البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

اختيار مجالسة الأخيار والحذر من الأشرار

العربية

المؤلف خالد بن عبدالرحمن الشايع
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. وقفات حول قوله تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) وبيان صفات الجليس الصالح .
  2. التحذير من مصاحبة الأشرار .

اقتباس

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) فهم ملازمون لذكر الله -جل وعلا- طرفي الليل والنهار، وفي كل أحوالهم، وهذه أمارةُ صلاحهم واستقامتهم، ولذلك قلَّ أنْ تجد أحدًا محافظًا على طاعة الله، إلا وكان الذكر شعارًا له، فهو لا يَدَع مناسبة ولا مجلسًا ولا ذهابًا ولا إيابًا إلا وهو...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ:

فيقول الله -جل وعلا- في كتابه العزيز: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].

ففي هذه الآية الكريمة يأمر اللهُ -جل وعلا- نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم والخطابُ في هذا للأمة جميعًا- بالحرص على مصاحبة الصالحين، ومجالسة الأخيار والفضلاء، وحثِّ النفس وأطرها على ذلك؛ لأن النفس بما جبلت عليه قد تذهب إلى مجالسة غير الأخيار، وقد تتساهل بمجالسة من فيهم من الشر والضرر ما الله به عليم، ولذا قال -جل وعلا-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)؛ فقوله سبحانه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) يدل على أنَّ هذا الأمر يحتاج إلى أَطْرِ النفس، ويحتاج إلى حثِّها ومصابرتها، فلم يقل جل وعلا: واجلس مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، وإنما قال -وقوله الحق وقوله الصدق والعدل-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ)، فهذه النفس تحتاج إلى أن تُصبَّر على هذه المجالسة، وهذا نوع من أنواع الصبر العظيم، وهو الصبر على طاعة الله -جل وعلا-، وعلى كل ما يؤدي إليه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)، وصف الله -جل وعلا- بصفة كريمة تُميِّز الأخيار والصالحين عن الفُجَّار، وهي ذكر الله -جل وعلا- وملازمته: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)، فهم ملازمون لذكر الله -جل وعلا- طرفي الليل والنهار، وفي كل أحوالهم، وهذه أمارةُ صلاحهم واستقامتهم، ولذلك قلَّ أنْ تجد أحدًا محافظًا على طاعة الله، إلا وكان الذكر شعارًا له، فهو لا يَدَع مناسبة ولا مجلسًا ولا ذهابًا ولا إيابًا إلا وهو ملازم لذكر الله -سبحانه-.

هذه العبادة العظيمة التي ميَّز الله بها عباده الصالحين، ورفعهم بها درجات: (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)، وأيضًا مقصدهم في ذلك ابتغاء وجه الله -جل وعلا-؛ إخلاصًا له سبحانه: (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ).

(وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)؛ فإنَّ النفس ربما توجَّهت إلى العبث واللهو، وإلى التوجه إلى أناس عندهم المال، أو عندهم مِن مُتع الدنيا المعنوية أو الحسيَّة، ما يتوجَّه به الإنسان إليهم: (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، هكذا يكون حالُ كثيرٍ من الناس إنما يجالسون البطَّالين الذين لا ينفعونهم في مجالسهم بالذكر، ولا بالموعظة ولا بالكلم الطيب، ولذلك بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- الفرقَ بين هؤلاء الجلساء والآخرين، فقال كما ثبت في الصحيحين: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أنْ تجدَ منه ريحًا طيبة"، فحامل المسك (بائعه) إذا دخلت متجرَه؛ إما أن يعطيك هدية يقدمها لك، قد يعطيك من الطيب أو يمسه بدنك وثوبك، وإما أن تبتاع منه، تشتري الطيب، وإما على أقل الأحوال أن تجد الريح الطيبة حينما تدخل، فإنك تعبق هذه الرائحة الطيبة، وربما لصقت بثوبك، وربما جعل ما تجربه، فأنت في كل الأحوال مستفيد من مجالسة حامل المسك الصديق الطيب الخيِّر، فإنك في كل الأحوال مستفيد منه في الدنيا وفي الآخرة، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، أما الجليس السوء فهو كنافخ الكير (الحدَّاد) الذي إذا دخلت مكان حدادته، ومكان صنعته، فهو في أحد حالين: إما أن تحرق ثيابك بسبب شرر النار، وما يطير عليك، وإما على أقل الأحوال أن تخرج من هذا المكان وقد التصقت رائحة الحدادة، واحتراق النار والحديد بثوبك، فبتَّ برائحة كريهة مستنفرة منك مستقذرة، وهكذا يكون جليس السوء.

فأقل الأحوال لو كنت صائمًا مصليًا صاحب خير ورشد، لو رُئِيتَ في مجلس رفيق السوء، يقال: فلان يجالس فلانًا لا خير فيه، فاكتسبت منه السمعة السيئة، ولو لم تعمل بعمله، ولم تتأثر بمنهجه، هكذا ينبغي أن يحافظ المؤمن على مجالسة مَن في مجالستهم الخير، وأنْ يحذر من مجالسة أهل الشر.

ولا ريبَ أنه قد استجدت في زماننا اليوم من أنواع الجلساء أشياء جديدة؛ كمن يجالسون الشاشات (إما عبر التلفاز، أو عبر الهواتف) فإنما هو على أحد هذين المسارين؛ إما أن يشاهد ويجالس ما ينفعه في دينه ودنياه، وإما أن يكون على الضد من ذلك، وكم أفسد مثل هؤلاء الجلساء! وكم حرَّفوا من الناس! ولا يزالون على هذا المنوال، ولذلك تكون المفارقة في الآخرة حينما يندم الإنسان ولات ساعة مندم، يقول: (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان:28]، (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).

وقد كان من بعض صناديد قريش لَما بُعِث النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم، قالوا مقولة نظرائهم من الأمم المتقدمة، حينما شاهدوا أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفقراء والمساكين، قالوا: كيف نجالس هؤلاء ونحن سادة قريش ومقدموها؟ كيف نجالس مملوكين، ونجالس الضعفاء والمساكين؟ اطردهم من مجلسك حتى نجلس معك، ولكن هيهات هيهات أنْ يُجابوا إلى ذلك، فليس القرب من الله -جل وعلا- باللون ولا بالنسب ولا بالمال والولد والتلد، ولكن كما قال الله -جل وعلا-: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28] أمرٌ يأمرُ الله -جل وعلا- في تمام هذه الآية الكريمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللأمةِ من باب أَولَى.

(وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) فينبغي أنْ لا يطيع الإنسانُ من أُغْفِل قلبه كذلك عن ذكر الله -جل وعلا-، ومن مقدم هذا الأمر ألا يتصف هو به، ولا يجالس مَن اتصف بها: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا).

فاحذر -يا عبد الله- أن تكون على هذا الوصف، قد أُغْفِل قلبك عن ذكر الله -جل وعلا-، وهذا القلب شديد التأثُّر بما يكون من الأحوال من الطاعة التي تزيد في إيمانه، ويترقَّى في معارج العبودية، حتى يبلغ درجات عليا في الإيمان، ويبلغ منزلة الإحسان، ويكون عند الله -جل وعلا- بالمنزلة العظمى والمكانة السامية؛ حتى يكون وليًّا من أولياء الله -جل وعلا-: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62].

وهذا القلب كما قال الله -جل وعلا-: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) [الأنفال:24]، قد يتساهل الإنسان بالغفلة عن ذكر الله وعن طاعته، معصية تلو أخرى، وسيئة وراء أختها، حتى يغشى هذا القلب غلافٌ لا يجعله مستطيعًا أن يستمع للإيمان، وإنما هو مجبولٌ على العصيان؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إذا عمِل العبد الخطيئة نُكِت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو تاب ورجع صقل قلبه، وإن هو زاد زيد في تلك النكتة السوداء، حتى يغشى قلبه الران"، ثم تلا قول الله -جل وعلا-: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14].

هذا الرين وهذا الغلاف الذي يمنعه من أن يتعظ كما بيَّنه الحديث الآخر في صحيح مسلم، أنَّه عليه الصلاة والسلام قال: "تُعْرض الفتن على القلب كالحصير عُوْدًا عُوْدًا" "عُوْدًا عُوْدًا" مرة بعد أخرى "فأيُّ قلب أُشربها" أُشْرب هذه الفتن وتعلَّق بالعصيان، "فإنه يعود كالكوز مُجخيًّا" كالكوب المقلوب، "لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا" كوبٌ مقلوب مهما حاولت أن تضعَ فيه شيئًا، فإنك لن تستطيع، "لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه".

هكذا تكون حال الإنسان إذا تركه الله -جل وعلا- وخلَّى بينه وبين معصيته: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) لا يسترشد بالإيمان ولا بطاعة الرحمن، ولكنَّه كما قال سبحانه: (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) اتخذ هذه الحياة الدنيا لهوًا ولعبًا، وغرَّته زينتها، وبَعُد عن الطاعات، فلا يزال على عصيان الله، ولا يزال ناكصًا على عقبيه، لا يُقبل على طاعة، وإنما يستزيد من هذه الدنيا آثامًا بعد آثام، وآصارًا وذنوبًا بعد ذنوب وآصار، حتى يلقى ربه -جل وعلا-، فيقول في اللحظات الأخيرة من حياته: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100].

(وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) كان كل حاله وشأنه مفرطًا فيه، لا يستقيمُ على طاعة ولا يستجيب لنصح ولا لإيمان، ولكنه على عصيان الرحمن -عياذًا بالله من مثل هذه الحال-!

فمن مرت أيامُه وهو على مثل ذلك الحال، لا تزيده الطاعات قربًا من ربه، ولا ترفعه درجاتٍ إلى مولاه فإنما هو ممن انطبَقت عليه هذه الآية اتخذ أمره فرطًا، واتبع هواه -عياذًا بالله من ذلك-!

وبعد -أيها الإخوة الكرام- فواجبٌ على المؤمن أن يعظِّم حياته بالطاعة؛ فإنَّ الله -جل وعلا- لم يخلقنا عبثًا، ولم يتركنا سُدًى، ولكن لهذه الحكمة العظيمة بالاستقامة على طاعته، والاستجابة لدعوته جل وعلا: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

ألا وصلوا وسلموا على خيرِ خلقِ الله نبينا محمد، فقد أمرنا الله بذلك، فقال عزَّ من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن عموم صحابته أجمعين، اللهم ارض عنهم وأرضهم يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمعهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهدِ قلوبهم للإيمان، ووفِّقهم لما فيه خير العباد والبلاد.

اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعِد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم ارفع الضر عن كل مكلوم، اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كرب المكروبين.

اللهم ارفع ما نزل من الضر والبلاء بإخواننا في بلاد الشام، اللهم احقِن دماءهم، واحمِ أعراضهم، واحفظ لهم دينَهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اقتل طاغية الشام، اللهم اقتل طاغية الشام، اللهم اقتل طاغية الشام، وأَهْلِك جنده وأعوانه يا قوي يا عزيز.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارْحَمهم كما ربونا صغارًا.

اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، وأعِنَّا فيه على ما تحب من الطاعة يا رحمن.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 181-182].