الوكيل
كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن محمد الحقيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - أعلام الدعاة |
إن الميزان الذي يجب أن توزن به القلوب صلاحًا وفسادًا هو مدى معرفتها للمعروف، وإنكارها للمنكر، إنَّ من الناس من صار لا يأبه بالمنكرات، يراها فلا يتحرك قلبه لها؛ بل يواقعها، ورُبَّما دعا إليها، وقد وصف القلب الفاسد الأسود بأنه لا ينكر منكرًا، وكم في الناس مـن لا يتحرك قلبه من جرَّاء المنكرات؛ بل ألفوها واعتادوا عليها؛ حتى ماتت قلوب كثير منهم فلم يعودوا ينكرونها
الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغْفِرُه، ونعوذُ بِالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ مُحمدًا عبده ورسوله -صلى الله وسلم وبارك عليه- وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونَفْسي بتقوى الله -تعالى-؛ فإن التقوى مَنْجَاة من الفتن وغلوائها، وعاصم من الشيطان وحبائله. من اتقى الله -تعالى- في سره وعلانيته، وفي سرائه وضرائه نجا في الدنيا من أكدارها، وفاز في الآخرة بسرائها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 – 71]
وطاعة الله -تعالى- لا تكون إلا بطاعة الرسولِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) [النساء: 80].
والنبي -صلى الله عليه وسلم- أبان الدين، وأوْضَح المَحَجَّة، وذكر الفتن وما يكون سببًا للوقوع فيها، وما يَعصِمُ منها: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال: 42].
فقد روى حُذَيْفَة بن اليَمَان -رضي الله عنهما- قال: "كنَّا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قومٌ: نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعْنُونَ فِتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة؛ ولكن أيكم سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن التي تموجُ موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القومُ، فقلت: أنا، قال: أنت، لله أبوك! قال حذيفة: سمِعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تُعْرَضُ الفتن على القلوب؛ كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا؛كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هواه".
قال حذيفة: "وحدَّثته أنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا يوشك أن يُكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك، فلو فُتح لعله كان يعاد، قلت: لا، بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ يُقتل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط"؛ أخرجه مسلم [1].
لقد حرص عمر -رضي الله عنه- على معرفة أخبار الفتن حتى يتوقاها، وأخبرهم أنه لا يريد معرفة فتنة الرجل الخاصة في أهله؛ وإنما يريد معرفة الفتنة العامة.
وقد أثبت الحديث أن أهل الرجل فتنةٌ له، وفتنته في أهله وماله وولده على ضروب عدة: من فرط محبته لهم، وشحه عليهم، وشغله بهم عن كثير من الخير، وفي هذه المعاني قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن: 15]، وفي الحديث الصحيح قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "الولد مبخلة مجبنة"؛ أخرجه أحمد[2]، فهذا وجه من الفِتْنَة بهم.
ووجه آخر: وهو تفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم، وتأديبهم وتعليمهم؛ فإنه راعٍ لهم ومسؤول عن رعيته، وكذلك فتنة الرجل في جاره من هذا.
فهذه كلها فتن تقتضي المحاسبة، ومنها ذنوب يرجى تكفيرها بالحسنات والأعمال الصالحة[3]؛ كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) [هود: 114]، وقال عمر عن هذا النوع من الفتن: "تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة".
إن عمر -رضي الله عنه- كان يريد معرفة الفتن الكبرى التي تموج موج البحر؛ فأخبره حذيفة -رضي الله عنه-.
وحذيفة هو أحفظ الصحابة لحديث الفتن، وهو أمين سِرِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنافقين؛ فأخبره حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تعرض الفتن على القلوب؛ كالحصير عودًا عودًا"؛ أي: كما ينسج الحصير عودًا عودًا، وشطبة بعد أخرى؛ ذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودًا أخذ آخر ونسجه، فشبه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد[4].
إذًا؛ فالفتن تَرِدُ على القلب شيئًا شيئًا، وبما أن الإنسان قابل للخير والشر؛ إذ فيه عقلٌ وشهوة، فإنَّ شهوته إذا غَلَبَتْ عَقْلَهُ وَلِجَتِ الفِتْنَةُ قلبه، وإذا غلب عقله شهوته رفض الفتنة وأنكرها.
قال: "فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها"؛ أي: أيُّ قلب تَمَكَّنَتِ الفِتْنَةُ منه، وحلَّتْ مَحَلَّ الشراب من مَحَبَّتِها وتعلُّقه بها كما قال الله -تعالى- عن بني إسرائيل: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) [البقرة: 93] [5]، فَمَنْ كان كذلك "نُكِتَ في قلبه نُكْتة سوداء".
قال ابن دُرَيْد: "كلُّ نُقْطة في شيء بخلاف لونه فهو نكت"[6]، وهذا هو القلب الذي يخشى عليه من الفساد، ويخشى على صاحبه الهلاك.
وأمَّا القلب الآخر: فهو المنكر لها، المعرض عنها، الذي يرفضها ويأباها: "وأي قلب أُنْكِرَها نُكِتَ فيه نكتة بيضاء" وهذا هو القلب الصالح السليمُ، الذي سلم من أوضار الشرك والبدعة، وأدران الموبقات والكبائر.
وحينئذ "تَصيرُ على قَلْبَيْنِ": قلب صالح سليم طيب "أبيض مثل الصفا" والصفا: هو الحجر الأملس الذي لا يَعْلَقُ به شَيْءٌ، وكذلك القلب السليم لا تَعْلَقُ به فِتْنَةٌ[7]؛ ولذا قال: "فلا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامت السموات والأرض".
وأما الآخر فداخلته الفتنة وأُشربها؛ حتى امتلأ بها، وتراكمت عليه فسودته آثارها، قال: "والآخر أسود مُرْبَادًّا؛ كالكوز مُجَخيًا"؛ أي: كالكأس المائل أو المنكوس[8]، يسكب ما في داخله من الإيمان بقدر ميوله إلى الهوى، وانتكاسه عن الحق، كما يسكب الكأس ما فيه من ماء بقدر ميوله وانتكاسه.
قال المنذري -رحمه الله تعالى-: "ومعنى الحديث: أن القلب إذا افتتن وخرجت منه حرمة المعاصي والمنكرات خرج منه نور الإيمان؛ كما يخرج الماء من الكوز إذا مال وانتكس"[9].
وصاحب هذا القلب المائل عن الحق المنتكس عن الفطرة تجده: "لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه" الذي يَهواه قلبه الفاسد.
ورضي الله عن عمر وأرضاه، لقد كان بابًا دون الفتنة مغلقًا، وسدًّا يمنعها حصينًا، ففي رواية أخرى لما سمِع عمر حديث الفتنة رفع يديه وقال: "اللهم لا تدركني" فقال حذيفة: "لا تخف"[10]
إن عمر -رضي الله عنه- ما أدرك الفتن؛ لأنه كان بابها الذي يُكسر، قال حذيفة: "إن بينك وبينها بابًا مغلقًا يوشك أن يكسر، قال عُمَر: أكسرًا لا أبا لك، فلو أنه فتح لعله كان يُعاد، قلت: بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يُقتل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط"؛ أي: حدثته حديثًا صدقًا محققًا ليس من صحف الكتابيين، ولا من اجتهاد ذي رأي؛ بل من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[11].
والمعنى: أن الحائل بين الفتن والإسلام عمر -رضي الله عنه-، وهو الباب؛ فما دام حيًّا لا تدخل الفتن، فإذا ماتَ دخلتِ الفِتَنُ، وكذا كان[12]؛ إذ قتل عمر -رضي الله عنه-، فانكسر الباب، وانثلم الإسلام ثلمة بقتله، صار من جرائها الاختلاف والاقتتال بين أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولذلك عبر بكسر الباب ولم يعبر بالفتح؛ لأن الباب المفتوح يُرجى إغلاقه بخلاف الباب المنكسر[13]
وقد كان بعض الصحابة يعلم أن عمرَ هو الباب الذي بينهم وبين الفتنة؛ فقد لقي عمرُ أبا ذر فأخذ بيده فغمزها وكان عمر رجلاً شديدًا، فقال له أبو ذر: "أرسل يدي يا قفل الفتنة"، فقال عمر: وما قفل الفتنة؟ قال: جئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم ورسول الله جالس وقدِ اجتمع عليه الناس، فجلست في آخرهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم"[14]، ومرة قال عثمان بن مظعون مخاطبًا عمر: "يا غُلْق الفتنة"[15]، وصدقوا فيما قالوا إذ قتل عمر؛ فظهرت الفتن وتفشت، فصار بعض الأمة يلعن بعضًا، ويقتل بعضها بعضًا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدْوَان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمين، -صلى الله وسلم وبارك عليه-، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن سار على نهجهم واقتفى آثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون- واحذروا الفتن؛ فإنها فساد القلوب، وسبب الهلاك. تعرض على القلب فتنة فتنة، فإذا قبل القلب الأولى تبعتها أختها؛ حتى يصير القلب أسود مظلمًا.
ومن أعظم الفتن: الذنوب والمعاصي، وهي ترد على القلوب شيئًا شيئًا.
نعم والله -أيها الإخوة-: إن الذنوب تَتَسَلَّلُ إلى القلوب فَأَوَّلُ ما تداخله يَجِدُ العَبْدُ ضِيقًا حتَّى يأتي ذنبٌ آخر، فيرق الأول، ويُنسي ويستمر صاحبه عليه، وهكذا الذنب الثاني والثالث، وإنها ذنوب وفتن يُرقِّق بعضها بعضًا، ويدعو الأول منها إلى فعل الآخر؛ حتى يكون القلب فاسدًا لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا.
إن الميزان الذي يجب أن توزن به القلوب صلاحًا وفسادًا هو مدى معرفتها للمعروف، وإنكارها للمنكر، إنَّ من الناس من صار لا يأبه بالمنكرات، يراها فلا يتحرك قلبه لها؛ بل يواقعها، ورُبَّما دعا إليها، وقد وصف القلب الفاسد الأسود بأنه لا ينكر منكرًا، وكم في الناس مـن لا يتحرك قلبه من جرَّاء المنكرات؛ بل ألفوها واعتادوا عليها؛ حتى ماتت قلوب كثير منهم فلم يعودوا ينكرونها إلا من رحم الله -تعالى-، وقليل ما هم!!
وكل من أراد أن يعرف نسبة الصلاح في قلبه من نسبة الفساد فيه فلينظر إلى موقفه حينما يرى حرمةً لله -تعالى- انتهكت، أو فريضة عطلت. لينظر إلى مدى اضطراب قلبه إذا رأى منكرًا لا يستطيع تغييره.
إنَّ العبد إذا كان معفيًّا من تغيير منكر لا يستطيع تغييره بيده، ولا إنكاره بلسانه؛ فليس معفيًّا من إنكاره بقلبه، وحزنه لأجل وجوده.
إنَّ المنكراتِ تَقَعُ، ويراها مسلمون ثم لا يُنْكِرُونها؛ بل لا تتحرك قلوبهم، فتراهم لا يغتمّون ولا يَهْتَمُّون؛ بل يضحكون ويفرحون، ويأكلون ويشربون ويأنسون، فأين هو إنكار القلب الذي ليس وراءه من الإيمان حبة خردل؟! لقد كان سفيان الثوري -رحمه الله تعالى- يقول: "إني لأرى المنكر فلا أتكلم فأبول دمًا" [16].
إنَّ قلبه -رحمه الله تعالى- اشتغل بإنكاره، واهتم له، فصاحبه في أكله وشربه، ونومه وقعوده، وفي كل شؤونه؛ حتى بال الدم من شدة الهَمِّ والغَمِّ لوجود هذا المنكر.
إن الحديث وصفٌ صاحب القلب الأسود بأنه لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، ولم يُحدد نوع هذا الإنكار مما يدل على أن أقلَّ درجاته الإنكار بالقلب، فهل نعجز عن ذلك؟! فاتَّقوا الله ربكم، وأصلحوا قلوبكم، واحذروا الفتن والمعاصي؛ فإنها سببُ موتِ القلوب وفسادها وهلاك أصحابها.
وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم بذلك ربكم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه أحمد (5/386 ـ 405)، ومسلم في الإيمان؛ باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، وأنه يأرز بين المسجدين (144)، والبغوي في "شرح السنة" (4218)، وذكر الحُمَيْدِيّ أن هذا الحديث رِوايةً من حديث حذيفة المتفق عليه، ولو ذكر في المتفق عليه لكان أولى، انظر: "جامع الأصول" (10/22)، وحديث حذيفة بلفظ قريب عند البخاري في المناقب؛ باب علامات النبوة في الإسلام (3586).
[2] أخرجه أحمد (4/172)، وابن ماجه في الأدب؛ باب بر الوالد والإحسان إلى البنات (3666)، وصححه البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (3/160).
[3] شرح النووي على مسلم (2/225)، وشرح الأبي على مسلم (1/421).
[4] شرح النووي على مسلم (2/225)، وقد اختلفوا في ضبط (عودًا عودًا) على ثلاثة أوجه لكل منها معنى يخصه:
أ ـ ضبطه القاضي الشهيد: بفتح العين المهملة والذال المعجمة (عَوْذًَا عَوْذًَا) كقوله: غفرًا غفرًا، وغفرانك فمعناه على هذا: سؤال الاستعاذة منها، أي نسألك أن تعيذنا من ذلك وأن تغفر لنا.
ب ـ وضبطه أبو الحسين ابن سراج: بفتح العين والدال المهملة (عَوْدًا عَوْدًا)، ومعناه: أن الفتنة كلما مضت عادت كما يفعل ناسج الحصير كلما فرغ من موضع شطبة أو عود عاد إلى مثله.
ج ـ والأظهر وهو الأشهر وعليه الأكثر ضبطه بضم العين وفتح الدال المهملة (عُودًا عُودًا)، ومعناه: أن الفتن تتوالى واحدة بعد أخرى؛ كنسج الحصير عودًا بإزاء عود، وشطبة بإزاء شطبة أو كما يناول مهيئ القضبان للناسج عودًا بعد عود، ورجح هذا المعنى القاضي عياض. وانظر: "شرح النووي على مسلم" (2/226) و"المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" (1/358 ـ 354)، و"شرح الأبي على مسلم" (1/423).
[5] المفهم لم أشكل من تلخيص مسلم (1/359).
[6] شرح النووي على مسلم (3/227)، وشرح الأبي (1/423).
[7] المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (1/359).
[8] المفهم (1/360)، وشرح النووي (2/227).
[9] الترغيب والترهيب (3/186) عند شرح حديث رقم (3420).
[10] فتح الباري لابن حجر (13/54).
[11] شرح النووي على مسلم (2/229).
[12] شرح النووي على مسلم (2/229).
[13] المفهم (10/361)، و"شرح النووي" (2/229)، و"فتح الباري" (6/701).
[14] أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث الحسن البصري عن أبي ذر -رضي الله عنه-، وقال الحافظ في "الفتح": رجاله ثقات (6/701)، وقال الهيثمي في "الزوائد": "ورجاله رجال الصحيح غير السري بن يحى وهو ثبت ثقة. ولكن الحسن لم يسمع من أبي ذر فيما أظن" (9/72)
[15] أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (2506)، و"مختصر زوائد البزار" للحافظ ابن حجر (1885)، والطبراني في "الكبير" (9/26) برقم (8321)، وانظر: "فتح الباري" (6/701).
[16] سير أعلام النبلاء (7/243 ـ 259).