العلي
كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - المنجيات |
إن الله لم يذكِّر بأعظم من النار، فهي تذكرةٌ وعبرة، وتنبيهٌ وعظة؛.. وإذا كنا نعمل سبل الوقاية للأهل والذرية بالسبل الباردة، والتكييف والراحة، والمياه الباردة العزبة، أفلا نقيهم سبل الهلاك والغواية! وأسباب الذنوب والأخلاق السيئة! أفلا نذكرهم بالنار الحامية والخوف من الله! لينالوا الصلاح والسعادة أفلا نتذكر نار جهنم فنعمل السبل الواقية، والسلامة والحماية، ونفر من شدة حر جهنم كما نفر من حرارة الدنيا..
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله القائل: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ) [النور:44]، وأشهد ألا إله إلا الله الذي جعل شدة الحر من فيح النار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المخبر أن الحر نَفَسٌ من أنفاس النار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار، وخُص الخلفاء الأربعة الأطهار: أبو بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليّ البارّ.
أما بعد: فاتقوا الواحد القهار، فمن اتقاه وقاه عذاب النار، وجنَّبه أسباب سخط الجبار.
أيها المسلمون: اعلموا أن الليل والنهار، والشهور والأعوام آياتٌ من آياتِ الملك العلام، قال القدوس السلام: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [فصلت:37]، واختلاف الليل والنهار آيةٌ من آيات الواحد القهار، كما قال -عز وجل-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ) [آل عمران:190]، وفي تقلبهما عبرةٌ للأبصار وأولي الأبصار (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ) [النور:44].
فاشتداد الحر -أيها المسلمون- من جملة الآيات الكونية، التي يخوف الله بهما عباده، فلا ينسبه لفصولٍ معينة، ولا إلى أبراجٍ قمرية، وإنما هما آيتان من آيات الله الكونية.
أيها الإخوة في العقيدة والسنة: حديثنا في مجالسنا، وكلامنا في مجتمعاتنا يدور في هذه الأيام عن شدة الحرارة، وارتفاع المؤشر والعلامة، ففي هذه الأيام الأجواء شديدة الحرارة، إن حرارة الشمس ولهبها يجعل الإنسان يبحث عن ظلٍ يقيه من حرها، وسكنٍ يظله عن ضوئها، وماءٍ باردٍ يرد باردٍ يبرده، ومكيفٍ باردٍ يخفِّف من حرارتها.
إن الدنيا عباد الله لا تدوم على حال، ودوام الحال من المحال، والراحة والسكينة في جنة الكبير المتعال؛ ولهذا كان نعيم أهل الجنة لا يجدون الحر ولا يرون الشمس، كما لا يجدون شدة البرد، ظلٌ دائم، واعتدالٌ قائم، لا حرّ يُصلح ولا بردٌ يجرح.
قال سبحانه وبحمده: (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) [النساء:57]، وقال سبحانه: (لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا) [الإنسان:13]، وقال سبحانه: (وَظِلٍّ مَمْدُود) [الواقعة:30]، وفي الجنة كما في صحيح السنة: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتم (وَظِلٍّ مَمْدُود) [الواقعة:30]" متفقٌ عليه، وقال سبحانه: (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا) [الرعد:35].
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الجنة سجسجٌ كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس" (رواه ابن المبارك في الزهد، وأحمد في الزهد)، والسجسجة -إخوة الإيمان-، الاعتدال في الجو يُقال يومٌ سجسجٌ، إذا لم يكن فيه حرٌ مؤذٍ ولا بردٌ شديد، هذا عطاء الرحمن إخوة الإيمان، وهذا نعيم الجنان.
بضد ذلك إخوة السنة والقرآن حرارة النيران، ظلها يحموم، وهبوبها سموم، قال -سبحانه وتعالى-: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) [الواقعة: 41-44]؛ فالسَّمُوم الهواء الحار، والحميم الماء الحار، واليحموم ظل الدخان الحار، فاجتمع حرارة الهواءِ والماءِ والدخانِ، أجارني الله وإياكم من النيران.
ومن المنن التي يعدها أهل الجنة لربهم عليهم: أنه أبعد عنهم الحرارة، أنهم يقولون: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) [الطور:27].
ومن شدة حرها أيها المسلمون أن بعضها يأكل بعضًا، وأشد حرٍ نجده في الصيف ما هو إلا نفسٌ من أنفاسها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا ربي أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفَسَين نفسٍ في الشتاء ونفسٍ في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" (متفقٌ عليه). الزمهرير؛ أي: البرد، وهذه الشكوى حقيقة.
قال ابن عبد البر: "يعضده عموم الخطاب، وظاهر الكتاب، وهو أولى بالصواب، وجاء في الصحيحين: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم" (متفقٌ عليه)".
عباد الله إذا كان شدة الحر وقوته ناتجًا عن حرارة النار وشدتها، فلنستعذ بالله من النار، وأعمال أهلها، وإذا كنا لا نطيق الحر ولا لحظةٍ واحدة، ولا نصبر ولو دقيقةٍ واحدة، أفلا نتذكر نار جهنم! (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].
وإذا كنا نعمل سبل الوقاية للأهل والذرية بالسبل الباردة، والتكييف والراحة، والمياه الباردة العزبة، أفلا نقيهم سبل الهلاك والغواية! وأسباب الذنوب والأخلاق السيئة! أفلا نذكرهم بالنار الحامية والخوف من الله! لينالوا الصلاح والسعادة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[التحريم:6]، أفلا نتذكر نار جهنم فنعمل السبل الواقية، والسلامة والحماية، ونفر من شدة حر جهنم كما نفر من حرارة الدنيا.
تفر من الهجير وتتقيه | فهلا من جهنم قد فررت |
عباد الله: إن الله لم يذكر بأعظم من النار، فهي تذكرةٌ وعبرة، وتنبيهٌ وعظة؛ ولهذا ربنا يذكرنا بالنار ويحذرنا منها وعذابها البوار (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران:131]، وقال جلَّ ذكره: (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى) [الليل:14]، وقال عز اسمه: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر:16]، وقال: (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر * كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَر * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) [المدثر:31-36]، يقول الحسن: "والله ما أُّنذر العباد لشيءٍ قط أدهى منها".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذِّر من النار، كما في صحيح الأخبار أنه ذكر النار فأشاح بوجهه، فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمةٍ طيبة" (متفقٌ عليه).
وعند أحمد والحاكم والبيهقي والدارمي بسندٍ حسن، عن العمان بن بشير قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب ويقول: أنذرتكم النار، أنذرتكم النار حتى لو أن رجلاً كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا، قال: حتى وقعت خميصةٌ كانت على عاتقه عند رجليه".
وكان يحذر قرابته ويذكرهم فقال كما في مسلم لما نزل عليه: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء:214].
ولما دعا قريشًا فاجتمعوا فعمَّ وخصَّ، فقال: "يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمسٍ أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد منافٍ أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة يا فاطمة يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا".
وكان عُمر -رضي الله عنه- يقول: "أكثروا ذكر النار، فإن حرها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها الحديد"، والخوف من النار يدعو المسلم إلى العمل الصالح ويجتنب الذنوب والقبائح، إن الخوف من النار يمنع المسلم من ترك الواجبات وفعل المحرمات، وظلم العباد وأكل لحوم الغافلين والغافلات.
عباد الله" إنه لا طاقة لنا على النار، ولو لحظةً من نهار، فأين الخوف من النار! وقد قال سبحانه للملائكة المقربين الأخيار: (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:29]، فأين الخوف من النار! وقد قال –سبحانه- عن رسله وأنبيائه الأطهار: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا) [الإسراء: 39].
وأين الخوف من النار وقد قال سبحانه عن عباده الصالحين الأخيار أنهم يسألون الواحد القهار: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) [آل عمران: 16-17].
وقال عنهم: (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65-66]، إن شدة الحر يذكِّر بَحَرِّ الموقف وشدته، فالشمس تدنو يوم القيامة من الخلق حتى تكون كمقدار ميلٍ، فيكون الناس على قَدْر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يُلجمهم العرق إلجامًا، "وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى فيه" (رواه مسلم).
إن العَرَق يوم القيام ليذهب في الأرض سبعين باعًا، وأنه ليبلغ إلى أفواه الناس وآذانهم، فتذكروا واذكروا، وانتبهوا واتعظوا، ما دام الإنسان في زمن الإمكان حريّ بالتوبة والإقبال، والعمل الصالح للرحيم الرحمن المتعال.
نسأل الله أن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يرحمنا برحمته الواسعة، ويتجاوز عنَّا بعفوه، وينقذنا ووالدينا وأزواجنا، وذرياتنا وأقاربنا وجيراننا، وسائر أحبابنا وإخواننا من النار.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولك، فاستغفروه إنه هو الواحد الغفار.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على ما دبَّر وقضى، وأشهد ألا إله إلا الله المولى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن إن المسلم يأخذ من هذه المناسبة وشدة الحر الدروس والعبر، والفوائد والفِكَر، فمن ذلك أن الصيف والشتاء آيتان من آيات الله، وجعل الله في تعاقبهما الاتعاظ والعبرة، والرجوع والتذكرة، ومنها أن الإنسان ضعيفٌ لا يتحمل شيئًا، فإذا جاء الشتاء تمنى الصيف، وإذا جاء الصيف تمنى الشتاء.
قال الله تعالى: (إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) [هود:9]، يتمنى المرء في الصيف الشتاء، فإذا جاء الشتاء أنكره، فهو لا يرضى بحالٍ واحدٍ (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) [عبس:17]، وفي الحديث: "ابن آدم إن أصابه الحر قال حس، وإن أصابه البرد قال حس"، وحس كلمةٌ تُقال عند الألم المفاجئ والتواجع.
وكذا على المرء الصبر والمثابرة على الطاعة، وترك المعصية، وحضور الجمع والجماعة، وفعل النوافل كالصيام والبر والإحسان، ويحتسب الأجر من الكريم المنان، وفي الحديث: "أجرك على قدر نصبك".
ومن الدروس:
شكر الله على نعمة السكن والتكييف، ووسائل التبريد المختلفة، وعلى وجود الثلاجات والمكيفات المتنوعة، وكذا لا ننسى نعمة الماء البارد على الظمأ، فالحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى.
ومن الدروس تذكُّر إخوان لنا لا يجدون ماءً باردًا، ولا مكانًا وارفًا، ولا ظلًا هادفًا، فهم في شدة الحر يعيشون، وفي الرمضاء يجلسون، ومن الماء الحار يشربون، وكذا الحذر من الكلمات النابية من سب الدهر، والتسخط، والتذمر من شدة الحر، ولا مانع من الإخبار بأن هذا اليوم شديدٌ حره، لكن على المرء البعد عن السب والتسخط وبذاءة الكلام فيما قدَّر القدوس السلام.
وعلى الإنسان في شدة الحر ملاحظة خصال الفطرة كشعر الإبط والعانة، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، فينبغي ملاحظة الجسم والأماكن الحساسة بالطيب والرائحة، وجمال اللباس والزينة، وفي صحيح السنة: "إن الله جميلٌ يحب الجمال" (رواه مسلم).
وكان النبي يعتني بعرقه، كما قال أنسٌ -رضي الله عنه-: "ولا شممت ريحًا قط أو عرقًا قط أطيب من ريح أو عرق النبي -صلى الله عليه وسلم-" (متفقٌ عليه).
فالاغتسال والنظافة، والطيب والنزاهة من مكارم الأخلاق ومحاسن الشريعة، وحسن المجالسة والعسرة.
وكذا عباد الله علينا في شدة الحر أخذ الحيطة والوقاية، والعلاج والحماية، كعدم المشي في شدة الحر لاسيما المسافر، وعليه النظر في عجلات السيارة لصلاحها وإصلاحها، والبعد عن وهج الشمس، وتبادل وسائل التبريد المختلفة.
وكذا لا ننسى إخوانًا لنا من المحتاجين والفقراء والمساكين، والنظر في حالهم، ووسائل تبريداتهم ومياههم، والصدقة عليهم، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (رواه مسلم).
وقد جاء في الصحيح: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم"، فنتذكر ذلك ونتصدق عباد الله على إخواننا، وكذا رحمة العمال والشفقةُ عليهم، ووقايتهم حر الشمس، والتخفيف عليهم في شدة الحر، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، وفي شدة الحر التنبيه للصدقة على الآخرين، وإعانتهم بما يحتاجون.
ولا نجعل من شدة الحر تضييع الواجبات والأعمال الموكلة إلينا، كالوظائف، والمحافظة على الصلوات بأوقاتها، أو أن نسهر بالليل لأجل أن ننام بالنهار، فتضيع علينا فوائد الدنيا والآخرة، ونوم بالنهار وسهرٌ بالليل، فلا مصلحة أخرى ولا صحة في الدنيا، فمن شكر الله القيام بما أوجب الله، والحفاظ على حدود الله، والتزام شرع الله.
هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه، وأن يُعلي كلمته، وأن يجعلني وإياكم من أنصار دينه وشرعه.