الخلاق
كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...
العربية
المؤلف | أحمد بن مسفر المقرحي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
ما جفت دموعنا من خشية الله، ولا قست قلوبنا إلا لما قل ذكرنا لله. ومن فضائل الذكر أنه طمأنينة لقلوب المؤمنين قال -سبحانه-: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وهذا –وربي- هو الذي جعل قلوب كثير من المسلمين في هذا الزمن تشعر بالقلق، وتشعر بالخوف، وتشعر بالضيق والهم والغم والحزن، رغم ما هي فيه من كثرة الغنى وما هي فيه من رغد العيش،.. وإذا تفقدنا أحوال هؤلاء وجدنا أحد الأسباب: البعد عن ذكر الله، والتقصير في جنب الله، والتخلي عن منهج رسول الله. نعم والله يأتي أحدهم فيقول: أريد شيخ يقرأ عليّ، ويقول أشعر بتعاسة في منزلي، ويقول: كثرت المشاكل بيني وبين أسرتي، ويقول: الهموم تغشاني...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي شرح قلوب الصالحين لذكره، وأعانهم على عبادته وشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد في ملكه وأمره، وعد أولياءه بتوفيقه ونصره، وتوعد أعداءه بعذابه وقهره.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الذاكر لله، والمعتمد على مولاه في عسره ويسره، والمجاهد في سبيل الله بماله وعمره، فقهر الأعداء بتوكله وصبره، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
عباد الله: إن من أعظم الأعمال التي غفل عنها أهل هذا الزمن ذكر الله -تعالى- ذلكم العمل اليسير والذي رتب الله عليه الأجر الكثير قال -سبحانه-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
فذكر الله كنز أداة الوصول إليه مع كل مسلم، ألا وهي اللسان والعقل والقلب، فمتى وظَّف المسلم هذه الأدوات كما ينبغي كان من الثابتين الذين ذكرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال لأصحابه: "سبق المفرودن"، قالوا: وما المفرودن يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات".
بل لقد عظّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شأن الذكر، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى. قال: "ذكر الله –تعالى-" (رواه أحمد والترمذي).
ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله في سائر أحواله؛ في عسره ويسره، وحله وسفره، وفي يقظته وعند نومه، وفي قيامه وقعوده، وعند نومه، وفي دخوله وخروجه، وفي أكله وشربه، وفي حربه وسلمه؛ يذكر الله -تعالى- في سائر أحواله حتى كان أصحابه -رضي الله عنهم- يعدون له في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة وهو يستغفر الله.
ولذا شرح الله صدره ووضع عنه وزره، ورفع ذِكره، وأعلى في العالمين قدره؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فيجب على المسلم أن يعظّم ربه فيكثر من ذِكره حتى يجد انشراحًا في صدره، وهذا من أعظم ما يعين العبد على مشاقّ الحياة ونكبات الزمن، ووالله لو لم يكن في ذكرنا لله إلا أن الله يذكرنا في ملأ خير من الملأ الذي ذكرناه فيهم لكان كافيًا؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي قال -تعالى-: "أَنَا عَنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرَنِي، فإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي في مَلإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إليّ شِبْراً اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِراعاً، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِليّ ذِرَاعاً اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ بَاعاً، وإنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
فأنت تذكر الله في الأرض، والله يذكرك في السماء، نذكر الله في البشر فيذكرنا في الملائكة، فأي فضل أعظم من هذا؟!
عباد الله: كثيرة فضائل الذكر، وأكثر من أن تحصر في خطبة جمعة، ومن أعظمها أن الله أمر به فقال -سبحانه- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب: 41- 42].
وقال -سبحانه-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة:152]، قال سعيد بن جبير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "اذكروني في طاعتي أذكركم في مغفرتي، والله لا يأمر عباده إلا بما ينفعهم".
ومن فضائله وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- به حيث قال لمن سأله: أيّ العمل أفضل؟ فقال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله" (رواه أحمد).
وقال لمعاذ: "والله إني لأحبك"، واسمعوا وصية الحبيب لحبيبه قال لمعاذ: "والله إني لأحبك؛ فلا تنسى أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (رواه أهل السنن إلا ابن ماجه).
ومن فضائله أنه غراس الجنة؛ فلقد مر -صلى الله عليه وسلم- على أبو الأنبياء إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ليلة الإسراء والمعراج، فقال: "يا محمد أقرئ أمتك منّي السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأنها طيبة التربة، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" (رواه الترمذي).
ومن فضائله يكون صاحبه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ ففي الحديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه".
ولذلك يا عباد الله! فما جفت دموعنا من خشية الله، ولا قست قلوبنا إلا لما قل ذكرنا لله.
ومن فضائل الذكر أنه طمأنينة لقلوب المؤمنين قال -سبحانه-: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]، وهذا وربي هو الذي جعل قلوب كثير من المسلمين في هذا الزمن تشعر بالقلق، وتشعر بالخوف، وتشعر بالضيق والهم والغم والحزن، رغم ما هي فيه من كثرة الغنى وما هي فيه من رغد العيش، وما هي فيه من حطام الدنيا إلا أنها تجد ما ذكرناه سالفًا.
وإذا تفقدنا أحوال هؤلاء وجدنا أحد الأسباب: البعد عن ذكر الله، والتقصير في جنب الله، والتخلي عن منهج رسول الله.
نعم والله يأتي أحدهم فيقول: أريد شيخ يقرأ عليّ، ويقول أشعر بتعاسة في منزلي، ويقول: كثرت المشاكل بيني وبين أسرتي، ويقول: الهموم تغشاني، فعندما أسأله عن حاله مع الصلاة أو عن حاله مع القرآن أو حاله مع الذكر، إذا به يتأفف ويهز رأسه فأقول له: يا أخي هنا علاجك، هنا سعادتك، هنا فلاحك، هنا المخرج مما تجد، ولكن –والله- قليل من يطبق.
فليتنا تأملنا في حال سلفنا ووقفنا على خبرهم مع ذكر الله، وحرصهم عليه وتواصيهم به والله لو وقفوا على ذلك لرأينا عجبًا.
قال خالد بن معدان -رحمه الله-: "ما من عبد يضع صدغه على فراشه للنوم، وهو يذكر الله -تعالى- إلا كُتب ذاكرًا لله حتى يستيقظ".
وفي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- قال يقول الرب -تبارك وتعالى-: "من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (رواه الترمذي).
وعن أبي الأحوص قال: سمعته يقول: "تَسْبِيحَةٌ فِي طَلَبِ حَاجَةِ خَيْرٌ مِنْ لَقُوحٍ يَرْجِعُ بِهَا أَحَدُكُمْ إِلَى أَهْلِهِ فِي عَامٍ لَزْبَةٍ".
وعن عبيد بن عمير قال: "تسبيحة بحمد الله في صحيفة المؤمن خير من أن تسيل أو تسير معه جبال الدنيا ذهبا".
وعن كعب الأحبار -رحمه الله- قال: "والذي نفس كعب بيده إن لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر دويًّا كدوي النحل حول العرش تذكر بصاحبها".
وعن محمد بن كعب القرظي قال: "إن نوحًا -عليه السلام- كان إذا أكل قال: الحمد لله، وإذا شرب قال: الحمد لله، وإذا لبس قال: الحمد لله، وإذا ركب قال: الحمد لله، فسماه الله عبدًا شكورً".
وعن مجاهد -رحمه الله- قال: "ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه من أهل الدنيا إن كان من أهل الذكر، فمن أهل الذكر، وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو".
وهذا فيه إشارة إلى حسن الخاتمة وسوئها، فمن كان من أهل العلم والذكر يكشف له أهل مجلسه حتى لا يجزع ولا يخاف، ومن كان من أهل اللهو والطرب كشف له أهل مجلسه لتبدأ الحسرات وتنكشف النكبات، فنعوذ بالله من سوء الخاتمة.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي الصالحين وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله النبي الأمي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله: ومن فضائل الذكر أنه من أثقل الأعمال التي يثقل الله بها موازين الحسنات، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ".
ومن فضائل الذكر أن أهله أرقّ الناس قلوبًا، وأقلهم ذنوبًا، وأعظمهم إيمانًا، وأكثرهم على الله توكلاً، قال -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 2- 4].
ومن فضائل الذكر أنه سبب من أسباب النصر، وسبب من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) [الأنفال:45].
فتأمل الآية جيدًا لتتجلى لكم أهمية الذكر، فلقد أوصى الله المؤمنين بالثبات عند لقاء العدو، ثم دلهم على سبب النصر والفلاح، ولذلك فإن من أوقات إجابة الدعاء عند التحام الصفوف، والمنتصر منها الذي يذكر الله -جل وعلا-، ويتوكل عليه، ولكن من يتذكر ذكر الله في هذه الساعة الحرجة إلا من امتلأ قلبه حبًّا لله وعود لسانه على ذكر، وكان سبب قتاله إعلاء كلمة الله.
فمتى كانت هذه حالة جيوشنا فأبشروا بالنصر والتمكين، وهذا يحتم على قادة الجيوش والخبراء في العلوم العسكرية أن يغرسوا هذا السلاح؛ سلاح الذكر والإيمان في قلوب قواتنا، يجعلوه مقدمًا على الأسلحة التقليدية، فوالله إنه السلاح الذي نصر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسيرة شهر، وهو السلاح الذي ترعد منه فرائس الأعداء، وهو السلاح الذي لا يُهزَم مَن تسلح به، وقد يقول قائل: الذي نصر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرعب فكيف تقول الذكر؟!
نقول: إنما جاء الرعب نتيجة لذكر الله، ونتيجة لطاعة الله، ونتيجة لخشية الله ونتيجة على الحرص على تطبيق دين الله.
إن الأمم تقرأ الدين وتعرف الدين، ولو لم تعتنقه، فهي تعلم ما سيطبقه أهل الدين عليهم عندما يلتقون بهم، ولذلك أصبح للمؤمنين رعب في قلوب أعدائهم على مسيرة شهر.
وأخيرا: فتسلحوا أنتم بذكر الله في بيوتكم، وفي سائر شؤون حياتكم؛ ففي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم-: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت".
وكم والله من البيوت تئن من ذكر الله لا وجود له فيها! وكم والله من البيوت اشتعلت بسخط الله موسيقى وأفلام وسائر الأصوات المغضبة لله، فتسلحوا بذكر الله في بيوتكم، أشعلوا بيوتكم بذكر الله، ونقوها بذكر الله، أضيفوا إليها السعادة بذكر الله اطردوا منها الشياطين بذكر الله، فوالله لا سعادة لنا ولا نجاة لنا ولا فلاح لنا إلا بطاعة الله وذكره.
وصلوا وسلموا على ما أمركم بالصلاة عليه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض الله عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أجمعين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.