الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - الحكمة وتعليل أفعال الله |
ختم الله هذه السورة العظيمة الجليلة الكبيرة بهذه التعاليم الكريمة بالتوبة والإنابة، والعفو عن التقصير والذلة، والسؤال للرحمة والمغفرة والدعاء والتضرع والنداء وطلب النُّصرة. ومن المناسبات...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي منَّ علينا بسورة البقرة، وأودعها الأحكام والفوائد والحكمة، وجعلها حصنًا من الشياطين والسحرة، وقراءتها وأخذها بركة.
وأشهد أن لا إله إلا الله خصَّ خواتيم البقرة بمزيدٍ من العطاء والفوائد المنتثرة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أخبر أن قراءة خاتمة البقرة درعٌ وحمايةٌ وجُنة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة والتابعين بإحسان ومن تبعهم من الخيرة.
ما بعد:
عباد الله: فاتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ، واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون، استعدوا وتهيئوا فالرحيل قادم، وتخلَّصوا وخلِّصوا فالموت هادم، وأكثروا من الطاعات فالأعمال بالخواتيم، وتوبوا قبل أن تموتوا، فالعمر زائلٌ وهازم.
عباد الله: مضى معنا في جمعةٍ سالفة في فضل سورة البقرة وما فيها وبها من الدرر المنتثرة، ومعنا في هذه اللحظات الفوائد المقررة من خواتيم سورة البقرة، خواتيم سورة البقرة أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وهي بهذه المثابة.
ولمَّا كانتا كثيرًا ما تطرق أسماعنا في صلواتنا، ويحفظها كبارنا وصغارنا، ونحن بحاجةٍ ماسةٍ إليها ناسب ذكرها وفهمها ومعرفتها.
فمعنا الحلقة الأولى في فضلهما ونزولهما ومناسبتهما، خصَّ الله آخرها بمزيدٍ من البركة، وهي: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)[البقرة: 284] الآيات.
فقد جاء الفضل العظيم بأن الخواتيم كفايةٌ وحماية، وعطاءٌ وهداية؛ ففي الصحيحين فضل هاتين الآيتين: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)[البقرة:285]، إلى آخرهما.
فعن ابن مسعودٍ –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"؛ أفاد هذا الحديث فوائد عِدة:
الأولى: تخصيص هاتين الآيتين من آخرها بكمالهما.
الثانية: أن قراءتهما من أوراد الليل خاصة، وليستا من أوراد المساء والصباح والنوم.
الثالثة: أن الليل يدخل بغروب الشمس، فمتى قرأها الإنسان من أول الليل أو أوسطه أو آخره حصل له ذلك، وكلما بادر بالقراءة حتى ولو بعد غروب الشمس مباشرة كان أفضل وأكمل في الكفاية والحماية.
الرابعة: فضل هاتين الآيتين لِما اشتملتا على الإيمان بالله ورسوله وملائكته وكُتبه واليوم الآخر، ورفع الحرج والمشقة، وطلب العفو والمغفرة والرحمة.
الخامسة: لما كان الليل لانتشار الشياطين وفساد المفسدين جعل الله للعبد ما يحفظ به نفسه وداره وأهل بيته.
السادسة: أنهما كفاية ودرعٌ وحفظٌ وعناية واختُلِف في هذه الكفاية، والصحيح الأعم ما ذكره ابن حجر والنووي وابن القيم العَلم؛ أن الصحيح كفتاه من شرّ ما يؤذيه، فهما من الأوراد المتينة التي تمنع الأذى والشر، والإفساد والضرر، وتُعوِّذ العبد من كل سوء، فهما حفظٌ للعبد من كل مكروه وعينٍ وسحرٍ وضرر ومصيبةٍ وآفةٍ وشيطانٍ مؤذٍ وسوءٍ وشرّ، فتحفظان العبد من شياطين الإنس والجن، وتقيانه من مُضلات الشرور والفتن، وربنا يقول: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)[الزمر:36].
ولفظ رسول الله عامٌ في قوله: "كَفَتَاهُ"، فيشمل ما يضر في دين العبد ودنياه.
ومن فضلهما: أنهما من خصائص نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمة، وأنهما نورٌ وبركة، وخصائص هذه الأمة؛ ففي مسلم عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده جبريل إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: "هذا بابٌ قد فُتِح من السماء ما فُتِح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته".
ففي هذا الخبر عشر فوائدٍ ودُرر:
الأولى: أنهما من خصائص نبينا.
ثانيًا: أنهما من خصائص هذه الأمة.
ثالثًا: أنهما نزل بهما ملكٌ خاص.
رابعًا: أنهما فُتِحا لهما بابٌ من السماء خاص.
خامسًا: أنهما ما سألا عبدٌ ما بهما إلا أعطاه الله ما فيهما.
سادسًا: أنهما نورٌ وكفى بالنور نور.
سابعًا: أنهما نزلتا بحضرة جبريل، ومحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهما.
ثامنًا: أنهما بُشِّرا بهما نبينا، والتبشير تفاؤلٌ ورجاء، وحُسن ظنٍ وهناء.
تاسعًا: أنهما حمايةٌ في حماية، فالبقرة حماية، وهما أخص بذلك الحماية.
عاشرًا: أنهما استجاب الله للدعاء لمن سأل بهما.
ومن فضائلهما: ما رواه أحمد والطبراني وأبو داود الطيالسي بسندٍ صحيحٍ عن أبي ذرٍّ –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي".
ومن فضائلهما: أنها أُعطيهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء؛ لِما روى مسلم عن عبد الله بن مسعودٍ الحديث وفيه في قصة الإسراء، فأُعطي رسول الله ثلاثًا: "أُعطي الصلوات الخمس، وأُعطي خواتيم سورة البقرة".
ومن فضائلهما: أنهما وردٌ وإعاذةٌ من الشياطين في البيوت، فعند الترمذي وأحمد والدارمي والنسائي عن النعمان بن بشيرٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ"(حسَّنه الترمذي وابن حجر وغيرهما).
ففي هذا أنهما وردٌ ليليٌّ منزلي، فلنحافظ عليهما لنطرد الشياطين عن بيوتنا وعنَّا، ونحفظ بذلك ديارنا وأبنائنا.
ومن فضلهما: أن الله أجاب من دعا بما فيهما، ففي مسلمٍ: "لما نزلت (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، قال الله تعالى: "نعم"، ثم قال: (رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا)، قال الله: "نعم" (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ)، قال الله: "نعم"، (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا)، قال الله: "نعم".
وفي روايةٍ قال في كل ذلك: "قد فعلتُ".
ومن فضلهما: ما رواه مسلمٌ أيضًا: نزلتا فرجًا ومخرجًا، وتيسيرًا وتسهيلاً، فجاء عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما نزلت (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)[البقرة:284] قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله، فأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم بركوا على الرُّكَب، فقالوا: أي يا رسول الله كُلِّفنا من العمل ما لا نُطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أُنزِلت عليك هذه الآية ولا نُطيقها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ؛ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[البقرة:285]، فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها (آمَنَ الرَّسُولُ)[البقرة:285]، فلما فعلوا ذلك نسخها الله وأنزل (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة:286]".
وكان السلف عليها حريصون على العلم والتعليم، وجاء في الأثر عن جبير بن نفير: "فاقراؤهما وعلموهما أبناءكم ونساءكم فإنهما قرآنٌ وصلاةٌ ودعاء".
وقال عليٌّ –رضي الله عنه-: "ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام قبل أن يقرأ خواتيم البقرة".
فاحرصوا عليهما واقراؤهما وأقرِؤهما..
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحِكمة.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أيها المسلمون: وأما سبب نزولها فسبق أن الصحابة لما نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)[البقرة:284]؛ جاؤوا على رسول الله وبركوا الرُّكب، وقالوا: يا رسول الله كُلِّفنا من العمل ما لا نُطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أُنزِلت عليك هذه الآية...، الحديث (رواه مسلم).
وعند مسلم لما نزلت هذه الآية (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ)[البقرة:284]، لم يدخل قلوبهم من شيءٍ، قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا" قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله (آمَنَ الرَّسُولُ)[البقرة:285].
وجاء عن سالم عن عبد الله بن عمر أن أباه قرأ: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)[البقرة:284]، فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله حين أُنزِلت فنسختها الآية التي بعدها (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة:286](رواه ابن أبي شيبة والحاكم والطبري).
وأما مناسبتها؛ فيقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السَّنية: "لما ذكر سورة البقرة، ثم ذكر بعد ذلك أحكام النكاح، والوالدات، والصدقات، والديون، والربا، ثم ختمها بالدعاء العظيم المتضمن وضع الآصار والأغلال والعفو والمغفرة والرحمة، وطلب النُّصرة على القوم الكافرين الذين هم أعداء ما شرعه الله، ما شرعه من الدين في كتابه المبين". انتهى.
ومن المناسبات: أن الله ذكر في أول الفاتحة مدح المؤمنين المتقين الذين يؤمنون بالغيب، ومدحهم في آخرها بأنهم استجابوا وانقادوا وأسلموا وأطاعوا؛ فهكذا المؤمن تطبيقًا واستسلامًا وتحقيقًا.
ومن المناسبات: جمع بين الدعاء في أول الفاتحة بالهداية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)[الفاتحة:6-7]، وفي آخرها بالمغفرة والعفو والرحمة والثبات على هذه الهداية والنَّصر على أعداء المِلة (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[البقرة:286].
ومن المناسبات: أن الإيمان هو مفتاح كل شيء، فمن آمن استجاب، ففي أول السورة إيمان، وفي آخرها استجابةٌ وبرهان.
ومن المناسبات: لما ضمَّن الله هذه السورة أكثر علم الأصول والفروع من دلائل التوحيد والنبوة، والصلاة والزكاة، والمعاد والقصاص، والصوم والحج والجهاد، والحيض والطلاق والعِدة والخُلع والإيلاء والرضاعة، والربا والبيع، وكيفية المداينة، ناسب تكليفه إيانا بهذه الشرائع أن يذكر أنه تعالى مالكٌ لِما في السماوات وما في الأرض فهو يُلزم من يشاء من مملوكاته بما شاء من تعبداته وتكليفاته.
ولما كان محل اعتقاد هذه التكاليف هو الأنفس وما انطوى عليه من النيات وثواب ملتزمها وعقاب تاركها إنما يظهر في الدار الآخرة نبَّه على صفة العلم التي بها تقع المحاسبة في الدار الآخرة.
ومن المناسبات: رفع الحرج والمشقة والنسيان والخطأ عمَّا كان مما سبق ذكره في هذه السورة من الأحكام لمن كانت هذه حاله، وهذه صفته.
ومن المناسبات: العلم بالنيات في باب العبادات والتعاملات والمعاملات، فكما سبق فإنما الأعمال بالنيات فلا عمل إلا بنية، فختم الأحكام من العبادات والمعاملات والجنايات وحقوق النساء الضعيفات بعلمه واطلاعه، وأنه لا تخفى عليه ما انطوت عليه الصدور وأخفاه العبد المأثور.
ومن المناسبات: ختم الله هذه السورة العظيمة الجليلة الكبيرة بهذه التعاليم الكريمة بالتوبة والإنابة، والعفو عن التقصير والذلة، والسؤال للرحمة والمغفرة والدعاء والتضرع والنداء وطلب النُّصرة.
ومن المناسبات: أن الإنسان مهما قام مما أوجب الله عليه لا بُدَّ من التقصير والنقص فناسب دعاء الله بعد سرد الأحكام بالعفو والمغفرة والرحمة.
ومن المناسبات: إثبات الكمال والجمال والجلال والعظمة للكبير المتعال، وأن العبد قاصرٌ مُقصِّر، ومذنبٌ مُفرِّط.
أنا الفقير إلى رب البريات | أنا المسكين في مجموع حالاتي |
أنا الظلوم لنفـسي وهي ظالمتي | والخير إن يأتنا من عنده يأتي |
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ)[فاطر:15]؛ فحاجة العبد إلى عفوه ومغفرته ورحمته وإحسانه حاجةٌ ماسة.
ومن المناسبات: أن كل من في السماوات والأرض عبيد مربوبون وُجِدوا بتخليقه وتكوينه، كان ذلك غاية الوعد للمطيعين، ونهاية الوعيد للمذنبين.
هذا ما تيسر من فضلهما ومناسبتهما ونزولهما، وسيأتي –إن شاء الله- في الجمعة القادمة فوائدهما وآثارهما، وما فيهما من الحِكم وثمارهما.
أيها المسلمون: صلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله.
طابتْ بك الذكرى فساقتْ عِطْرها | وِردًا شَذاه لدى البَرِيّة مُنْتَقى |
صلى عليك الله يا خير الوَرى | ما لاحَ نجمٌ في البسيطة وارتقى |