البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

خطورة الإمارة

العربية

المؤلف يحيى بن موسى الزهراني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المهلكات - فقه النوازل
عناصر الخطبة
  1. الأمر بالاجتماعِ والنهى عن التفرق .
  2. خطر نصيحة الأمراء أمام الملأ .
  3. خطر النميمة وحكمها وعاقبتها في الدنيا والآخرة .
  4. حرمة أذية المؤمنين بغير حق وعاقبة ذلك .
  5. خطر العصبية القبلية والحمية الوطنية .
  6. أمانة الإمارة وعظم شأنها .
  7. أهم حقوق الإمارة وخطر التفريط في ذلك .

اقتباس

النميمة من أكبر المصائب على الأمم، وأشد الرزايا على المجتمعات، فكم من أسر تفككت، وكم من إخوة تنازعوا وتقاطعوا، وكم من جماعة تفرقوا وتدابروا من أجل النميمة. عباد الله: إن أذية المؤمنين والناس أجمعين بغير حق من أشد المظالم، وأعظم المآثم، التي توعد الله أهلها بالوعيد الأكيد، وتهددهم ب...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، له الحمد في الأولى والآخرة، يحيي ويميت، وله اختلاف الليل والنهار وهو يتولى الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرجو بها النجاة يوم نلقاه، شهادة بها نحيا، وبها نموت، وبها نبعث يوم الدين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الناصح الأمين، وقائد الغر المحجلين، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المؤمنين المتقين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-: فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )[النساء: 131].

وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].

عبادَ الله: إنَّ دينَ المؤمن أحبّ إليه من نفسِه وأهلِه وجميع قرابته.

وإنّما يكون الدّين مع جماعةِ المسلمين، والجماعة لا تكون إلا بإمارةٍ وطاعة، ومسؤولية وشياخة.

وبهذا كلِّه تستقيم أمور الناس الدينيّة والدنيوية، وتنتظم مصالحهم.

والإسلام قد أكّد على هذه المعاني الهامّة، وعمّق في القلوب هذه الأصولَ النافعةَ، فأمر بالاجتماعِ وتوحيد الصفوف، ونهى عن التفرق، وسوء الخلق، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 101- 102].

وقال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آل عمران: 105].

ونحن في أشد الحاجة إلى هذه الوصايا والتوجيهاتُ الرّبانيّة في كلّ وقت وزمان.

ولا ريب أننا في هذه الآونة أكثرُ ضرورةً وحاجةً إلى الحفاظ على الألفة والاجتماع، ونبذ الخلاف والخزعبلات، والأوهام الشيطانية، والأحلام الإبليسية.

ألا فاعلموا -عباد الله-: أن في تلكم الأباطيل تمزيق للوحدة، ونخر لجدار العصمة، واحذروا عاقبةَ التفرّق والاختلاف فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[الأنعام: 159].

أمة الإسلام: من أعظم أسباب الفرقة والتباغض: اتباع ذا الوجهين، وهو النمام الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، بقصد الإفساد بين الناس، والوقيعة بينهم لتحصل القطيعة.

ومن يثير النصيحة أمام الناس عياناً بياناً، جهاراً نهاراً، فهذا له مآرب أخرى، وأموراً لا تدرى، فاحذروا تلك الفئة من الناس، الذين غاية مرادهم إثارة البلبلة، وزعزعة الأمن في ربوع البلاد، والذين لا هم لهم إلا إثارة العباد على العباد، فهؤلاء لا حظ لهم في الدنيا ولا في الآخرة.

إن مثل تلك الفئة من الناس ينبذهم الخالق -جل جلاله-، وينفر منهم رسوله، ويبغضهم أهل المروءة والعفة.

إن مثل تلك الفئة من الناس هم النمامون، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

النميمة؛ مرض خطير من أمراض القلوب وأدوائه، وعامة عذاب القبر منها -أعاذنا الله منها ومن عذابها- وهي محرمة بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإجماع علماء الأمة، قال تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)[القلم: 11].

وقال - تعالى -: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 18].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"[رواه البخاري ومسلم والترمذي].

النميمة من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها العقوبة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة.

أما في الدنيا؛ إذا عُرف من أفسد بين الناس فينبغي أن يحذر ويُنكر بالله، ويخوف بربه -سبحانه-، فإن لم يرجع عن غيه فلابد من قطيعته وعدم تصديقه فيم يخبر به أو يدعو إليه.

وأما عذاب النمام في القبر؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله"[متفق عليه].

وفي الآخرة؛ ما رواه حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة نمام"[متفق عليه].

قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: "من نم إليك نم عليك".

يقول الشاعر:

تنح عن النميمة واجتنبها

فإن النم يحبط كل أجر

يثير أخو النميمة كل شر

ويكشف للخلائق كل سر

ويقتل نفسه وسواه ظلماً

وليس النم من أفعال حر

فالنمام والمفسد بين الناس لا يعرف للشهامة سبيلاً، ولا للمروءة طريقاً.

النميمة من أكبر المصائب على الأمم، وأشد الرزايا على المجتمعات، فكم من أسر تفككت، وكم من إخوة تنازعوا وتقاطعوا، وكم من جماعة تفرقوا وتدابروا من أجل النميمة.

فيجب علينا: أن نتكاتف ونجتمع على كلمة واحدة، ونترك الخلافات، ونعفو عما مضى وفات، نعوذ بالله من الفرقة وسوء المنقلب.

عباد الله: إن أذية المؤمنين والناس أجمعين بغير حق من أشد المظالم، وأعظم المآثم، التي توعد الله أهلها بالوعيد الأكيد، وتهددهم بالعذاب الشديد، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب: 58].

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)[البروج: 10].

وقال سبحانه في الحديث القدسي الصحيح: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب".

فاتقوا الله يا من تمشون بين الناس بالنميمة، واتقوا الله يا من تسعون بالفساد بين الناس، واحذروا سطوة الله وعذابه يا من تثيرون الفتن، وتؤججون المحن، فعاقبة ذلك وخيمة، وخاتمته سيئة عظيمة.

والعجيب والعجائب جمة: إرغام العقول والاستيلاء على أهلها، وكأن الناس وديعة عندهم، يهددون ويتوعدون، ويحرضون ويمنعون وكأنهم أوصياء على الناس.

وإننا -والله- لنعتب أشد العتب، ونعيب أسوأ العيب على من وهبه الله العقل والتدبير، والفهم والتأصيل، ثم يتتبع أفواه الحمقى والمغفلين، وأقاويل المفسدين والنمامين، ويجري وراء سراب خادع، وعقول فارغة، وأهواء مضلة، وعادات قبيحة، قد أكل عليها الزمان وشرب، يتخبط أهلها في ظلمات دهماء، وأفكار غوغاء.

ثم ما يلبث أن ينكشف الضباب، وتظهر حقيقة السراب، وتتبين الأسباب، وحينئذ لا ينفع الندم، وقد زلة القدم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وجعلنا جميعاً من المتبعين لهدي سيد المرسلين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب ومعصية، ومن كل إثم وخطيئة، فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي غفور رحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله المعزِّ لمن أطاعه واتقاه، المذلِّ لمن خالف أمرَه وعصاه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، لا إلهَ سِواه، ولا رب لنا غيره نرضاه، وأشهد أنّ نبيّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله، اصطفاه ربّه واجتباه، اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

أمّا بعد:

فاتقوا الله -عبادَ الله-: بامتثالِ أمره، واجتناب نهيه.

واعلَموا -أيها المسلمون- أنّكم على أقوالكم وأعمالكم محاسَبون ومجزيّون، قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)[النجم: 31].

أيها الناس: لماذا هذه العصبية القبلية، ولماذا تلكم الحمية الوطنية، ولماذا هذه الفرقة، وذاكم التباعد؟ أمن أجل عرض من أعراض الدنيا؟ من أجل الإمرة والمشيخة؟

والله لو تعلمون ما جاء في كتاب ربكم، وسنة نبيكم بشأن خطورة الإمارة والشياخة والرئاسة، لما سعى لها أحد، ولا رُغب فيها أبد.

ألا فاعلموا -عباد الله-: أن الإمارة أمانة، وأمر الأمانة عظيم، وخطرها كبير، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الأنفال: 27].

وقال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)[الأحزاب: 72].

قال أبو ذر -رضي الله عنه-: قلت يا رسول الله: ألا تستعملني -يعني ألا تجعلني والياً وعاملاً وشيخاً لك على إحدى المدن أو القبائل؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها"[رواه مسلم].

نعم -يا عباد الله-: لا يستحق الإمرة وتحمل المسؤولية إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها، من مراقبة لله -تعالى-، وخوف منه سبحانه، دون محاباة لأحد دون آخر.

ألا وإن من أهم حقوقها: مساعدة الأرامل والمحتاجين، وتفقد أحوال اليتامى والمساكين، والسعي الحثيث للارتقاء بقريته وأهل بلدته، وإصلاح ذات البين، ولم الشتات، وإجماع الكلمة، ومسك زمام الأمور، وتوفير مقدرات الحياة لعشيرته، من شق للطرق، وتعبيد للشوارع، وإسماع الكلمة، والهيبة والسيطرة، في شدة من غير عنف، ولين في غير ضعف، تلكم هي حقيقة الإمرة والمشيخة.

أما أن تكون الإمرة ختماً يختم به، أو صوتاً يذاع به، أو قطعاً للصلات بين الناس، وإحداث الفرقة، ومنع الألفة، والتعصب لفلان دون فلان، من أجل القرابة أو العلاقة، أو الرياء والسمعة، فذلكم مفهوم خاطئ، وقول تجنب الصواب، وصاحبه مستحق للعقاب، فاعتبروا يا أولي الألباب.

ولقد توعد الله -جل وعلا- من فرط في زمام الأمور، وتنصل من المسؤولية لمن تولاها بأشد العذاب، وأنكى العقاب، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"[متفق عليه].

وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لم يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة"[رواه مسلم].

وقال عليه الصلاة والسلام: "ويل للأمناء، ويل للعرفاء، ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء".

هذه هي الإمارة، وهذه هي الشياخة التي يتعارك الناس اليوم من أجلها، والتي يتقاتل العباد في سبيلها، يتباغضون ولا يتزاورون، ويتدابرون ولا يتعارفون، فويل لمن كان هدفه شتات الكلمة، واختلاف الرأي.

فتوبوا: (إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31].

هذا، وصلوا وسلموا على حبيبكم ونبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً، وخلقاً حسناً، اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا.

اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً لعباك المؤمنين، اللهم اجعلنا إخوة متحابين، إخوة متعاونين، إخواناً على سرر متقابلين.

اللهم اجمع كلمتنا على الحق والدين، اللهم من أراد بنا فرقة أو سوءاً فاجعل كيده في نحره، اللهم اقطع نسله وأفسد عقله، وأعظم همه وغمه، واجعله عرضة للفتن والمحن، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم من سعى بين المسلمين للاجتماع والإصلاح فوفقه لكل خير، اللهم أعظم بركته، وبارك له في عمره وماله وولده.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].

عباد الله: إن الله أمركم بثلاث ونهاكم عن ثلاث، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].