15)]. بين الله تعالى آثار الصحبة السيئة على الإنسان حيث يجعل الله له في الدنيا شيطانًا ملازمًا ومصاحبًا يغويه ويمنعه من الطاعات، ويدفعه إلى المعاصي. قال تعالى : ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾. [الزخرف: (36-39)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الصحبة والمعاشرة في السنة النبوية
حث النبي على صحبة الأخيار؛ لما في ذلك من الخير فإن الإنسان يكون في الدين والخلق على حسب من يصاحبه، فإن صاحب أهل الخير؛ صار منهم، وإن صاحب سواهم؛ صار مثلهم. قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» [أخرجه أبو داود: (4833)]. شبه النبي الصاحب الصالح بحامل المسك، والصاحب السوء بنافخ الكير، فقال : «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً». [أخرجه البخاري: (2101)، ومسلم: (2628)]. عدَّ النبي طلاقة الوجه للأصحاب والعشراء من المعروف الذي ينبغي ألا يحتقره الإنسان فقال : «لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاك بِوَجْهٍ طَلْقٍ». [أخرجه مسلم: (2626)]. نهى النبي الإنسان عن اتخاذ الأصحاب والعشراء إلا من المؤمنين الأتقياء فقال : «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ». [أخرجه أبو داود: (4832)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العقل

مما لا شك فيه أن الاعتناء بآداب الصحبة والمعاشرة له فوائد عديدة منها: 1- يربط الأصحاب والإخوان ببعضهم البعض، ويمتن العلاقة فيما بينهم. 2- يصفى العشرة ويديم المودة. 3- تخير الأصحاب الصالحين للإنسان حماية للإنسان من الوقوع في الانحراف والضلال. 4- الأصحاب الصالحين حافظ للإنسان من مزالق السوء ومهاوي الردى. 5- يجعل المسلمين جسدًا واحدًا، وبناءً محكمًا، وسداً منيعاً في وجه الشر وأهله. 6- الانتفاع بمال الصاحب أو جاهه. 7- الاستئناس بالمشاهدة والمجاورة. 8- الاستفادة من علم الصاحب وعمله. 9- الاستعانة بالصاحب في المهمات فيكون عدة في المصائب وقوة في الأحوال. 10- التبرك بدعاء الصاحب وانتظار شفاعته في الآخرة. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (170/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ندب الإسلام إلى اتخاذ الصاحب والمعاشر الذي يعين الإنسان على دينه، ويدله على ما يصلحه في دنياه وأخراه، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾. [لقمان: (15)]. وحرم الإسلام صحبة الفاسق المصر على فسقه، ولا فائدة من صحبته؛ لأنه لا تؤمن غائلته ولا يوثق بصداقته، بل يتغير بتغير الأغراض، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾. [الكهف: (28)]. وقال أيضًا: ﴿ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾. [طه: (16)]. وقال أيضًا: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾. [النجم: (29)]. وكذلك صحبة المبتدع ففي صحبته خطر سراية البدعة وتعدي شؤمها إليه؛ فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة فكيف تصحبه ؟! انظر: "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (170/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«اطلب الفضل بالإفضال منك، فإن الصنيعة إليك كالصنيعة منك». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "آداب العشرة"، لأبي البركات: (23).
«ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس "مكارم الأخلاق"، لابن أبي الدنيا: (316).
«الْعَاقِلُ الْكَرِيمُ صَدِيقُ كُلِّ أَحَدٍ إلَّا مَنْ ضَرَّهُ، وَالْجَاهِلُ اللَّئِيمُ عَدُوُّ كُلِّ أَحَدٍ إلَّا مَنْ نَفَعَهُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA علي بن أبي طالِب "أدب الدنيا والدين"، للماوردي: (340).
«لا تؤاخ الأحمق، ولا الفاجر، أمّا الأحمق فمدخله ومخرجه شين عليك، وأما الفاجر: فيزيّن لك فعله، ويود أنك مثله» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "حسن التنبه"، لنجم الدين الغزي: (82/10).
«لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا يَعِظُكَ بِفِعْلِهِ وَمَصَادِيقِ قَوْلِهِ، أَوْ مُؤْمِنًا تَقِيًّا، فَمَتَى صَحِبْتَ غَيْرَ هَؤُلَاءِ وَرَّثُوكَ النَّقْصَ فِي دِينِكَ، وَقُبْحَ السِّيرَةِ فِي أُمُورِكَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA شُعْبَة القارئ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ
«لَا تُصَاحِبِ الْفَاجِرَ فيُعَلِّمَكَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلَا تُفْشِ إِلَيْهِ سِرَّكَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي "الزهد"، لابن أبي عاصم: (91).
«لا تصاحب صاحب السوء فإنه قطعة من النار لا يستقيم وده ولا يفي بعهده». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الزُّهْري سعيد ابن أَبِي أيوب
وخَالِطْ إذا خالَطْتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ*****مِن العُلَمَا أهلِ التُّقَى والتَّسَدُّدِ يُفيدُكَ مِنْ علْمٍ ويَنهاكَ عنْ هَوًى*****فصاحِبْهُ تُهْدَ مِنْ هُداهُ وتُرْشَدِ وإيَّاكَ والهمَّازَ إنْ قُمْتَ عنهُ والـ *****بذيءَ فإنَّ الْمَرْءَ بالْمَرْءِ يَقْتَدِي ولا تَصْحَب الْحَمْقَى فَذُو الْجَهْلِ إنْ يَرُمْ*****صَلاحًا لأمْرٍ يا أَخَا الْحَزْمِ يُفْسِدِ وخيرُ صِحَابٍ عندَ ربِّكَ خيرُهمْ*****لصاحبِهِ والجارُ مِثلُ الذي ابْتَدِي ابن الحَنْبَلي "الآداب الشرعية" (ص98).
«ما طلبَ الناسُ شيئًا ‌خيرًا ‌من المروءة، ومن المروءة تركُ صُحبة من لا خيرَ فيه، ولا يستفاد منه عقلٌ، فتركه خير من كلامِه». "المروءة" (ص80).
«ولا تصحب أحدًا من الناس إلا من تراه ينصحك في أمر دينك، ويشفق عليك في أمر آخرتك». "الرسالة الواضحة" (ص1052).
«قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضًا من ذي الرحم العاق المدبر». القاسم بن محمد بن أبي بكر

الآداب

آداب اختيار الصديق

1- أن يختار الصاحب العاقل؛ فصحبة الأحمق بلاء، ولا خير في صحبة الأحمق، وأحسن أحواله أن يضرك وهو يريد أن ينفعك. قال الزهري: 2- أن يصاحب صاحب الخلق الحسن؛ بأن يكون كثير الخير، قليل الشر، حسن المداراة، قليل المماراة، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن احتاج واساه، وإن ضجر صبره، ولا يصاحب من ساء خلقه، فإن كان سيء الخلق لم تؤمن عداوَتُه وتختبِرُه بأن تُغضِبَه، فإن غضبَ فاترُكْ صُحبَتَه. 3- أن يختار الصاحب الصالح، سُنِّيَّ الاعتقاد؛ فلا يصحب الفاسق أو المُصِّر على معصيته، أو البدعي، فإنه إن كان بِدْعيًّا أو فاسقًا رُبَّما جرَّ صاحبَه إلى مذهبه، أو ظن الناس فيه ذلك، فإن المرء على دين خليله، وقد فسر العلماء المداهنة المنهي عنها بمعاشرة الفاسق. انظر: "فتح الباري" (10/529). 4-أ ن لا يكون الصاحب حريصًا على الدنيا؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، فمجالسة الحريص تزيد في حرصك، ومجالسة الزاهد تزيد في زهدك. 5- أن يكون الصاحب من أهل الصدق، سليم الصدر في الحضور والغيبة، لا حقودًا، ولا حسودًا، ولا مُريدًا للشر، ولا ذا وجهين. 6- أن يكون الصاحب ثابت العهد غير ملول، ولا متلون. قال الأحنف بن قيس: «لا إخاء لملول». "المروءة" لابن المرزبان (ص81). 7- أن يقوم بحقوقك كما تقوم بحقوقه، فلا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل الذي ترى له. "بداية الهداية"، للغزالي: (65)، "الغنية"، للجيلاني: (287/2)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (99)، "القوانين الفقهية" لابن جُزَيّ (ص291)، "تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة (ص94). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أدب قطع الصحبة

قال ابن جماعة: «فإن شرع أو ‌تَعرَّضَ لصُحبة من يضيع عمره معه، ولا يفيده، ولا يستفيد منه، ولا يعينه على ما هو بصدده فليتلطَّفْ في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكُّنِها، فإنَّ الأُمُور إذا تمكَّنَت عسرت إزالتُها، ومن الجاري على ألسنة الفقهاء: الدفع أسهل من الرفع». "تذكرة السامع والمتكلم" (ص94).

الحقوق

حق الصديق والصاحب

1- الصفح عن عثرات الأصدقاء، والغض عن مساوئهم في غير إثمٍ أو معصيةٍ. فمن طلب صديقًا بلا عيب بقي بلا صديق. 2- دوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسن، وستر القبائح، واستعظام برهم إياك، واستقلال برك إياهم، وإن كثر. 3- المشاركة في المال حتى لا يختص أحدهما بشيء دون الآخر. 4- حمل ما يظهر منهم على وجه التأويل الجميل ما أمكن. 5- أن ترجو لهم من الخيرات والمسامحة وقبول التوبة كما ترجو لنفسه. 6- ألا يعيرهم بذنب ولا غيره، وألا ينظر لهم بعين الاحتقار. 7- أن يرى نفسه دون أصحابه على الدوام على سبيل الظن والتخمين. 8- أن يؤثرهم على نفسه في كل شيء. 9- أن يحترمهم ويوقرهم ويعترف بفضلهم، خصوصًا إن كانوا من أهل العلم، أو من حفظة القرآن الكريم. قال معاوية رضي الله عنه: «من استخفَّ بإخوانِه ‌فسدت مروءته». "المروءة" لابن المرزبان (ص64). 10- أن يقوم لهم بحق الخدمة عند الحاجة؛ كالمرض وغيره. 11- أن يثني عليهم في غيبتهم وفي حضورهم بطريق الشرع، فإن ذلك مما يزيد في صفاء المودة. 12- أن يوسع لهم في المجلس إذا رآهم. 13- أن يعظمهم عند النداء، فلا يدعوهم بأسمائهم المجردة. 14- أن يحافظ على وصلهم بالزيارة والهدية وغيرها. 15- أن يصافحهم كلما لقيهم. 16- أن يداوم على نصحه وإرشاده في دينه ودنياه. 17- أن يزيد في بث محاسنهم إذا حصل بينه وبينهم لوم أو عتب. 18- أن يقبل اعتذارهم. 19- أن يودعهم عند السفر بالعناق وغيره، وأن يهنئهم بالسلامة عند العودة منه. 20- أن يشاورهم في كل أمر مهم، فإن المشاورة تزيد في صفاء المودة. 21- أن يتفقد عيالهم وأولادهم إذا غابوا عنهم، وأن يقوم على شأنهم بعد الموت. 22- أن يتظاهر بعداوة من عاداهم بغير حق. 23- أن يصغي إليهم أثناء حديثهم، وألا يقطع كلامهم قبل تمامه، فإن هذا يورث الجفاء. 24- أن يحفظ ودهم، وألا يمن عليهم بما فعله من المعروف. 25- ألا يُقِّرهم على بدعة. 26- ألا يقصر في القيام بحق الصحبة، ولا يرى لنفسه على أحد حقًا. 27- الموافقة له على أقواله، والمساعدة له على أغراضه، من غير مخالفة ولا منازعة، فإن المخالفة توجب البغضاء. 28- أن يحفظ قلب صاحبه أبدًا، وأن يتجنب فعل ما يكرهه. 30- أن تبلغه ما يسره من ثناء الناس عليه، وأن تسكت عن تبليغه ما يسوؤه من مذمتهم. 31- الخلوص في مودته ظاهرًا وباطنًا، حاضرًا وغائبًا والانتصار له في غيبته. ف تشكره على صنيعه في وجهه، وتذب عنه في غيبته. 32- أن تدعو له في خلوتك في حياته وبعد مماته، وأن تحسن الوفاء مع أهله وأقاربه بعد موته. 33- أن تظهر الفرح بكل ما يسره، والحزن بكل ما يسوؤه. 34- أن تقضي له حاجاته، وتقدم حاجته على حاجتك، وتتودد له بلسانك، وتسأل عما عرض له، وتظهر شغل قلبك بسببه. "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (99)، "آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة"، لأبي البركات: (69)، و "القوانين الفقهية" لابن جزي (ص291). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- دخل جماعة على الحسن وهو نائم، فجعل بعضهم يأكل من فاكهة في البيت، فقال: رحمك الله، هذا والله فعل الإخوان. 2- قال أبو جعفر لأصحابه: أيدخل أحدكم يده في كم أخيه فيأخذ منه ما يريد؟ قالوا: لا، قال: فلستم بإخوان كما تزعمون. 3- يروى أن فتحاً الموصلي جاء إلى صديق له يقال له: عيسى التمار، فلم يجده في المنزل، فقال للخادمة: أخرجي لي كيس أخي، فأخرجته، فأخذ منه درهمين، وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الجارية بذلك، فقال: إن كنت صادقة، فأنت حرة، فنظر فإذا هي قد صدقت، فعتقت. "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (100) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أحاديث عن آداب الصحبة والمعاشرة