الكبير
كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...
العربية
المؤلف | خالد بن سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
لقد وُجهت ضربات عديدة إلى مقاتل المجتمع المسلم؛ بقصد تغريبه عن دينه، وتجهيله بحقيقته، ومسخه إلى مجتمع مفتوح على كل الثقافات، ليس له هوية يعتنقها، أو يدافع عنها، ولم تكن طبيعة تلك الضربات عسكرية، بل ضربات من نوع غريب وخبيث قوي المفعول ولو بعد حين، استهدف بها أعداؤنا فئات عدة من مجتمعات المسلمين، مثل الشباب والنساء، ولكنهم لم...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار.
عباد الله أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته، استجابة لأمر الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 1.2].
أما بعد: فيا معاشر الإخوة المؤمنون: لقد وُجهت ضربات عديدة إلى مقاتل المجتمع المسلم؛ بقصد تغريبه عن دينه، وتجهيله بحقيقته، ومسخه إلى مجتمع مفتوح على كل الثقافات، ليس له هوية يعتنقها، أو يدافع عنها، ولم تكن طبيعة تلك الضربات عسكرية، بل ضربات من نوع غريب وخبيث قوي المفعول ولو بعد حين، استهدف بها أعداؤنا فئات عدة من مجتمعات المسلمين، مثل الشباب والنساء، ولكنهم لم يتركوا –أيضًا- فئة عزيزة على نفوسنا جميعًا، تمثل مستقبلنا الواعد، وأمانينا الجميلة، فئة هي أكثر استعدادًا لقبول كل جديد، والتغير السريع، إنها فئة "الأطفال"، تلك الفئة العمرية البريئة، التي تكون في تلك المرحلة مقتصرة على التلقي واكتناز المعلومات، لتحويلها إلى سلوك عملي، يحدد كثيرًا من منحنيات حياتهم بعد البلوغ.
لقد علم هؤلاء بأن غالب الأطفال في عالمنا اليوم يتلقون ثقافتهم - وبخاصة قبل المدرسة من التلفاز، بحيث تشكل تلك 96% من مؤثرات الثقافة في حياتهم، وغالبها من أفلام الرسوم المتحركة، ما يسمى أفلام الكارتون، يليها المسلسلات والأفلام وأمثالها. حتى أصبح لتلك الأفلام الكارتونية قنوات خاصة تبث طوال اليوم، في قالب فني جذاب متطور، وأنطقوها بلغتنا، فالتصق بها أطفال المسلمين التصاقًا مخيفًا، أثر على تشكيل نفسياتهم وعقولهم، إلى جانب التأثير السلبي على صحتهم.
إن أفلام الكرتون قنابل تتفجر كل يوم في شاشاتنا الصغيرة دون وعي منا أو متابعة، فهي لا تزال بريئة في أعيننا، مجرد تسلية، ومن عادتنا ألا نتنبه لأمر حتى يبلغ ذروته، لقد أشغلت هذه الرسوم المتحركة أطفال المسلمين أيما إشغال.. فما عادوا يطيقون أن يستغنوا عنها ولو يومًا واحدًا دون أن يشاهدوها، بل فضّلوها حتى على مرافقة الآباء والأمهات في النزهات والحفلات، حتى أكلت أوقاتهم، وبددت طاقاتهم، وشلت تفكيرهم، فما عاد لهم وقت لمراجعة دروسهم، أو حفظ كتاب ربهم، فضلاً على أن يجلسوا مع أهليهم جلسة صافية، ليتلقوا منهم الأدب والدين والخلق.
ويؤكد أحد الباحثين أن الأطفال يشاهدون تلك الأفلام "لمدة قد تصل إلى عشرة آلاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية "المتوسطة" فقط.. وهذا ما أثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعاش".
أخي المسلم: يكفي أن تعلم أن الرسوم المتحركة ما هي إلا حكاية عن واقع راسمها من عقائد وأخلاق يعترف بها، ويتعامل بها؛ كما يثبته علماء الاجتماع، فإذا علمت بأن 70% من هذه الأفلام تنتج في الولايات المتحدة الأمريكية، علمت مدى خطورة نقل خزايا المجتمعات الغربية وعريها وسقوطها الأخلاقي والديني إلى أذهان أطفالنا؛ مما يدخلهم في دوامة الصراع بين ما يرون وما يعيشون من مُثُل وقيم، وأفكار وحضارات؛ مما يجعلهم في حيرة وتذبذب، كل ذلك ونحن نظن أنهم يستمتعون بما يشاهدون وحسب.
تعال أخي المسلم لنتعرف على بعض الآثار السلبية للرسوم المتحركة على أطفالنا، وأولها: زعزعة عقيدة الطفل في الله: وإليك هذا المشهد الذي بثته قناة فضائية واسعة الانتشار، وهو مشهد "يوجّه الأطفال توجيهًا معاكسًا في أساس من أسس ديننا وحياتنا؛ فعدم نزول المطر، والجدب والقحط، قضية تربط المسلم بالخالق، والسنة النبوية المطهرة تبني في كيان الطفل المسلم من خلال صلاة الاستسقاء التوجه إلى الله تعالى.
وفي هذا المسلسل تظهر الشخصيات الكارتونية وهي تقف في الغابة تنتظر سقوط المطر، فيتقدم كبيرهم قائلاً: لا ينزل المطر إلا بالغناء، فهيا نغني، وتبدأ شخصيات المسلسل تغني أغنية سقوط المطر، يصاحبها الرقص والأدوات الموسيقية: هيا اضربي يا عاصفة كي يسقط المطر، هيا اضربي لتغمري الجميع بالمطر مطر مطر مطر، يا منزل المطر مطر مطر مطر نريد شيئًا واحدًا؛ مطر مطر مطر..
وعندما لم ينزل المطر يتساءل أحدهم: لماذا لم تمطر السماء؟ فيجيب أحدهم: لعلها مشغولة بالبحث عن أمنا الطبيعة.
نعوذ بالله من هذا الشرك الذي يلقّن لأبنائنا ونحن غافلون عنهم، فرحون بأنهم هدءوا بين يدي التلفاز؛ لنفرغ نحن عنهم لأمور لن تكون مهما كبرت أهم من سلامة أولادنا من الانحراف في عقائدهم وأخلاقهم.
وكذلك ما يحصل في برنامج "ميكي ماوس" هذا الفأر الأمريكي الذي يوهم أطفالنا - في بعض حلقاته - بأنه يعيش في الفضاء.. ويكون له تأثير واضح على البراكين والأمطار فيستطيع أن يوقف البركان!! وينزل المطر ويوقف الرياح!! ويساعد الآخرين..،
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: لماذا يجعل هذا الفأر في السماء؟!! ولماذا يصوّر على أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية؟!! وفي فلم آخر رجل ضخم فوق السحاب يمتلك دجاجة تبيض ذهبًا. والله إنها تلميحات خبيثة.. أهدافها واضحة للجميع.. لا تتطلب إجهادًا ذهنيًا لمعرفتها.
وهذا كثير جدًّا في تلك الرسوم.. ومن الأخطاء العقدية المنتشرة في تلك البرامج: الانحناء للغير.. حتى تكون الهيئة أقرب ما تكون للسجود والركوع، مثل ما يكون في برنامج "الكابتن ماجد" فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعض بشكل أشبه ما يكون بالركوع للصلاة.. كتعبير للمحبة والصفاء.. وهو ما يحصل - على سبيل المثال في برنامج "النمر المقنع" من وضع مماثل للسجود.
ومنه أيضًا ما يتبادله الشخصيات الكرتونية من عبارات مخلة بالعقيدة؛ مثل "أعتمد عليك" و"هذا بفضلك يا صديقي العزيز"، أو حتى أحيانًا حين ينزل المطر: "ألم تجد وقتًا أفضل من هذا لتنزل فيه؟". وقد يشار إلى بعض تعاليم الديانات الأخرى: فتجد فتاة تطلب الانضمام للكنيسة.. تعلم العادات الدينية.. أو إظهار الراهب ومعه الصليب وإلباس المنضم ذلك الصليب.. أو حتى إظهار الصليب في غير تلك المواطن كأن يظهر رجل قوي وشجاع.. ثم يخرج من داخل ثيابه الصليب ويقبّله.. ويبدأ المعركة. ومنها أيضًا مشهد يتكرر كثيرًا وهو التجاء بطل المغامرة للصليب ليحرق به المخلوقات الشريرة.
واشتمالها على السحر: وهذا كثير جدًّا.. وهم يصورون السحر على أن حكمه يختلف حسب المقصد من استعماله.. كيف ذلك؟
فمرة يصورون الساحر أو الساحرة رجلاً كان أم امرأة قد ملأهما الشر والبغضاء والحسد، يحققون بالسحر ما يصبون إليه من طموحات شخصية على حساب الآخرين.. كما في برنامج "السنافر"، الذي يتمثل في الرجل الشرير.. شرشبيل.
وأحيانًا يصورون الساحر بأنه رجل طيب محب للخير لجميع الناس..، يساعد المظلومين.. كما في السنافر أيضًا، ويمثل بزعيم القرية.. أو كما في برنامج "سندريلا" والتي تصور فيها امرأة ساحرة طيبة.. تساعد سندريلا على حضور حفلة الملك.. والاستمتاع بالرقص !! وغير ذلك..
وبلغ تأثير مثل هذه المشاهد أن الأطفال يرددون كثيرًا من عباراتهم، بشكل نخاف فيه أن يطلب أبناؤنا تعلم السحر، أو على الأقل أن يحبوا الساحر الذي بالغوا في تصوير طيبته لهم. حتى سألت طفلة أمها: "هل الساحرات طيبات؟" فتساءلت الأم ما سر هذا السؤال، وكيف تكون الساحرة طيبة، أجابت الطفلة: "لأنها أحضرت الحذاء لسندريلا".
ولا نقول إلا اللهم سلم اللهم سلم.. عباد الله.. توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي الحمد وأهله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الرسوم المتحركة، سموم متحركة في شرايين أطفالنا دون أن نتنبه لمدى خطورة ذلك، وجدير بنا أن نقف وقفة حازمة مع "ما لا يتطابق مع ديننا وثقافتنا، وعاداتنا، والذي يخلو من الأهداف والقيم النافعة، أو الذي يساعد على تفريغ أطفالنا من خصائصهم الموروثة، أو توجيههم إلى تقبل الانحراف، يجب ألا نتحرج في رفضه، وعدم قبوله".
وقد عرضت فيما سبق إلى عدد من الآثار السلبية، وأواصل الحديث عنها في هذه الخطبة، فمن ذلك: نشر بعض النظريات والأفكار الباطلة: ولعل برنامج "البوكيمون" الهالك، الذي بلغت شهرته ومحبة الأطفال له أن هاموا به، يعد أبرز الأمثلة وأكثرها خطورة، حيث تحولت حلقاته اليومية إلى طعنات متوالية في جسد نائم، فراحت تفتك بثقافة أبنائنا وعقائدهم، وتسطو على أعصابهم وسلوكياتهم، وتمتص أموال الأولياء وربما اهتمامهم، وتوطئ الأكناف لقبول كل ما تتضمنه دون نقاش.. شعارات صهيونية وصليبية.. عبارات إجرامية وإلحادية.. تمكين لنظرية دارون للنشوء والتطور في قلوب الأطفال.. استبدال لكل الشخصيات العظيمة في نفوسهم وطرح شخصيات وهمية تحتل فيها مكانة بلغت من الحب والهيام درجة خيالية.
سألني أحد الأطفال: أليس آش أو بيكاتسشو ولدًا لله "تعالى الله علوًّا كبيرًا" فقلت له: لا.. فالله ليس له ولد، ولماذا تقول ذلك؟ فأجاب: إن الله ينزل المطر وهو ينزل المطر !!
وقدم لي أحد الأساتذة رسالة كتبتها طفلة في السنة الثالثة الابتدائية لطفل في الخامسة الابتدائية أيضًا، امتلأت بالمغازلات العاطفية، وتناثرت فيها القلوب الجريحة، تدعو فيها هذا الطالب أن يتواصل معها عبر الهاتف الذي سجلته في أسفل الصفحة، وتلتمس منه بكل رقة أن يتفضل ببعض كروت البيكومونات، ولا تزال الرسالة في حوزتي حتى الآن.
ويذكر لي أحد رجال الحسبة أنه تلقى اتصالاً هاتفيًّا من رجل يدعوه لزيارة المنزل لتقديم النصح للخادمة في قضية مهمة للغاية، وحينما زاره قال له: إن خادمتنا علمت الطفل الصلاة لبيكاتشو، يقول: فهالني الأمر فلم أصدق، فأراد الأب أن يبرهن له فنادى ولده وأمره أمام صاحبنا أن يصلي، فانتفض الطفل وهب مسرعا إلى داخل المنزل، وأحضر دمية كبيرة لبيكاتشو وجلس بين يديها ورفع يديه كما يصنع المصلي ثم سجد !!
واستوقفني عدد من الآباء يشكون من انتقال العنف الذي يشاهده الأطفال وهم يتابعون هذا المسلسل النكد إلى داخل المنزل، ويصفّون شراهة الأطفال في شراء السلع المحتوية على صور هذا المسلسل، والتي تحتوي بطاقات كتبت عليها عبارات "قوة خارقة" "قوة الماء" "قوة الريح" "قوة النار" ونحو ذلك، وهم يرمون المواد الغذائية ويأخذون البطاقات. إلى جانب الاعتقاد بعلاقة هذه الرسومات بالأفعال الناتجة عنها في المسلسل، ولعمر الحق ما أقربها من أسماء آلهة اليونان القديمة، والتي وضعت لكل قوة في الكون إلهًا معبودًا من دون الله !!
كما انتشرت بين الأطفال لعبة القمار بهذه البطاقات باسمها الصريح، وهي أبعد ما تكون عن شرعنا وبيئتنا.
لقد بلغت هذه المسلسلة الموجهة أوج مجدها في فترة قصيرة؛ حتى طبقت أنحاء العالم، واستعدت الشركة اليابانية المنتجة لها أن تدفع بالمزيد، ولكن ما الذي حدث؟
إن البيئة التي رفضت من قبل ألوانًا من الأفكار المنحرفة، والمذاهب المضلة، والتقليعات الفاسدة، بدأت تتململ وهي تشاهد الآثار الخطيرة لهذه المسلسلة، فاستنهضت همم العلماء والدعاة، فأصدروا تحذيراتهم وفتاواهم، فإذا بالمجتمع يقول في صوت واحد: سمعنا وأطعنا، وفي أيام قليلة تراجعت مبيعات السلع المرتبطة بصور البيكومونات ثمانين في المائة، تبعتها العشرون المتبقية في غضون شهور قليلة، بعد أن قامت وزارة التجارة بمطاردتها في الأسواق ومنعت دخولها، وأخرج الأطفال كل المحتويات التي جمعوها وكسروها وأحرقوها، بل وقاطعوا السلع التي التصقت بها تلك الصور، وراحوا ينشرون الفتوى الصادرة من مشايخنا بأيديهم، حتى قال أحد الأطفال: سوف أشتري كل الألعاب الخاصة بالبيكمون من السوق، فعجب منه أحد زملائه فأجابه: لأني أريد أن أحرقها جميعًا إعلانًا لانتهاء عهد هذه الخرافة.
إن هذه الاستجابة تشير بوضوح إلى عمق الإيمان في مجتمعنا المسلم، وأنه مهما نجح الأعداء في التخطيط لإبعاده عن شخصيته المتميزة فلن يفلحوا أبدًا.. إنها طعنة نجلاء في قلوب المبتزين، الذين يلهثون وراء الدرهم والدينار ولو على حساب مستقبل أمتهم وأبناء جلدتهم. وهي أيضًا إشارة واضحة لنا نحن أولياء الأمور، فكم نكون مخطئين حين نظن أننا لن نستطيع أن نقنع أولادنا بالابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام، فإن أطفالنا قد تربوا في محاضن الإسلام، ومهما أغراهم أعداؤنا بتفاهاتهم وأفكارهم، فإن إرشادهم، ونصحهم، وتوجيههم عمليًّا إلى أفلام أخرى إسلامية المضمون، سوف يحل المشكلة، ويكون البديل الصحيح، بل المعين على تربيتهم بإذن الله.
وللحديث بقية في خطبة قادمة إن شاء الله، نستكمل فيها بعض الآثار السلبية لهذه الأفلام، ونحاول أن نرسم الطريق للتخلص منها، وإيجاد البديل عنها، إن شاء الله.
ثم صلوا وسلموا على معلم الناس الخير ومربي البشرية على منهج الله القويم سيدنا ونبينا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله كما أمركم الله جل وعلا بذلك فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.
اللهم فك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضال المسلمين، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.