المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | سليمان بن حمد العودة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
لقد استنكر الناس عامة, وأهل العلم والمثقفون بخاصة, ما حدث في معرض الرياض للكتاب (الأخير), حيث حملت قوائمه كتباً في الإلحاد والزندقة، وبيعت رواياتٌ تحكي الدعارة, وتروّج للمجون وتكشف للأحداث والنساء صنوف الممارسات الجنسية الشاذة, وضعفت الرقابة في المعرض إلى حدٍ بيعت فيه ..
الحمد لله علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعلى من شأن العلم ورفع منزلة العلماء فقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ), وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كان أول ما نزل عليه (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )، وأوحى إليه ربه ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ), اللهم صلي وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارضى اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم ونفسي – معاشر المسلمين – بتقوى الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً.
إخـوة الإسلام:
حين يكون الحديث عن العلم والمعرفة والكتاب ومعارضه فلابد من توطئة تقول: نحن أمة العلم ومحضن العلماء، فمنذ أشرق نور الإسلام بـ (إقرأ) والمسلمون وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم يقرءون, لكن باسم ربهم لا باسم (يغوث، ويعوق، ونسراً) وغيرهم ممن أضلَّ كثيراً.
للقلم ظلُ في حضارتنا، فبه عُّلّم الإنسانُ ما لم يعلم، وبه أقسم الباري تعظيماً وتأكيداً (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) 0العلم زادُنا ومحل دعائنا ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ) والعلماء الربانيون تيجان ورموز فوق هامتنا ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ).
وحين يكون الحديث عن الثقافة, فنحن من وعى الثقافة, وحررها ونقاها ثم صدَّرها، في وقت كانت الثقافة نصوصا تحفظ أو ممارسات خاطئة تقسم الشعوب طبقات, وتورثها بهذه الطبقيةٍ ظلماً وعدوانا وإرهاباً وإقصاءً.
لقد شعت أنوارُ حضارتنا, فأضاءت الكون بنورها, وتنفَّس المظلومون والمضطهدون الصُعداء, على أفياء عدلها وأصالتها, نحن أهلُ الثقافة, لكنها الثقافةُ الأصيلة التي تحفظ للفرد كرامته، وللمجتمع أمانة، وللحاكم والمحكوم حقوقهما, لم تكن ثقافتنا سلبيةً, أو نصوصاً جامدة، بل حدت بنا إلى الابتكار والتجديد, والإنتاج والتحفيز، والطموح في كل ميدان, لكن (بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ).
كانت هذه الثقافة الإيمانية الأصيلة تفسر لنا كل شي في هذا الكون بصدق منطق، وإعتدال نظره وشمول في الرؤية، لا تناقض ولا حيرة، بل هداية ويقين (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ), وسارت هذه الحضارة, وانتشرت هذه الثقافة في كل مكان، ولا تزال مكتبات العالم كله تحتفظ بمخطوطات علمائنا, وتشهد على إنجاز حضارتنا, وما يزال العلماء إلى عصرنا يحققون في هذا التراث الضخم، ويساهم المسلم وغير المسلم في تحقيق هذا التراث، ويشترك غير المسلمين مع المسلمين في الإعجاب بهذا التراث الضخم.
ولئن لم يسلم هذا التراث الإسلامي من الاعتداء والغزو، والتحريف والتشكيك فتلك سنه من سنن الله في التدافع والصراع بين الحق والباطل، وبين أهل الإسلام وملل الكفر, ولكن الداء العضال, حين يتطاول على هذا التراث الأصيل من أبناء الإسلام، مدعياً التجديد فيه، أو راكباً قطار الآخرين، أو متدثراً بحرية النقد، وهم إنما يرومون التشكيك في الأصول والتطاول على الثوابت، ونشر الفكر المنحل، وترويج الثقافة العفنة.
ومن هنا صدرت كتبٌ في الإلحاد والزندقة وكُتبت رواياتً في الجنس تدعو لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا, وأُلفت كتبٌ في الأدب تعتمد الحداثة الغربية، وتحطم الأطر وتتفلت من كل قيد, حتى حُشيت بسب الدين والسخرية من القيم، بل تطاولت على رب العالمين تعالى وتقدس.
وألُفت كتب أخرى في التاريخ تطعن بخير القرون، وتقرأ التاريخ قراءة مادية نفعيه، وتسلط الضوء أكثر على السقطات، وتهمل الشامخات، وتدعي تحرير التاريخ أو إنقاذ التاريخ, وهي تطعن فيه بالصميم !!وهكذا الأمر في علم الاجتماع أو التربية, أو نحوها من العلوم الإنسانية التي شوهها أدعياء الإصلاح، ومن يسمون أحياناً بالنخب المثقفة.
وللحق والعدل, فثمة كتابات ومؤلفات في هذه الفنون تعتبر أنموذجاً للمنهج العلمي الرصين، وللعزة بالإسلام وأهله.
إخوة الإسلام:
ولئن كان هذا الركام الثقافي المستغِرب, واحدة من مشكلات الأمة, ومعوقاتها عن النصر, إذ هو بوق للأعداء, ومبشر بحضارتهم, وداع لقيمهم, وتلك الحضارة المبشر به,ا هي اليوم التي تحاصر المسلمين, وتعيق تقدمهم، بل تقتل شعوبهم وتستعمر بلادهم, وتنهب خيراتهم ؟! أقول لئن كان هذا الفكر وتلك الثقافة معوقاً لنهوض الأمة – وهذا في حد ذاته بلية – فالبلية الأعظم حين يُسوق لهذا الفكر، وتروج هذه الثقافة في بلاد المسلمين.
أجل لقد استنكر الناس عامة, وأهل العلم والمثقفون بخاصة, ما حدث في معرض الرياض للكتاب (الأخير), حيث حملت قوائمه كتباً في الإلحاد والزندقة، وبيعت رواياتٌ تحكي الدعارة, وتروّج للمجون وتكشف للأحداث والنساء صنوف الممارسات الجنسية الشاذة, وضعفت الرقابة في المعرض إلى حدٍ بيعت فيه محرمات دولية، واعتدى على مقام الألوهية والنبوة، ولم تكن سياسة الدولة وأنظمتها بمنأى عن النقد, حيث شملت أروقة المعرض على كتبٍ تناهض سياسة الدولة.
وضج الناس، واستنكر أهل العلم، ووصلت قضية المعرض إلى قبة مجلس الشورى، وطالب عددٌ من أعضاء المجلس بمساءلة الوزارة المشرفة على تنظيم المعرض، ومحاكمة مسئوليها إلى أنظمة الدولة ولوائحها التي تنص على احترام القيم الإسلامية, وتؤكد على محاربة الفكر الفاسد، وتجعل من الشريعة الإسلامية أساساً للحكم والتحاكم، ولا يزال السؤال وارداً على وزارة الثقافة والإعلام, كيف سمحت لعدد من الكتب الممنوعة والمناهضة لسياسة البلد وتوجهه أن تعرض في معرض الرياض الدولي للكتاب؟ ولا ندري ماذا سينتهي إليه طلب أعضاء مجلس الشورى حضور الوزير للمساءلة ؟ إن دولة ترعى المقدسات الإسلامية، وتحمي الحقوق المشروعة حرية بأن تساءل أي مسؤول يتجاوز هذه السياسة، وأن تضع حداً لمن يتجاوز الأطرا لشرعية والنظامية.
إن بلادنا موئل الوحي ومهبط الرسالة، وقبلة العالم الإسلامي، لا ينبغي بحال أن يخرق سفينتها من يتجرأ ثم يعتذر، ثم تتكرر الأخطاء وتتجاوز الأخطاء المعرض إلى وسائل الإعلام التي خرجت عن إطار السياسة الإعلامية العليا للدولة.
ولا يزال أهل العلم والرأي وأصحاب الشورى وأساتذة الجامعات وغيرهم يتطلعون إلى وقفة تصحيحية من الدولة – وفقها الله - تعيد الحق في نصابه، وتردم فجوة صنعها ويصنعها المتعجلون في تغريب البلد.
إن هؤلاء المتعجلين – في التحديث – كما يرون، يزرعون تعجلاً آخر، ويهيئون أرضاً للغلو، ويتيحون فرصاً للإرهاب. ليست بلادنا بحاجة إليها, بل طالما عانت من ويلاتها.
إن بيئة الغلو تنمو حيث يكون الغلو الآخر، وأبرز وسائل مقاومة الغلو والتطرف محاربة الفساد الفكري، وسد منافذ الإلحاد والزندقة.
وإذا رعت بلادنا – وفقها الله للخير – مؤتمرات أو ملتقيات لصحة البيئة, فلئن ترعى صحة الفكر, وسلامة المعتقد من باب أولى، وصحة البيئة الفكرية والقيمية ركن مهم في سلامة البيئة وصحتها, بمفهومها الأعمق والأشمل.
وإذا كانت لبلادنا – بلاد الحرمين – سبق مشكور في الإحتجاج على إساءة الدانمرك للإسلام, ونبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين, فمن غير المعقول أن ترضى أن يساء للدين والقيم والإسلام والمسلمين, بل ويتطاول على رب العباد, في أرضها, وعبر وزارة من وزاراتها.
لقد استنكر عدد من مسئولي الدولة ما جرى في معرض الرياض من عبث في الثقافة باسم الثقافة، ومن ترويج للكتب الساقطة والممنوعة باسم الحرية, ولا يزال الناس بانتظار الخطوة الأخرى لهذا الاستنكار.
أما اعتراف المسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام بوجود تجاوزات في المعرض، وحصول الأخطاء, فهذا وحده لا يكفي, فكيف يعالج الخطأ, وقبل ذلك كيف؟ ومن المسؤول عن هذا الخطأ ؟.
إن الناس من الوعي بدرجة لا يكفي فيها مجرد الاعتراف والاعتذار البارد, بل لا بد من خطوات عاجلة لما حصل، وخطوات مستقبلية تضمن عدم تكرار الخطأ.
أيها المسلمون:هل يمكن اعتبار ما وقع في معرض الرياض الدولي للكتاب زلة أو خطاءً غير مقصود ؟ وهل يعد المعرض استثنائية في التجاوز لم يسبق لها مثيل؟
إن المتأمل بعمق لما يجري في ساحتنا الفكرية والثقافية, يرى أن المعرض حلقة في سلسلة – يروم أصحابها تغريب البلد والتفلت من أنظمته وسياساته، عبر عدد من الأساليب والآليات يطرح ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة لوجود عدد من المتنفذين فيها من أصحاب هذا التوجه، ويمارس عبر ملتقيات إقصادية، وإعلامية – ليس (منتدى جدة) الاقتصادي إلا واحداً منها، وتجاوز ذلك إلى لقاءات مشبوهه مع الآخرين, والله أعلم بما يدور بهذه اللقاءات؟
إن ما وقع في المعرض الدولي للكتاب في الرياض سبقه تنظير وتخطيط حيث أقيمت ندوة في المعرض السابق عن الرقابة على المطبوعات، وكان الحديث مركزاً وجريئاً على تجاوز هذه السياسة في عالم اليوم المنفتح، وأنه لا يمكن الرقابة في زمن التحرر والإنفتاح.
وجاء هذا المعرض ليكون خطوة عملية لهذا التنظير والتوجه، ولا ندري ما هي الخطوة الأخرى التي يفكر بها القوم مستقبلاً ؟
إن من المفارقات العجيبة والتناقض المخزي لأصحاب هذا الفكر, أن تبحَ حناجرهم وتكاد تجف أقلامهم من تحذير شبابنا عن التأثر في محاضن حلق تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية, ونحوها من مناشط ترعاها الدولة, ويشرف عليها أخيار مؤتمنون كذلك نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً – ثم ترى هؤلاء لا يرحمون الشباب ولا يقلقون عليهم وهم يقعون فريسة لهذه الكتب الإلحادية والإباحية والشذوذ الفكري والجنسي والاختراق الثقافي ؟!
تُرى أي أثر ستصنع هذه الثقافة الوافدة في عقول الفتيان والفتيات وما نوع هذه الشريحة من المجتمع التي ستتغذى على هذا الفكر، وستخرج علينا غداً ؟ إننا مؤتمنون على فكر الشباب والشابات وأخلاقهم وقيمهم، وإذا تسارعت الدول والأمم على صياغة عقول شعوبها على فكر الدولة وقيمها – وقد تكون قيماً بالية – أفلسنا أولى أهل الإسلام أن نصوغ عقول وأفكار شعوبنا على هدى من شريعة الله وهدى محمد صلى الله عليه وسلم ؟ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ).
إننا – أهل الإسلام – لا نستنكر (الحرية) بل هي قيمة كبرى في إسلامنا وحضارتنا لكنها الحرية المنضبطة بضوابط الشرع وليست على حساب القيم والأخلاق والثوابت والمحكمات وفي الدين.
إن الحرية المجردة من الضوابط عبث ومجون وفساد وإعتداء على الآخرين ولا تعارض عندنا بين الحرية المكفولة، (والرقابة) المهذِبة, فلتك أعني الرقابة مبدأ مقر في شريعتنا – وما ضر عمر – ومن هو عمر رضي الله عنه – والنبي صلى الله عليه وسلم يوجهه ويراقبه وينهاه عن النظر في (التوراة), وإذا نهي عمر عن النظر في التوراة، فكيف الحال إذا عرضت أو بيعت التوراة والإنجيل في معرض الكتاب الدولي، على شباب أغرار أو فتيات ناشئات ؟ أو حتى على كهول وكاهلات ؟َ! إنها واحدة من هنات وتجاوزات المعرض ؟ بل هي إحدى الكُبر ؟ .
ومن المقرر عند علماء الملة أن ليس كل علم نافع، بل في العلوم ما يضر، وما يحسن حجبه عن عامة الناس، ولذا حين كانت حركة الترجمة في زمن المأمون العباسي, ونقل وترجم فيها الغث والسمين، لم تكن محل رضا العالِمين، ولم تورث الأمة تقدماً قدر ما أورثته تفرقاً وفتنه، يقول الذهبي رحمه الله، وحين استخلف المأمون على رأس المائتين نجم التشيع وأبدى صفحته، وبزغ فجر الكلام، وعربت حكمة الأوائل، ومنطق اليونان، ونشأ للناس علم جديد مرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد المؤمنين، قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن إلى إن يقول، إن من البلاء أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف وتقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول إتباع الرسل، ويمارى في القرآن ويتبرم بالسنن والآثار، وتقع في الحيرة، فالفرار قبل حلول الدمار, وإياك ومضلات الأهواء، ومجارات العقول، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (تذكرة الحفاظ 1 ـ 328 ، 329).
ويحذر الذهبي في مواطن أخرى من كتبه عن بعض العلوم ويقول: والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل، والإهيات الفلاسفة وبعض رياضاتهم بل أكثره، وعلم السحر ثم يذكر من ذلك الشعر الذي يعرض فيه إلى الجناب النبوي، فالعلوم الباطلة كثيرة جداً فالتحذر.
ثم يرى الذهبي أن الأحاديث المكذوبة الواردة في الصفات لا يحل بثها إلا للتحذير من إعتقادها، وإن امكن أعدامها فحسن (السير 10 ـ 604).
تُرى ماذا سيقول الذهبي لو أبصر ما فوق ذلك ؟ إنها جنايات على الفكر والمعتقد، وإختراقات أخلاقية وأمنية وإنقلابات فكرية، وغزو ثقافي، واجب العقلاء وأهل الغيرة الإسلامية، والوطنية الصادقة أن يتصدوا لها، ويكشفوا أستار المخططين والمنفذين لها . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية
إخوة الإسلام: فقد نشرت عدد من الصحف المحلية أن المعرض القادم سيكون في القصيم وستفتح أبوابه من الثالث والعشرين لهذا الشهر ربيع أول, ولمدة عشرة أيام، وأعلنت المسؤولة في الجهة المنظمة للمعرض:" أن جميع الجهات ودور النشر التي شاركت في معرض الرياض ستشارك في هذا المعرض، وتحت مظلة وزارة التعليم العالي، وأن الأخطاء التي وقعت في معرض الرياض, سيتم تلافيها في معرض القصيم" (عكاظ ــ الثلاثاء 23 ــ 2 ــ 1428هـ) 0
ونأمل أن تكون أول خطوة تتخذ في سبيل تلافي أخطاء المعرض السابق, أن تمنع دور النشر والمكتبات التي ضبطت عليها مخالفات, وسجل عليها تجاوزات لسياسة البلد وقيمه, كما نأمل من المسؤولين عن رعاية أو تنظيم هذا المعرض أن يرفعوا سقف المراقبة حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة وتعود بلبلة الناس وفتنتهم.
إن مسؤوليتنا جميعاً تجاه بلادنا وفكرنا وأمننا كبيرة، فالمسؤول بحكم صلاحيته والعالم بما أؤتمن عليه من العلم، والمثقف والمفكر بحكم معرفته يرصد ويسجل, والشاب والفتاة لا بد أن يحتاطوا ويتبصروا ماذا يقرؤون, والولي مسؤول عن حماية بيته من اللوثات الفكرية, والجميع عليه مسؤولية الإحتساب على المكتبات, ودور النشر التي تبيع أو تعرض كتباً لا تتفق وثقافتنا وسياسة بلادنا, ومن أصر من هذه المكتبات والدور قوطع وحوصر إقتصادياً, حتى يكون عبره للآخرين. ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ). اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.