الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - التاريخ وتقويم البلدان |
قد يقنط الناس عندما يتأخر نزول الغيث, ثم يُنزله الله عليهم برحمته, لحكمة يعلمها, فيفرحون بنزوله, صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً, حتى إنَّ الأرض الميِّتة تحيا فتنبت الزرع النافع للإنسان وللبهائم, ومن الزروع ما يأكلون منه, أو يكون علاجاً للأمراض, ومن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي منَّ علينا بنزول الأمطار, وأغاث البلاد والعباد, ورزقنا من خيره وفضله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, يُحيي ويميت, ويعطي ويمنع, وهو العزيز الحكيم, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيُّه وخليله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون, واشكروه على نزول الأمطار, فإنَّها من النعم العظيمة التي أنعم بها عليكم, فإنَّه هو وحده -سبحانَه وتعالى- الذي يُنزِّل الغيث, قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى: 28]؛ قد يقنط الناس عندما يتأخر نزول الغيث, ثم يُنزله الله عليهم برحمته, لحكمة يعلمها, فيفرحون بنزوله, صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً, حتى إنَّ الأرض الميِّتة تحيا فتنبت الزرع النافع للإنسان وللبهائم, ومن الزروع ما يأكلون منه, أو يكون علاجاً للأمراض, ومن الزروع شجر يستظلون بظلاله عن الشمس أو المطر, ومنه ما يكون حطباً يتدفؤون به, ويوقدون عليه طعامهم, وغير ذلك من الفوائد.
معاشر المسلمين: إنَّ المؤمن يتفكر في نعمة إنزال المطر, كيف نشأ في الجوِّ وكيف حملت السحب الماء الكثير الثقيل, وكيف سارت به واتجهت ومتى يكون نزول المطر ومتى يكون إمساكه, وما في تلك السحب من رعد قوي وبرق يكاد يخطف البصر, في قدرته إلهية عظمى, قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[الروم: 24]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند قوله -تعالى-: (خَوْفًا وَطَمَعًا) أَيْ: تَارَةً تَخَافُونَ مِمَّا يَحْدُثُ بَعْدَهُ مِنْ أَمْطَارٍ مُزْعِجَةٍ، أَوْ صَوَاعِقَ مُتْلِفَةٍ، وَتَارَةً تَرْجُونَ وَمِيضَه وَمَا يَأْتِي بَعْدَهُ مِنَ الْمَطَرِ الْمُحْتَاجِ إليه"(تفسير ابن كثير ت سلامة: 6/ 310).
عباد الله: إنَّ الناس محتاجون أشد الحاجة إلى الغيث, فلو لم ينزل فمن أين يشربون؟ (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 68 - 70]، قال الإمام السعدي -رحمه الله-: "المطر، ينزله الله -تعالى-, فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذباً فراتاً تُسيغه النفوس، ولو شاء لجعله مِلْحاً أجاجاً مكروهاً للنفوس. لا يُنتفع به (فَلَوْلا تَشْكُرُونَ) الله -تعالى- على ما أنعم به عليكم"(تفسير السعدي: تيسير الكريم الرحمن، ص: 835).
معاشر المسلمين: إنَّ مع إنزال المطر تُخرج الأرض نبات كلِّ شيء, نباتات لا تُحصى, ولا يُعرف ما فيها من فوائد وأسرار إلا أقلَّ القليل, منها الحلو والمرّ واللاذع والحامض, وهي ما بين أشجار كبيرة سامقة وشجيرات صغيرة متقاربة, وأهل العقول يمعنون النظر فيها, تفكُّراً, واستبصاراً, فسبحان من خلقها وأنبتها بعد أن كانت معدومة, وسبحان من أحياها بعد أن كانت ميِّتة, قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ)[الأنعام: 99] وقال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فصلت: 39]، وكما أنَّ الله قادر على إحياء الأرض الميِّتة بالمطر, فهو قادر على إحياء الموتى يوم القيامة, وبعثهم من قبورهم.
عباد الله: ومن الأحكام عند نزول أول المطر استحباب كشف شيء من الجسد غير العورة ليصيبه المطر. (ينظر شرح النووي على مسلم: 6/196)؛ قَالَ أَنَسٌ -رضي الله عنه-: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: "لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ -تعالى-"(أخرجه مسلم: 898).
ومن السُّنَّة أن يقول عندما يرى المطر اللهم صيباً نافعاً؛ لحديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا"(أخرجه البخاري: 1032). وفي رواية "اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا"(أخرجه أبو داود: 5099).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "إنَّ الدُّعَاءَ الْمَذْكُورَ يُسْتَحَبُّ بَعْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ لِلِازْدِيَادِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ مُقَيَّدًا بِدَفْعِ مَا يُحْذَرُ مِنْ ضَرَرٍ"(فتح الباري لابن حجر (2/ 519).
معاشر المسلمين: إذا اشتد المطر وخُشِيَ من الضرر منه, فعلى المؤمن أن يدعو بهذا الدعاء اللهم حَوَالَينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَبَيْنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلَكَ المَالُ وَجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الغَدِ وَبَعْدَ الغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ - أَوْ قَالَ: غَيْرُهُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وَغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا" فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ"(أخرجه البخاري: 933، ومسلم: 897). وفي هذا الحديث كرامة الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وإجابته لدعوته.
معاشر المسلمين: ومن الأحكام حال نزول المطر الكثير الذي يشق معه الخروج من البيت: جواز جمع صلاة العصر مع الظهر والعشاء مع المغرب, وجواز أن يقول المؤذن بعد انتهائه من الأذان صلوا في رحالكم.
عن سعيد بن جبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ"؛ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا، لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: "أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ"(أخرجه مسلم: 705).
وقال الإمام ابن باز -رحمه الله-: "المسلمون في القرى والأمصار إذا نزلت بهم الأمطار فصارت الأسواق فيها الدحض والزلق والسيول فإنهم يجمعون بين المغرب والعشاء جمع تقديم لئلا يشق عليهم الخروج للعشاء مع وجود المطر المتتابع"(فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر: 13/123).
وسئل -رحمه الله- عن حكم الصلاة عند المطر، هل يقول المؤذن: صلوا في رحالكم، وهل يجمعون؟ فأجاب: "إذا كان فيه مشقة وقال: صلوا في رحالكم. فلا بأس، وإن جمعوا فلا بأس". (فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر 13/ 129).
وعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا، فَقَالَ: "لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فِي رَحْلِهِ"(أخرجه مسلم 698).
معاشر المسلمين: من التهاون الملاحظ على بعض المساجد جمع أهلها بين الصلاتين في المطر الخفيف الذي لا يكون فيه مشقة, قال الإمام صالح الفوزان -حفظه الله-: "بعض الإخوان يستعجل من حين يرى شيئاً يسيراً من المطر يجمع، مع أنه ما حصل مشقة ولا حصل وحل وليس هناك مطر ينزل، وإنما رأى السحاب أو الغيوم بالسماء, توقع نزول المطر أو ينزل مطر خفيف ليس فيه مشقة والأرض ليس فيها وحل، هذا لا داعي للجمع، لأن الصلوات مفروضة في مواقيت محددة قال -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)[النساء: 103]؛ فلا يجوز الجمع إلا لمبرر شرعي ووجود الوحل أو المياه المتجمعة في الطرق على الإسفلت تشق على الناس تجاوزها وقطعها.. أو مطر نازل مستمر، هنا الجمع أفضل من أجل رفع الحرج عن المسلمين"(ينظر: موقع الشيخ https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/11647).
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على ما أنعم به علينا من أمطار وغيث مدرار, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, القائل في كتابه الكريم: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذاريات: 22]، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون.
معاشر المسلمين: إنَّه في حال الأمطار ينبغي أن يُحذرَ من أماكن تجمع المياه, ومن بطون الأودية, فإنَّ بعضاً من قائدي السيارات قد يخوض حوض وادٍ يجري فيه السيل, إما استعراضاً أو استهتاراً بقوة السيل, فيعرِّض نفسه ومن معه للخطر, وقد يجرفه السيل مع سيارته, إن لم يستطع الناس اللحاق به وإنقاذه, فيَهلَك وقد تبحث عنه فرق الإنقاذ ساعات طويلة قد تصل إلى عدَّة أيام.
وكَم فُجِعَ أناس بطفل أو شاب أو فتاة لغرقهم في سيل, فإياكم أن تقتربوا بأُسَركم من مواقع الخطر, فيحصل الندم حينما لا ينفع الندم, وأنتم أيها الشباب لا تتهاونوا في ذلك, وابتعدوا عن مجاري السيول وبطون الأودية ومستنقعات المياه, ولكم أن تستمتعوا بجريانها ومشاهدتها في أماكن مأمونة لا خطر فيها.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]؛ اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين ودمِّر أعداء الدين واجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين, اللهم أصلح أحوال المسلمين وولِّ عليهم خيارهم, اللهم أصلح ولي أمرنا وولي عهده وأرهما الحق حقّا وارزقهما اتباعه، وأرهما الباطل باطلاً وارزقهما اجتنابه, وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان, اللهم أصلح أحوال أهلنا في فلسطين وفي سوريا وفي العراق وفي بورما وغيرها من بلاد المسلمين, اللهم عليك بمن يحارب دينك وجندك وأولياءك وعبادك الصالحين, اللهم عليك بالصهاينة والصليبيين والمجوس والروس والحوثيين المعتدين, اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا, اللهم مزقهم وزلزلهم واشدد وطأتك عليهم, وفرقهم وشتت شملهم وأدر الدائرة عليهم, اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك الذي لا يرد عن القوم الظالمين.
اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن, سدد رميهم وثبت أقدامهم وانصرهم على الحوثيين وأعداء الملة والدين, فإنَّه لا ناصر لهم إلا أنت يا قوي يا عزيز.
اللهم بارك لنا فيما أنزلت علينا من الغيث المدرار, وزدنا من بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين, اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا ونساءنا وذرياتنا, واشف مرضانا ومرضى المسلمين, اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها وزدها قوة وأمنا ورخاء وشكرا وتمسكا بالدين, وانصرها على أعدائها أجمعين.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.