العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله المقبل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن الحياة الزوجية كلما امتدت سنواتها أبقت في رصيد الزوجين مواقفَ حسنة, حتى إذا ما وُجد شيءٌ يُكدِّر فزِع الفضلاء والنبلاء والعقلاء من الأزواج والزوجات إلى ذلك التاريخ, تتذكر الزوجةُ تضحية الزوج في بواكير حياته, وتعبه, وشقاءه في توفير لقمة العيش لها ولأبنائها, تتذكر الزوجة التضحيات التي بذلها الرجل في أمورٍ كثيرة. وفي المقابل أيضًا حينما تتقدم الحياة بالزوجين: يتذكر الزوجُ ما قدّمته الزوجة من تضحيات وصبرٍ قد يكون صبرًا على أمورٍ لا تخلو منها حياة الشباب مِن نزقٍ وحِدةٍ،..
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين... أما بعد:
ففي مثل هذه الأيام يكثر الخُطّاب، ويسعى الشبابُ والفتياتُ لتكوين أسرةٍ جديدةٍ في المجتمع, ومثل هذا يستدعي منا أمورًا، فمع الفرح بهذا التوجه، وبانتعاش حركة الزواج؛ إلا أن لهؤلاء حقًّا علينا في التذكير والتواصي بيننا وبينهم بما أمر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم-, فإن الله -عز وجل- أولى في كتابه أمرَ الزوجية عنايةً عظيمة.
وهذا يظهر بجلاء لمن تدبر سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة الطلاق -بشكل خاص- وغيرها من السور الكريمة, فإنها تحدثت عن أدق التفاصيل في الحياة الزوجية التي تحفظ حقوق الطرفين جميعا, فالحياة الزوجية ما دام يَعرف فيها كل واحدٍ من الزوجين ما له وما عليه فهي مستقيمة، ويتحقق معها مراد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
أيها الأحبة: إن من شأن القرآن الكريم أن يأتي بالأحكام والقواعد العظيمة التي تندرج تحتها أفراد لا يحصيها إلا الله -عز وجل- من المسائل والقضايا، وهكذا في قضية إصلاح المجتمع، وفي قضية الزوجية بالذات، هدانا إلى قواعد عظيمة، وجُمَل محكمة، ينطلق منها المسلم في حياته ليهنأ مع أهله بالسعادة والحياة الطيبة.
دعونا نستعرض في هذا المقام ما تيسر لنا من تلك القواعد القرآنية للحياة الزوجية:
القاعدة الأولى: قول الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[النساء:19].
إنها من أعظم القواعد الزوجية التي أشار القرآن إليها، فإن الحياة الزوجية ما لم تُبْن على هذا الأصل فإنها تنقلب جحيما, والله -عز وجل- جعل مِن مِنَنه وآياته أن يكون بين الزوجين سَكَن ومودة ورحمة, وأن تكون الحياة الزوجية محطة اطمئنان وسعادة, قال الله -عز وجل-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم:21].
ولما ذكر اللهُ خلق آدم قال: (لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا), فأصل الحياة الزوجية وأعظم غاياتها: أن يتحقق بها السكن, وأن تقوم على المودة والرحمة, وأعظم السُبل لتحقيق ذلك: أن تقوم المعاشرة بين الزوجين على هذا الأصل العظيم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، ولم تحدد الآية -كعادة القرآن في البلاغة- بأي شيء تحصل المعاشرة على وجه التفصيل؛ فالبيئات تختلف، والأعراف تتفاوت.
لكن الأمر المؤكد: أن القرآن يأمر الزوجين أن تحصل بينهم العشرة بالمعروف الذي يتحقق معه المقصود الأعظم وهو: السكن والمودة والرحمة, فإن ضعفت المودة فلا تضعفن الرحمة بين الزوجين, إن كثيرًا من الرجال - بما فضله الله عز وجل- ربما قصّر في شيء من ذلك, وربما نظر إلى المرأة أنها محتاجةٌ وأنها متعلقةٌ به, خصوصًا إذا كان بينهما ولد؛ فيقع التقصير منه أحيانًا من هذا الباب.
وفي المقابل أيضًا: قد يقع التقصير من الزوجة في حق زوجها، وحقُّ الزوج عظيم, كما دلت على ذلك الشريعة, فإذا ما ظن أحدُ الزوجين أنه الأحق بهذه الآية فعند ذلكم يحصل الخلل, وتتكدر الحياة, معشر الأزواج! إنه لا بد من وجود التبادل العاطفي والأخلاقي بين الزوجين في تعامل كل واحدٍ منهما مع الآخر، وإلا انقلبت الحياة حينئذ إلى جحيم لا يُطاق!
أيها الزوج! أيتها الزوجة! كلما دعتكم أنفسكم إلى التقصير في أداء هذا الأصل العظيم من أصول الحياة الزوجية فليتذكر كلُّ واحد منكم أصلًا وفرعًا, وماذا كان يحب أن يعامل به ذاك الأصل وهذا الفرع! أما الزوج فأقول له: تذكّر ما الذي كنتَ تُحب أن يعامِل به أبوك أمَّك؟
وأما الفرع فأقول له: أيها الزوج! تذكر ما الذي تحب أن يعامل به زوجُ ابنتك ابنَتَك؟
فإذا كنت تتمنى أن يعامل أبوك أمَّك بالمعروف والرفق واللين، وتحب أن يعامل زوجُ ابنتك ابنَتَك بمثل هذا فتذكر أيضًا أن الناس يتمنون هذا لابنتهم الذي زوجوك إياها.
وأنتِ أيتها الزوجة! حينما تَهُمِّين بالتقصير لسببٍ أو لآخر تذكري ما الذي كنت تحبينه لوالدك من أمك؟ وما الذي تحبينه من زوجة ولدك لولدك؟ أتحبين أن يعامَلوا بالتقدير والاحترام والقيام بالحقوق؟ فثقي تمامًا أن زوجكِ يحب منك ذلك.
القاعدة الثانية: قول الله سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[البقرة:187].
ويا لها من آية تضمنت من الأسرار والبلاغة شيئًا عظيمًا! نقف معه وقفةً موجزةً تناسب هذا المقام, فإن لفظ (اللباس) في اللغة وفي العُرف يدل على أمور:
أولها: الحاجة، وهو كذلك؛ فإن الزواج حاجة وضرورة، وهو أمرٌ أمرتْ به الشرائعُ كلها، بل مما حكى الله -عز وجل- عن الرسل: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد: 38].
فالزواج يلبي حاجةً فطرية عند الرجل وعند المرأة، تمامًا كحاجة الإنسان إلى اللباس ليَستر عورته، وليستدفئ به عند شدة البرد، ونحو ذلك من الأغراض والحاجات.
ثانيها: الستر، كما قال الله -عز وجل- واصفًا الليل: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا)[النبأ:10]، فكذلك الرجل والمرأة، كلاهما لباس للآخر، يستره ويخفي عيبه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[البقرة:187]، ولما اقتضت الفطرةُ والشرعُ أن يقترب الزوجان كلُّ واحدٍ منهما من الآخر أصبح كل واحد منهما لباسًا له؛ يستره ويفضي إليه أشد ما يكون الإفضاء, فوافقت هذه الآية هذا المعنى العظيم.
ثالثها: ومن دلالات كلمة اللباس، والتي ينبغي أن تُفعّل في الحياة الزوجية: الوقاية والنظافة، فالوقاية من شدة البرد كما ذكرنا, والوقاية أيضًا من كشف العورة, ونحو ذلك من الأغراض والأسباب.
وأما النظافة فهي حينما يقع وسخٌ على اللباس فإن الإنسان بفطرته يبادر إلى إزالة هذا الوسخ, كذلك الزوج يسعى إلى إزالة الوسخ إذا وُجد في ثوب زوجته, والزوجة تبادر إلى إزالة الوسخ إذا وقع في ثوب زوجها, وإذا كان هذا يقع في الوسخ الحسي فتُغسل الثيابُ وتُنشر, فإن الحاجة إلى الغسل المعنوي أعظم!
فحينما يرى الرجلُ في تصرفات زوجته أو أخلاقها شيئًا من الاعوجاج بادر لتقويمه وتصحيحه بالحكمة, وبالأسلوب الأمثل, وكذلك تصنع الزوجةُ.
هذه أيها الأحبة بعض الدلالات والإشارات من القاعدة القرآنية العظيمة: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) فانظروا أيها الزوجان إلى لباسكم؛ ما الذي تحبون أن يكون عليه, انظروا في سِتره, انظروا في نظافته, انظروا في وقايته لكي يكون بيتكم قائمًا على أطناب السعادة إن شاء الله.
القاعدة الثالثة: قول الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) لماذا؟ (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)[النساء:34].
فهذا التفضيل سُنةٌ كونية إلهية شرعية, والله -عز وجل- بَيَّن أسباب هذا التفضيل؛ ليكون الإنسان أكثر قناعة, وإلا فالمؤمن عند ورود النص يُذعن ويستسلم, ولكن مع هذا -وحبًّا من الله للإعذار، كي لا يأتي أُناس يعترضون بعقولهم الكاسدة, وآرائهم الباردة على أمثال هذا التفضيل- جاء التنصيص عليه بسببين: أحدهما: كوني, والثاني: شرعي.
أما الكوني: فلأن جنس الرجال عمومًا أفضل من جنس النساء عمومًا, وقد يقع في جنس النساء أفرادٌ يَفضُلْنَ أجناس الرجال, وهذا معروف, لكن العبرة بالعموم والأغلب.
وأما السبب الشرعي الذي فُضل به الرجل وأعطي القوامة: فهو النفقة, وحينما نُذكّر بهذا الأصل فإننا نُذكّر به لأننا أصبحنا اليوم في زمنٍ يُحارَب فيه هذا الأصل على منابر إعلامية, وعلى أعمدة صحفية, ويُرد حكم الله -عز وجل- بآراء باردة والعياذ بالله! فماذا جنى أولئك المسترجلون الذين دفعوا حكمَ الله هذا؟! لقد اختلت حياتهم.
إنه لابد في أي مملكةٍ وأي نظامٍ أن يكون فيه رئيسٌ ومرؤوس, فكيف يُدار بيتٌ إذا كان فيه رئيسان ومديران؟! ولمن يسمع بقية أفراد البيت؟ وإذا كان هذا لا يتصور في مؤسسة ولا في إمارة منطقة ولا في دولة؛ فكذلك لا يُتصوَّر في هذه المملكة الصغيرة.
وحينما نَذكُر القِوامة فإنه لا يصح أبدًا أن يتصورها بعضُ الرجال أنها كتمٌ للأنفاس, ولا مصادرة للحقوق! كلا..بل هي قِوامةٌ يجب أن تقوم على هذين الأصلين اللذين ذكرهما الله تعالى في الآية؛ بحيث يقوم الإنسان بحق زوجته، فيكون راعيًا في بيته، له أمرٌ ونهيٌ في حدود الشرع وفي حدود العُرف الذي لا يخالف الشرع.
وحينما يقال: إن القوامة للرجل لا تعني أبدًا أن يصادِر حق المرأة في رأيها, أو حتى في إبداء حقوقها؛ فالقوامة كذلك لا تعني أن يتسلط الرجلُ على راتب زوجته, والقِوامة لا تعني أن يمنع الرجلُ زوجته من زيارة أهلها, والقِوامة لا تعني أن لا يراعي الزوجُ مشاعر زوجته!
بل القِوامة تعني: حُسن الإدارة, فإذا فشل الرجلُ في مثل هذا اضطرب البيتُ واختل.
إن القِوامة قدَرٌ كونيٌ وقدَرٌ شرعي, فمن أتى به على الوجه الشرعي حصلت بذلك السعادة, واستقامت بذلك الأمور, ومن أخذه على أنه نوعُ تسلَّط وكتم للأنفاس واستعراض للعضلات فبئس الذَّكَرُ هذا! وبئس المسترجِل هذا! لم يرع حقًا لله, ولم يرع حقًا لعباد الله تعالى.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة خير أنبيائه, أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم ليّ ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أما بعد: فمن القواعد القرآنية في الحياة الزوجية:
القاعدة الرابعة: في قول ربنا -عز وجل-: (وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)[البقرة:237].
إن الحياة الزوجية كلما امتدت سنواتها أبقت في رصيد الزوجين مواقفَ حسنة, حتى إذا ما وُجد شيءٌ يُكدِّر فزِع الفضلاء والنبلاء والعقلاء من الأزواج والزوجات إلى ذلك التاريخ, تتذكر الزوجةُ تضحية الزوج في بواكير حياته, وتعبه, وشقاءه في توفير لقمة العيش لها ولأبنائها, تتذكر الزوجة التضحيات التي بذلها الرجل في أمورٍ كثيرة.
وفي المقابل أيضًا حينما تتقدم الحياة بالزوجين: يتذكر الزوجُ ما قدّمته الزوجة من تضحيات وصبرٍ قد يكون صبرًا على أمورٍ لا تخلو منها حياة الشباب مِن نزقٍ وحِدةٍ، يتذكر الزوج صبر زوجته على الحمل والرضاع, ويتذكر صبر زوجته على إكرام أضيافه, يتذكر صبر زوجته على الغربة إن كانت ابتعدت عن أهلها وسافرت معه هنا أو هناك إلى حيث ألقت عصا الترحال بالزوج في أرض الله الواسعة.
هنا حينما يعيش الزوجان على هذه الذكريات الجميلة, وعلى هذا الفضل بينهما؛ فإنهما حينئذ يصبران ويتحملان ما يَصدُر من بعضها أو من أحدهما من تقصير قد يقع مع تقدُّم الحياة, ومع شيء من برودة المشاعر أو العواطف، أو لغير ذلك من الأسباب, ولسان حال كل منهما: (وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ).
الرجلُ الكريم العاقل لا ينسى فضل زوجته السابقة, والمرأةُ العاقلة الدَّيّنة لا تسنى سابق فضل زوجها, وإليكم مثالاً من أمثلةٍ كثيرة من حياة سيد ولد آدم، مَن جمّله الله –تعالى- بكريم الأخلاق -صلى الله عليه وسلم-, الذي بلغ به الوفاء مع زوجاته أن استمر في وفاءه حتى بعد وفاتهن، وليس في حياتهن فقط, ومَن كان وفيًا لزوجته بعد موتها؛ فما ظنك به وهي في حياتها!
تقول عائشة -رضي الله عنها وأرضاها =- واصفةً عِظم الوفاء النبوي لزوجته خديجة التي سبقته إلى الدار الآخرة -رضوان الله عليها وأرضاها-: كان -عليه الصلاة والسلام- يذكر زوجته خديجة في مناسبات كثيرة، فكانت عائشة -رضي الله عنها- تتعجب من ذلك الوفاء النبوي! فيُصرّح -صلى الله عليه وسلم- ويقول: «إني رُزقت حبها».
وحينما كانت تأتي أخت خديجة هالة بنت خويلد رضي الله عنها فكأنه -صلى الله عليه وسلم- تذكّر تلك الذكريات الجميلة مع أختها فيقول: "اللهم هالة بنت خويلد"، فيتذكر بأختها وباسمها وبمجيئها يتذكر تلكم الزوجةَ العظيمة التي احتضنته أولَ أيام النبوة، والتي أسمعته كلمات التثبيت وكلمات التطمين حينما رجع قلقًا فزعًا, فتقول له: "أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتُكسب المعدوم، وتُقْري الضيف، وتُعين على نوائب الحق".
ثم تنطلق به إلى ورقة بن نوفل في قصةٍ طويلةٍ معروفة, هنا يتذكر -صلى الله عليه وسلم- تلك الصفحات البيضاء الجميلة من تلك المرأة العظيمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها, ويُصرّح في مواقف كثيرة: «إني رُزقت حبها وكان ليّ منها ولد» رضي الله عنها وأرضاها.
ولقد غارت يومًا عائشة -رضي الله عنها- من كثرة ما يَذكر مِن خديجة فتقول له: يا رسول الله! "ما لك في عجوزٍ حمراء الشدقين من قريشٍ, هلكت" أي ماتت "في سالف الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها" تعني نفسها.
ما ظنكم أيها المؤمنون يا أتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- في وفاءٍ يمتد سنواتٍ طويلة! قد ماتت خديجة -رضي الله عنها- في مكة، وكل هذه الأحداث, وصفحات الحب المعلنَة كانت في المدينة بعد أكثر من عشر سنوات من وفاتها -رضوان الله عليها-!
أفيكون هذا الوفاء ناقصًا أو قاصرًا في حياة أزواجه رضوان الله عليهن؟ كلا والله, فيا أتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- هذه سيرته, وهذه عِشرته, ولنا حديثٌ بإذن الله –تعالى- في الجمعة القادمة عن بعض اللمسات النبوية في الحياة الزوجية.
رزقني الله وإياكم اتباع سُنته ظاهرًا وباطنًا.