القوي
كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...
العربية
المؤلف | فيصل بن جميل غزاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - الحياة الآخرة |
هذا وقد يتساهل بعضُ الناسِ في وقاية أنفسهم من الفتن العظيمة؛ فيدخل بعضُهم مواقعَ الشبكة المشبوهة، ويتابِع القنواتِ الفضائيةَ المسمومةَ، ويظن أنه لن يتأثر فإذا به يستمع لِمَا يلقيه دعاةُ الباطلِ وأربابُ الضلالِ، ويقع ضحيةَ أحابيلهم، فيتقبَّل ما يَبُثُّون من كفريات وأباطيل، وشبهات وأضاليل، ويتبلبل فكرُه، وتتلوث عقيدتُه، فيضل، وقد يؤدي به الأمر إلى أن يترك دينه، عِيَاذًا بالله...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى، واستمسِكُوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
أيها المسلمون: لقد حذَّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أمتَه من الفتن أشدَّ التحذير، ونصَح لها في ذلك أعظمَ النصحِ، وبيَّن لها العملَ تجاهَ تلك الشرور والفتن، وسبيلَ الوقاية من خطرها، حتى يكون المسلمون في مأمن منها ومعاذ، ويُصبحوا في ملجأ منها وملاذ، وقد كانت تلك الأحاديث الواردة في الفتن من دلائل صدقه -صلى الله عليه وسلم- ونبوته، ومن دلائل حرصه على نجاة أمته.
ومن تلك الفتن المحذورة -عباد الله- ما أخبرنا عنه -صلى الله عليه وسلم- من حدوث فتنة عمياء، وداهية دهياء، وبلية عظيمة، ونازلة جسيمة، ستقع في الأرض بلا ارتياب، وتغشي الناسَ في أيام صعاب، وهي من مسائل الإيمان بالغيب العظمى، ومن أشراط الساعة الكبرى، إنها امتحان وابتلاء من الله لعباده، وهي فتنة عامة، تعم سائرَ الخَلْق الذين يعيشون وقت وقوعها، فتحل بهم وتُلقي عليهم جِرانَها، منذِرةً بما يكون بعدَها من أحداث ووقائع، إنها أعظم الفتن منذ خلَق اللهُ آدمَ إلى قيام الساعة؛ لشدتها وهولها، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ منها، وأمَر بالاستعاذة منها، تلك -يا عباد الله- هي فتنة المسيح الدجال، وما أدراكم ما المسيح الدجال؟! قال صلى الله عليه وسلم: "ما كانت ولا تكون فتنةٌ حتى تقوم الساعةُ أعظمَ من فتنةِ الدجالِ، وما من نبي إلا وحذَّر قومَه الدجالَ"، وقال صلى الله عليه وسلم عن خروجه: "إِنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونَكم، وإن يخرج ولستُ فيكم فامرؤٌ حجيجُ نفسِه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ".
عباد الله: المسيح الدجال منبع الكفر والضلال، وينبوع الدجل والأوجال، قد أنذرت به الأنبياءُ قومَها، وحذَّرت منه أُمَمَها، ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف الباهرة، قال صلى الله عليه وسلم: "إني أُنْذُرِكُمُوهُ، وما مِنْ نبيٍّ إلا وقد أنذَر قومَه، ولقد أنذره نوحٌ قومَه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما بينَ خَلْقِ آدمَ إلى قيام الساعة خلقٌ أكبرُ من الدجالِ"، قال السفاريني -رحمه الله-: "وينبغي لكل عالِم أن يبُثَّ أحاديثَ الدجال بين الأولاد والنساء والرجال، لاسيما في زماننا الذي اشْرَأَبَّتْ فيه الفتنُ، وكَثُرَتْ فيه المحنُ، واندرست فيه معالِمُ السننِ، وصارت السننُ فيه كالبدع، والبدعة شرع يُبَّتَعُ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
معاشر المسلمين: إنه حريٌّ بكل مؤمن يرجو النجاة، ويخشى على نفسه من هذه الفتنة المهلِكة والمحنة الفاتكة، أن يكون على بيِّنة من حقيقة الدجال وكُنْهِه؛ فله صفات دقيقة تميِّزُه عن غيره، وعلامات بارزة تدلُّ عليه، فإذا خرج كان الناس على حذَر منه، فلم يغتروا بباطله، ولم يخلُص إلى فتنتهم، وإليكم -عباد الله- عَرْضًا مُجْمَلًا لأهم ما تضمنته الأحاديثُ الصحيحةُ الواردةُ في شأن الدَّجَّال:
إنه شابٌّ من بني آدم، أحمرُ، قصيرٌ، أفحجُ؛ وهو الذي إذا مشى باعَد بين رجليه، جَعْد الرأس، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى كأنها عنبة طافية، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة، وهي لحمة تنبت في مقدمة العين، ومكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كلُّ مسلم كاتِب أو غير كاتِب، وهو عقيم لا يولَد له، ويخرج الدجالُ من جهة المشرق من خراسان، من غضبة يغضبها، ويتبعه سبعون ألفًا من يهود أصبهان، عليهم التيجان، يفِرُّ الناسُ منه إلى الجبال، ويسير في الأرض، فلا يترك بلدًا دخله، إلا مكة والمدينة، فقد حرَّم اللهُ عليه دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما.
ومن ابتلاء الله للناس أن يجري مع الدجال من الخوارق العظيمة التي تُبهر العقولَ وتُحَيِّر الألبابَ؛ فهو يدعي النبوةَ أولا ثم يدعي أنه الإله، وقد ورَد من أخباره، أن معه جنة ونارا، وجنتُه نارٌ، وناره جنة، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تُمطر فتمطر، والأرض أن تُنبت فتُنبت، وتتبعه كنوزُ الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة؛ كسرعة الغيث استدبرته الريحُ.
ومن فتنته أنه يأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماءَ فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارِحَتُهم؛ وهي الماشية، أطول ما كانت ذُرًى، ومعنى ذرى الأعالي والأسنمة، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، وهو كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل، ثم يأتي القومَ فيدعوهم فيردون عليه قولَه فينصرف عنهم فيُصبحون ممحلينَ ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أَخْرِجِي كنوزَكِ، فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رميةَ الغَرَض، ثم يدعوه فيُقبل ويتهلل وجهُه يضحك، وجاء في وصف هذا الرجل: أنه من خيار الناس، أو خير الناس، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول للدجال: أشهدُ أنكَ الدجالُ الذي حدَّثَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حديثَه، فيقول الدجالُ: أرأيتُم إن قتلتُ هذا ثم أحييتُه، هل تشُكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: واللهِ ما كنتُ فيكَ أشدَّ بصيرةً مني اليوم، فيُريد الدجالُ أن يقتله فلا يُسَلَّطُ عليه.
وتبلغ الفتنةُ بهذا الأعور الكذاب، أن يقول لأعرابي: "أرأيتَ إن بعثتُ لكَ أباكَ وأمكَ أتشهد أني ربُّكَ، فيقول: نعم، فيتمثَّل له شيطانانِ في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ؛ فإنه ربُّكَ".
إلى غير ذلك من الخوارق التي تظهر على يديه، محنةً من الله واختبارًا، ليهلك المرتاب، وينجو المتيقنُ، أما مدة بقائه في الأرض فأربعون يوما، لكن بعض هذه الأيام طويل؛ فيوم كسَنَةٍ، ويوم كشَهْرٍ، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا، قال الصحابة -رضي الله عنهم-: "يا رسولَ اللهِ، فذلك اليومُ كسَنَةٍ أتكيفنا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: لا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ".
نسأل الله الكريم المنَّان أن يُعيذنا والمسلمينَ من فتنة المسيح الدجال، وأن ينجينا منا بفضله ومَنِّه وكرمه.
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، من استهداه هداه، ومن أقبل إليه آواه، ومن توكل عليه كفاه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، ولا معبود بحق إلا إياه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وَمَنْ والاه.
أما بعد: فاعلموا -عباد الله- أن أهم ما يجب علينا معرفتُه في شأن المسيح الدجال، هو كيفية الوقاية من فتنته؛ فقد أرشد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أمتَه إلى ما يُنَجِّيها منه، ويعصمها من شَرِّهِ، ومن ذلك:
أولا: الثبات على الدِّين والتَّمَسُّك بالكتاب والسُّنَّة، ومعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، التي لا يشاركه فيها أحدٌ، فيعلم المسلمُ أن الدجال بَشَرٌ يأكل ويشرب، وأن الله -تعالى- منزَّه عن ذلك، وأن الدجال أعورُ، والله ليس بأعور، وأنه ليس أحدٌ يرى ربَّه حتى يموت، والدجال يراه الناسُ عند خروجه، مؤمنُهم وكافرُهم، وهنا يتجلى المنهجُ الصحيحُ في الرجوع للمُحْكَم الواضح، وهو تنزُّه الله عن النقائص والعيوب، عند التباس الأمر واشتباهه، وهو ظهور خوارق العادة على يدي الدجال.
ثانيا: التعوُّذ من فتنة الدجال وخاصةً في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهَّد أحدُكم فليستَعِذْ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
ثالثا: معرفة الأحاديث الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي بيَّن فيها صفاتِ الدجالِ، وزمنَ خروجه ومكانَه وطريقَ النجاة منه.
رابعا: حفظ آيات من سورة الكهف؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَفِظَ عشرَ آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجالِ"، فإذا قرئت هذه الآياتُ على الدجال كانت عصمةً من فتنته، قال النووي -رحمه الله-: "سببُ ذلك ما في أولها من العجائب والآيات، فَمَنْ تَدَبَّرَهَا لم يُفتن بالدجال".
خامسا: الزهد في الدنيا وفضول المباحات، وتحذير الناس من الاغترار بها، فإن أعظم ما يَفتن به الدجالُ الناسَ الدنيا، فيعطيهم ما يريدونه من متاعها الزائل، مقابِلَ أن يشهدوا أنه ربهم، وكم ترى اليومَ مَنْ يبيع دينَه من أَجْلِ حطامِ الدنيا الفاني؛ فكيف إذا جاء الدجال، هل تراه يثبت ويبقى على الجادة؟!
سادسا: مخالَفة أمر مسيح الضلالة والفرار منه، فعلى مَنْ لَقِيَهُ أن يخالفه ويعصيه، ولا ينخدع به، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَأنا أعلمُ بما مع الدجال منه، معه نهرانِ يجريانِ أحدُهما رَأْيَ العينِ، ماءٌ أبيضُ والآخَرُ رَأْيَ العينِ نارٌ تأجَّجُ، فإما أدركهن أحدٌ فليأتِ النهرَ الذي يراه نارًا، وليُغمِضْ ثم لِيُطَأْطِئْ رأسَه فيشرب منه، فإنه ماء بارد.
والواجب أن يفر المؤمن من الدجال، ولا يتشوَّف للقائه ولا يتعرض لفتنته، وإذا سَمِعَ بظهوره أن يبعد عنه؛ وذلك لِمَا معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يُجريها اللهُ على يديه فتنةً للناس، فإنه يأتيه الرجلُ وهو يظنُّ في نفسه الإيمانَ والثباتَ فيتبع الدجالَ، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ بالدجال فَلْيَنْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرجلَ ليأتيه وهو يحسَب أنه مؤمنٌ فيتبعه مما يَبعث به من الشبهات".
وهنا وقفة تأمُّلٍ: فقد حذَّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم، وسؤالهم وتصديقهم، ومما يحذَّر منه تلك القنوات الفضائية التي يقوم سوقُها على السحر والشعوذة، ويسعى الكهانُ والدجاجلةُ في نشر باطلهم من خلالها، والترويج لمبادئهم بأساليب مختلفة، فيَفتنون الناسَ في عقائدهم وتوكُّلهم على الله، وأخذهم بالأسباب ليخرجوهم عن دينهم الحنيف الذي ارتضاه اللهُ لنا، وكم من امرأة جاهلة غرفت في مستنقع الجهل والخرافة، فلجأت لمثل هؤلاء الدجاجلة المحتالين، بحثًا عن حلول لمشكلاتها، ولم تمتنع عن التواصل معهم وإعطائهم أموالًا طائلةً في سبيل الخلاص من الحال التي هي فيها، ولا تأنَفُ عن تلبية ما يطلبون منها بدعوى أنها في كَرْبٍ، تريد أن يفرجوه عنها، وأنها تفتقد السعادةَ، وتأمُل أن يحققوها لها.
وقد كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يَنْهَوْنَ عن الجلوس إلى أهل البدع والأهواء، أو الاستماع إليهم حمايةً لدين المرء، وتحذيرًا من وقوعه في الفتنة، قال سفيان الثوري -رحمه الله-: "من أصغى بأُذُنِه إلى صاحب بدعة خرَج من عصمة الله وَوُكِلَ إليها" يعني إلى البدع، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "صاحبُ البدعةِ لا تَأْمَنْهُ على دِينِكَ، ولا تُشَاوِرْهُ في أمرِكَ، فمن جلَس إلى صاحب بدعة ورَّثَه اللهُ العمى"، وقال إبراهيم النخعي -رحمه الله-: "لا تُجَالِسُوا أهلَ الأهواءِ؛ فإنَّ مُجَالَسَتَهُمْ تَذهب بنورِ الإيمانِ مِنَ القلوبِ، وتَسلب محاسنَ الوجوهِ، وتُورِثُ البغضَ في قلوبِ المؤمنينَ".
هذا وقد يتساهل بعضُ الناسِ في وقاية أنفسهم من الفتن العظيمة؛ فيدخل بعضُهم مواقعَ الشبكة المشبوهة، ويتابِع القنواتِ الفضائيةَ المسمومةَ، ويظن أنه لن يتأثر فإذا به يستمع لِمَا يلقيه دعاةُ الباطلِ وأربابُ الضلالِ، ويقع ضحيةَ أحابيلهم، فيتقبَّل ما يَبُثُّون من كفريات وأباطيل، وشبهات وأضاليل، ويتبلبل فكرُه، وتتلوث عقيدتُه، فيضل، وقد يؤدي به الأمر إلى أن يترك دينه، عِيَاذًا بالله.
ألا وصلوا وسلموا -عباد الله- على من أمركم الله -تعالى- بالصلاة والسلام عليه في قوله عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وانصر عبادك الموحِّدين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمِنًا مطمئنًا رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في الأوطان والدُّورِ، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، وَاتَّبَعَ رضاك يا رب العالمين.
اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أمرنا لِمَا تُحِبُّهُ وترضاه من الأقوال والأعمال، يا حي يا قيوم، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن لإخواننا المستضعَفين والمجاهدين في سبيلك والمرابطين على الثغور وحماة الحدود.
اللهم كن لهم مُعِينًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وظهيرًا، اللهم إنَّا نعوذُ بكَ من الفتن ما ظهَر منها وما بطَن.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].