الوكيل
كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
معنى النصيحة لأئمة المسلمين: محبة الخير لهم، ومحبة عدلهم والفرح بتوفيقهم، وعدم غشهم، وعدم خيانتهم، وألا يخرج عليهم، وألا يظاهر عليهم، ومعاونتهم على الحق، وطاعتهم في غير معصية، والدعاء لهم بالتوفيق وإصابة الحق في أقضيتهم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله ذي العز والكرم، بارئ النَّسَم، واسع الفضل والنِّعَم، أحمد ربي وأشكره على آلائه التي نَعلم والتي لا نَعلم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأعز الأكرم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، الذي آتاه اللهُ جوامعَ الكَلِمِ، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الذين هُدُوا إلى الصراط الأقوم.
أما بعد: فاتقوا الله -جل وعلا- بالتقرب إليه بالأعمال الصالحات، ومجانبة المحرَّمات، فما فاز إلا المتقون، وما خاب وخسر إلا المتبعون للأهواء والمفرطون.
أيها المسلمون: حاسِبوا أنفُسَكم قبل أن تُحَاسَبوا، وأيقِظوا القلوبَ من غفلتها، وكُفُّوا النفوسَ عن محرمات لذائذها، وبادِروا بالتوبة قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، وتعذُّر العمل، فأنتم ترون سرعة انقضاء الأعوام، وتصرُّم الأيام، وما بعد الحياة إلا المماتُ، وما بعد الموت إلا دار النعيم أو دار العذاب الأليم.
وكما تعملون للدنيا الفانية فاعملوا للآخرة الباقية، قال تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[الْأَعْلَى: 16-17].
أيها المسلمون: أقبِلوا على كتاب ربكم، ففيه عزكم وسعادتكم، وصلاح أحوالكم وفيه فوزكم بعد موتكم، وبه عصمتكم ونجاتكم من الفتن التي تتكاثر كلما قربت القيامة، وتشتبه في أول ورودها، وتستبين في آخِر أمورها، فلا ينجو منها إلا من اعتصم بالقرآن والسُّنَّة، ولزوم الجماعة، فتتدبروا كتابَ الله -عز وجل-، واعملوا به، واحفظوا من سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يقوم به الدين، وتصح به العقيدةُ، وتكمل به العبادة، لاسيما الأحاديث الجامعة لأحكام الإسلام، المشتملة على الفضائل، واعرفوا معانيَها للتمسك بها والعمل، فهذا منهج السلف الصالح، الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التَّوْبَةِ: 100]، وأُورد في هذا المقام حديثًا من جوامع الكلم، يجب العمل به على كل مسلم ومسلمة، في كل الأحوال، ويلزم التمسكُ به من الرجال والنساء، ما دامت الأرواح في الأجساد، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" (رواه مسلم، من حديث تميم الداري -رضي الله عنه-)، وقد رواه غير مسلم كثير من المحدثين، وهو حديث ذو شأن عظيم، قال الإمام أبو داود: "الفقه يدور على خمسة أحاديث، الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وحديث: لا ضررَ ولا ضرارَ، وحديث: إنما الأعمال بالنيات، وحديث: الدينُ النصيحةُ، وحديث: ما نهيتُكم عنه فاجتَنِبوه، وما أمرتُكم به فَأْتُوا به ما استطعتُم".
وقال الحافظ أبو نُعيم: "هذا حديثٌ له شأنٌ" ذكر مسلم بن أسلم الطوسي أن حديث: "الدين النصيحة" أحد أرباع الدين.
ومن الأدلة على أن هذا الحديث واجب على كل مسلم ومسلمة في كل حال دائما، أن الله -تعالى- أسقط بعض العبادات عن بعض المكلَّفين للعذر ولبعض الأسباب، ولم يسقط النصح بأي عذر، وبأي حال، قال الله -تعالى-: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 91]، فبيَّن اللهُ أنه لا يَعذر مسلمًا بالتخلي عن النصيحة طرفة عين.
ولم يسأل الصحابة عن معنى النصيحة؛ لعلمهم بما تدل عليه من معاني الدين الواسعة بالمطابقة والتضمُّن والالتزام، فهي تشمل مراتب الإسلام والإيمان والإحسان، وإنما سألوا: لمن تكون ومن هم المستحِقُّون لها، وأصل معنى النصح: تخليص الشيء من الشوائب، والأخلاط والدواخل والمكدرات، يقال: نصح العسل إذا خلصه ونقاه من الشمع.
ومعنى النصيحة لله -تعالى-: محبته والتذلل والخضوع له -سبحانه- والاستسلام والانقياد لشرعه طلبا لرضوانه وثوابه، وخوفا من غضبه وعقابه، قال سبحانه: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجْدَةِ: 15-16]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 165]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَحِبُّوا الله من كل قلوبكم لما يَغْذُوكم به من النعم".
وأعظم النصيحة لله -عز وجل- عبادته -سبحانه- وحده لا شريك له بإخلاص وسُنَّة ومتابَعة لهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتخصيص الرب بأنواع العبادات كلها بالدعاء والاستعانة والاستغاثة والتوكل، قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)[الْجِنِّ: 20]، والرب -جل وعلا- يُعبد لِمَا له من صفات الكمال والجلال، ولتقدُّسه وتنزهه عن صفات النقص، ولِمَا له على خلقه من النعم، ولافتقار العباد إلى رحمته، فالعبادة سبب لخيراته، وسبب لدفع الشرور عن الإنسان بحياته، وبعد مماته، والنصيحة لله -تبارك وتعالى- أيضا بإثبات ما أثبته الله لنفسه، في كتابه، وأثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات على ما كان عليه السلف الصالح -رضي الله عنهم-.
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله -تعالى-: "أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي" (رواه أحمد، والطبراني في الكبير).
ومعنى النصيحة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- محبته وتوقيره وتعظيم سُنَّته، وفعل أوامره واجتناب نواهيه وعبادة الله بشرعه، ومتابعة هديه، وتصديق أخباره، ونشر حديثه، والدعوة إلى دينه، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النُّورِ: 54].
ومعنى النصيحة لكتاب الله -تبارك وتعالى-: تعظيم القرآن الكريم، ومحبته والاجتهاد في تعلمه وتعليمه، والتفقه في أحكامه وتلاوته تلاوة صحيحة، وفعل أوامره، وترك نواهيه، ومداومة تلاوته، وحفظ حروفه وحدوده، ومعرفة تفسيره ومعانيه، وما يراد منه، وتدبره، والتخلق به، والرد على المنحرفين في فهم القرآن والسنة، ودحض أباطيلهم والتحذير منهم، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[الْإِسْرَاءِ: 9].
ومعنى النصيحة لأئمة المسلمين: محبة الخير لهم، ومحبة عدلهم والفرح بتوفيقهم، وعدم غشهم، وعدم خيانتهم، وألا يخرج عليهم، وألا يظاهر عليهم، ومعاونتهم على الحق، وطاعتهم في غير معصية، والدعاء لهم بالتوفيق وإصابة الحق في أقضيتهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا مَنْ وَلَّاه اللهُ أمرَكم" (رواه مسلم).
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إنما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تحبون في الفُرْقة، والنصيحة جِماعُها سلامةُ الصدرِ"، وعن جبير بن مطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين" (رواه أحمد، والحاكم).
وعن معقل بن يسار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا لم يدخل الجنة" (رواه البخاري، ومسلم، وأحمد).
ومعنى النصيحة لعامة المسلمين: إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم، وستر عوراتهم، وسد حاجاتهم، وعدم الغش والخيانة لهم، ومجانبة الحسد لهم، والتحمل لهم.
والنصح صفة الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والتسليم-، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 128]، وقال عن نوح -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ)[الْأَعْرَافِ: 62]، وقال عن هود -عليه السلام-: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)[الْأَعْرَافِ: 68]، وقال عن صالح -عليه السلام-: (لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ)[الْأَعْرَافِ: 79]، والنصح من صفات المؤمنين، قال الله -تعالى- عن مؤمن يس: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)[يس: 26-27]، قال ابن عباس: "نَصَحَ قومَه في حياته، وبعد مماته" قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الْحُجُرَاتِ: 10]، وقال عز وجل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله علام الغيوب، مقلِّب القلوب، كاشف النوازل والكروب، أحمد ربي وأشكره على نعمه كلها، المتقدمة والمتأخرة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، غفار الذنوب، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، المصطفى، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأتقياء الشرفا.
أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- في السر والعلانية، فبالتقوى تنالون أعلى الدرجات، وتفوزون بالخيرات في الحياة وبعد الممات.
عباد الله: تدبروا قول الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 71]، ففي هذه الآية تعاوُن وتناصُر، وتناصُح وتكافُل، وأُخُوَّة ورحمة ومودة.
وعن جرير بن عبد الله قال: "بايعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم" (رواه البخاري، ومسلم).
وقال أبو بكر المزني: "ما فاق أبو بكر -رضي الله عنه- أصحابَ رسول -صلى الله عليه وسلم- بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وَقَرَ في قلبه، قال ابن عُلَيَّةَ: الذي كان في قلبه الحب لله -عز وجل- والنصيحة في خلقه".
وعن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له" (رواه أحمد، والطبراني في الكبير).
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا"، فصلوا وسلموا على سيد المرسلين، وإمام المتقين.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليما كثيرا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم بِمَنِّكَ وكرمك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين يا رب العالمين.
اللهم دمِّر أعداءك أعداء الدين، إنك على كل شيء قدير، اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، يا رب العالمين.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نعوذ بك أن نظلم أو نظلم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم تولَّ أمرَ كل مؤمن ومؤمنة، وأمر كل مسلم ومسلمة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ألِّفْ بين قلوب المسلمين، اللهم ألِّفْ بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن توفقهم وأن تؤلف بين قلوبهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم فقهنا في الدين، اللهم فقهنا في الدين، اللهم فقهنا والمسلمين في دينك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ادفع عنا الغلا والبلا والوبا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعذنا والمسلمين من الخبائث، اللهم أعذنا والمسلمين من الخبائث، اللهم أعذنا وأعذ ذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه وأوليائه يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم إنا نسألك أن تعيذ المسلمين وذرياتهم من الشيطان الرجيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك أن تقضي الدين عن المدينين من المسلمين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه إنك على كل شيء قدير، اللهم واحفظ جنودنا يا ذا الجلال والإكرام، في أموالهم وفي أنفسهم وفي دمائهم وفي أهليهم إنك على كل شيء قدير.
اللهم وَفِّقْ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ لِمَا تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن توفقه للرأي السديد، والعمل الرشيد، اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وخذ بناصيته للبر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، وانصر بهما الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.