البحث

عبارات مقترحة:

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

ثمار الزكاة وأثرها على القلب

العربية

المؤلف ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. أهمية الزكاة ومكانتها في الإسلام .
  2. بعض آثار الزكاة على القلب .
  3. بعض فضائل الزكاة الأخروية .
  4. من الآثار الخُلقية للزكاة .
  5. بعض الفوائد الاجتماعية للزكاة .

اقتباس

هذا الفرض العظيم والواجب المؤكد ليس فقط مجردَ تكليفٍ؛ بل لها آثارٌ عظيمة على القلوب، وفضائلُ جمة يجنيها الفرد والمجتمع الذي تؤدى فيه الزكاة، وثمارٌ يقطفها المؤدِي والمؤدى إليه، سنعرِّج على بعضها هنا في هذه الخطبة المباركة، ونسأل اللهَ أن ينفعنا بما...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:

أيها المسلمون: الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين وأداء الصلاة، وهي عمود من أعمدة الدين التي لا يمكن أن يقوم الدينُ إلا بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ"(متفق عليه).

ويكفر جاحدُ الزكاة ومنكرُ وجوبها، ويُقاتل من منعها حتى يؤديها؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة.."(البخاري ومسلم).

وقد امتثل الصحابة هذا الأمر؛ فقاتل أبو بكر -رضي الله عنه- مانعي الزكاة؛ فعن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: "لـمَّا تُوفِّيَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- واستُخلِفَ أبو بكرٍ، وكَفَر مَن كَفَر مِنَ العَرَبِ، قال عُمَرُ: يا أبا بكرٍ، كيف تُقاتِلُ النَّاسَ، وقد قال رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: أُمِرتُ أن أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فمَن قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، عَصَمَ منِّي مالَه ونفسَه إلَّا بحقِّه، وحسابُه على اللهِ؟ قال أبو بكرٍ: واللهِ لأقاتِلَنَّ مَن فرَّقَ بين الصَّلاةِ والزَّكاةِ؛ فإنَّ الزَّكاةَ حقُّ المالِ، واللهِ لو منعوني عَناقًا كانوا يؤدُّونَها إلى رسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لقاتَلْتُهم على مَنْعِها. قال عُمَرُ: فواللهِ ما هو إلَّا أن رأيتُ أنْ قد شرَحَ اللهُ صَدْرَ أبي بكرٍ للقِتالِ، فعَرَفْتُ أنَّه الحَقُّ"(رواه البخاري ومسلم).

وقد اقترن ذكر الزكاة بالصلاة في كتاب الله تعالى؛ فلا تكاد تذكر بدونها، ومن ذلك قولُه تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ)[البقرة:110]، وقوله -عز وجل-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)[البقرة: 43]، وقال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 277].

هذا الفرض العظيم والواجب المؤكد ليس فقط مجردَ تكليفٍ؛ بل لها آثارٌ عظيمة على القلوب، وفضائلُ جمة يجنيها الفرد والمجتمع الذي تؤدى فيه الزكاة، وثمارٌ يقطفها المؤدِي والمؤدى إليه، سنعرِّج على بعضها هنا في هذه الخطبة المباركة، ونسأل اللهَ أن ينفعنا بما نقول ونسمع.

أيها المؤمنون: إنَّ من أعظم ما يجنيه من يؤدي الزكاة: أن أداءه للزكاة وهو راض النفس دليلٌ على التقوى، وطريق موصل إلى جنات النعيم؛ كما قال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[الذاريات:15-9].

وعن أبي الدَّرداءِ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "خمسٌ مَن جاءَ بهنَّ مع إيمانٍ؛ دخل الجنَّةَ: من حافظَ على الصَّلواتِ الخمْسِ: على وضوئِهنَّ وركوعهنَّ وسجودِهنَّ ومواقيتِهنَّ، وصامَ رمضان، وحجَّ البيتَ إنِ استطاعَ إليه سبيلًا، وأعطى الزَّكاةَ طيِّبةً بها نفسُه". (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

كما أن من يؤدي الزكاة طيبةً بها نفسه سيذوق طعمَ الإيمان وحلاوته؛ فإنَّ للإيمان -أيها الإخوة- طعماً وحلاوةً لا يتذوقها كلُ أحد؛ بل هناك أعمال وصفات هي من توجب لصاحبها أن يتذوق حلاوة وطعم الإيمان، ويستشعر جماله وعظمته، ومن ذلك أداء الزكاة عن طيب نفس؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ مُعاويةَ الغاضريِّ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ثلاثٌ مَن فَعَلَهنَّ فقد طَعِمَ طعْمَ الإيمانِ: مَن عبَدَ الله وحْده، وعلِمَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأعطى زكاةَ ماله طيِّبةً بها نفسُه، رافدةً عليه كلَّ عامٍ، ولم يُعطِ الهَرِمةَ ولا الدَّرِنةَ ولا المريضةَ ولا الشَّرَطَ اللَّئيمةَ، ولكنْ مِن وسَطِ أموالِكم؛ فإنَّ اللهَ لم يسألْكم خَيرَه ولم يأمُرْكم بشَرِّه"  (رواه أبو داود وصححه الألباني).

إخوةَ الدين: إنَّ المحافظةَ على إخراج الزكاة، وأدائها في وقتها سبب من الأسباب التي تُبلغ المرءَ منزلةً عاليةً؛ منزلة الصديقين والشهداء، ونعم تلك المنزلة من منزلة، وما أعظم تلك الرتبة العالية؛ فعن عمرِو بن مُرَّة الجُهنيِّ -رَضِيَ اللهُ عنه-، قال: "جاء رجلٌ من قُضاعةَ إِلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال: إِنِّي شهدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ الله، وصليتُ الصلواتِ الخَمْسَ، وصُمتُ رمضانَ وقمتُه، وآتيتُ الزَّكاةَ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ". (صححه الألباني)

عباد الله: إنَّ الله تعالى يضاعف أجور الزكاة، ويبارك حسناتها وينميها؛ فأجرها ابتداءً عظيمٌ، وثوابها جزيلٌ، ومع ذلك يضاعفه الله تعالى؛ فأي خير عظيم هذا؟! وأي عمل مبارك هذا العمل؟! قال -عزَّ من قائل-: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)[البقرة: 276]، وقال -جل وعلا-: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)[الروم: 39]، وقال نبيكم -عليه الصلاة والسلام-: "من تصدق بعدل تمرة -أي ما يعادل تمرة- من كسب طيب، -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يأخذها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل"(رواه البخاري ومسلم).

والصدقة -أيها الأحبة- يمحو الله بها الخطايا، قال النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- "والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار"(رواه الترمذي، وقال حسن صحيح).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد النّبي الأمي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

معاشر المؤمنين: إنَّ للزكاة آثارًا خُلقية تتجلى حين يقوم الناس بما يتوجب عليهم من الزكاة، وتظهر حين يؤدون الواجب عليهم من أموالهم، نذكر منها ما يلي:

أنَّ من يؤدي الزكاة بطيب نفس، ورضا خاطر فإنه يلتحق بقوافل الكرماء، ويسير في ركب أهل السماحة والسخاء؛ فهو يبذل ماله للفقراء والمحتاجين دون أن يُشعر أن له منةً وفضلاً عليهم؛ فالفضل لله أولاً وأخيراً، وهذه هي سجية أهل الكرم و والجود والسخاء.

ومن الآثار الخلقية أيضاً: أنَّ الزكاة تعلم الرحمة، وتستوجب اتصاف من يؤدي الزكاة بالعطف واللين تجاه إخوانه من المحتاجين والضعفاء والمعدمين، "وإنما يَرحَمُ اللهُ من عِبادِه الرُّحَماءَ"؛ كما قال ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري.

ومما يجنيه -أيضاً- المزكي من الفوائد الخلقية حين يقوم بواجب الزكاة كما فرض الله عليه: تطهير أخلاق مؤديها من الشح والبخل؛ هاتان الخصلتان الذميمتان، والخلقان الرذيلان الذي ينبغي لكل مسلم أن يسعى للخلاص منهما، قال الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)[التوبة: 103].

عبادَ الله: إنَّ للزكاة فوائداً اجتماعية كثيرة، وبذل الزكاة ينتج عنه آثارا تنعكس إيجاباً على المجتمع، وتزيد في تماسكه، وتقوي أواصر الترابط بين أفراده، من ذلك:

سدُّ حاجة الفقراء، واندفاع معاناة المساكين، ويعيش المجتمع متكافلاً متعاوناً؛ الكل ينهل من معين الرضا والسعادة، والجميع يعيش ولديه ما يقوم بحاجته.

كما أنَّ بأداء الزكاة يقذف الله المحبة في قلوب المحتاجين لمن يبذل لهم الزكاة من ماله، وتزول من المجتمع الأحقاد وتذهب الضغائن من قلوب المعوزين والفقراء تجاه أصحاب الأموال؛ فإنَّه من المعروف أن الفقراء حين يشاهدون الأغنياء يتلذذون بالأموال، ويتمتعون بها، بينما هم لا ينتفعون بشيء من ذلك، لا قليل ولا كثير فإنه قد يحملهم ذلك على أن تمتلأ صدورهم حقداً وعدواةً على الأغنياء حين أنهم لم يراعوا لهم حقاً، ولم يعينوهم بدفع حوائجهم؛ فإذا أعطى الأغنياء لهؤلاء ما أوجبه الله عليهم في أموالهم، انتشرت ثقافة الحب، وعم الودُّ والوئام.

وأيضاً في أداء الزكاة: تنمية للمال، وتكثير لبركته؛ فقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ الزكاةَ لا تنقص المال، بل يبارك الله فيه، ويزيده وينميه لصاحبه حتى أنه لا يشعر بما أنفقه في الزكاة، ولا يحس بما نقص من في أدائها، قال -عليه الصلاة والسلام- "ما نقُصتْ صدقةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضَع أحدٌ للهِ إلَّا رفعه اللهُ"(رواه مسلم).

وفي الزكاة أيضاً -أيها الكرام-: زيادة لقوة المسلمين، وفي أدائها رفعةً من شأنهم؛ فإنَّ من مصارف الزكاة، الجهاد في سبيل الله؛ فإذا ما صرف من الزكاة للجهاد والإعداد كان في ذلك مزيدٌ قوةٍ، وتوسعٌ في الاستعداد، وكلما زاد ما يصرف فيه كان المقابل قوة أكبر وأكثر.

أيها الإخوة في الدين: كثيرةٌ هي فوائد الزكاة، وعظيمةٌ هي ثمارها، وتركنا الأكثر لحال ضيق الوقت، لكن في ما ذكرناه عظةٌ وتذكيرٌ لي ولكم -أيها الأحبة- على أن نحرص على أداء هذا الركن العظيم، ونبذل من أموالنا المستحق للفقراء والمحتجين والمعوزين، وننفق مما أعطانا الله في مصارف الزكاة؛ ليكرمنا الله من واسع فضله، ويغدق علينا ببركاته، ولنجني تلك الثمار التي رتبها على فعل الزكاة وأدائها لمن يستحقها.

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].